«اكتشاف مومياوين لكائنين فضائيين»... حقيقة أم خدعة؟

إحدى المومياوين اللتين عرضتا أمام البرلمان المكسيكي (رويترز)
إحدى المومياوين اللتين عرضتا أمام البرلمان المكسيكي (رويترز)
TT
20

«اكتشاف مومياوين لكائنين فضائيين»... حقيقة أم خدعة؟

إحدى المومياوين اللتين عرضتا أمام البرلمان المكسيكي (رويترز)
إحدى المومياوين اللتين عرضتا أمام البرلمان المكسيكي (رويترز)

قُدم مجسمان لما يشبه كائنات فضائية أمام النواب المكسيكيين تحت قبة البرلمان من جانب شخص مثير للجدل نصّب نفسه متخصصاً في الموضوع، قبيل نشر وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تقريراً منتظراً عن الأجسام الطائرة المجهولة.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد عرض خايمي موسان، وهو صحافي متخصص في علم الأجسام الطائرة المجهولة ودراسة الأجسام الطائرة المجهولة والظواهر الفضائية، تابوتين صغيرين يحتويان على متحجرات مفترضة لكائنين فضائيين، أمام النواب الثلاثاء.

وقال موسان خلال جلسة نظمها النائب سيرخيو غوتيريس باسم «المصلحة العامة»، «إنها كائنات غير بشرية، وليست جزءاً من تطورنا الأرضي».

وأكد أن المومياوين اللتين عُثر عليهما في بيرو «يبلغ عمرهما نحو ألف عام»، مستنداً إلى تحليلات بالكربون 14 أجرتها جامعة المكسيك المستقلة.

 

فهل هاتان المومياوان كائنات فضائية بالفعل؟

 

أكد معهد الفيزياء التابع لجامعة المكسيك المستقلة في بيان أنه أجرى تحليلات لكن فقط لتحديد عمر العينات وليس أصلها. ولفت إلى أن مختبره «ينأى بنفسه عن أي استخدام أو تفسير أو تحريف آخر فيما يتعلق بالنتائج التي نشرها».

ومن جهتها، قالت جولييتا فييرو، العالمة في معهد علم الفلك بالجامعة لشبكة «إيه بي سي نيوز»: «إن التأريخ بالكربون 14، الذي تم استخدامه لتحديد عمر العينات، لن يكون منطقياً إذا كانت المخلوقات من كوكب آخر. ففي هذه الحالة ستكون كيميائهم مختلفة وتتطلب طريقة أخرى لتحليل عمرهم الحقيقي. ومن ثم فإن استنتاج موسان بأن المومياوين يبلغ عمرهما نحو ألف عام ليس منطقياً».

وتساءلت فييرو عن كيفية نقل موسان لكائنات فضائية من بيرو للمكسيك بهذه البساطة والسهولة، قائلة: «أعتقد أن إدخال كائنات فضائية من بيرو إلى المكسيك عبر الجمارك عملية صعبة كانت ستحدث ضجة بالتأكيد. لكن هذا لم يحدث».

وقالت النسخة الفرنسية من صحيفة «هافينغتون بوست» إن هاتين المومياوين ليستا لكائنين فضائيين وقد «كُشف أمرهما قبل سنوات».

وأضافت: «هافينغتون بوست» أن إحدى المومياوين «خضعت لتقويم من عالم أنثروبولوجيا، وأتت استنتاجاته واضحة بأن المومياء المعنية عبارة عن مجموعة من بقايا بشرية محنطة مختلفة».

وقال جونتي هورنر، عالم الأحياء الفلكية في جامعة جنوب كوينزلاند لـ«إيه بي سي نيوز»: «أميل إلى الاعتقاد بأنه إذا كان الأمر يبدو غريباً لدرجة يصعب تصديقها، فمن المؤكد أنه ليس حقيقياً».

وأضاف: «من المؤكد أن هذين الجسمين ليسا كائنين فضائيين».

