تقاعدت عن عمر الـ100... مُعمرة تتحدث عن أهمية «الانشغال بالعمل» لعيش حياة طويلة

بالدو تركز بشدة على أهمية العائلة والأصدقاء

مادلين بالدو تبلغ من العمر 100 عام وتعيش في شيكاغو حيث عملت لمدة 81 عاماً (سي إن بي سي)
مادلين بالدو تبلغ من العمر 100 عام وتعيش في شيكاغو حيث عملت لمدة 81 عاماً (سي إن بي سي)
TT

تقاعدت عن عمر الـ100... مُعمرة تتحدث عن أهمية «الانشغال بالعمل» لعيش حياة طويلة

مادلين بالدو تبلغ من العمر 100 عام وتعيش في شيكاغو حيث عملت لمدة 81 عاماً (سي إن بي سي)
مادلين بالدو تبلغ من العمر 100 عام وتعيش في شيكاغو حيث عملت لمدة 81 عاماً (سي إن بي سي)

تقاعدت مادلين بالدو حديثاً عن عمر يناهز 100 سنة، حيث عملت لأكثر من 80 عاماً - من سن 18 إلى 99 عاماً. وتعتقد بالدو أن العمل كان مساهماً كبيراً في طول عمرها، وفقاً لتقرير لشبكة «سي إن بي سي».

تقول بالدو عن وظيفتها السابقة: «لقد جعلني ذلك مشغولة، واستمتعت بالعمل... أما التقاعد، فلا أحبه كثيراً».

بدأت عائلة بالدو مشروعاً تجارياً في شيكاغو لإنتاج اللافتات الكهربائية، وكانت مادلين مسؤولة عن العمل المكتبي. غالباً ما كانت تتفاعل مع العملاء، وهو الجزء المفضل لديها من الوظيفة.

وقالت: «أحببت التفاعل مع الناس... وكنت الوحيدة في المكتب الذي قام بجميع الأعمال المكتبية، لذلك كان الأمر ممتعاً. أحببت الذهاب إلى العمل».

اكتشفت دراسة أجرتها جامعة هارفارد على مدار 85 عاماً أن العلاقات الإيجابية تجعل الناس أكثر سعادة، ويمكن أن تساعدهم على العيش لفترة أطول. لهذا السبب، ليس من المستغرب أن تركز بالدو بشدة على أهمية العائلة والأصدقاء.

تقول الدكتورة صوفيا ميلمان، الأستاذة المساعدة في الطب وعلم الوراثة ومديرة دراسات طول العمر البشري في معهد أبحاث الشيخوخة في كلية ألبرت أينشتاين للطب: «يتحدث الكثير من المعمرين عن أهمية العلاقات وأسرهم ومجتمعاتهم وأصدقائهم».

لا تزال بالدو تحافظ على لياقتها الاجتماعية في حين تبلغ من العمر 100 عام من خلال الخروج لتناول العشاء مع أبنائها، والذهاب إلى المناسبات العائلية. لقد حضرت أخيراً حفل زفاف في وقت سابق من هذا الشهر.

كما أنها تستمتع بالذهاب إلى أحد فروع «Dunkin’ Donuts» كل يوم أحد مع ابنها للقاء الأصدقاء، وتقول: «أتطلع إلى ذلك كل أسبوع».

تؤكد بالدو أنها محظوظة بما فيه الكفاية؛ لأن لديها عدداً قليلاً من الأصدقاء الذين هم في نفس عمرها والذين يزورون منزلها بشكل متكرر لتناول طعام الغداء.

وتضيف: «يتصلون بي دائماً قائلين: سنأتي لتناول طعام الغداء يوم الأربعاء الساعة 12 ظهراً... نحن نمرح معاً... من دون أصدقائك، أعني أين تكون، أليس كذلك؟».

في حين أن الحفاظ على العلاقات الصحية التي تجعلنا سعداء يعد عاملاً مهماً في العيش لفترة أطول، فإن هناك عوامل أخرى من المحتمل أن تكون قد ساهمت في طول عمر بالدو.

بداية، تقول ميلمان: «بشكل عام، متوسط عمر المرأة أطول من عمر الرجل... ونحن نعتقد أن الجينات أيضاً لها علاقة كبيرة بطول العمر».

في الواقع، عاشت أخت بالدو الكبرى حتى سن 103 أعوام. وتقول: «لكن أنا وهي الوحيدتان اللتان عاشتا لأكثر من 100 عام»، في إشارة إلى والديها اللذين توفيا عن عمر يناهز 84 عاماً، وشقيقاتها اللواتي لم يعشن حياة طويلة جداً.

نشأت على نظام غذائي نباتي

تهدف بالدو إلى البقاء في حالة من النشاط، قائلة: «ما زلت أتجول بشكل جيد للغاية. أستطيع أن أصعد الدرج. لديّ طاقة؛ لذا فأنا في حالة جيدة جداً».

تحاول أيضاً تناول طعام صحي قدر الإمكان، وهو الأمر الذي بدأ بالنسبة لها خلال طفولتها، وتوضح: «عندما كنت طفلة، كان هناك سبعة أطفال في العائلة، وكان والدي يبني حديقة كبيرة، لذلك كنا نعيش على الخضار في الغالب. ليس هناك الكثير من اللحوم، ولم نتمكن من شراء اللحوم».

وتضيف: «أعتقد أن هذا ربما كان السبب وراء تناولي طعاماً صحياً». حالياً، لا تتناول الوجبات السريعة.

