50 موقعاً تأمل إدراجها بقائمة التراث... والمصير معلَّق باجتماع الرياض

7 من كل 10 مواقع للتراث العالمي معرَّضة للخطر المباشر

شعار الدورة الـ45 للجنة التراث العالمي يحمل رموزاً لمواقع ثقافية سعودية (المركز الإعلامي)
شعار الدورة الـ45 للجنة التراث العالمي يحمل رموزاً لمواقع ثقافية سعودية (المركز الإعلامي)
TT

50 موقعاً تأمل إدراجها بقائمة التراث... والمصير معلَّق باجتماع الرياض

شعار الدورة الـ45 للجنة التراث العالمي يحمل رموزاً لمواقع ثقافية سعودية (المركز الإعلامي)
شعار الدورة الـ45 للجنة التراث العالمي يحمل رموزاً لمواقع ثقافية سعودية (المركز الإعلامي)

من المُتوقَّع أن تسفر اجتماعات الدورة الموسَّعة الـ45 للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة «اليونيسكو»، المنعقدة في الرياض، عن إدراج مجموعة من المواقع التراثية المؤهلة لانضمامها إلى قائمة التراث الدولية، وحمايتها، ضمن الممتلكات الثقافية والطبيعية ذات القيمة العالمية الاستثنائية، من عوامل الإهمال والاندثار.

ووفق جدول أعمال اللجنة في اجتماعاتها التي تنتهي الاثنين، 25 سبتمبر (أيلول) الحالي، ستُدرَس مقترحات إدراج 50 موقعاً إلى قائمة التراث العالمي، منها 37 موقعاً ثقافياً، و12 موقعاً طبيعياً، وموقعان متعدّدا الأهمية، بجانب مناقشة 5 تعديلات على حدود المواقع التراثية جذرياً.

إلى ذلك، يعقد مديرو مواقع التراث العالمي، منتدى خاصاً طوال 5 أيام، على هامش اجتماع الرياض، يضم الفرق العالمية والمسؤولين عن المواقع من العالم، لمواصلة جهود تمكينهم على الساحة الدولية، وتوفير فرص توسيع شبكات العلاقات المفيدة في إنجاز مهمّاتهم الثقافية، وتيسير تبادل الخبرات والمعارف لحفظ التراث الإنساني المشترك، واستعراض تقنيات تطوير مواقع التراث.

7 من كل 10 مواقع للتراث العالمي البحرية والساحلية معرَّضة للخطر (المركز الإعلامي الافتراضي)

اضطراب المناخ تهديد وجودي للتراث

لكن ثمة ما يعيد خلط الأوراق، إذ أشارت المديرة العامة لـ«اليونيسكو»، أودري أزولاي، إلى أنّ اضطراب المناخ يشكل تهديداً وجودياً على التراث العالمي، وفق تقارير المنظّمة، مضيفة أنّ العالم بحاجة إلى بنود اتفاقية التراث العالمي التي صادقت عليها 195 دولة، لمواجهة التحدّيات المقبلة.

وكشفت أنّ 7 من كل 10 مواقع للتراث العالمي البحرية والساحلية معرَّضة للخطر بشكل مباشر، فيما سجّل يوليو (تموز) الماضي، الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، ما تسبّب، إضافة إلى الفيضانات، بالتآكل الساحلي، فأسهمت جهود حماية التراث الدولية في تحقيق نجاحات لافتة، منها ما أظهرته دراسة مشتركة لـ«اليونيسكو» و«IUCN» عن الدور الحاسم لحماية مواقع التراث الطبيعي والتنوّع البيولوجي. ورغم أنّ هذه المواقع تغطّي 1 في المائة فقط من سطح الأرض، فإنها موطن لـ20 في المائة من الأنواع، ما يساهم في حماية تنوّع الحياة والإنسان.

وأشارت أزولاي، خلال لقائها في الرياض بنحو 3000 مشارك في قطاع التراث والآثار، إلى أنّ «اليونيسكو» أرسلت فرقاً إلى البلدان المتضرّرة من الدمار الناجم عن الظروف المناخية القاسية مؤخراً، في مدغشقر، وباكستان، وفي كوبا وبيرو؛ للتقييم والاستعداد لإعادة الإعمار، بدعم من صندوق طوارئ التراث. وأكدت أنّ العالم بحاجة إلى الاستعداد بشكل أفضل، علماً أنّ كل فرد من مديري مواقع التراث العالمي سيتلقّى تدريباً على استراتيجيات التكيّف مع المناخ بحلول عام 2025.

