لوسي ليتبي... من امرأة عادية لقاتلة أطفال هزت بريطانيا

لحظة القبض على لوسي ليتبي يوم الخميس الماضي في مانشستر (أ.ف.ب)
لحظة القبض على لوسي ليتبي يوم الخميس الماضي في مانشستر (أ.ف.ب)
TT

لوسي ليتبي... من امرأة عادية لقاتلة أطفال هزت بريطانيا

لحظة القبض على لوسي ليتبي يوم الخميس الماضي في مانشستر (أ.ف.ب)
لحظة القبض على لوسي ليتبي يوم الخميس الماضي في مانشستر (أ.ف.ب)

احتلَّت أخبار قضية الممرضة القاتلة لوسي ليتبي التي أُدينت أمس بقتل 7 أطفال حديثي الولادة والشروع في قتل المزيد، الصفحات الأولى للصحف البريطانية بمختلف اتجاهاتها، كما كانت العنوان الرئيسي في كل نشرات الأخبار على التلفزيون. وتوالت المعلومات حول جرائم ليتبي في حق أطفال خدج بوحدة حديثي الولادة في مستشفى كونتيس تشيستر، مع تفاصيل مرعبة عن عمليات القتل، وشهادات من أطباء تقدموا مراراً لإدارة المستشفى بشكوكهم حول الممرضة ليتبي، غير أن الإدارة لم تستمع لهم وأمرتهم بالاعتذار للممرضة.

وفي حديث لموقع «بي بي سي»، قال المستشار الرئيسي للوحدة الدكتور ستيفن بريي إنه باح بمخاوفه بشأن ليتبي في أكتوبر (تشرين الأول) 2015 غير أن إدارة المستشفى لم تتخذ أي إجراء حيال ليتبي التي استمرت في مهاجمة 5 أطفال آخرين، مما أسفر عن مقتل اثنين.

بداية جرائم ليتبي

قبل يونيو (حزيران) 2015، كان هناك نحو حالتين أو 3 وفيات للأطفال سنوياً في وحدة حديثي الولادة في مستشفى كونتيسة تشيستر. لكن في صيف 2015، حدث شيء غير عادي. في شهر يونيو (حزيران) وحده، توفي 3 أطفال في غضون أسبوعين. كانت الوفيات غير متوقَّعة، لذلك دعا الدكتور ستيفن بري، المستشار الرئيسي في وحدة الأطفال حديثي الولادة، إلى اجتماع مع مدير الوحدة ومديرة التمريض بالمستشفى. يقول الدكتور بريي لـ«بي بي سي»: «لقد حاولنا أن نكون دقيقين قدر الإمكان». كشف تحليل الموظفين أن لوسي ليتبي كانت في الخدمة لجميع الوفيات الثلاث؛ يقول: «أعتقد أنني أستطيع أن أتذكر أنني قلت: «أوه... لا، لا يمكن أن تكون لوسي اللطيفة».

لكن بحلول أكتوبر (تشرين الأول) 2015، تغيرت الأمور. مات طفلان آخران وكانت ليتبي في نوبة عمل لكليهما. عند هذه النقطة، شعر الدكتور بري بالقلق من أن ليتبي قد تؤذي الأطفال. اتصل مرة أخرى بمديرة الوحدة، ولكنها لم تشاركه مخاوفه، وأرجعت العلاقة بين وجود لوسي والوفيات إلى «الصدفة».

دفتر مذكرات الممرضة القاتلة لوسي ليتبي (أ.ف.ب)

ولكن الدكتور بري لم يتوقف عن محاولاته؛ ففي الشهر ذاته (أكتوبر 2015) نقل مخاوفه بشأن ليتبي إلى مديرة التمريض أليسون كيلي، لكنه لم يسمع أي رد. ولم يكن بري الوحيد، فقد كان زملاؤه من الاستشاريين قلقين أيضاً بشأن ليتبي، وليس فقط بسبب الوفيات غير المتوقَّعة، فقد كانت هناك حالات مريبة، حيث كان أطفال آخرون يعانون من انهيارات غير مميتة، مما يعني أنهم بحاجة إلى الإنعاش الطارئ أو المساعدة في التنفُّس، دون أي تفسير سريري واضح، وكانت ليتبي في الخدمة في كل هذه الحالات.

في فبراير (شباط) 2016، قال استشاري آخر، الدكتور رافي جيارام، إنه رأى ليتبي واقفة تراقب أحد الأطفال وقد توقف عن التنفس، وقتها اتصل الدكتور بري بأليسون كيلي والمدير الطبي للمستشفى إيان هارفي لطلب اجتماع عاجل. في أوائل شهر مارس (آذار)، كتب أيضاً إلى إيريان باول: «ما زلنا بحاجة إلى التحدث عن لوسي».

بعد 3 أشهر ووفاة طفلين آخرين، نجح الدكتور بري في الاجتماع مع كبار المديرين. قال لـ«بي بي سي»: «لم يكن هاك شك بشأن مخاوفي أثناء ذلك الاجتماع، لكن كان هناك آخرون في حالة إنكار». قال الدكتور بري إن المديرين استمعوا بشكل سلبي له وهو يشرح مخاوفه بشأن ليتبي، لكن سُمح لها بمواصلة العمل.

