«الثقافة السعودية» تتوّج الفائزين بجوائزها الوطنية

«الأبحاث والإعلام» تفوز بجائزة المؤسسات الثقافية

لقطة للفائزين بالجوائز الثقافية الوطنية في دورتها الثالثة (وزارة الثقافة)
لقطة للفائزين بالجوائز الثقافية الوطنية في دورتها الثالثة (وزارة الثقافة)
TT

«الثقافة السعودية» تتوّج الفائزين بجوائزها الوطنية

لقطة للفائزين بالجوائز الثقافية الوطنية في دورتها الثالثة (وزارة الثقافة)
لقطة للفائزين بالجوائز الثقافية الوطنية في دورتها الثالثة (وزارة الثقافة)

احتفت وزارة الثقافة السعودية بالمبدعين من الأفراد والمؤسسات، في الدورة الثالثة من مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية»، في عرس ثقافي وفني أقيم السبت في مدينة الرياض، وتوجت خلاله المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام بجائزة المؤسسات الثقافية تقديراً لجهودها في خدمة الثقافة والصحافة والمحتوى العربي لأكثر من خمسين عاماً.

وهنأ وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، عموم الفائزين بجوائز المبادرة في دورتها الثالثة، التي انطلقت عام 2020 للاحتفاء بالإنجازات والإنتاجات السعودية في الفروع الثقافية المختلفة، وقال الأمير بدر في كلمته خلال الحفل، إن مبادرة الجوائز تسلط الضوء على المواهب، وتحتفي بالمنجزات، وتقدر المبدعين، وتشجع على الإنتاج الثقافي.

هنأ وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن فرحان عموم الفائزين بجوائز المبادرة في دورتها الثالثة (وزارة الثقافة)

وأشار الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، إلى أن المبادرة تأتي في إطار رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى زيادة مساهمة القطاع الثقافي في المشهد السعودي العام، ووصف ليلة التكريم بالعُرسِ الثقافي «الذي نسعد فيه بتكريم المبدعين، في قلب عاصمتِنا الحبيبة، وتحت ظل رعاية كريمة من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله».

وفي ختام كلمته، بارك وزير الثقافة للفائزين في الجوائز الثقافية الوطنية لهذا العام، ودعاهم للاستمرار في جُهودِهم المشكورة، متمنياً للجميع مستقبلاً نابضاً بالفنون والثقافة.

وفي حفل توزيع الجوائز، نال الأديب أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري جائزة شخصية العام الثقافية، تتويجاً وتثميناً لمسيرته الأدبية والثقافية، وإنتاجاته الفكرية والبحثية التي أغنت المكتبة العربية بكثير من العناوين في مختلف المجالات كاللغة والأدب والفلسفة والفن وعلوم الشريعة والتاريخ، فيما نال رجل الأعمال عبد الرحمن بن محفوظ جائزة سيدات ورجال الأعمال الداعمين للنشاط الثقافي، ونالت مؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع «ألِف» جائزة التميز الثقافي الدولي، أما جائزة «الثقافة للشباب» فقد فازت بها لبنى الخميس، وفي مسار القطاع غير الربحي فاز بها مركز عبد الرحمن السديري الثقافي.

وعلى مستوى جائزة المؤسسات الثقافية فقد ذهبت الجائزة بمسار القطاع الخاص للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، وتسلمها الأستاذ صالح الدويس، الرئيس التنفيذي للعمليات. واستعرض الفيلم المصاحب لإعلان الفائز بجائزة المؤسسات الثقافية، جهود المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام في الإنتاج الإبداعي على المنصات المرئية والمسموعة والمقروءة، ونجاحات نحو 30 منصة تضمها المجموعة استطاعت أن تلمع في سماء الإعلام والثقافة، والتأثير على مستوى المنطقة والعالم.

الأستاذ صالح الدويس يتسلم جائزة المؤسسات الثقافية عن المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (وزارة الثقافة)

ومُنحت الجوائز المقدمة في فروعها المختلفة، لـ14 فائزاً؛ حيث فاز بجائزة الأدب الشاعر محمد إبراهيم يعقوب، وفي جائزة النشر فازت دَارُ أدب للنشر والتوزيع، وفي جائزة الترجمة فازت المترجمة مها الفالح، وفي جائزة الأزياء شارملينا للمجوهرات، وفي جائزة التراث الوطني المؤرخ الدكتور عبد الله المصري، وفي جائزة فنون الطهي شركة بتيل المحدودة، وفي جائزة الفنون البصرية الفنانة منال الضويان، فيما نالت فرقة الرياض جائزة المسرح والفنون الأدائية، وفاز بجائزة الموسيقى الفنان عبد الرحمن محمد، وفي جائزة الأفلام الفنان إبراهيم الحساوي، وأخيراً نالت خلود عطار جائزة فنون العمارة والتصميم.

