«هيئة الأدب» تنظم معتزلاً جديداً للكتابة وتطوير أدواتها في الفنون الأدبية

يستضيف المعتزل الكتابي في كل رحلة كتابية مجموعة من المتميزين والكتّاب الواعدين في صنف أدبي معين (وزارة الثقافة)
يستضيف المعتزل الكتابي في كل رحلة كتابية مجموعة من المتميزين والكتّاب الواعدين في صنف أدبي معين (وزارة الثقافة)
TT
20

«هيئة الأدب» تنظم معتزلاً جديداً للكتابة وتطوير أدواتها في الفنون الأدبية

يستضيف المعتزل الكتابي في كل رحلة كتابية مجموعة من المتميزين والكتّاب الواعدين في صنف أدبي معين (وزارة الثقافة)
يستضيف المعتزل الكتابي في كل رحلة كتابية مجموعة من المتميزين والكتّاب الواعدين في صنف أدبي معين (وزارة الثقافة)

يستضيف المعتزل الكتابي في كل رحلة كتابية مجموعة من المتميزين والكتّاب الواعدين في صنف أدبي معين، ويقدّم المعتزل بمشاركة ذوي التجارب الرصينة، وصفة مثالية لتطوير كل فن أدبي، وبيئة ملائمة للكتابة والإبداع والابتكار، يختلي فيها كل كاتب بقلمه وكلماته وأدوات تفكيره، فيما تساهم الطبيعة التي يعيش وسطها مجتمع المعتَزَل من الكتّاب في مساعدة الكاتب على حضور ذهنه واتّقاد أفكاره وتجديد سليقته، حيث تتحرّى الهيئة اختيار مناطق سعودية تتمتع بطبيعة بِكر وساحرة، تشجع إقباله على الكتابة والتأمل والابتكار وتجديد الأفكار.

وبدأت هيئة الأدب السعودية تنظيم معتزل جديد للكتابة في منطقة جازان، يشارك فيه مجموعة من الكتاب للاستثمار في بيئة العزلة والاعتكاف على تطوير أدوات الكتابة واختبار التجارب التأملية والكتابية، بما يسهّل رفع إنتاجيهم الأدبية في مجتمع كتابي مزدهر بالأفكار، وفضاء اجتماعي وبيئي يوفر المناخ لتطوير التجربة وبناء الأدوات.

تسعى هيئة الأدب إلى دعم الإنتاج السعودي والمؤلفين، والقيام بمهام إدارة قطاعات الأدب والنشر والترجمة وتنظيمها (وزارة الثقافة)
تسعى هيئة الأدب إلى دعم الإنتاج السعودي والمؤلفين، والقيام بمهام إدارة قطاعات الأدب والنشر والترجمة وتنظيمها (وزارة الثقافة)

وتنظم الهيئة التابعة لوزارة الثقافة معتزلات للكتابة منذ عام 2019، تستضيف فيها مجموعة من الكتاب من حول العالم، لخوض رحلة للتحصيل الأدبي، وفتح نوافذ إلى عوالم جديدة من الفكر والإبداع، وتمكين التجربة الثقافية في السعودية وتصويرها في حصيلة المؤلفين في فنون مختلفة. وقد نظمت الهيئة نحو 10 معتزلات للكتابة، حتى الآن في مناطق مختلفة داخل السعودية، تنوعت في تضاريسها واتفقت في رسم الدهشة البصرية لديهم، وتمكين الكتاب والمؤلفين وحَمَلة القلم من الاستثمار في الفضاء الطبيعي لإثراء تجاربهم وفحص أفكارهم واجتراح إنتاجات مبتكرة.