تضم قائمة التراث العالمي 1157 موقعاً تراثياً منتشرة في 167 دولة (لجنة التراث العالمية)

كيف يُقيَّم الموقع التراثي؟

تضم قائمة التراث العالمي 1157 موقعاً تراثياً منتشرة في 167 دولة حول العالم، مقسمةً ما بين مواقع طبيعية مثل الغابات والواحات، ومواقع من صنع الإنسان مثل القرى والقصور المهمّة ثقافياً وتراثياً، ومواقع تجمع بين الاثنين. وتتألف لجنة التراث العالمي من ممثلين عن 21 دولة منخرطة في اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي، تنتخبهم الجمعية العامة للدول الأطراف في الاتفاقية، وتُعنى اللجنة بدراسة اقتراحات الدول الراغبة في إدراج مواقعها ضمن قائمة التراث العالمي، ومساعدة الخبراء لرفع التقارير عن تلك المواقع، وتقديم التقييم النهائي لحسم قرار إدراج المواقع المُقترحة. وتتضمن معايير الاختيار مواصفات؛ منها أن تمثّل المواقع تحفة تعكس عبقرية الإنسان، وأن تعرض تبادلاً مهمّاً للقيم الإنسانية على مدى فترة زمنية أو ضمن منطقة ثقافية من العالم، وأن تشكل مثالاً بارزاً لنوع من المباني أو المجموعات المعمارية أو التكنولوجية أو المناظر الطبيعية التي توضح مرحلة أو مراحل مهمّة في تاريخ البشرية.

إلى ذلك، تشمل المواصفات أن يكون الموقع مثالاً بارزاً على المستوطنات البشرية التقليدية أو كيفية تفاعل الإنسان مع البيئة، خصوصاً عندما تتعرّض للخطر وتوضع تحت تأثير التغيير الحتمي. كما تنصّ المعايير على ارتباط المواقع بشكل مباشر بالأحداث أو التقاليد الحية مع الأفكار أو المعتقدات أو الأعمال الفنية والأدبية ذات الأهمية العالمية البارزة، وأن تحتوي على ظواهر طبيعية لافتة أو جمال استثنائي، وتكون أمثلة بارزة للمراحل الرئيسية من التاريخ.

وعلى صعيد المواقع الطبيعية، يُشترط احتواء المرشَّح منها على الموائل الطبيعية الأكثر أهمية للحفاظ على التنوّع البيولوجي، من بينها تلك التي تحتوي على الأنواع المهدَّدة بالانقراض ذات القيمة العالمية البارزة علمياً والواجبة المحافظة عليها.

تُقدّم نتائج منتدى المهنيين على هيئة إعلان للشباب إلى الدورة 45 الموسَّعة للجنة التراث (هيئة التراث)

منتدى الشباب يعمّق دورهم في القطاع

تقام ندوات وورش عمل تتناول موضوعات التراث وتحدّياته، ضمن المنتدى الدولي الذي تستضيفه السعودية لتطوير دور الشباب والمهنيين في القطاع، وتمهيد الطريق لجيل واعد من المتخصّصين في مجاله. ومن المقرر تقديم نتائج المنتدى على هيئة إعلان للشباب إلى الدورة 45 الموسَّعة للجنة التراث العالمي المنعقدة في الرياض.

ولنحو 10 أيام من زيارة المعالم التراثية في المدن السعودية الزاخرة بالتراث العمراني والموروث الإنساني، يبحث المنتدى في الفرص المتاحة للمهنيين والمتخصّصين بالقطاع وتأثير التغيّر المناخي والبُعد الرقمي، وتعزيز التنوّع والسياحة المستدامة التي تتقاطع مع تراث الإنسان حول العالم.


مقالات ذات صلة

معرض الرياض الدولي للكتاب يختتم 10 أيام من الاحتفاء بالكتاب والثقافة

يوميات الشرق جذبت فعاليات المعرض وأنشطته الثرية والمتنوعة أكثر من مليون زائر (هيئة الأدب)

معرض الرياض الدولي للكتاب يختتم 10 أيام من الاحتفاء بالكتاب والثقافة

بحلول مساء يوم (السبت) انقضت الأيام العشرة من فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، وتم إسدال الستار على المعرض الذي انطلق تحت شعار «الرياض تقرأ».

عمر البدوي (الرياض)
أوروبا وزير الخارجية البوسني (الشرق الأوسط)

وزير خارجية البوسنة والهرسك: نسعى للتعاون مع «الناتو» لتدابير أمننا

قال وزير الخارجية البوسني لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده تتعامل بحذر مع التحديات الجيوسياسية المعقَّدة، وتسعى لتعزيز تعاونها مع «الناتو» وتفعيل تدابير أمنها الداخلي.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
يوميات الشرق ‎⁨تضم النسخة الثانية معرضاً يجمع «سلسلة القيمة» في أكثر من 16 مجالاً مختلفاً ومؤتمراً مختصاً يتضمن 30 جلسة حوارية⁩

«منتدى الأفلام السعودي» يجمع خبراء العالم تحت سقف واحد

بعد النجاح الكبير الذي شهده «منتدى الأفلام السعودي» في نسخته الأولى العام الماضي 2023، تستعد العاصمة السعودية الرياض لانطلاقة النسخة الثانية من «المنتدى».

