«القاهرة التجريبي» يُسدل الستار على دورة «الانتقادات»

درع المهرجان يذهب إلى التونسي الراحل لسعد المحواشي

جائزة أفضل عرض بالمهرجان ذهبت إلى «من أجل الجنة - إيكاروس» (إدارة المهرجان)
جائزة أفضل عرض بالمهرجان ذهبت إلى «من أجل الجنة - إيكاروس» (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة التجريبي» يُسدل الستار على دورة «الانتقادات»

جائزة أفضل عرض بالمهرجان ذهبت إلى «من أجل الجنة - إيكاروس» (إدارة المهرجان)
جائزة أفضل عرض بالمهرجان ذهبت إلى «من أجل الجنة - إيكاروس» (إدارة المهرجان)

اختتم مهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي» فعاليات دورته الثلاثين مساء الجمعة وسط انتقادات طالت آلية اختيار العروض المشاركة، ولا سيما شقيها العربي والدولي.

وفي لفتة إنسانية، وقف الحضور في بداية حفل الختام دقيقة حداد على روح رائد فن العرائس التونسي لسعد المحواشي، الذي وافته المنية في مصر بعد ساعات من تقديم مسرحيته «ما يرواش» ضمن فعاليات المهرجان على مسرح الجمهورية.

ووسط حالة كبيرة من التأثر والدموع، صعد مخرج «ما يرواش» منير العرقي لتسلم درع المهرجان الذي تم إهداؤه إلى روح «المحواشي».

واعتبر د. سامح مهران، رئيس المهرجان، أن «أفقر البشر هم من لا يمتلكون الحلم»، مؤكداً في كلمته في الحفل أن «صناع المسرح هم من يمحون الظلال بتسليط الضوء عليها، ويسعون وراء الأشياء في تنوعها اللانهائي، ويواصلون المسير إلى البدايات الجديدة».

جائزة أفضل عرض بالمهرجان ذهبت إلى «من أجل الجنة - إيكاروس» (إدارة المهرجان)

وذهبت جائزة «أفضل إضاءة» إلى عباس قاسم من صناع العرض العراقي «ملف 12». أما جائزة «أفضل نص مسرحي» فذهبت إلى مايكل فابريس من صناع العرض الكونغولي «نيكي بادري». وذهبت جائزة «أفضل ممثل» لخالد رأفت عن دور الأب في العرض المصري «من أجل الجنة - إيكاروس» الذي فاز أيضاً بجائزة «أفضل عرض»، فيما حصلت على جائزة «أفضل ممثلة» أسماء الشيخ عن عرض «نوستالجيا» من الجزائر، كما حصل على جائزة أفضل مخرج مسرحي جيا ديمتري عن عرض «عطيل» من جورجيا.

وتبلغ قيمة كل جائزة 100 ألف جنيه مصري، باستثناء جائزة أفضل عرض، حيث تبلغ قيمتها نصف مليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل نحو 31 جنيهاً مصرياً)

وأضفى العرض القصير الذي قدّمه الفنان محمود حميدة في بداية حفل الختام جواً من البهجة، مع التأكيد على أهمية فكرة التجريب في كل عناصر العمل المسرحية.

الفنان محمود حميدة من حفل الختام (إدارة المهرجان)

ولاحقت الانتقادات اختيار كثير من العروض المسرحية المشاركة في الدورة الحالية، التي بلغ إجمالي عددها 19 عرضاً. وقال الناقد المسرحي يسري حسان لـ«الشرق الأوسط» إن «الملاحظة العامة حول هذه الدورة أن أغلب عروضها جاءت ضعيفة».

وأضاف: «لجنة اختيار العروض العربية والأجنبية هي نفسها اللجنة العليا للمهرجان، ما يعد لغزاً تنظيمياً غير مفهوم. في المقابل، كان المحور الفكري للمهرجان جيداً، وحظي بحضور لافت للمهتمين بالمسرح، وكذلك الورش التدريبية».

ورداً على تلك الانتقادات، قال منسق عام المهرجان د. محمد الشافعي لـ«الشرق الأوسط» إننا «نعدّ كل ما صدر عن نقادنا الأعزاء هو من باب النصيحة والغيرة على المهرجان، ولا نعدّه انتقاصاً بقدر ما هو رغبة منهم في الارتقاء بهذا الحدث الكبير الذي هو ملك للجميع حتى لو غاب عنهم بعض الحقائق كونهم ليسوا في مطبخ أو كواليس الحدث، لكن في النهاية نستمع بكل احترام لكل انتقاد ونعمل على الاستفادة منه مستقبلاً».

