محمد بحر: المسرح السعودي يشهد «نقلة تاريخية»

أكد لـ«الشرق الأوسط» تفضيله «الكوميديا السوداء»

الفنان السعودي محمد بحر (محمد بحر)
الفنان السعودي محمد بحر (محمد بحر)
TT

محمد بحر: المسرح السعودي يشهد «نقلة تاريخية»

الفنان السعودي محمد بحر (محمد بحر)
الفنان السعودي محمد بحر (محمد بحر)

قال الفنان السعودي، محمد بحر، إن «المسرح السعودي يشهد (نقلة تاريخية)». وأكد بحر في حديث مع «الشرق الأوسط»، تفضيله (الكوميديا السوداء).

والفنان بحر الذي شارك في عدد من المسلسلات مثل الجزأين الثاني والثالث من «أسوار»، و«الشبح»، و«بيني وبينك»، والعمل الكرتوني «العميل كوبرا»، لا تقتصر تجربته الفنية على التمثيل؛ بل تمتد إلى الكتابة، حيث درس السيناريو في أكاديميات عالمية، وله تجارب محلية ودولية في كتابة نصوص، وصل بعضها إلى القوائم القصيرة في مهرجانات معتبرة، أما البعض الآخر فينتظر أن يرى النور قريباً.

ويرى بحر أن «الكوميديا من أصعب الفنون على مستوى التمثيل والكتابة أيضاً، وتتطلب (مهارات فطرية) أولاً ومن ثم قدرات ممثل ثانياً، فالكوميديا ليست التهريج والإضحاك واستعراض قدرات شخصية للفنان، فليس بالضرورة أن يكون خفيف الدم ممثلاً، فهناك عناصر في الكوميديا قد لا تتوافر في أنواع أخرى من الدراما، مثل التوقيت واتخاذ القرار اللحظي، وقبل ذلك فهم الحالة فهماً صحيحاً، ومن ثم اقتناص الكوميديا من نفس الحالة وأحياناً من العدم».

وعن رؤيته واقع المسرح السعودي. أشار إلى أن «المسرح السعودي يشهد (نقلة نوعية) تاريخية مهمة، وهناك خطوات حثيثة لأن يخرج المسرح من التجارب الذاتية والعمل الفردي ويكون عملاً أكاديمياً محترفاً، وذلك بإنشاء عدد من الأقسام الفنية المسرحية والأكاديميات والمعاهد الفنية».

وعن الفارق بين التمثيل على خشبة المسرح وفي المسلسلات، أكد محمد بحر أن «التمثيل على خشبة المسرح بالتأكيد هو الأصعب والأجهد للممثل، فهو يتطلب تحضيرات طويلة جداً وإتقاناً شديداً، ولا مجال للخطأ نهائياً، كما أن التمثيل على المسرح يتطلب لغة جسد أكثر تفاعلاً ونشاطاً، وصوتاً أكثر صخباً من التمثيل للكاميرا».

ولفت إلى أن «هذا لا يعني أبداً أن التمثيل أمام الكاميرا أقل صعوبة، فالممثل هنا يتحرك في نطاق محدود، وعين الكاميرا تلتقط كل انفعالات الجسد، فضلاً على لغة العيون، وكل ذلك في إطار ضيق، ما يتطلب تحضيرات خاصة بأدوات خاصة ومناهج متعددة في إعداد الممثل».

محمد بحر (خاص الفنان محمد بحر)

وواجه بحر صعوبات فنية وتحديات متنوعة خلال تجسيد الشخصية الرئيسية في مسرحية «صادق النمك» ضمن فعاليات مهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي». وقال: إن«(صادق النمك) تجربة جديدة تماماً بالنسبة لي على مستوى المسرح، وتحديداً (الديو دراما) أي وجود شخصيتين فقط لا غير طوال العرض، وتنطوي على تحدٍ وفرصة لاختبار قدراتي ممثلاً»، مضيفاً: أن «هذا العمل يعدُ تجربة جديدة صاغها الكاتب والمخرج ياسر مدخلي بذكاء شديد وقلق أشد ليصل به إلى أن يشارك في واحد من أهم مهرجانات التجريب المسرحي، وهو مهرجان (القاهرة الدولي للمسرح التجريبي)، عطفاً على نجاح العمل محلياً».

وعن التحضير للشخصية في المسرحية، أوضح بحر أنها «هوائية بلا حدود أو ملامح، ومهما اقتربت منها ازدادت ابتعاداً، وهنا تكمن صعوبتها فهي شخصية تحتمل جميع التناقضات، لذلك كان التعامل معها بطريقة التمثيل المنهجي أي التقمص الكامل صعباً»، لافتاً إلى أن «الوصول لمكنون الشخصية التي جسدتها في (صادق النمك) صعب جداً، لذا اتجهت للعمل على البعد الاجتماعي، في علاقة الشخصية بمحيطها الإنساني اللامحدود، وبعد ذلك اتجهنا للخطوات التقليدية من بروفات الطاولة وتدريبات المعايشة والارتجال وصولاً لتجسيد الشخصية على المسرح».

وعن الجديد على مستوى الكتابة لديه، ذكر الفنان السعودي أنه «يحتفظ في أدراجه بنصوص سينمائية بعضها وصل للقوائم القصيرة في مهرجانات مهمة مثل (مهرجان البحر الأحمر)، و(مهرجان الأفلام السعودية)، كما أن لديه تجربة كتابة نص سينمائي طويل في هوليوود يتمنى أن يرى النور قريباً».


مقالات ذات صلة

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )
الاقتصاد أمسية اقتصاد المسرح شهدت مشاركة واسعة لمهتمين بقطاع المسرح في السعودية (الشرق الأوسط)

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

تشير التقديرات إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية، بما فيها المسرح والفنون الأدائية، تسهم بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي غير النفطي بالسعودية.

أسماء الغابري (جدة)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.