بحلول أوائل يونيو 2016، انهار طفل آخر. بعد ذلك، في نهاية الشهر، توفي اثنان من 3 توائم مبتسرين بشكل غير متوقَّع في غضون 24 ساعة من بعضهم. كانت ليتبي في نوبة عمل في كل مرة. بعد وفاة الطفل الثالث، حضر الدكتور بري اجتماعاً للموظفين المصابين بصدمة يذكر لـ«بي بي سي» أنه بينما بدا أن الآخرين «ينهارون أمام عينيك تقريباً»، تجاهلت ليتبي تعليقه بأنها يجب أن تكون متعبة أو مستاءة، وقالت له: «لا... سأعود إلى الوردية غداً». يقول: «كانت سعيدة للغاية وواثقة من العودة للعمل». بالنسبة للدكتور بري وزملائه الاستشاريين، كانت وفاة التوائم الثلاثة نقطة تحول. في ذلك المساء، قال الدكتور بري إنه اتصل بالمديرة التنفيذية المناوبة كارين ريس وطالَب بإقالة ليتبي من الخدمة، ولكنها رفضت.

يقول الدكتور بري إنه تحداها بشأن ما إذا كانت تتخذ هذا القرار ضد رغبات 7 استشاريين للأطفال - وسأل عما إذا كانت ستتحمل المسؤولية عن أي شيء قد يحدث للأطفال الآخرين في اليوم التالي. ويقول إن السيدة ريس ردَّت بـ«نعم». في اليوم التالي، كاد طفل آخر يموت، مرة أخرى بينما كانت ليتبي في الخدمة. عملت الممرضة 3 نوبات أخرى، قبل أن يتم إخراجها أخيراً من وحدة حديثي الولادة، بعد مرور أكثر من عام على الحادثة الأولى، ثم توقفت حالات الوفاة والانهيار المشبوهة. ولم يتم الاتصال بالشرطة لمدة عام آخر تقريباً بعد ذلك.

لوسي ليتبي أثناء التحقيق معها (رويترز)

الشرطة تحقق

في ربيع عام 2017، تسلمت شرطة شيشاير خطاباً من الرئيس التنفيذي لمستشفى كونتيسة تشيستر، الذي شهد ارتفاعاً غير مبرَّر في الوفيات وانهيارات شبه مميتة للأطفال الخدج في وحدته الخاصة بحديثي الولادة. كان الأطباء في حيرة من أمرهم؛ فقد تحدَّت الوفيات التفسير وتزايدت المخاوف من حدوث شيء شرير. وبلغت الأحداث التي أعقبت ذلك ذروتها في واحدة من أحلك المحاكمات الجنائية في بريطانيا، وإدانة لوسي ليتبي قاتلة الأطفال الأكثر غزارة في البلاد في العصر الحديث. وقال ضابط التحقيق الكبير ديت سوبت بول هيوز: «الثقل الهائل من الأدلة يقودنا إلى معرفة أنها قاتلة، وباستخدام كلماتها، فهي شريرة».

تم القبض على ليتبي لأول مرة في منزلها في تشيستر، يوليو (تموز) 2018، شمل التحقيق ما يقرب من 70 ضابطاً وموظفاً مدنياً، حيث جمع المحققون نحو 32000 صفحة من الأدلة، وفرزوا رزماً من السجلات والبيانات الطبية. قبل محاكمة ليتبي في أكتوبر، جرى التحدث إلى نحو 2000 شخص وتم التعرف على ما يقرب من 250 شخصاً بوصفهم شهوداً محتملين. مراراً وتكراراً، أدت جميع الأدلة إلى الممرضة الشابة التي تتحدث بلطف من هيريفورد، والتي غالباً ما كانت تعمل وقتاً إضافياً لأنها خطت خطوات مبكرة في حياتها المهنية.

حققت الشرطة مع ليتبي على مدى 30 ساعة لم تظهر خلالها أي محاولات للتعاطف أو إظهار أي مشاعر. وُصفت إجاباتها بأنها «إكلينيكية»، وأنها «بلا عاطفة».

عنبر الأطفال المبتسرين حيث عملت لوسي ليتبي (رويترز)

قالت المحققة نيكولا إيفانز لـ«بي بي سي» إنها لم تجد شيئاً غير مألوف في ليتبي، وصفتها بأنها هادئة جداً، مضيفة: «لوسي ليتبي، بالنسبة لي كانت امرأة عادية في العشرينات من عمرها وتعيش حياة طبيعية. كانت لديها حياة اجتماعية، ودائرة من الأصدقاء، وعائلة. لقد استخدمت هذا الوضع الطبيعي لتكوين الثقة ثم أساءت استخدام هذه الثقة. من الواضح أنه كان هناك شيء مخادع للغاية بشأن ذلك. لقد منحها هذا الوضع الطبيعي غطاء لارتكاب الجرائم التي ارتكبتها». مع إغلاق الشبكة حول ليتبي، بقي شيء واحد غير واضح: لماذا تريد الممرضة التي كرست حياتها المهنية لرعاية الأطفال الأكثر مرضاً قتلهم الآن؟ «لا أعتقد أننا نعرف لماذا فعلت لوسي ليتبي هذا، وقد لا نعرف أبداً السبب، وهذا أمر صعب حقاً».

ورقة بخط يد لوسي ليتبي (رويترز)

بدأت المحاكمة في 10 أكتوبر في مانشستر (شمال). وتم التعريف عن الأطفال فقط بالحروف، من A إلى Q، لحماية أسرهم. وأدلى أهل الضحايا بشهاداتهم خلال المحاكمة، بعضهم بكى خلالها. وبحسب المدعي العام، عمدت لوسي ليتبي أيضاً إلى تزوير بعض الملاحظات الطبية لتغطية آثار جرائمها. وقال إنها في ذلك الوقت، وبعد أن قتلت ضحاياها من دون لفت الانتباه، أصبحت امرأة «لا يمكن السيطرة عليها». وكتبت الممرضة في مذكرة عُثر عليها بمنزلها في عام 2018: «أنا لا استحق أن أعيش. لقد قتلتهم عن قصد لأنني لستُ جيدة بما يكفي لرعايتهم. أنا شخص فظيع».


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».