مصر تُعيد افتتاح ديرين أثريين بقنا بعد ترميمهما

لاجتذاب المهتمين بالسياحة الدينية

دير المجمع الأثري في قنا جنوب مصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
دير المجمع الأثري في قنا جنوب مصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تُعيد افتتاح ديرين أثريين بقنا بعد ترميمهما

دير المجمع الأثري في قنا جنوب مصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
دير المجمع الأثري في قنا جنوب مصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعاد مسؤولون مصريون، السبت، افتتاح ديري مار جرجس «المجمع» والأنبا بسنتاؤس بحاجر نقادة في محافظة قنا (جنوب مصر) بعد الانتهاء من ترميمهما.

وقال أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار المصري، إن الحكومة تحرص على رفع كفاءة المناطق الأثرية وإتاحتها لاستقبال زائريها من المصريين والسائحين من مختلف دول العالم، وتحسين التجربة السياحية بها، بجانب استيعاب النمو في الحركة السياحية الوافدة إلى مصر.

افتتاح دير المجمع بعد ترميمه (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأشاد وزير السياحة والآثار بالتعاون المثمر بين المجلس الأعلى للآثار ومحافظة قنا والكنيسة القبطية ومطرانية نقادة وقوص للانتهاء من ترميم هذين الديرين». مشيراً إلى «وجود صحوة غير عادية في قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار في الآونة الأخيرة أسفرت عن افتتاحات متتالية كان آخرها افتتاح سور مجرى العيون وحصن بابليون ومعبد بن عزرا اليهودي في منطقة مصر القديمة بالقاهرة التاريخية».

جانب من الدير الأثري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وعدّ أشرف الداودي، محافظ قنا، افتتاح أعمال ترميم ديريْ القديس الأنبا بسنتاؤس، ومار جرجس الروماني، «إضافة كبيرة لمجموعة المواقع الأثرية»، التي تتميز بها محافظة قنا، بما يسهم في تعزيز مكانتها على خريطة مصر السياحية، ويجذب إليها المزيد من الزوار المصريين والأجانب، خصوصاً المهتمين بالسياحة الدينية. وبدوره، دعا الأنبا بيمن، مطران نقادة وقوص، إلى إدراج الديرين على الخريطة السياحية، لا سيما أن موقعهما يأتي بين معبد دندرة في قنا، والمعابد الأثرية في الأقصر، لافتاً إلى أن كلا الديرين يعود تاريخ إنشائهما إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي؛ موضحاً أن «كشف أسرار هذا الموقع يحتاج إلى المزيد من أعمال الحفائر الأثرية».

جانب من افتتاح الديرين السبت (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ونجح فريق عمل ترميم دير مار جرجس «المجمع»، في الكشف عن عدد من الأجزاء المعمارية بالكنائس الخمس التي يضمها الدير، خلال عمليات الترميم، كما استطاع الكشف عن رفات القديس بسنتاؤس، في الدير المسمى باسمه، حسب الدكتور أبو بكر أحمد المكلف بتسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في المجلس الأعلى للآثار.

وزير السياحة والآثار المصري خلال افتتاح الديرين الأثريين (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وشمل مشروع ترميم دير مار جرجس (المجمع) ترميم وصيانة كنيسته الرئيسية وتدعيم الأساسات، حيث كُشف عن حجرة صغيرة من الداخل أسفل حجرة المعمودية في الجانب الشمالي الغربي من الكنيسة تسمى «قبة الميرون»، وكانت تُستخدم لحفظ زيت الميرون المقدس، كما أنه كُشف عن بعض قواعد الأعمدة الغرانيتية وعمود كورنثى داخل المذبح في الكنيسة الأثرية، وكذلك لوحة من الحجر الجيري عليها كتابات قبطية تمثل شاهد قبر يرجع إلى القرن 14 الميلادي، وقد رُمّم ودُعمت أعمدته وعقوده بمادة البناء نفسها، كما كُشف عن نماذج مختلفة لأشكال الصلبان على العقود.

وفي كنيسة مار يوحنا رُمّمت الجدران، ورُفعت كفاءة شبكة الكهرباء، وجرى عمل مزاريب لتصريف مياه الأمطار، كما كُشف عن مغطس في الجهة الغربية للرواق الأوسط من الكنيسة يعود إلى القرن 11 الميلادي، وقد رُمّم أيضاً.

ونجح فريق العمل في ترميم كنيسة السيدة العذراء، إحدى كنائس الدير، حيث نُفّذت أعمال درء الخطورة لجدرانها وتغطيتها بجمالون زجاجي مقام على أعمدة خشبية على أطراف الكنيسة بارتفاع مترين من منسوب الأرضية، وعمل حواجز زجاجية ما بين الأعمدة لرؤية حفائر الكنيسة من الخارج، وقد ظهرت في أثناء أعمال الترميم قواعد وبقايا جدران وأكتاف حاملة لبقايا القبة المركزية وبقايا هيكل الكنيسة. كما تضمنت أعمال الترميم قلالي الرهبان.

دعوات لإدراج الديرين على الخريطة السياحية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

يعود تاريخ دير المجمع الذي يقع على الضفة الغربية للنيل، والمسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية عام 1951، إلى نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادي، وسُمي بدير المجمع نظراً لكونه مجمعاً مقدساً يقوم على إدارة مجمع كنائس، ويتكوّن من 5 كنائس هي، كنيسة مار جرجس، وكنيسة السيدة العذراء، وكنيسة مار يوحنا، وكنيسة الملاك غبريال، وكنيسة الملاك ميخائيل وهي مندثرة الآن بالإضافة إلى قلالي الرهبان، حسب وزارة السياحة والآثار المصرية.