وتقول ميلمان إن المعمرين عادة ما يكونون أكثر تفاؤلاً، ويناسب بالدو هذا الوصف. وتفيد بأنه ليس من الواضح ما إذا كان المعمرون الذين تزيد أعمارهم على مائة عام يتمتعون دائماً بإيجابية، أو ما إذا كانوا قد طوروا نظرتهم الإيجابية مع تقدم العمر.

تقول بالدو إنها لا تشعر بالتوتر كثيراً؛ لأن «كل شيء يمكن حله». وتتابع: «أنا محظوظة جداً؛ لأنني وصلت إلى سن المائة، وأتمتع بصحة جيدة... لا أستطيع أن أشكو من صحتي. أمشي وأتحدث ولا أشعر بأي ألم».


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
TT

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي، لافتاً إلى أن الفيلم يحترم دور المعلم ويقدّره حتى مع وجود الطابع الكوميدي في العمل.

الفيلم الذي عُرض للمرة الأولى ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» بالنسخة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تدور أحداثه في 8 فصول حول رهان مدير المدرسة على تأسيس «الفصل الشرعي» ليقدم من خلاله نهجا مختلفاً عن المتبع.

وقال المطيري لـ«الشرق الأوسط» إن «المدرسة تشكل فترة مهمة في حياة كل شخص ولا تزال هناك ذكريات ومواقف راسخة في ذاكرتنا عنها، الأمر الذي سيجعل من يشاهد الفيلم يشعر بأن هناك مواقف مشابهة ربما تعرض لها أو شاهدها بالفعل خلال مسيرته التعليمية»، مرجعاً حماسه لتقديم شخصية الأستاذ «شاهين دبكة» مدير ثانوية «السويدي الأهلية» رغم كون الدور لرجل أكبر منه سناً إلى إعجابه بالفكرة التي يتناولها العمل وشعوره بالقدرة على تقديم الدور بشكل مختلف.

فهد المطيري مع أبطال الفيلم (الشركة المنتجة)

وأضاف المطيري: «إن الماكياج الذي وضعته لإظهار نفسي أكبر عمراً، استوحيته جزئياً من الفنان الراحل حسين الرضا خصوصاً مع طبيعة المدير ومحاولته المستمرة إظهار قدرته في السيطرة على الأمور وإدارتها بشكل جيد، وإظهار نفسه ناجحاً في مواجهة شقيقه الأصغر الذي يحقق نجاحات كبيرة في العمل ويرأسه».

وحول تحضيرات التعامل مع الشخصية، أكد المطيري أن خلفيته البدوية ساعدته كثيراً لكونه كان يحضر مجالس كبار السن باستمرار في منزلهم الأمر الذي لعب دوراً في بعض التفاصيل التي قدمها بالأحداث عبر دمج صفات عدة شخصيات التقاها في الواقع ليقدمها في الدور، وفق قوله.

وأوضح أنه كان حريصاً خلال العمل على إبراز الجانب الأبوي في شخصية شاهين وتعامله مع الطلاب من أجل تغيير حياتهم للأفضل وليس التعامل معهم على أنه مدير مدرسة فحسب، لذلك حاول مساعدتهم على بناء مستقبلهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة.

وأشار إلى أنه عمل على النص المكتوب مع مخرجي الفيلم للاستقرار على التفاصيل من الناحية الفنية بشكل كبير، سواء فيما يتعلق بطريقة الحديث أو التوترات العصبية التي تظهر ملازمة له في الأحداث، أو حتى طريقة تعامله مع المواقف الصعبة التي يمر بها، وأضاف قائلاً: «إن طريقة كتابة السيناريو الشيقة أفادتني وفتحت لي آفاقاً، أضفت إليها لمسات شخصية خلال أداء الدور».

المطيري خلال حضور عرض فيلمه في «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

وعن تحويل العمل إلى فيلم سينمائي بعدما جرى تحضيره في البداية على أنه عمل درامي للعرض على المنصات، أكد الممثل السعودي أن «هذا الأمر لم يضر بالعمل بل على العكس أفاده؛ لكون الأحداث صورت ونفذت بتقنيات سينمائية وبطريقة احترافية من مخرجيه الثلاثة، كما أن مدة الفيلم التي تصل إلى 130 دقيقة ليست طويلة مقارنة بأعمال أخرى أقل وقتاً لكن قصتها مختزلة»، موضحاً أن «الأحداث اتسمت بالإيقاع السريع مع وجود قصص لأكثر من طالب، والصراعات الموجودة»، مشيراً إلى أن ما لمسه من ردود فعل عند العرض الأول في «القاهرة السينمائي» أسعده مع تعليقات متكررة عن عدم شعور المشاهدين من الجمهور والنقاد بالوقت الذي استغرقته الأحداث.

ولفت إلى أن «الفيلم تضمن تقريباً غالبية ما جرى تصويره من أحداث، لكن مع اختزال بعض الأمور غير الأساسية حتى لا يكون أطول من اللازم»، مؤكداً أن «المشاهد المحذوفة لم تكن مؤثرة بشكل كبير في الأحداث، الأمر الذي يجعل من يشاهد العمل لا يشعر بغياب أي تفاصيل».

وحول تجربة التعاون مع 3 مخرجين، أكد فهد المطيري أن الأمر لم يشكل عقبة بالنسبة له كونه ممثلاً، حيث توجد رؤية مشتركة من جميع المخرجين يقومون بتنفيذها في الأحداث، ولافتاً إلى أن حضورهم تصوير المشاهد الأخرى غير المرتبطة بما سيقومون بتصويره جعل الفيلم يخرج للجمهور بإيقاع متزن.