الجوائز احتفت بالإنجازات والإسهامات والإنتاجات الثقافية للمثقفات والمثقفين السعوديين في مختلف المسارات (وزارة الثقافة)

ويأتي الحفل بمثابة ختام أعمال الدورة الثالثة من مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية» التي أطلقتها وزارة الثقافة للاحتفاء بالإنجازات والإسهامات والإنتاجات الثقافية للمثقفات والمثقفين السعوديين في مختلف مسارات النشاط الثقافي بالمملكة، إلى جانب تقدير مساهمات سيدات ورجال الأعمال، ومساهمات الأفراد والمؤسسات الثقافية الدولية، وذلك إيماناً بأهمية التكريم في دفع عجلة الإنتاج الثقافي، وخلق أجواء ثقافية تنافسية تُسهم في إثراء المحتوى الثقافي، وتحفيز المبدعين، وتشجيع الداعمين، بما يُعزز جهود وزارة الثقافة في النهوض بالقطاع الثقافي وتنمية مساهمته في الناتج المحلي، وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في جوانبها الثقافية.

كما تضمن الحفل الذي امتد لنحو ساعة كاملة، فقرات فنّية بقيادة المايسترو أمير عبد المجيد، تنوعت بين المقطوعات الموسيقية والعروض البصرية، وأضفت طابعاً فنياً على المناسبة.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق تقرير «ليونز العالمي» يُعدّ معياراً عالمياً موثوقاً في مجالات الإبداع والتسويق لدى الوكالات والعلامات التجارية (الشرق الأوسط)

«SRMG Labs» تحصد لقب أفضل شركة سعودية للخدمات الإبداعية والإعلانية

حلّت «SRMG Labs» شركة الخدمات الإبداعية والإعلانية في المراتب الأفضل بين الشركات المدرجة هذا العام في تقرير «ليونز العالمي للإبداع».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق صدر كتاب السيرة الذاتية للإعلامي اللبناني كميل منسّى بعد أشهر على وفاته (الشرق الأوسط)

كميل منسّى يختم نشرته الأخيرة ويمضي

رحل كميل منسى، أحد مؤسسي الإعلام التلفزيوني اللبناني قبل أشهر، فلم يسعفه الوقت ليحقق أمنية توقيع سيرته الذاتية. تسلّم ابنه الأمانة وأشرف على إصدار الكتاب.

كريستين حبيب (بيروت)
العالم شعار مجموعة «ميتا» (رويترز)

«ميتا» تحظر وسائل الإعلام الحكومية الروسية على منصاتها

أعلنت مجموعة «ميتا»، المالكة لـ«فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب»، فرض حظر على استخدام وسائل الإعلام الحكومية الروسية لمنصاتها، وذلك تجنّبا لأي «نشاط تدخلي أجنبي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية طرد صحافي من «جويش كرونيكل» لتقارير مزيَّفة عن «حماس» تخدم نتنياهو

طرد صحافي من «جويش كرونيكل» لتقارير مزيَّفة عن «حماس» تخدم نتنياهو

«جويش كرونيكل» تطرد صحافياً لنشره وثائق مزيَّفة تخدم تخريب نتنياهو للهدنة، وادعاءات أن «حماس» ستهرّب المختطفين إلى إيران واليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

أراجوز «مُعدّل» ينشر بهجة في شوارع مصرية

عبد التواب يقدم أحد عروض الأراجوز (الشرق الأوسط)
عبد التواب يقدم أحد عروض الأراجوز (الشرق الأوسط)
TT

أراجوز «مُعدّل» ينشر بهجة في شوارع مصرية

عبد التواب يقدم أحد عروض الأراجوز (الشرق الأوسط)
عبد التواب يقدم أحد عروض الأراجوز (الشرق الأوسط)

منذ أواخر عام 2018 وبعد إدراجه ضمن قوائم «اليونيسكو» للتراث العالمي غير المادي، الذي يحتاج للصون العاجل، صار هَمّ فناني الأراجوز المصري العمل على إعادته للشوارع والحدائق والميادين بوصفها حاضنة عُروضه الأساسية والبيئة الطبيعية التي يمكنه أن ينشط فيها بعروض مبهجة للأطفال، تزيل عنه بعضاً من أخلاقه القديمة التي كان معروفاً بها. فقد كان، مثل قول الفنان ناصر عبد التواب المشرف على عروض الأراجوز الأسبوعية في المركز القومي لثقافة الطفل، «عدوانياً، وسليط اللسان، وهي قيم ليست تربوية ارتبطت به لدى فناني العرائس القدامى، وكان يجب أن نطوّر رسالته، ونغيّر من طبيعته، ونقدمه في صورة جديدة، تتلافى هذه الخصال دون أن يتخلى الأراجوز عن صناعة البهجة وإضحاك الأطفال».