بينما يعود تاريخ دير الأنبا بسنتاؤس إلى القرن السادس الميلادي، وقد بُنيت الكنيسة الموجودة الآن، في بداية القرن الثامن عشر الميلادي بيد القمّص هرميلا، وقد سجّل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية في عام 2008.


مقالات ذات صلة

مصر لاستقبال قطع فرعونية نادرة بعد إحباط بيعها في أميركا

يوميات الشرق وزير الخارجية المصري يتفقد القطع الأثرية بنيويورك قبل إرسالها إلى القاهرة (وزارة الخارجية المصرية)

مصر لاستقبال قطع فرعونية نادرة بعد إحباط بيعها في أميركا

تترقب مصر استقبال قطع آثار فرعونية «نادرة» أحبطت السلطات الأميركية بالتعاون مع نظيرتها في القاهرة محاولات لبيعها أخيراً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال كلمته (سبأ)

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

في لحظة وصفت بـ«التاريخية»، أعلنت الحكومة اليمنية استرداد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية، ووضعها بمتحف المتروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك بشكل مؤقت…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق دهشة الذكاء الاصطناعي (رويترز)

الذكاء الاصطناعي «نجم» رسوم عمرها 2000 عام في بيرو

تُعدّ خطوط نازكا، التي تعود إلى 2000 عام مضت، رسوم لنباتات وحيوانات، يمكن رؤيتها فقط من السماء. وقد أُعلنت ضمن مواقع التراث العالمي لـ«يونيسكو» عام 1994.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
يوميات الشرق إطلالة على مدينة طرابلس اللبنانية من أعلى قلعتها الأثرية (الشرق الأوسط)

«جارة القلعة» تروي حكاية طرابلس ذات الألقاب البرّاقة والواقع الباهت

لا يعرف معظم أهالي طرابلس أنها اختيرت عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، لكنهم يحفظون عنها لقب «المدينة الأفقر على حوض المتوسط».

كريستين حبيب (طرابلس)
شمال افريقيا مبنى المتحف القومي السوداني في الخرطوم (متداول)

الحكومة السودانية تقود جهوداً لاستعادة آثارها المنهوبة

الحكومة السودانية عملت على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية وتأمين 76 موقعاً وصرحاً أثرياً تاريخياً في ولايات نهر النيل والشمالية، وجزء من ولاية الخرطوم.

وجدان طلحة (بورتسودان)

رجل يحطم منحوتة من صنع آي ويوي في إيطاليا

مكعب الخزف دمّره رجل خلال المعرض الافتتاحي (رويترز)
مكعب الخزف دمّره رجل خلال المعرض الافتتاحي (رويترز)
TT

رجل يحطم منحوتة من صنع آي ويوي في إيطاليا

مكعب الخزف دمّره رجل خلال المعرض الافتتاحي (رويترز)
مكعب الخزف دمّره رجل خلال المعرض الافتتاحي (رويترز)

أعلن متحدث باسم معرض فني يقام بقصر فافا في مدينة بولونيا الإيطالية، أن رجلاً أقدم على تحطيم تمثال للفنان والناشط الصيني آي ويوي، الجمعة، في أثناء افتتاح المعرض المخصص لأعماله.

وأظهرت لقطات من كاميرات المراقبة - منشورة عبر حساب آي ويوي على «إنستغرام» - رجلاً يدفع التمثال بقوة، ويكسره، ثم يمسك قطعة منه فوق رأسه.

وقال المتحدث إن التمثال المستهدف كان «مكعب الخزف» الأزرق والأبيض الكبير للفنان.

أما أمين المعرض، أرتورو غالانسينو، فأكد أن الجاني معروف في عالم الفن، وفق وكالة «أسوشيتد برس».

وأضاف: «لسوء الحظ، أعرف صاحب هذه البادرة المتهورة، بسبب سلسلة من التصرفات المزعجة والمدمرة، من جانبه، على مر السنين، تضمنت معارض ومؤسسات مختلفة في فلورنسا».

من جهتها، أعلنت شرطة بولونيا، في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية، أن رجلاً تشيكياً (57 عاماً)، ألقي القبض عليه، بعد أن أوقفه أمن المتحف.

ولم يتسنّ الوصول إلى الشرطة، على الفور، للحصول على تعليق.

وقال المتحدث إن المعرض الفني، الذي يحمل عنوان «من أنا؟»، فتح أبوابه، السبت 21 سبتمبر (أيلول) الحالي، كالمعتاد، وقد تقرر الاستعانة بطبعة بالحجم الطبيعي للمكعب، بديلاً عن العمل الأصلي. ومن المقرر أن يستمر المعرض حتى الرابع من مايو (أيار) المقبل.

وأضاف: «حرص آي ويوي على الاطمئنان أن أحداً لم يُصَب بأذى، ثم طلب تغطية بقايا العمل ونقلها».

وحتى الآن، لم يتضح كيف دخل الرجل المبنى في أثناء الفعالية التي جرى تنظيمها، الجمعة، ولم يُسمح بحضورها سوى لمن يحملون دعوة.