مصر تفتتح معبد «بن عزرا» اليهودي بعد الانتهاء من ترميمه

يعود تاريخه إلى القرن الـ12 الميلادي

جانب من افتتاح المعبد اليهودي (مجلس الوزراء المصري)
جانب من افتتاح المعبد اليهودي (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تفتتح معبد «بن عزرا» اليهودي بعد الانتهاء من ترميمه

جانب من افتتاح المعبد اليهودي (مجلس الوزراء المصري)
جانب من افتتاح المعبد اليهودي (مجلس الوزراء المصري)

افتتح رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي (الخميس)، معبد «بن عزرا»، بعد الانتهاء من مشروع ترميمه. ويُعد «بن عزرا» أحد أقدم المعابد اليهودية في مصر، حسب بيان مجلس الوزراء المصري.

وقال وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى، في البيان، «تضمّن المشروع أعمال الترميم المعماري الدقيق، فضلاً عن أعمال معالجة ودرء الخطورة لأسقف المعبد، وعزل الأسطح بأفضل الأساليب، وتنظيف الأحجار ومعالجتها وإعادة تنسيق الموقع بالشكل الملائم الذي يتيح الرؤية البصرية للأثر، بالإضافة إلى صيانة منظومة الإضاءة بالكامل، وتنظيف الوحدات النحاسية والحديدية وأعمدة الرخام فضلاً عن أعمال ترميم الزخارف الأثرية والمكتبة».

جانب من افتتاح المعبد اليهودي (مجلس الوزراء المصري)

وبدأت أعمال ترميم المعبد في أبريل (نيسان) 2022، حسب بيان لوزارة السياحة والآثار، الذي أشار وقتها إلى أن آخر ترميم للمعبد كان في عام 1991.

وأضاف وزير السياحة والآثار أن «معبد (بن عزرا) واحد من أهم المعابد اليهودية في مصر»، موضحاً أنه يضم العديد من نفائس الكتب المرتبطة بعادات اليهود وتقاليدهم وحياتهم الاجتماعية في مصر.

وكان المعبد يضمّ (الجنيزا) الخاصة باليهود في مصر، وهي مجموعة من الكتب واللفائف والأوراق الخاصة بهم، التي تمثل أهمية لدى الدارسين والباحثين المهتمين بالحياة الاجتماعية لليهود في مصر، حسب وزير السياحة والآثار.

ويعود تاريخ اكتشاف «الجنيزا» إلى عام 1890، خلال عمليات ترميم في المعبد إثر انهيار سقف غرفة كانت داخله، وهي حجرة مغلقة من كل جهاتها عدا أعلاها، حيث كانت تخزن الكتب والأوراق لمدة طويلة حتى اكتشفت، ونقلت إلى جامعة كامبريدج البريطانية.

ويُنسب معبد بن عزرا إلى إبراهام بن عزرا في القرن الـ12 ميلادياً، وقد أُعيد بناؤه في القرن الـ19، والمعبد عبارة عن مستطيل مساحتُه نحو 3500 متر، وهو ذو واجهات خالية من الزخارف، ومُصّمم من الداخل على الطراز البازيليكي، إذ ينقسم إلى ثلاثة أروقة متوازية أوسطها أكثرها اتساعاً، توجد به منصتان، تعرف الأولى بـ«أطلس المعجزة» أما الثانية فهي منصة الصلاة «البيما».

معبد بن عزرا اليهودي من الداخل (مجلس الوزراء المصري)

وفي الطابق الثاني توجد شرفة صلاة السيدات وتشغل ثلاثة أضلاع، وبطرفيها حجرتان للمقتنيات ومن بينها «الجنيزا»، كما توجد خلف المعبد بئر للطهارة يجري الوضوء بمائها قبل الدخول للمعبد خصوصاً غسل الأرجل، أما سقف المعبد وجدرانه فمُغطاة جميعها بالجص، وعليها زخارف هندسية ونباتية (أرابيسك)، ويتوسط المعبد مقصورة الصلاة (المنصة) أي البيما وهي من الرخام.

وتضمّ مكتبات الرواق الجنوبي الغربي 6 دواليب مُتلاصقة يجمعها إطار مُستطيل واحد، وهي مزخرفة بالعاج والصدف وعليها نقوش باللغة العبرية.

شهد معبد بن عزرا عددا من أعمال الترميم كان أهمها عام 1889، وقد هُدم معظم المبنى وأُعيد بناؤه من جديد بالطراز القديم نفسه، وهو البازيليكى، وفي عام 1982، أجريت للمعبد أعمال ترميم شاملة نفذتها بعثة المركز الكندي للعمارة بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار استغرقت نحو 10 سنوات.

ويقع معبد بن عزرا في شارع مار جرجس بمجمع الأديان في مصر القديمة بالقرب من المتحف القبطي، وكنيسة أبي سرجة، وكان في الأصل كنيسة تسمى الشماعين وباعتها الكنيسة الأرثوذكسية عام 882 للطائفة اليهودية.

