«إدمان» أحد الوالدين يُعرض الأبناء لخطر الإعاقة الذهنية

إدمان أحد الوالدين يجعل الأبناء أكثر عرضة لخطر الإعاقة الذهنية  (Public Domain)
إدمان أحد الوالدين يجعل الأبناء أكثر عرضة لخطر الإعاقة الذهنية (Public Domain)
TT

«إدمان» أحد الوالدين يُعرض الأبناء لخطر الإعاقة الذهنية

إدمان أحد الوالدين يجعل الأبناء أكثر عرضة لخطر الإعاقة الذهنية  (Public Domain)
إدمان أحد الوالدين يجعل الأبناء أكثر عرضة لخطر الإعاقة الذهنية (Public Domain)

حذّرت دراسة سويدية من أن معاناة أحد الوالدين من اضطراب تعاطي الكحول أو المخدرات «تجعل الأبناء أكثر عرضة لخطر الإعاقة الذهنية».

وحثّت الدراسة التي نُشرت (الخميس) في دورية «الطب السريري» (eClinicalMedicine) على توجيه التدابير الوقائية إلى كلا الوالدين، لوقاية أبنائهما من الإعاقة الذهنية.

ومن المعروف أن «تناول المرأة الكحول أثناء الحمل يُمكن أن يزيد من خطر إصابة طفلها بإعاقة ذهنية»، لكن الدراسة الجديدة تُظهر أن «جميع أشكال تعاطي المخدرات، سواء لدى الأم أو الأب، يمكن أن تشكل عامل خطر على الأبناء».

والإعاقة الذهنية هي اضطراب في النمو العصبي يبلغ معدل انتشاره بين الأطفال عالمياً نحو 1 في المائة، ويؤدي لانخفاض الذكاء العام وصعوبات في السلوك التكيفي وضعف في المهارات المعرفية والحركية واللغوية والاجتماعية.

وشملت الدراسة، التي تعتمد على بيانات من السجلات السويدية، ما يقرب من مليوني طفل وُلدوا بين عامي 1978 و2002 وأولياء أمورهم. ووجد الباحثون أن 1.2 في المائة من الأطفال المولودين لأبوين لا يعانيان من هذا الاضطراب تم تشخيص إصابتهم بإعاقة ذهنية، مقارنة بـ3 في المائة من الأطفال الذين كان أحد الوالدين مصاباً باضطراب تعاطي الكحول أو المخدرات.

وكان الخطر المرتفع أكبر إذا شُخصت إصابة الوالد بإدمان الكحول أو المخدرات قبل الحمل أو في أثنائه وليس بعد الولادة؛ إذ ارتبط ذلك بأكثر من ضعف خطر الإصابة بالإعاقة الذهنية لدى الطفل. ولوحظ أن الإعاقة الذهنية كانت أكثر احتمالاً بكثير في المشاكل المرتبطة بشرب الكحول أثناء الحمل، حيث كان الخطر أعلى بـ3 إلى 5 مرات.

واعتبر الباحثون أن دراستهم هي الأولى التي تستخدم بيانات السجلات الوطنية واسعة النطاق للتحقيق في العلاقة بين إدمان الأب على الكحول أو المخدرات وخطر إصابة أبنائه بالإعاقة الذهنية.

لطفي خميري، الباحث في علم الأوبئة الطبية والإحصاء الحيوي وعلم الأعصاب السريري بمعهد كارولينسكا، الباحث الرئيسي في الدراسة، قال إن «جهود الوقاية والتثقيف ركزت لعقود من الزمن على الأمهات اللاتي يعانين من مشاكل مرتبطة بالكحول»، لكن الدراسة الحالية «تسلط الضوء على أهمية توجيه هذه التدابير أيضاً نحو الآباء الذين يعانون من أنواع مختلفة من اضطراب تعاطي المخدرات والكحول».

وأضاف، في تصريحات على موقع المعهد بالتزامن مع نشر الدراسة، أن «الآلية الأساسية لهذه العلاقة غير معروفة، ولكنها قد تنطوي على عوامل وراثية وبيئية، بما في ذلك التأثيرات السامة الناجمة عن تناول المخدرات والكحول على نمو الجنين». ويأمل خميري أن «تسهم النتائج في الجهود الوقائية، وكذلك في تحسين تشخيص الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية والتدخل في الوقت المناسب الموجه إلى كل من الطفل وكذلك الآباء الذين يحتاجون إلى علاج اضطراب تعاطي المخدرات».


مقالات ذات صلة

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
أوروبا ساحة بلازا دي كولون في إسبانيا (رويترز)

إسبانيا: العثور على 20 مليون يورو مخبأة بجدران منزل رئيس مكافحة الاحتيال السابق

اعتقلت السلطات الإسبانية الرئيس السابق لقسم مكافحة الاحتيال وغسل الأموال في الشرطة الوطنية الإسبانية، بعد العثور على 20 مليون يورو مخبَّأة داخل جدران منزله.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا الأميركي روبرت وودلاند داخل قفص المحكمة (أ.ب)

رفض استئناف أميركي مدان بتهريب المخدرات في روسيا

تتهم واشنطن موسكو باستهداف مواطنيها واستخدامهم أوراق مساومة سياسية، بيد أن المسؤولين الروس يصرون على أن هؤلاء جميعاً انتهكوا القانون.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون صودرت شمال غربي سوريا أبريل 2022 (أ.ف.ب)

دمشق ترفع وتيرة القبض على شبكات ترويج المخدرات

تشهد سوريا ارتفاعاً ملحوظاً في نشاط حملة مكافحة المخدرات التي تشنّها الحكومة على شبكات ترويج وتعاطي المخدرات في البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي جنود من الجيش الأردني عند نقطة حدودية (أرشيفية - أ.ف.ب)

مقتل مهرب مخدرات في اشتباك مع حرس الحدود الأردني

قُتل مهرب مخدرات على الحدود الأردنية السورية في اشتباك بين حرس الحدود الأردني ومجموعة من مهربي المخدرات حاولوا التسلل إلى أراضي المملكة، اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (عمان)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».