ويضيف عبد التواب، وهو مخرج مسرح عرائس ولاعب أراجوز، لـ«الشرق الأوسط»: «منذ عام 2007 وأنا أقدّم عروضاً عرائسية في الحديقة الثقافية للأطفال بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، كما دربت ابتداء من عام 2019 أكثر من 60 من الكوادر على تحريك العرائس، وقدّمت على مدار أعوام عروضاً كثيرة منها (أحلام العصافير)، و(قسم وأرزاق)، فضلاً عن حفلات عديدة لفن الأراجوز، تختلف عن (النمر التراثية)، وتقوم أساساً على الارتجال».

أطفال مصريون يشاهدون عروض الأراجوز (الشرق الأوسط)

ولفت عبد التواب إلى أن العروض التراثية مثل «الأراجوز والبربري»، و«الأراجوز والشحات»، وغيرهما، تتضمن أفكار «عنف وتنمر» لا تصلح للأطفال. «وكانت لدينا وقفة كي يقوم الأراجوز بدوره التقويمي للسلوك، وغيّرنا شكله، من رجل كبير لديه شارب، إلى أراجوز طفل يتعلم منه الأطفال. كنا نريد ونحن نسعى لترسيخ الدور التربوي لفن العرائس أن نجعل الطفل لا يتعدى حدوده ويتجرأ على الكبار، ويقوم بتصحيح سلوكهم، كان هدفنا المحافظة على قيمة الكبير في نظر الأطفال»، وفق قوله.

ويضيف عبد التواب: «كان التغيير في هيئة الأراجوز من رجل كبير يرتسم على وجهه شارب، إلى طفل صغير، هو الأنسب ليكون أكثر قرباً للأطفال».

وركزت عروض الأراجوز التي قدّمها عبد التواب وزملاؤه في شوارع عدد من محافظات مصر في الجنوب والشمال بدءاً من الجيزة وبني سويف والمنيا وأسيوط وقنا وسوهاج ومطروح... على فكرة الانتماء، وأهمية الوقت، واحترام الكبير، وقيمة الاعتذار، والبعد عن العنف، وتقوم على التفاعل مع الأطفال بعيداً عن فكرة التلقين، وشارك فيها فنانون جدد كانوا نتاج برنامج تدريبي اعتمده المركز القومي لثقافة الطفل منذ 6 سنوات للمحافظة على فن الأراجوز من الاندثار.

الفنان ناصر عبد التواب وزملاؤه يقدمون عروض العرائس للأطفال (الشرق الأوسط)

ويقدم فنانو الأراجوز عدداً من العروض في حدائق وشوارع القاهرة يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، ويوم 28 من كل شهر، فضلاً عن العروض التي تُقدّم في ملتقى الأراجوز السنوي 28 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، بمناسبة وضع الأراجوز على قائمة «اليونيسكو» بوصفه تراثاً أولى بالحماية، وعنصراً من مكونات الثقافة المصرية.

قصة تسجيل الأراجوز ضمن التراث المصري في «اليونيسكو» يحكيها الباحث أحمد عبد العليم مدير مركز ثقافة الطفل المُشرف على عروض فن العرائس، مشيراً إلى أن «لجنة مصرية قامت بجهود كبيرة في مواجهة الرغبة التركية لتسجيلها ضمن تراثها، ونجح كل من نبيل بهجت ونهلة إمام وأحمد مرسي، في إقناع المنظمة الدولية بأحقية مصر في ذلك».

ويضيف عبد العليم لـ«الشرق الأوسط»: «تلقفنا قرار (اليونيسكو) وبدأنا في عمل برنامج عاجل لحماية فن الأراجوز والعرائس التقليدية، وجمعنا كل الفنانين أصحاب الشأن، كانوا لا يزيدون عن 7، وكان لا بد من تدريب أجيال جديدة من أجل وراثته وتطويره، كان ذلك في الملتقى الأول عام 2018، ورعته وزيرة الثقافة وقتها الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم».

أحد عروض الأراجوز في شوارع مصر (الشرق الأوسط)

وقال عبد العليم: «كان الملتقى (أشبه بالمولد)، ويحمل ملامح المناخ نفسه الذي نشأ فيه الأراجوز، بعروض احتضنتها الشوارع»، لافتاً إلى أن «فن الأراجوز يحتاج إلى ممارسة يومية ليتمكن الفنان من إجادته، ويجب أن يُقبل عليه بمحبة وشغف ليواصل العمل فيه، والآن لدينا أكثر من 25 فناناً عرائسياً قديراً. أما الباقون، ويزيد عددهم عن 40 فناناً، فيقومون بدور (الملاغي)، وهو عنصر مهم في العروض الأراجوزية التي يقدمها المركز وتحمل رسالة وقيماً إنسانية».

ويُقبل على عروض حديقة السيدة زينب جمهور كبير من الأُسر المصرية تأتي بأطفالها لمشاهدتها والاستمتاع بها، ومنهم والد الطفل يوسف أحمد الذي قال إنه «يحب هو وأبناؤه الأراجوز، وصوته الجميل، ولا يتوقف عن الضحك من مواقفه، وألعابه وأغنياته».