«بيت طاهر»... تحديات البيت السعودي المعاصر بـ190 لغة على «نتفليكس»

«الشرق الأوسط» تلتقي فريق العمل قبل عرض حلقته الأولى الأربعاء

الممثل السعودي محمد بخش في دور الأب جمعة
الممثل السعودي محمد بخش في دور الأب جمعة
TT

«بيت طاهر»... تحديات البيت السعودي المعاصر بـ190 لغة على «نتفليكس»

الممثل السعودي محمد بخش في دور الأب جمعة
الممثل السعودي محمد بخش في دور الأب جمعة

في بيت صغير وسط مدينة جدة؛ تسكن عائلة من الطبقة المتوسطة، تشبه الكثير من السعوديين بتطلعاتها ومواجهة التحديات المعاصرة من حولها... هذا هو القالب الذي بُني حوله مسلسل «بيت طاهر» الذي يعدّ أول مسلسل سعودي بإنتاج أصلي لمنصة «نتفليكس»، تُعرض حلقته الأولى (الأربعاء)، وتدور أحداثه حول عائلة تجد نفسها على بُعد أسابيع قليلة من إفلاس محلّها المخصص في بيع الأسماك، لتبدأ رحلة مليئة بالمواقف الكوميدية والمغامرات الفوضوية المضحكة التي تحمل طابعاً سعودياً بامتياز.

مخرج المسلسل سلطان العبد المحسن أكد في حديث له مع لـ«الشرق الأوسط»، أن مسلسل «بيت طاهر» مختلف عن غيره، وأردف قائلاً: «أعتقد أننا نفتقد هذا النوع من المسلسلات التي يصبح فيها جميع أفراد العائلة أبطالاً في العمل، فللأسف أصبح دور الأب أو الجدة بمثابة الدور التكميلي في الكثير من الأعمال، بينما في هذا المسلسل نرى الدور الحقيقي لكل أفراد العائلة بلا استثناء... وهذا هو الأمر الممتع في القصة».

تقارب الأجيال في العمل يبدو سمة رئيسية

اختلاف الأجيال... وحياة الطبقة المتوسطة

يتابع سلطان: «اختلاف الأجيال من شأنه أيضاً أن يصنع كوميديا لطيفة ومشاكل جديدة تواكب العصر الحالي، بالإضافة إلى الاختلاف الكبير في الشخصيات داخل العائلة الواحدة، وتباين مستوى الإدراك ما بين فرد وآخر، ويكمن التحدي في كيفية تمكنهم من الاجتماع لتحقيق هدف واحد». ويشير العبد المحسن إلى أن المسلسل يمثل عائلة من الطبقة المتوسطة التي باتت مفقودة في الكثير من المسلسلات، بحسب قوله. ويضيف: «كثير من الأعمال الأخرى تبتعد عن المشاهد، من حيث شكل البيت واللباس والحياة اليومية، بينما العائلة في (بيت طاهر) تشبه أغلب السعوديين».

ولفت مخرج العمل إلى أن التفاصيل المحلية وتنوّع الثقافات واللهجات في المملكة قد شكّلت عنصراً واضحاً في العمل، وأضاف قائلاً: «أردنا عرض ذلك في منصة (نتفليكس) العالمية، حيث ستتم ترجمة العمل لأكثر من 190 لغة، وهذا شيء رائع». كما يستند العبد المحسن إلى بساطة الحياة في العمل، وهي ما يصفها بالحياة الحقيقية، مضيفاً: «لقد تشبّع المشاهد من الإبهار والمبالغة، خاصة مع ما يُعرض في الشبكات الاجتماعية؛ لذا نراهن على البساطة في (بيت طاهر)».

المخرج سلطان العبد المحسن

بخش: تسمية المسلسل تتعلق بطهارة النفس

من جهته، قال الفنان محمد بخش، الذي يلعب دور ربّ الأسرة (جمعة) لـ«الشرق الأوسط» إنه يمثل شخصية الأب اللطيف ذي العلاقة الجيدة بأبنائه، مبيناً أن المسلسل يعكس الدراما العائلية ويحمل الكثير من الشخصيات المتباينة والتناقضات المتعددة، ويتابع: «مثلت دور الأب في الكثير من الأعمال على مدى سنوات، لكن الشباب في هذا العمل أخذوني إلى عوالمهم واستمتعت جداً معهم بهذه التجربة».