 

بعض العلماء أكدوا أن هذا الاكتشاف غير منطقي (رويترز)
بعض العلماء أكدوا أن هذا الاكتشاف غير منطقي (رويترز)

سخرية وانتقادات واسعة

أثار إعلان موسان انتقادات وسخرية واسعة على مواقع التواصل.

وقال أحد مستخدمي الإنترنت المكسيكيين: «إن استقبال خايمي موسان في مجلس النواب يظهر ازدراء هذا البلد للعلم».

وسخر آخرون من الجلسة، داعين موسان إلى أن يصبح «رئيس العلاقات بين المجرات».

وبعد أشهر من العمل، من المقرر أن تنشر «ناسا» الخميس تقريراً طال انتظاره حول الموضوع الحساس المرتبط بالأجسام الطائرة المجهولة، الذي من شأنه أن يوفر خريطة طريق للدراسة المستقبلية لهذه الظواهر الغامضة.

يذكر أنه في 26 يوليو (تموز) الماضي، قال ضابط الاستخبارات السابق ديفيد غروش أمام لجنة تابعة للكونغرس الأميركي، إن السلطات تخفي أدلة على وجود كائنات فضائية.

وأكد أنه مقتنع «تماماً» بأن الولايات المتحدة تملك جسماً غامضاً تصنفه السلطات الأميركية على أنه «ظاهرة غير طبيعية غير محددة».


مقالات ذات صلة

لوحات من البسكويت... فنٌّ «يأكل» العين

غلَبَ تكسُّر الشوكولاته وتفتُّتها (إد تشابمان)

لوحات من البسكويت... فنٌّ «يأكل» العين

ابتكر الفنان اللندني إد تشابمان أسلوباً غير تقليدي في صناعة لوحات الفسيفساء، مُستخدماً بسكويت الشوكولاته بأنواعه المختلفة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صوتٌ خافتٌ أم إزعاجٌ فجري؟ (غيتي)

ديك يُشعل نزاعاً قانونياً في بريطانيا وصاحبه يصرُّ على أنه لا يصيح!

غُرِّم رجل من مقاطعة هامبشاير البريطانية بعد خسارته الاستئناف ضدَّ إدانته بالسماح لديكه بإزعاج جيرانه... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق عنادٌ بيروتيّ بوجه الأقدار المُباغِتة (ماراثون بيروت)

ماراثون بيروت... ولادة مدينة تغلب موتها

في الواجهة البحرية، تجمَّع الناس. كل الأطياف؛ مَن يُشبهك ومَن لا يُشبهك؛ مَن يحمل جرحاً صغيراً، ومن أتى بجراحٍ لا تُحصَى. اجتمعوا ليركضوا معاً نحو بدايات جديدة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق يمرّ زوار بمتجر حلويات وتذكارات أميركية في شارع أكسفورد بلندن (غيتي)

ضبط كمية كبيرة من بضائع «مزيفة» بشارع أكسفورد في لندن

كشفت الشرطة البريطانية عن أكبر كمية من البضائع المشتبه في تزويرها بشارع «أكسفورد» الشهير في وسط لندن، بعد شكوى سائح تعرّض لدفع رسوم بلغت 899 جنيهاً إسترلينياً…

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تم تعليق رحلات القطارات فائقة السرعة بين طوكيو وأوساكا (رويترز)

ثعبان يتحدّى «قطارات الرصاصة» اليابانية... ويوقفها

توقف أحد أكثر خطوط القطارات -فائقة السرعة (الرصاصة)- ازدحاماً في اليابان، بعد أن علق ثعبان في أحد خطوط الكهرباء، ما تسبب في انقطاع التيار.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

صلاح المليجي يُعبِّر بـ«الهدم والصمت» عن حنينه إلى السويس

بيوت لا يظهر منها إلا إطار خارجي (الشرق الأوسط)
بيوت لا يظهر منها إلا إطار خارجي (الشرق الأوسط)
TT
20