شهادة تقدير لعرض «الرجل الذي أكله الورق» (إدارة المهرجان)

وحول إيجابيات تلك الدورة من وجهة نظره، أشار إلى أن «الإقبال الجماهيري الشديد ونجاح الورش الفنية وإقبال أعداد كثيفة من المتدربين عليها وكذلك الندوات التي شهدت تفاعلاً كبيراً من أبرز الإيجابيات».

وكانت إدارة المهرجان قد استبقت الحدث بالإعلان عن تكريم النجمة ليلى علوي ضمن فعاليات الدورة الجديدة، الأمر الذي قوبل بعاصفة من الانتقادات كون الفنانة نجمة سينمائية وتلفزيونية في المقام الأول، فيما بررت الإدارة هذا الاختيار بالبحث عن «اسم جاذب إعلامياً» وهو ما بدا غير مقنع للمنتقدين.

أفضل سينوغرافيا العرض العراقي «ملف 12» (إدارة المهرجان)

ووضعت علوي حداً لهذا الجدل باعتذارها عن قبول دعوة التكريم، واعتبر متابعون أن رسالة الاعتذار جاءت بمثابة «حلّ لبق ودبلوماسي» يرفع الحرج عن إدارة المهرجان.


مقالات ذات صلة

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

يوميات الشرق الفنانة المصرية منة شلبي تقدم أول أعمالها المسرحية (حسابها على «فيسبوك»)

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

تخوض الفنانة المصرية منة شلبي أولى تجاربها للوقوف على خشبة المسرح من خلال عرض «شمس وقمر» الذي تقوم ببطولته، ويتضمن أغاني واستعراضات.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق عرض مسرحي

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

من خلال حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح المهرجان أعداداً كبيرة من سكان درنة، لينثر ولو قليلاً من الفرح بعد كارثة الإعصار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مجموعة نشاطات فنّية يقدّمها الفريق في كل مركز (فضاء)

مؤسّسة «فضاء» تؤرشف للمسرح خلال الحرب

يختصر عوض عوض أكثر ما لفته في جولاته: «إنهم متعلّقون بالحياة ومتحمّسون لعيشها كما يرغبون. أحلامهم لا تزال تنبض، ولم تستطع الحرب كسرها».

فيفيان حداد (بيروت)

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
TT

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)

في حوارات جدّية تتّسم بالموضوعية وبمساحة تعبير حرّة يطالعنا الإعلامي زافين قيومجيان ببرنامجه التلفزيوني «شو قولك» وعبر شاشة «الجديد» ينقل للمشاهد رؤية جيل الشباب لمستقبل أفضل للبنان.

ويأتي هذا البرنامج ضمن «مبادرة مناظرة» الدّولية التي تقوم على مبدأ محاورة أجيال الشباب والوقوف على آرائهم. اختيار الإعلامي زافين مقدّماً ومشرفاً على البرنامج يعود لتراكم تجاربه الإعلامية مع المراهقين والشباب. فمنذ بداياته حرص في برنامجه «سيرة وانفتحت» على إعطاء هذه الفئة العمرية مساحة تعبير حرّة. ومنذ عام 2001 حتى اليوم أعدّ ملفات وبرامج حولهم. واطّلع عن كثب على هواجسهم وهمومهم.

يرتكز «شو قولك» على موضوع رئيسي يُتناول في كل حلقة من حلقات البرنامج. وينقسم المشاركون الشباب إلى فئتين مع وضد الموضوع المطروح. ومع ضيفين معروفَين تأخذ الحوارات منحى موضوعياً. فيُتاح المجال بين الطرفين للنقاش والتعبير. وبتعليقات قصيرة وسريعة لا تتجاوز الـ90 ثانية يُعطي كل فريق رأيه، فتُطرح سلبيات وإيجابيات مشروع معيّن مقترح من قبلهم. وتتوزّع على فقرات محدّدة تشمل أسئلة مباشرة وأخرى من قبل المشاهدين. ولتنتهي بفقرة الخطاب الختامي التي توجز نتيجة النقاشات التي جرى تداولها.

ويوضح قيومجيان لـ«الشرق الأوسط»: «يهدف البرنامج إلى خلق مساحة حوار مريحة للشباب. ومهمتي أن أدير هذا الحوار بعيداً عن التوتر. فلا نلهث وراء الـ(تريند) أو ما يُعرف بالـ(رايتينغ) لتحقيق نسبِ مشاهدة عالية. وبذلك نحوّل اهتمامنا من محطة إثارة إلى محطة عقل بامتياز».