وقد صمم المشروع لرفع معدل الإنتاج الأدبي وصقل مهارات الكُتّاب من خلال الوجود في بيئات ملهمة ومنعزلة، وتبادل الخبرات مع كتاب من ثقافات مختلفة محلية وعربية وعالمية، خلال مدة تتراوح من 7 إلى 10 أيام، ويتضمّن برنامجه أوقاتاً مكرّسة للكتابة، وورش عمل، وحلقات نقاشية وزيارات ميدانيّة للتعرف على المنطقة، والاستلهام منها، يرافقهم خلالها مرشدٌ خبيـرٌ بأحد الأجناس الأدبية.

تطبّق هيئة الأدب الرسالة الإنسانية السامية، بكون الأدب لغة البشر قاطبة، وعده قاسماً إنسانياً مشتركاً (وزارة الثقافة)
تطبّق هيئة الأدب الرسالة الإنسانية السامية، بكون الأدب لغة البشر قاطبة، وعده قاسماً إنسانياً مشتركاً (وزارة الثقافة)

تطوير المعتزل وإثراء التجربة

بعد انتهاء الموسم الأول من معتزلات الكتابة التي انطلقت عام 2019، استضافت هيئة الأدب والنشر والترجمة لقاءً لتحسين وتطوير برنامج معتزلات الكتابة وإقامات الكتّاب في السعودية، وأدلى عدد من الأدباء الذين سبق لهم المشاركة في معتزلاتٍ كتابية على المستويين المحلي والعالمي، بوجهات نظرهم في مسيرة البرنامج لتعزيز التواصل مع الكُتّاب، وإيجاد بيئة محفزة على الإنتاج الأدبي. وقد تم عقد حلقة حوارية ثرية، تسهم في التعرف على التحديات، واستقطاب الأفكار التطويرية للقطاع، إلى جانب دعم الإبداع الأدبي السعودي، وتمكين المواهب بالمعارف الإثرائية والمساعدة في الارتقاء بالتأليف الأدبي السعودي وتطويره وتنويعه. وتناول اللقاء أثر بيئة المُعتزل على أعمال المشاركين الأدبية، والتعرف على التجارب العالمية للكتّاب، والاستماع إلى مقترحات وأفكار الأدباء المشاركين في اللقاء لتحسين تجربة معتزلات الكتابة وإقامات الكتّاب، وتصنيفها، ومواقع إقامتها، وأعداد المشاركين فيها.

صمم المشروع لرفع معدل الإنتاج الأدبي وصقل مهارات الكُتّاب من خلال الوجود في بيئات ملهمة ومنعزلة وتبادل الخبرات (وزارة الثقافة)
صمم المشروع لرفع معدل الإنتاج الأدبي وصقل مهارات الكُتّاب من خلال الوجود في بيئات ملهمة ومنعزلة وتبادل الخبرات (وزارة الثقافة)

مبادرات لتعزيز الإنتاج الأدبي

وتسعى هيئة الأدب إلى دعم المؤلفين والإنتاج السعودي، والقيام بمهام إدارة قطاعات الأدب والنشر والترجمة وتنظيمها بوصفها المرجع الرسمي لها في المملكة، والمساهمة في تحقيق تطلعات «رؤية 2030» و«الاستراتيجية الوطنية للثقافة» التي تسعى لجعل الثقافة نمطاً لحياة الفرد، وتفعيل دورها في النمو الاقتصادي، وتمكينها من تعزيز مكانة المملكة الدولية.

وأطلقت الهيئة حزمة من المبادرات والمشروعات للارتقاء بالنتاج الأدبي وصناعة النشر والنشاط الترجمي السعودي، وتحسين البيئة التشريعية والمُمكّنات الأساسية التي تنهض بمقومات الأدب والنشر والترجمة في السعودية، وتشجيع الاستثمار في القطاعات الثلاث وتفعيل دور القطاع غير الربحي.

وبإقامتها هذا المعتزل، تدعم هيئة الأدب والنشر والترجمة الرسالة الإنسانية السامية، بكون الأدب لغة البشر قاطبة، وعدّه قاسماً إنسانياً مشتركاً، يتجاوز الحدود ويعبر الثقافات، وعلى هذا تعمل الهيئة على تأمين تجربة كتابية فريدة ومختلفة لضيوفها، في بيئة طبيعية مريحة، على مدى 7 أيام يتفرّغون فيها للكتابة، فلا يقطع عزلتهم شيء عدا الإلهام والاستكشاف والتأمل، تتضمنها رحلات سياحية إلى أبرز معالم المنطقة التي تستضيف المعتزل.