«الشرق الأوسط» (الدمام)
الاقتصاد بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

تشهد السوق العقارية السعودية طلباً متزايداً على الوحدات السكنية الصغيرة، مدفوعاً بتغير التركيبة السكانية، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية.

محمد المطيري (الرياض)
شمال افريقيا وزير الطيران المدني المصري سامح الحفني خلال لقاء عضو مجلس الوزراء السعودي عصام بن سعد بن سعيد (مجلس الوزراء المصري)

السعودية ومصر تعززان التعاون في مجال الطيران المدني

رحّب وزير الطيران المدني المصري بوزير الدولة السعودي والوفد المرافق له، وأشاد بقوة وعمق العلاقات الثنائية الممتدة بين مصر والمملكة العربية السعودية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
TT

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)

تَوَصَّلَ باحثون بجامعة ترينيتي في دبلن إلى طريقة لتحويل الرمال الموجودة على سطح المريخ والقمر إلى طوب صلب يمكن استخدامه في بناء مستعمرات مستقبلية في الفضاء.

واكتشف الباحثون طريقة لربط الصخور السطحية والرمال والغبار، والمعروفة باسم «الريغوليث»، باستخدام درجات حرارة منخفضة وكمية قليلة من الطاقة، وفق «بي بي سي».

وتعد فكرة بناء مستعمرات في الفضاء حلماً طموحاً يسعى العلماء والمهندسون لتحقيقه في السنوات المقبلة، حيث يمكن أن توفر هذه المستعمرات بيئة للعيش والعمل خارج كوكب الأرض، مثل القمر أو المريخ.

وتعتمد هذه الرؤية على استخدام الموارد المحلية، مثل الرمال والصخور الموجودة على السطح، لتقليل الاعتماد على النقل من الأرض؛ ما يقلل من التكاليف والانبعاثات البيئية.

وتمثل الابتكارات في تكنولوجيا البناء، مثل استخدام أنابيب الكربون النانوية والغرافين، خطوات مهمة نحو تحقيق هذا الحلم، حيث تسهم في إنشاء هياكل قوية وصديقة للبيئة قادرة على دعم الحياة البشرية.

وتمكّن الباحثون من ربط الجسيمات السطحية، مثل الصخور والرمال والغبار، معاً باستخدام درجات حرارة منخفضة وطاقة قليلة. وتتميز الكتل المبنية باستخدام أنابيب الكربون النانوية بكثافة منخفضة نسبياً، ولكنها تظهر قوة تقترب من قوة الغرانيت؛ ما يجعلها مناسبة لإنشاء هياكل خارج كوكب الأرض،.

وقال البروفيسور جوناثان كولمان، الذي يقود المشروع البحثي جامعة ترينيتي، إن هذا الاكتشاف قد يساعد على تقليل كمية مواد البناء التي تحتاج إلى النقل من الأرض لبناء قاعدة على القمر.

وأكد كولمان أن بناء قاعدة شبه دائمة على القمر أو المريخ سيتطلب استخداماً كافياً من المواد الموجودة في الموقع، وتقليل المواد والمعدات المنقولة من الأرض.

وعند بناء الهياكل في الفضاء، ستسهم الكتل المصنوعة من الجسيمات السطحية وأنابيب الكربون النانوية في تقليل الحاجة إلى نقل مواد البناء إلى الفضاء.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الكتل قادرة على توصيل الكهرباء؛ ما يمكن استخدامها كأجهزة استشعار داخلية لمراقبة الصحة الهيكلية للمباني خارج كوكب الأرض.

وتُبنى هذه الهياكل لتحتفظ بالهواء؛ لذا فإن القدرة على اكتشاف ومراقبة علامات التحذير المبكر لفشل الكتل أمر بالغ الأهمية.

ويعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف يمكن أن تكون له أيضاً تطبيقات عملية في صناعة البناء على الأرض، وذلك بسبب مادة نانوية مشابهة تسمى الغرافين، التي يمكن خلط كميات كبيرة منها مع الأسمنت في الخرسانة، ما يزيد من قوة الخرسانة بنسبة 40 في المائة.

كما يسهم تعزيز قوة الخرسانة في تقليل الكمية المطلوبة لبناء الهياكل. وتُعد الخرسانة حالياً أكثر المواد المستخدمة من صُنع الإنسان في العالم، حيث تشكل عملية تصنيع الخرسانة العالمية نحو 8 في المائة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.