صلاح المليجي يُعبِّر بـ«الهدم والصمت» عن حنينه إلى السويس

بيوت لا يظهر منها إلا إطار خارجي (الشرق الأوسط)
بيوت لا يظهر منها إلا إطار خارجي (الشرق الأوسط)

يُقدّم الفنان المصري صلاح المليجي، في أحدث معارضه، حالة وجدانية غنيّة مُستلهمة من ذكرياته في مسقطه، تأخذه وتأخذ المتلقّي معه من الواقع إلى عوالم من الحنين والأحلام والشجن، مُستشعراً الإحساس الموجِع بالهدم، والدهشة من الصمت الزاخر بالثرثرة.

تتعدَّد التجارب الفنّية التي تتناولها أعماله الـ40 في المعرض؛ مما دفعه إلى عدم اختيار عنوان له، لكن رغم ذلك يدور الحدث المُقام حالياً بغاليري «أوديسي» بالقاهرة، حول فكرتين أساسيتين، هما الهدم والصمت؛ فتُجسّد الأولى مَشاهد من «اللاند سكيب» معظمها حول البيوت؛ بعضها غير مُكتمل، وبعضها الآخر مجرّد إطارات خارجية لبنايات قديمة.

يميل إلى الصمت تأثّراً بنشأته في السويس (الشرق الأوسط)
يميل إلى الصمت تأثّراً بنشأته في السويس (الشرق الأوسط)

فتأتي البيوت غير واضحة الملامح، كأنها أبنية تهدَّمت، ولا يظهر فيها منظور أو رؤى ثلاثية البُعد -أو حتى ثنائية- إنما هي مجرّد هياكل بسيطة جداً، تنحى نحو التجريدية، وقد تعكس في النهاية حالة نفسية يمرُّ بها الفنان أكثر منها حقيقية.

يقول المليجي لـ«الشرق الأوسط»: «أحياناً، نجد متعة في النظر إلى الخواء، أو تأمُّل الفراغ، أو ذلك الشيء أو المكان الذي يخلو من البشر أو الحياة من الأصل، فبعض أعمالي في المعرض تعكس مأساةً ما، أو ذكرى حزينة. فهي استعارة للماضي بما فيه من حنين، لتتحوَّل اللوحة في هذه الحالة إلى رثاء لنفسي، أو سرد لبقايا هذه الهياكل الباقية داخلي، أو ربما داخل المتلقّي أيضاً».

جانب من الأعمال التجريدية للفنان (الشرق الأوسط)
جانب من الأعمال التجريدية للفنان (الشرق الأوسط)

تستمدّ هذه التجربة تفاصيلها من طفولة المليجي؛ إذ ولد في مدينة السويس المصرية (شرق القاهرة) ونشأ فيها، وهي التي عانت آثار الحرب في 1967 و1973.

وبذلك تعيدنا لوحاته إلى إحدى روائع الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي، وهي قصيدة «تجار الخشب» في ديوان «وجوه على الشط»، التي عبَّرت عن أحوال الهدم في السويس خلال حرب الاستنزاف وما بعدها.

فقد كان للسويس طابعها المعماري المتميِّز المعروف باسم «البغدادلي»؛ وهو البناء بالأخشاب والدبش، وكان مستَمداً من بيئتها؛ إذ كان أهالي المدينة يتّخذون مواد البناء من «تقفيصات» من الخشب، مملوء وسطها بـ«المونة»، والأحجار الصغيرة المُلتَقطة من شاطئ البحر، وإنما هذا الطراز يكاد يكون قد اندثر بفعل الحرب كما هو معروف.