مقالات ذات صلة

السعودية واليونان ترسخان تبادلهما الثقافي

يوميات الشرق وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان مستقبلاً نظيرته اليونانية لينا مندوني في جدة (واس)

السعودية واليونان ترسخان تبادلهما الثقافي

ترأس وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، ونظيرته اليونانية لينا مندوني، الاجتماع الأول للجنة الثقافة المنبثقة من «مجلس الشراكة الاستراتيجية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق عمل الفنانة السعودية تارا الدغيثر استند إلى أساطير سومرية (الشرق الأوسط)

«مفكرة أبريل»: 3 أيام من الإنصات العميق لما تخفيه الذاكرة وتبوح به الأصوات

لا ترى «مفكرة أبريل» في بينالي الشارقة نقطة وصول، وإنما سبيل يتشعَّب إلى طرق وأساليب تُواصل التشكُّل والتطوُّر حتى بعد انتهاء الفعالية...

فاطمة عبد الله (الشارقة)
يوميات الشرق إعادة الإضاءة على الأعمال التي صنعت الذاكرة الثقافية العربية (صور مايا الحاج)

«عشرون»: في مواجهة الذاكرة المُهدَّدة والفراغ المُعلَّب

يَعبُر «عشرون» من مجرّد برنامج عن ترتيب الأعمال، إلى مشروع في قلب المعركة الثقافية. وهي معركة لا تُخاض بالسلاح، وإنما بالكلمة والذاكرة والاختيار.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق نداء مفتوح لمواجهة التكوينات والمواقف المتفاوتة (الشارقة للفنون)

«مفكرة أبريل»: لقاء الفنّ والحوار في نسيج تكوينات جديدة

بالإضافة إلى كونها حدثاً ثقافياً، تُشكل «مفكرة أبريل» دعوة مفتوحة لتكوين مقاربات جديدة نحو التبادل وبناء الشبكات المجتمعية، وإعادة تخيّل الهياكل الداعمة للحياة.

فاطمة عبد الله (الشارقة)
ثقافة وفنون «كشتبان»... أم مصرية ترمّم تصدعات الذات في الهند

«كشتبان»... أم مصرية ترمّم تصدعات الذات في الهند

يحفل تاريخ الشعرية العربية بهاجس الارتحال، فقد كانت الرحلة غرضاً رئيسياً ومركزياً من أغراض الشعر العربي، واحتلت الناقة رمزيتها في تراثنا الشعري بصفتها رفيقة.

عمر شهريار

«المجلة» تتصدّر ريادة الصحافة البصرية العربية بـ13 جائزة تصميم عالمية

تمنح الجوائزَ لجنة تحكيم دولية مؤلّفة من 42 متخصصاً في الصحافة البصرية (الشرق الأوسط)
تمنح الجوائزَ لجنة تحكيم دولية مؤلّفة من 42 متخصصاً في الصحافة البصرية (الشرق الأوسط)
TT
20

«المجلة» تتصدّر ريادة الصحافة البصرية العربية بـ13 جائزة تصميم عالمية

تمنح الجوائزَ لجنة تحكيم دولية مؤلّفة من 42 متخصصاً في الصحافة البصرية (الشرق الأوسط)
تمنح الجوائزَ لجنة تحكيم دولية مؤلّفة من 42 متخصصاً في الصحافة البصرية (الشرق الأوسط)

حصدت مجلة «المجلة» 13 جائزة دولية، خلال الدورة 46 من مسابقة «أفضل أعمال التصميم الصحافي» التي تُنظِّمها جمعية تصميم الأخبار (SND)، في إنجاز جديد يعكس روح الابتكار التي تقود مسيرتها التحريرية.