وبسؤال بخش عن سبب تسمية المسلسل «بيت طاهر» بدلاً عن «بيت جمعة»، خاصة وأنه لا يوجد شخص اسمه طاهر في العمل، أجاب بأن هذه التسمية جاءت للإشارة إلى الطهر ونقاء السريرة، لافتاً إلى أن «جميع الأخطاء التي حدثت في العمل جاءت بحسن نية، وأن أبناء جمعة جمعيهم حسنو السريرة مع السذاجة». ويرى بخش أن المسلسل الذي يأتي في 6 حلقات بإمكانه أن يكمل لأجزاء عدة لاحقاً.

نجوم العمل يتحدثون عن أدوراهم

والتقت «الشرق الأوسط» بقية نجوم العمل، حيث تحدثت الفنانة نعيمة أحمد عن دور «لطفية»، الجدّة الجريئة والمفعمة بالحيوية، قائلة: «أنا ممثلة كوميدية في الأساس؛ لذا حاولت أن أكون مرحة أيضاً في دور الجدة التي كثيراً ما تبدو قوية من الخارج، لكنها طيبة القلب ومسالمة وتحب أحفادها بشكل كبير»، موضحة أن دورها هذا يمثل نقلة كبيرة في مسيرتها الفنية.

مسلسل «بيت طاهر» يقدم وجوهاً جديدة للدراما السعودية

أما الممثل الهاشمي الفيصل ويلعب دور «يوسف»، الابن الذي يمتلك الكثير من الشغف والقليل من الحظّ، والذي يعد مسلسل «بيت طاهر» أول ظهور فني له، فيشير إلى أن دوره يتناول الشاب الذي يتظاهر بالذكاء وإدراك الأمور كافة، في محاولة منه لنقل عائلته من الفقر إلى الثراء، خاصة بعد وفاة والدته، حيث تبدأ قصة المسلسل من لحظة وفاة الأم، وتابع «كان يوسف يستغل عائلته في المسلسل بدافع حسن النية، وتحت شعار (الغاية تبرر الوسيلة)، وبنهاية الأمر يضعهم في ورطة».

من جانب آخر، يقول الممثل محمد الفرا الذي يلعب دور «كريم» شريك يوسف في المجازفات والشقيق الذي يهتم بالجميع، فيقول «إن شخصية كريم غير متكررة على الشاشة، فهو يحاول دائماً أن يساند عائلته؛ مما يدفع يوسف لاستغلال طيبته». مضيفاً بأن هذا المسلسل يعطيه مساحة أكبر؛ مما يجعله يعوّل عليه كثيراً.

وتقول الممثلة جود السفياني التي تلعب دور «عزيزة»، الابنة الذكية وصاحبة الأفكار الخلّاقة والمستعدّة لاكتشاف العالم: إن المجتمع كثيراً ما يعامل الفتاة بطريقة تختلف عن التعامل مع الشاب؛ وهو ما يدفعها في المسلسل إلى تحدي ذلك، حيث تتغيّر شخصية عزيزة بحسب التحولات التي تمر بها العائلة، وتضيف: «في نهاية الحلقات تتغيّر شخصية عزيزة تماشياً مع التغيرات المجتمعية في السعودية».

وفي رحلة التحولات التي تعصف بالعائلة قليلة الخبرة بمجال ريادة الأعمال، يشرع أحد أفرادها في العمل في مجال يلقى رواجاً كبيراً في السوق، لتتوالى بعد ذلك الأحداث الكوميدية، حين لا تسير الأمور بالسهولة التي توقعوها؛ مما يجعلهم يتخبطون وسط المشكلات والعقبات، ويقعون ضحية الكثير من الألاعيب، ليكتشفوا في النهاية أن التضحية والعائلة هما أثمن المقتنيات.


مقالات ذات صلة

نسرين الراضي: «الجميع يحب تودا» حقق أحلامي

يوميات الشرق نسرين الراضي تغني وترقص في فيلم «الجميع يحب تودا»  (حسابها على إنستغرام)

نسرين الراضي: «الجميع يحب تودا» حقق أحلامي

قالت الفنانة المغربية نسرين الراضي إنها كانت تتطلع لتقديم شخصية «الشيخة» التي أدتها في فيلم «الجميع يحب تودا» منذ أن كانت طالبة تدرس الفنون.

