رفعت ألينا كاباييفا، البطلة السابقة بألعاب الجمباز، اسم روسيا عالياً، متوجة بعدد من الميداليات الذهبية. وبعد أن كانت امرأة شابة مشرقة وجذابة، ويمكن التواصل معها، باتت متوارية عن الظهور منذ أصبحت عشيقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السرية، حسبما أفادت الصحافية ولاعبة الجمباز السابقة سيلين نوني، في مقابلة نشرتها الاثنين صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.
أصبحت هذه المرأة الأربعينية التي تصغر بوتين بثلاثين عاماً، رفيقة فلاديمير بوتين منذ عام 2008، وتعيش اليوم منعزلة في مقر رئاسي، مع الأطفال - لا أحد يعرف عددهم - اللذين أنجباهما معاً. قصتهما التي لم يتم تأكيدها أبداً، تغذي كل التخيلات، وكذلك المصير الرومانسي لرياضية عظيمة أصبحت شبح امرأة.
أحدثت لاعبة الجمباز ألينا كاباييفا ثورة في هذه الرياضة من خلال مرونتها الجسدية وإنجازاتها؛ حازت الميدالية الذهبية الأولمبية عام 2004، وحصلت أيضاً على الألقاب العالمية والأوروبية والوطنية، وكانت عضواً في مجلس الدوما في البرلمان الروسي، وبما أن الرياضة مرتبطة بشكل وثيق بصورة روسيا، باتت كاباييفا أيقونة في بلادها.
العلاقة مع بوتين
«علاقتها مع بوتين سر من أسرار الدولة الروسية»، تقول الصحافية سيلين نوني، مضيفة: «نحن نعرف فقط عن اجتماعاتهما الرسمية، في سياق رياضي أو سياسي. لكن عندما ظهر المقال الأول عن علاقتهما في عام 2008، لم يتفاجأ أحد في مجتمع الجمباز، حيث كانت الإشاعة متداولة منذ فترة».
تحصل كاباييفا على راتب كبير مديرةً للمجموعة الوطنية للإعلام (NMG)، وهي شركة تلفزيونية قابضة، لكن هذا لا يفسر كل الشقق والرحلات والدعوات التي تستمتع بها هي أو عائلتها. وتتساءل سيلين نوني: «كيف يمكننا تفسير حقيقة أن ألينا كاباييفا تعيش في منزل بُني لها داخل المقر الرئاسي الروسي في فالداي؟».
لم يتباه فلاديمير بوتين بحياته الخاصة، لأنه يعدُّ أن ذلك من شأنه أن يشوش على السياسة. كان متزوجاً من ليودميلا في عام 1983، وطلق في عام 2013، هذا كل شيء متداول لا أكثر. ويرجع ذلك أيضاً إلى ماضيه عميلاً سابقاً في جهاز «الكا جي بي» السوفياتي الذي جعله يفصل كلياً بين السياسة والحياة الخاصة. ظلت زوجته دائماً في الظل، تماماً مثل ابنتيه، اللتين لا تحملان أيضاً اسمه. ومنذ طلاقه أصبح رسمياً رجلاً بلا زوجة.
حياة ألينا كاباييفا اليوم هي حياة امرأة لا تفعل الكثير، ولم تعد قادرة على السفر بسبب العقوبات المفروضة على الساسة وأصحاب النفوذ الروس وأقاربهم منذ الحرب في أوكرانيا. والدتها وأختها وجدتها يدفعن الثمن أيضاً. ومنذ عام 2014، لم يعد أحد يرى كاباييفا.
امرأة مختفية
تقول سيلين نوني: «أحب المواطنون ألينا كاباييفا لكرمها، وبساطتها، وابتسامتها الساحرة والجذابة. تشعر البلاد بأكملها بالقرب منها، وترغب في الاطلاع على مصيرها».
طبيعية دائماً، لم تكن ألينا قد لعبت أي دور قبل مسيرتها الأولمبية، حتى لو كانت تحلم بمستقبل هوليوودي. كانت مستعدة لفعل الكثير لتحقيق ذلك. بعد أن توجت للتو بطلة أولمبية في أثينا (عام 2004)، تنقلت من دعوة إلى أخرى، مستمتعة بنجاحها، مستغلة الفرص.
خاضت قبل ذلك تجربة سينمائية في فيلم ياباني عام 2001، لم تكن ناجحة. لكن الشابة أكثرت من الظهور في البرامج التلفزيونية وصفحات وأغلفة المجلات. حتى أن حبيبة الروس خاطرت بتشويه صورتها من خلال الظهور في مجلة «مكسيم» المثيرة. وروى المصور ميخائيل كورولوف الجلسة. في ذلك الوقت، أحبت كاباييفا الحياة تماماً. ولكن في عام 2008، في وقت انتخابها لعضوية مجلس الدوما، كان الكشف عن علاقتها المفترضة مع فلاديمير بوتين بمثابة نقطة تحول. وأصبح التحول راديكالياً عندما تخلت عن مقعدها في الدوما عام 2014. وقعت بعد ذلك في عالم سري.
تقول سيلين نوني: «أصبح ظهور كاباييفا أكثر ندرة، وبالكاد تستمر في رؤية أصدقائها. لم تعد ألينا تشبه نفسها، فمن خلال الانغماس في أسرار القوة، اختارت عالماً غامضاً».
في عام 2012، استقبلت ألينا لاعبات جمباز معتزلات سابقات مثلها في موسكو، وسألتهن عن أمومتهن. ثم أسرت لإحدى هؤلاء الصديقات بأنها أصبحت أماً، معربة عن سعادتها الكبرى. في اليوم الذي ظهرت فيه مع طفل صغير بين ذراعيها، أصيبت كاباييفا بالذعر وحاولت درء الشائعات من خلال التظاهر بأنه ابن أخيها. بعد أربع سنوات، قالت إيرينا تشاتشينا (لاعبة جمباز سابقة) خلال حوار غير رسمي، أن ألينا لديها طفلان. معلومة تؤكدها راقصة الجليد السابقة التي لا تزال تتردد عليها. وكان من المفترض أن يولد هذا الطفل الثاني في عام 2015 في عيادة سانتانا، في سورينغو بالقرب من لوغانو في سويسرا. وظهرت ألينا على خشبة المسرح خلال حفل، ولم يترك فستانها الأحمر الكبير أي شك في حملها الثالث.
في عام 2019، تتساءل سيلين نوني: «ألم تكن طبيبة توليد في موسكو تشرف على عملية إنجاب طفل ألينا كاباييفا في مركز مستشفى كولاكوف، الذي تم إخلاء الطابق الرابع منه لمدة 3 أسابيع ومراقبته من قبل جهاز خدمة الحراسة الاتحادية، المسؤول عن حماية كبار المسؤولين الروس؟». وأضافت: «في فبراير 2023، بثت وسيلة الإعلام الروسية المستقلة (برويكت) (Proekt) على الإنترنت فيلماً وثائقياً مخصصاً للزوجين كاباييفا وبوتين، وكشفت، مع الصور الداعمة، عن اسم الطبيبة النسائية هذه: ناتاليا ثيبود كوندراتيفا. وبعد أربعة أيام من هذا الإعلان، عُثر على هذه المرأة الستينية ميتة في منزلها في تيتشينو بسويسرا».