يستدعي الفنان أطلال مدينته بحنين وشجن للماضي (الشرق الأوسط)
يستدعي الفنان أطلال مدينته بحنين وشجن للماضي (الشرق الأوسط)

ويؤكد المليجي أنّ بعض أعمال معرضه الجديد تُمثّل مدينته زمان: «في السويس، اعتدتُ منذ طفولتي أن أجد نفسي وأقاربي أو المحيطين بي في مكان ما، وأرجع إليه فأجده قد تأثَّر بالحرب، أو تهدَّم، أو تغيَّر بشكل جذري؛ وهو ما كان يُثير الشجن والألم العميق داخلي، لا سيما على هذه البنايات ذات المعمار المختلف والنادر؛ لذلك أجد نفسي أستدعي أطلال الماضي في لوحاتي».

ويرى الفنان تأثير الطراز المعماري للسويس أكبر من الوجع الذي دفعه إلى الاحتفاء بفكرة الهدم في تجربته الراهنة وتجاربه السابقة؛ إذ قاده أيضاً هذا الطراز الذي اعتمد في الغالب دوراً واحداً لكل بيت، وسلالم خارجية مكشوفة للبنايات، إلى إثارة خياله، وفتح آفاقاً واسعة أمام تفكيره، وفق قوله.

أشكال غير مُكتملة تأكيداً لفكرة الهدم التي يحتفي بها المليجي (الشرق الأوسط)
أشكال غير مُكتملة تأكيداً لفكرة الهدم التي يحتفي بها المليجي (الشرق الأوسط)

أما الصمت، وهو الفكرة الأخرى التي احتفى بها في معرضه، فقد عبَّر عنه صلاح المليجي من خلال عدد من البورتريهات، تُجسِّد شخوصاً في حالة من السكون الخادع: «أحياناً يكون الصمت معبِّراً أكثر من الضجيج، وإنما قد يُمثّل حديثاً لا ينتهي، فيبوح بمشاعر وأسرار، ويسرد قصصاً وحكايات، يتلقّفه المُشاهد ليدور داخله الأمر عينه، وفقاً لماضيه وذاكرته وتجاربه. أكشف سراً بأن هذا الشخص الذي أجسّده في بورتريهات المعرض هو أنا».

ويتابع: «صلاح الذي يقف خارج اللوحة خلال الرسم وجد نفسه يتعمَّق في دواخله، ويرسم (بورتريه سِيلفي) ربما لرغبته في استكشاف ذاته أكثر، لكن في صمت موحٍ».

هذا الصمت الذي يحتفي فيه المليجي هنا هو امتداد لحالة يعيشها الفنان ويستشعرها جمهوره في أعماله دائماً، وهو أيضاً انعكاس لتأثّره -مرة أخرى- بمدينته: «من المعروف أنّ السويس مدينة ساحلية تهتم بالصيد، وقد عشقته منذ الصغر نتيجة لذلك».

الفنان المصري صلاح المليجي في أحدث معارضه (الشرق الأوسط)
الفنان المصري صلاح المليجي في أحدث معارضه (الشرق الأوسط)

يضيف الفنان المصري: «أحياناً، أقضي ساعات طويلة وحيداً أمام المياه، أصطاد وأستمتع بسحر الطبيعة وغموض البحر، ومن هنا أحببتُ الصمت وتذوّقت جماله».

جاءت اللوحات في المعرض المستمرّ حتى 7 مايو (أيار) الحالي بمقاسات مختلفة، وتنوَّعت ما بين أعمال التخطيط التي استخدم فيها الفنان الأحبار الملونة، وتحديداً اللون البني بدرجاته على الورق، وأعمال الرسم باستخدام الأكريليك على القماش.

إلا أنه في معرضه المقبل الذي يستعد له في الوقت الراهن، سيقدّم تجربة فنّية جديدة تعتمد الأبيض والأسود فقط في جميع اللوحات.

يختتم حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «دائماً فكرةٌ تُسلّم فكرةً، وتجربةٌ تقود إلى أخرى، وتجربتي المقبلة ستقوم بالكامل على الأبيض والأسود، في تجسيد للأساطير التي تشغلني باستمرار».