ومؤخرا عملت مصر على ترميم عدد من المعابد والآثار اليهودية، وافتتحت عام 2020 معبد إلياهو هانبي بالإسكندرية، ويقول الدكتور الحسين عبد البصير، مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مصر بها 11 معبداً يهودياً، 9 في القاهرة، و2 في الإسكندرية».

برج سور مجرى العيون (مجلس الوزراء المصري)

وشهد رئيس الوزراء المصري، الخميس، افتتاح عدد من المواقع الأثرية إلى جانب بن عزرا، وهي برج مأخذ سور مجرى العيون، الذي يعود تاريخه إلى عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي، وحصن بابليون.

وأوضح عيسى أن مشروع ترميم «حصن بابليون» تضمن تطوير الجزء الجنوبي منه الموجود أسفل الكنيسة المعلقة، والمسمى بوابة عمرو، وذلك بعد الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من المشروع التي شملت تنظيف جميع واجهات الحصن الخارجية والداخلية، كما تضمنت الأعمال تطوير منظومة الإضاءة في مختلف أجزاء الحصن، ما ساهم في ظهور الجمال المعماري للحصن، مضيفاً أن الجدران عولجت وكُحّلت عراميسها.

رئيس الوزراء المصري يفتتح برج مأخذ سور مجرى العيون الأثري (مجلس الوزراء المصري)

وأضاف الوزير أنه لم يبقَ من مباني الحصن سوى الباب القبلي يكتنفه برجان كبيران، وقد بني فوق أحد البرجين بالجزء القبلي منه الكنيسة المعلقة، كما بُني فوق البرج الذي عند مدخل المتحف القبلي كنيسة مار جرجس الروماني للروم الأرثوذكس (الملكيين).


مقالات ذات صلة

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

العالم العربي الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال كلمته (سبأ)

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

في لحظة وصفت بـ«التاريخية»، أعلنت الحكومة اليمنية استرداد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية، ووضعها بمتحف المتروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك بشكل مؤقت…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق دهشة الذكاء الاصطناعي (رويترز)

الذكاء الاصطناعي «نجم» رسوم عمرها 2000 عام في بيرو

تُعدّ خطوط نازكا، التي تعود إلى 2000 عام مضت، رسوم لنباتات وحيوانات، يمكن رؤيتها فقط من السماء. وقد أُعلنت ضمن مواقع التراث العالمي لـ«يونيسكو» عام 1994.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
يوميات الشرق إطلالة على مدينة طرابلس اللبنانية من أعلى قلعتها الأثرية (الشرق الأوسط)

«جارة القلعة» تروي حكاية طرابلس ذات الألقاب البرّاقة والواقع الباهت

لا يعرف معظم أهالي طرابلس أنها اختيرت عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، لكنهم يحفظون عنها لقب «المدينة الأفقر على حوض المتوسط».

كريستين حبيب (طرابلس)
شمال افريقيا مبنى المتحف القومي السوداني في الخرطوم (متداول)

الحكومة السودانية تقود جهوداً لاستعادة آثارها المنهوبة

الحكومة السودانية عملت على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية وتأمين 76 موقعاً وصرحاً أثرياً تاريخياً في ولايات نهر النيل والشمالية، وجزء من ولاية الخرطوم.

وجدان طلحة (بورتسودان)
يوميات الشرق من أعمال التنقيب في موقع زبالا التاريخي المهمّ على درب زبيدة (واس)

السعودية... آمالٌ تُفعّلها المساعي لالتحاق مواقع بقائمة التراث العالمي

العمل قائم على تسجيل مواقع جديدة في القائمة الدولية للتراث العالمي، من أهمها دروب الحج القديمة، لا سيما درب زبيدة، بالإضافة إلى ملفات أخرى تشمل الأنظمة المائية.

عمر البدوي (الرياض)

مصر تراهن على مشروع «التجلي الأعظم» في سيناء لاجتذاب السائحين

رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تراهن على مشروع «التجلي الأعظم» في سيناء لاجتذاب السائحين

رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري يتفقّد مشروع «التجلي الأعظم» (مجلس الوزراء المصري)

تُولي مصر أهمية كبيرة بمشروع «التجلي الأعظم» في مدينة سانت كاترين (جنوب سيناء)، حيث تسابق الحكومة المصرية الزمن للانتهاء منه وافتتاحه ووضعه على الخريطة السياحية في البلاد.

وبعد مرور أقل من 3 أعوام على بدء تنفيذ المشروع الذي تفقّده رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، صباح اليوم (السبت)، رفقة عدد من الوزراء والمسؤولين، فقد أوشك على الاكتمال.

ووضعت وزارة الإسكان مخططاً متكاملاً لمشروع «التجلي الأعظم»، بهدف «إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس؛ لتكون مقصداً للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية والبيئية على مستوى العالم، بجانب توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، وتنمية المدينة ومحيطها، مع الحفاظ على الطابع البيئي والبصري والتراثي للطبيعة البكر»، وفق وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، شريف الشربيني.