انتصار دردير (الجونة (مصر))
يوميات الشرق إدارة المهرجان تراهن على عرض أفلامه خارج نطاق وسط القاهرة (القاهرة السينمائي)

«القاهرة السينمائي» يراهن على الانتشار خارج أسوار الأوبرا

يراهن مهرجان القاهرة السينمائي على تقديم عروض دورته الـ45 في مناطق راقية بشرق وغرب العاصمة المصرية للمرة الأولى في تاريخ المهرجان.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
سينما المخرجان الفلسطيني باسل عدرا (يسار) والإسرائيلي يوفال أبراهام في باريس (أ.ف.ب)

وثائقي ينقل بعيون إسرائيلية وفلسطينية واقع الاستيطان في الضفة الغربية

يُطرح في صالات السينما الفرنسية الأربعاء الوثائقي «لا أرض أخرى» الذي صوّر فيه ناشطون إسرائيليون وفلسطينيون لخمس سنوات عملية الاستيطان في مسافر يطا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق حمل المخرج هادي زكاك كاميرته وذهب يبحث عمّا تبقّى من سينما طرابلس (صوَر زكّاك)

«سيلَما»... روحٌ تائهة في صالات طرابلس المَنسيّة وبين ركامها

لم يبقَ من صالات السينما في طرابلس، والتي كانت 42 في الماضي، سوى واحدة. المخرج هادي زكّاك يقف على أطلال «سيلَما» من دون أن يحوّل فيلمه الوثائقي إلى مَرثيّة.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الملصق الدعائي للفيلم  (حساب المخرج على فيسبوك)

«رفعت عيني للسما» يبدأ رحلته التجارية بدور العرض المصرية

بعد تتويجه بجوائز دولية مرموقة يبدأ الفيلم الوثائقي المصري رحلته التجارية بالعرض في دور السينما المصرية.

انتصار دردير (القاهرة )

نسرين الراضي: «الجميع يحب تودا» حقق أحلامي

نسرين الراضي تغني وترقص في فيلم «الجميع يحب تودا»  (حسابها على إنستغرام)
نسرين الراضي تغني وترقص في فيلم «الجميع يحب تودا» (حسابها على إنستغرام)
TT

نسرين الراضي: «الجميع يحب تودا» حقق أحلامي

نسرين الراضي تغني وترقص في فيلم «الجميع يحب تودا»  (حسابها على إنستغرام)
نسرين الراضي تغني وترقص في فيلم «الجميع يحب تودا» (حسابها على إنستغرام)

قالت الفنانة المغربية نسرين الراضي إنها كانت تتطلع لتقديم شخصية «الشيخة» التي أدتها في فيلم «الجميع يحب تودا» منذ أن كانت طالبة تدرس الفنون، وأنها قرأت كثيراً عن «فن العيطة» وجذبتها تفاصيل هذا العالم.

وأكدت نسرين الراضي، في حوار لـ«الشرق الأوسط»، أن على الفنان أن يخطط لمسيرته ولا يتركها للصدف، مشيدة باستقبال الجمهور للفيلم في مهرجان الجونة السينمائي، حيث شارك بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومن الجونة إلى القاهرة، حيث تشارك نسرين الراضي في لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي، مؤكدة سعادتها بهذه المشاركة ضمن لجنة تحكيم مسابقة «أسبوع النقاد».

تؤدي نسرين بالفيلم شخصية «تودا» المغنية الشابة التي تعيش في إحدى القرى بالمغرب وتحلم بأداء «فن العيطة» وهو فن شعبي مغربي قديم يمتزج فيه الشعر بالموسيقى والغناء والرقص، وتتمنى أن تصبح «شيخة» أي مطربة شعبية، لذا تقرر السفر لمدينة «الدار البيضاء» لتشق طريقها بوصفها مطربة بعيداً عن الإهانات التي تتعرض لها في حانات قريتها وحتى تبحث عن علاج لطفلها الأصم والأبكم.

خلال حضورها مهرجان الجونة (حسابها على إنستغرام)

وفي رحلتها لتحقيق حلمها تواجه التحرش والإحباط لكنها تواجه ذلك بالإصرار، وقد أتاح الفيلم الذي كتبه المخرج نبيل عيوش وزوجته المخرجة مريم توزاني لنسرين انطلاقة جديدة لها بوصفها ممثلة تمتلك موهبة لافتة.

تكشف الممثلة الشابة كيف واتتها الفرصة لأداء هذا الدور الذي فجر طاقات تمثيلية جديدة لديها، وقدمته بأداء مميز، قائلة: «كنت أحلم بهذا الدور منذ سنوات، فقد كان يغريني منذ أن كنت طالبة بالمعهد وقد قرأت كثيراً عن فن العيطة، وقد كتب المخرج نبيل عيوش الفيلم لأجلي، وقال لي قبلها إنه سيكتب فيلماً عن (شيخة) وأنني سأكون بطلته، فهو يعرفني منذ 15 عاماً حين كنت أدرس التمثيل بالمعهد في السنة الأولى؛ حيث كنت أصور مسلسلاً ثم شاركت في عمل كان منتجاً له».