تجري مسبقاً التمرينات واختيار الموضوعات المُراد مناقشتها من قبل الشباب المشاركين. فالبرنامج يقوم على ثقافة الحوار ضمن ورشة «صنّاع الرأي»؛ وهم مجموعات شبابية يخضعون سنوياً لتمارين تتعلّق بأسلوب الحوار وقواعده. ويطّلعون على كلّ ما يتعلّق به من براهين وحجج وأخبار مزيفة وغيرها. فيتسلّحون من خلالها بقدرة على الحوار الشامل والمفيد. ويوضح زافين: «عندما يُختار موضوع الحلقة يجري التصويت لاختيار المشتركين. وبعد تأمين الفريقين، يلتقي أفرادهما بضيفي البرنامج. ومهمتهما دعم الشباب والوقوف على آرائهم. ونحرص على أن يكونا منفتحين تجاه هذا الجيل. فأهمية البرنامج تتمثل في التوفيق بين المشتركين بمستوى واحد. ولذلك نرى الضيفين لا يتصدران المشهدية. وهي عادة متّبعة من قبل المبادرة للإشارة إلى أن الشباب هم نجوم الحلقة وليس العكس».

يمثّل المشاركون من الشباب في «شو قولك» عيّنة عن مجتمع لبناني ملوّن بجميع أطيافه. أما دور زافين فيكمن في حياديته خلال إدارة الحوار. ولذلك تختار المبادرة إعلاميين مخضرمين لإنجاز هذه المهمة.

طبيعة الموضوعات التي تُثيرها كلّ مناظرة حالياً ترتبط بالحرب الدائرة في لبنان.

ويستطرد زافين: «عادة ما تُناقش هذه المناظرات موضوعات كلاسيكية تهمّ الشباب، من بينها الانتحار والموت الرحيم، ولكن هذه الاهتمامات تقلّ عند بروز حدث معيّن. فنحاول مواكبته كما يحصل اليوم في الحرب الدائرة في لبنان».

ضرورة فتح مطار ثانٍ في لبنان شكّل عنوان الحلقة الأولى من البرنامج. وتناولت الحلقة الثانية خدمة العلم.

ينتقد قيومجيان أسلوب بعض المحاورين على الشاشات (زافين قيومجيان)

«شيخ الشباب» كما يحبّ البعض أن يناديه، يرى زافين أن مهمته ليست سهلةً كما يعتقد بعضهم. «قد يُخيّل لهم أن مهمتي سهلة ويمكن لأي إعلامي القيام بها. فالشكل العام للبرنامج بمثابة فورمات متبعة عالمياً. والمطلوب أن يتقيّد بها فريق العمل بأكمله». ويستطرد: «يمكن عنونة مهمتي بـ(ضابط إيقاع) أو (قائد أوركسترا)؛ فالمطلوب مني بصفتي مقدّماً، التّحكم بمجريات الحلقة ومدتها ساعة كاملة. فالتجرّد وعدم التأثير على المشاركين فيها ضرورة. أنا شخصياً ليس لدي هاجس إبراز قدراتي وذكائي الإعلامي، والمقدم بصورة عامة لا بدّ أن ينفصل عن آرائه. وأن يكون متصالحاً مع نفسه فلا يستعرض إمكانياته. وهو أمر بتنا لا نصادفه كثيراً».

يقول زافين إن غالبية إعلاميي اليوم يتّبعون أسلوب «التشاطر» على ضيفهم. وهو أمر يبيّن عدم تمتع الإعلامي بالحرفية. ولنتمكّن من الإبقاء على هذا الأسلوب المرن لا بدّ أن نتدرّب على الأمر. وأن نملك الثقة بالنفس وهو ما يخوّلنا خلق مساحة حوار سليمة، تكون بعيدة عن الاستفزاز والتوتر وتأخذ منحى الحوار المريح».

يستمتع زافين قيومجيان بتقديم برنامجه «شو قولك»، ويقول: «أحب اكتشاف تفكير الشباب كما أني على تماس مستمر معهم من خلال تدريسي لطلاب الجامعة، وأنا أب لشابين».

يحضّر زافين قيومجيان لبرنامج جديد ينوي تقديمه قريباً عبر المحطة نفسها. ولكنه يرفض الإفصاح عن طبيعته. ويختم: «سيشكّل مفاجأة للمشاهد وأتمنى أن تعجبه».