ويتضمّن المشروع إنشاء مركز الزوار الجديد في مدخل المدينة بموقع ميدان الوادي المقدس، بجانب إنشاء ساحة للاحتفالات الخارجية، ومبنى عرض متحفي متنوع، بالإضافة إلى مسرح، وقاعة مؤتمرات، وكافتيريا، وغرف اجتماعات في مبنى تحت الأرض؛ لعدم التأثير على البيئة الطبيعية للمنطقة.

جانب من المشروع (مجلس الوزراء المصري)

ويشمل المشروع فندقاً جبلياً يتمتع بإطلالات متعددة على دير سانت كاترين، وهضبة التجلي، ووادي الراحة، مع حديقة جبلية خلفية ذات تكوينات صخرية نادرة.

واستغلّ المشروع التجويف الكبير في الجبل بوادي الراحة لإنشاء الفندق الجبلي؛ ليضم مختلف المقومات التي تجعله فندقاً عالمياً يتمتع بإطلالات متعددة، وفق بيان مجلس الوزراء، اليوم (السبت).

وتراهن مصر على المشروع لتنشيط السياحة، فوفق مصطفى مدبولي فإن «الدولة المصرية بجميع وزاراتها وأجهزتها المعنية بذلت جهوداً كبيرة لتحويل هذه البقعة المقدسة التي شرّفها المولى -عز وجل- بالتجلي فوقها، وذلك من أجل تقديمها إلى الإنسانية وشعوب العالم أجمع، على النحو الذي يليق بها؛ تقديراً لقيمتها الروحية الفريدة التي تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة».

ويتضمّن المشروع إنشاء النُّزل البيئي الجديد «الامتداد» بمنطقة وادي الراحة، ويتكوّن من 7 مبانٍ، فضلاً عن إنشاء الحديقة الصحراوية بمحاذاة سفح الجبل، وتربط النُّزل البيئي الجديد بالفندق الجبلي وإنشاء ممشى «درب موسى»؛ ليحاكي المسار التاريخي لسيدنا موسى -عليه السلام- عبر وادي الراحة وصولاً لجبل التجلي، بالإضافة إلى تطوير «74 شاليه» بالنُّزل البيئي القائم.

ولاستيعاب الكثافة السكانية الجديدة المتوقعة في المدينة، تواصل وزارة الإسكان إنشاء الحي السكني الجديد في الزيتونة. كما يضم المشروع تطوير المنطقة السياحية، وإنشاء بازارات تجارية لدعم القاعدة الاقتصادية في المدينة.

تطوير «مطار سانت كاترين» (مجلس الوزراء المصري)

في السياق نفسه، يتضمّن المشروع تطوير منطقة وادي الدير -وهي إحدى أهم مناطق سانت كاترين- التي أُنشئ بها دير سانت كاترين الذي يظلّ مزاراً روحانياً وأثرياً على المستوى العالمي.

وتوفّر الحكومة المصرية جميع الخدمات والمرافق لإنجاح هذا المشروع الطموح، من خلال تمهيد الطرقات وتطوير «مطار سانت كاترين» لاستيعاب حركة الطيران المتوقعة والتوسعات المستقبلية للمدينة، بوصفها واجهة سياحية ودينية عالمية.

وتتضمن أعمال تطوير المطار إنشاء مبنى للركاب بسعة 600 راكب في الساعة بدلاً من 300، بجانب رفع كفاءة الممر القائم، ليكون إجمالي سعة المطار 11 طائرة.

وتهدف مصر إلى الترويج لسانت كاترين لتكون جزءاً من التجربة السياحية المتكاملة التي يقدّمها المقصد السياحي المصري، وهي: سياحة المغامرات، والسياحة الثقافية، وسياحة الاستجمام، وسياحة العائلات، بجانب جذب شرائح جديدة من السائحين في العالم من المهتمين بالسياحة الروحانية، والسياحة الاستشفائية؛ لما تتميز به المنطقة من مكانة وقيمة متفردة من حيث الموقع المتميز والمقومات السياحية والطبيعية.

«الفندق الجبلي» في سانت كاترين (مجلس الوزراء المصري)

مدينة سانت كاترين الواقعة بالقرب من منتجعات شرم الشيخ، ونويبع، ودهب، يبلغ ارتفاعها 1600 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها جبال عدّة هي الأعلى في سيناء ومصر، مثل: سانت كاترين، وموسى، والصفصافة.

وأُعلنت سانت كاترين «محمية طبيعية» تزخر بمقومات سياحية فريدة، فضلاً عن الحياة البرية والحيوانات مثل: الغزلان والذئاب.

وتتولّى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية تنفيذ مشروع «التجلي الأعظم» من خلال «الجهاز المركزي للتعمير»، بتكلفة إجمالية تُقدّر بنحو 4 مليارات جنيه (الدولار الأميركي يعادل 48.3 جنيه مصري).