9 أساليب... خبراء يكشفون كيف يتحدث الأشخاص «الأكثر إقناعاً» مع الآخرين

امرأة تعقد اجتماعاً مع شخصين (رويترز)
امرأة تعقد اجتماعاً مع شخصين (رويترز)
TT

9 أساليب... خبراء يكشفون كيف يتحدث الأشخاص «الأكثر إقناعاً» مع الآخرين

امرأة تعقد اجتماعاً مع شخصين (رويترز)
امرأة تعقد اجتماعاً مع شخصين (رويترز)

تحتاج، في كثير من الأحيان، ضمن عملك أو في حياتك الشخصية، إلى إقناع الناس بفعل ما تريد، أو رؤية الجانب الخاص بك من الأمور.

لكن من السهل التعامل مع المواقف بطريقة خاطئة، وبدلاً من كسب تأييد الناس، قد ينتهي بك الأمر إلى خَسارتهم.

ووجد خبراء علم نفس اللغة طرقاً لنكون أكثر إقناعاً للآخرين، دون أن نكون متلاعبين أو مزعِجين، حيث إن الأمر يرتبط بمسألة قول الكلمات الصحيحة في الوقت المناسب، وفقاً لتقرير لشبكة «سي إن بي سي».

ومن أساليب التواصل، التي يعتمدها الأشخاص الأكثر إقناعاً، وفقاً للتقرير:

استخدم «أنت» أكثر من «أنا»

هذه هي الاستراتيجية الأبسط والأكثر فعالية. تُظهر الدراسات أن الناس يتفاعلون بشكل جيد مع كلمة «أنت».

عندما تخاطب شخصاً باستخدام «أنت»، فإنك تقوم بتخصيص رسالتك - توضح أنك تتحدث معهم مباشرة وتأخذ في الاعتبار احتياجاتهم وأفكارهم واهتماماتهم الفردية.

عندما تخبر المستمع أنك تهتم به، سيكون أكثر انفتاحاً على الاستماع والموافقة على جهود الإقناع.

استخدم «أنتم» عند التحدث إلى مجموعات كبيرة

من المغري أن تكون أكثر رسمية عندما تخاطب مجموعة، مثل إلقاء خطاب أو كتابة بريد إلكتروني إلى قائمة المتسلّمين. لكن الأبحاث أظهرت أن التساهل واستخدام «أنتم»، خلال مخاطبة المجموعة، يعملان لصالحك؛ لأن الأمور تظهر أقل رسمية. يجعل ذلك ما تقوله يبدو أكثر شخصية وقابلية للتواصل، مما يساعدك على اكتساب تأييد الناس.

أدخل نفسك في الصورة باستخدام «نحن»

كلمات مثل «نحن» و«لنا» شاملة وتُظهر أنك تَعتبر نفسك جزءاً من الفريق، وهذا يخلق شعوراً بالوحدة والتعاون المتبادل. عندما تضع نفسك شريكاً للمستمعين أو القراء، سيكونون أكثر تقبلاً لما تتحدث عنه؛ لأنك تعمل معهم، ولا تعِظهم أو تأمرهم بفعل شيء.

قم بالإشارة إلى الشخص الذي تتحدث معه بالاسم

الناس يحبون سماع أسمائهم. يجعلهم ذلك يشعرون وكأنك تراهم حقاً، وأنهم مهمون بالنسبة لك. ولكن أيضاً يجب عدم المبالغة! إذا واصلت استخدام اسم الشخص مرارًا، فسينتهي بك الأمر إلى أن تبدو غير صادق، وستمحو مشاعر حسن النية التي أثرتها في البداية.

كرر ما قلته ولكن ليس بالطريقة نفسها

يمكن أن يجعل تكرار التوجه الرئيسي لحجتك وبعض العبارات الرئيسية، ما تقوله أكثر تذكراً ويخلق شعوراً بالألفة المقنعة.

لا تريد أن تبدو كأنك تعيد نفسك، لكن يجب عليك تكرار الفكرة أو المفهوم الذي تطرحه مرتين أو ثلاث مرات، بطرق مختلفة تماماً. الجزء الأخير هو المفتاح.

لا تعتمد على الإحصائيات أو المفاهيم المجردة

لقد وجدت الدراسات أن الناس أكثر ميلاً إلى فهم وتذكر وقبول «الأفكار الثابتة». لذا، عندما تحاول إقناع شخص بالموافقة على اقتراحك، لا تتحدث عن ذلك صراحة. استخدم شخصاً محدداً بوصفه مثالاً، حتى نفسك، لشرح سبب نجاح الأمر. القصص عن الأشخاص أكثر إقناعاً من الحقائق والأرقام الجافة.