وعن استعدادها للدور وخضوعها لتدريبات طويلة على الغناء والرقص تقول: «كان لدي الوقت الكافي لأفعل ذلك، ولم يكن الأمر سهلاً بالطبع لأنني أغني لأول مرة ولم أكن أعرف بالضبط كيف هي حياة الشيخات، وهو دور جريء نعم لكن الحياة تستلزم الجرأة».

مع المخرج نبيل عيوش والطفل الذي يشاركها الفيلم خلال عرضه بمهرجان «كان» (حسابها على إنستغرام)

منذ العرض الأول للفيلم في مهرجان «كان» السينمائي، وهو يلاقي نجاحاً وتحصد نسرين إعجاباً من النقاد والجمهور وتكرر الأمر في الولايات المتحدة وفي «الجونة السينمائي» وتعلق على ذلك قائلة: «ردود الفعل بدأت من مهرجان (كان) ثم أميركا التي عدت منها مؤخراً بعد مشاركتي في مهرجان سان فرنسيسكو، كانت ردة فعل الجمهور رائعة، والعجيب أن كل الجنسيات تحس بـ(تودا) وتتعاطف معها».

وتفسر أسباب تعاطف الجمهور مع «تودا»: «لأنها تمثل جميع النساء، كل امرأة ترى نفسها في تودا، وهناك نماذج تماثلها في كل العالم، لذا فالفيلم يُعد انتصاراً للمرأة».

وتعترف نسرين بأن كل دور تؤديه يحمل جانباً من شخصيتها، وترى أن رحلة «تودا» تتلامس مع رحلتها لا سيما في معاناتها الداخلية بوصفها فنانة حتى تحقق ذاتها، لافتة إلى أن «تودا» تحوّلت لصديقة فقد بقيت معها وقتاً طويلاً فقد ظللنا نصور على مدى عام، كنا نتوقف ثم نعود لاستكمال التصوير.

ورشح المغرب فيلم «الجميع يحب تودا» ليمثله في منافسات الأوسكار لعام 2025، وعن ذلك تقول نسرين الراضي: «سعيدة جداً لهذا الترشيح وأتمنى أن يجد الفيلم طريقه للفوز بها، وهذه ليست المرة الأولى التي يُرشح فيها أحد أفلامي، فقبل سنوات تم ترشيح فيلم (آدم) للمسابقة نفسها».

جانب من الفيلم (حسابها على إنستغرام)

لا تعترف نسرين بالصدف رغم أنها تؤكد أنها محظوظة بعملها مع مخرجين كبار، مؤكدة: «أستفيد وأتعلم من كل مخرج عملت معه، فلكل منهم طريقة وأسلوب مختلف. وأنا لا أعترف بالصدف بل أهتم بانتقاء الشخصيات التي أؤديها، وكل شخصية تأخذني من مكانة لأخرى لأنني مؤمنة بأهمية أن يخطط الفنان لمسيرته ولا يتركها للصدف».

كانت نسرين الراضي قد تُوجت قبل 5 سنوات في مهرجان الجونة بجائزة الفنان المصري العالمي مينا مسعود للمواهب الشابة عن دورها في فيلم «مريم» الذي أدت فيه دور امرأة تواجه مجتمعها بطفل غير شرعي، وقد أشاد مسعود بأدائها للشخصية التي تقول عنها: «كان لهذه الجائزة وقعها عليّ فقد شجعتني كثيراً».

وتعترف نسرين الراضي بحبها للشخصيات الصعبة، مؤكدة أنها تتعب فيها لكنها تشعر بحلاوة التمثيل وتجد فيه تحدياً لها بوصفها ممثلة، وتضيف: «الهدف عندي أن أؤدي شخصيات أشعر بالفخر بها».

وأحبت نسرين السينما من خلال الأفلام المصرية مثلما تؤكد: «كنت أشاهد الأفلام المصرية (الأبيض وأسود) منذ طفولتي مع والدتي، وقد تأثرت بها، لكنني أحب بشكل خاص سينما المخرج يوسف شاهين».

وعن السينما المغربية تقول: «أشعر بالفخر لما تحققه السينما المغربية، لكن ما زال الطريق طويلاً، فالإنتاج يظل قليلاً حتى الآن».