أعمال «المجلة» كسرت القوالب التقليدية وقدمت تجارب بصرية مبتكرة (الشرق الأوسط)
أعمال «المجلة» كسرت القوالب التقليدية وقدمت تجارب بصرية مبتكرة (الشرق الأوسط)

وتمنح لجنة تحكيم دولية مؤلّفة من 42 متخصصاً في الصحافة البصرية هذه الجوائز التي تُكرِّم أبرز الأعمال الصحافية والتصميمية المنشورة عالمياً خلال عام 2024، حيث استقبلت دورة هذا العام نحو 5 آلاف مشاركة من مؤسسات إعلامية بارزة، بينها «نيويورك تايمز» و«بلومبرغ» و«رويترز» و«ناشونال جيوغرافيك».

ومن بين الجوائز، تُوِّجت «المجلة» بميدالية برونزية مرموقة، تُمنح للأعمال التي تتجاوز التميّز بمستوى عالٍ من الإبداع، والتنفيذ الجمالي، أو صعوبة التنفيذ، وذلك عن ملف بصري متكامل تناول موضوع الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.

يشكل هذا التكريم لحظة مهمة تُبرز تميز «المجلة» في مسيرتها الإبداعية والتحريرية (الشرق الأوسط)
يشكل هذا التكريم لحظة مهمة تُبرز تميز «المجلة» في مسيرتها الإبداعية والتحريرية (الشرق الأوسط)

من جانبه، عَدّ إبراهيم حميدي، رئيس تحرير «المجلة»، أن هذا الإنجاز «يعكس الالتزام بصحافة رصينة وعصرية تُقدِّم للقرّاء والمتابعين محتوى عميقاً، وتتفاعل معهم بلغة عالمية»، مؤكداً أنه «مجرد خطوة ضمن مسار تحوّل أكبر نركّز فيه على تعزيز المحتوى البصري، والخيارات التحريرية الجريئة، والسّرد المؤثّر».

استقبلت الدورة السادسة والأربعون من المسابقة نحو 5000 مشاركة من مؤسسات إعلامية حول العالم (الشرق الأوسط)
استقبلت الدورة السادسة والأربعون من المسابقة نحو 5000 مشاركة من مؤسسات إعلامية حول العالم (الشرق الأوسط)

وإلى جانب الميدالية البرونزية، نالت «المجلة» 12 جائزة تميّز في مجالات متنوعة، شملت تصميم الصفحات، والرسوم التوضيحية والمتحركة، وملفات خاصة حول الانتخابات، وقضايا المخدرات في العالم العربي، حيث تُكرِّم هذه الجوائز الأعمال التي تكسر القوالب التقليدية، وتُقدِّم تجارب بصرية مبتكرة.

حصلت «المجلة» على ميدالية برونزية مرموقة وهي فئة تُمنح للأعمال التي تتجاوز التميّز (الشرق الأوسط)
حصلت «المجلة» على ميدالية برونزية مرموقة وهي فئة تُمنح للأعمال التي تتجاوز التميّز (الشرق الأوسط)

بدورها، نوَّهت سارة لوان، المديرة الإبداعية في «المجلة»، بأن «هذه الجوائز تُجسِّد روح الابتكار والعمل الجماعي التي ينفرد بها فريقنا التحريري». وقالت: «نحن لا نكتفي بتطوير شكل الصحافة العربية، بل نعيد صياغة مضمونها برؤية عصرية واعية بصرياً، وتحمل طابعاً أصيلاً لتترك أثراً حقيقياً في تجربة المتلقي».

ويُبرِز هذا التكريم تميُّز «المجلة» في مسيرتها الإبداعية والتحريرية، ويعكس تطوُّرها ضمن التحول الرقمي في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، حيث يجتمع الابتكار والمحتوى القوي لإعادة تقديم الصحافة بطريقة أكثر تفاعلاً واستمرارية.