استخدم «الكلمات القوية» بقصد

تثير الكلمات القوية مشاعر ضخمة لدى المستمعين والقراء، وأحياناً دون أن يعرفوا ذلك.

بالطبع، الكلمات المحددة التي ستستخدمها، تعتمد على ما تحاول إقناع شخص بفعله، لكن بعض الأمثلة تشمل: «أثبتت فعاليته»، و«سهل»، و«جديد». من الممارسات الشائعة استخدام هذه الكلمات في المبيعات والإعلانات، لكنها تعمل في المواقف الشخصية أو التجارية أيضاً.

اطرح أسئلة بلاغية

الأسئلة البلاغية - تلك التي لا تحتاج إلى إجابة ولكن قد يكون لها إجابة - تجعل الناس يفكرون.

والنتيجة هي أن الأشخاص عادةً ما يكونون أكثر اهتماماً بما تتحدث عنه لأنك تشغل مخيلتهم. ويجري توجيههم بمهارة إلى الاستنتاج الذي تريدهم أن يتوصلوا إليه.

اشرح طلبك أو فكرتك باستخدام عبارة «لأن»

بعد أن ذكرت نقطتك الرئيسية، أتبع ذلك بشرح سبب طرحك لهذه النقطة: «أريدك أن تفعل هذا لأن...»، أو «هذا المفهوم الجديد سيعمل لصالحنا لأن...».

من الطبيعة البشرية أن تتفاعل بشكل جيد مع التفسيرات العقلانية، لذلك عندما يسمع الناس «لأن»، فإنهم يعتقدون أنك منطقيّ وتشارك مبرراً مشروعاً لطلبك. وهذا يجعلهم أكثر ميلاً إلى مواكبة ذلك.

حتى لو لم يكن تفسيرك للسبب رائعًا، فمن المرجح أن يظل الناس منفتحين على اقتراحك؛ لأنه يبدو مشروعًا.

وضمن الفكرة نفسها، فإن الكلمات والعبارات التي تشير إلى «استدلال السبب والنتيجة»، مثل «وفقاً لذلك» و«ومن ثم» و«بسبب» و«لهذا السبب» يمكن أن تساعدك أيضًا في صياغة حجة أكثر إقناعاً وفعالية.


مقالات ذات صلة

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

يوميات الشرق أحد أفضل الأوقات للتفاوض هو بعد تلقي عرض عمل مباشرة (رويترز)

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

عندما يتعلّق الأمر بما هو مهم في الوظائف، فإن الناس لديهم العديد من الأولويات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لفهم كيفية معالجة الآخرين للعالم بشكل أفضل حاول طرح أسئلة مدفوعة بالعاطفة عليهم (رويترز)

لإدارة مشروع جانبي وكسب المال... مهارة واحدة أساسية تحتاج إليها

تُظهر البيانات الحديثة أن أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة لديهم عمل جانبي... والأشخاص الذين يكسبون أكبر قدر من المال لديهم شيء مشترك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لتعزيز الثروة من الضروري التركيز على أمر واحد لتكون الأفضل فيه (أ.ب)

مليونير عصامي: 5 عادات تساعدك على بناء ثروتك

كان آلان كوري في الثانية والعشرين من عمره يغمره الأمل في أن يصبح مليونيراً، لم يكن لديه علاقات أو مرشدون أثرياء، لكنه لم يتراجع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق نظام العمل الهجين يخفف الضغوط على الموظفين (بابليك دومين)

هيئة الإحصاء البريطانية: العمال عن بُعد ينامون أكثر ويعملون أقل

كشف تحليل رسمي أجرته هيئة الإحصاء البريطانية عن أن العمال الذين يعملون من المنزل يحققون توازناً أفضل بين العمل والراحة ولكنهم يعملون بمعدل أقل بمقدار 10 دقائق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فهم طريقة عمل الذكاء الاصطناعي أمر مهم لكنه ليس المهارة الوحيدة اللازمة للنجاح في العمل (رويترز)

ليست البرمجة... مهارة أساسية تحتاج إليها للنجاح في عصر الذكاء الاصطناعي

يحتاج جميع الشباب للنجاح في مكان العمل، وسط انتشار الذكاء الاصطناعي، إلى مهارة أساسية، موجودة منذ آلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».