أشعة الشمس قد تصيب المصطافين بالصدفية والأكزيما

يرتبط تطور سمرة الجلد بانخفاض وفرة البكتيريا المفيدة (شاترستوك)
يرتبط تطور سمرة الجلد بانخفاض وفرة البكتيريا المفيدة (شاترستوك)
TT
20

أشعة الشمس قد تصيب المصطافين بالصدفية والأكزيما

يرتبط تطور سمرة الجلد بانخفاض وفرة البكتيريا المفيدة (شاترستوك)
يرتبط تطور سمرة الجلد بانخفاض وفرة البكتيريا المفيدة (شاترستوك)

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة مانشستر البريطانية أنّ تعرض المصطافين للشمس يؤثر بشكل كبير على تنوع «ميكروبيوتا» بشرة الجسم وتكوينها.

وأظهرت نتائج الدراسة المنشورة (الثلاثاء) في دورية «فورنتير إن ايجينغ» أن تطور سمرة الجلد يرتبط بانخفاض وفرة البكتيريا المفيدة بعد قضاء العطلات الصيفية مباشرة.

وينبه الباحثون إلى أن الأكثر إثارة للقلق هو أن التغيير السريع في تنوع الكائنات الحية الدقيقة قد رُبط ببعض الحالات المرضية. فانخفاض الثراء البكتيري للجلد على سبيل المثال كان مرتبطاً سابقاً بالتهاب الجلد، كما أن التقلبات في تنوع البكتيريا على وجه التحديد ارتبطت بمشكلات جلدية مثل الأكزيما والصدفية.

في حين، يرتبط التعرض المطول للأشعة فوق البنفسجية بتلف الحمض النووي في خلايا الجلد، وتكون الالتهابات، وشيخوخة الجلد المبكرة.

قال أبيجيل لانغتون، الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة مانشستر في بيان صحافي صادر (الثلاثاء): «تُظهر نتائجنا أن تعرض المصطافين للشمس يؤثر بشكل كبير على تنوع ميكروبيوتا البشرة وتكوينها». وأضاف: «ومع ذلك، تعافت الكائنات الحية الدقيقة لجميع المصطافين بعد أسابيع قليلة من توقفهم عن قضاء فترات طويلة في الشمس».

ويعدّ الجلد أكبر عضو في جسم الإنسان، وهو موطن لمجموعة واسعة من البكتيريا والفطريات والفيروسات الدقيقة المفيدة المكونة لـ«ميكروبيوتا الجلد»، التى تحمي من مسببات الأمراض.

في هذه الدراسة، درس الباحثون بالمملكة المتحدة، آثار سلوكيات تعرض المصطافين للشمس على تكوين الكائنات الحية الدقيقة للجلد، حيث حلل الباحثون بشرة المشاركين، قبل القيام بالإجازات إلى وجهات مشمسة، لمدد زمنية بلغت سبعة أيام على الأقل قبل القيام بالعطلة، ومن ثَمّ في الأيام الأولى و28 و84 بعد العطلة، حيث قُيّمت الجراثيم الجلدية للمشاركين مرة أخرى.

أوضح الباحث توماس ويلموت، من جامعة مانشستر، وأحد باحثي الدراسة: «حتى قضاء فترة مشمسة قصيرة نسبياً قد يؤدي لانخفاض حاد في وفرة البكتيريا، مما يقلل من تنوع الكائنات الحية الدقيقة المفيدة في الجلد».

وعلى الرغم من الانخفاض السريع في البكتيريا والتحول المصاحب في تنوع الجراثيم الجلدية، تعافت بنية المجتمع البكتيري بعد 28 يوماً من عودة الأفراد من العطلة.

قال ويلموت: «يشير هذا إلى أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية أثناء العطلات له تأثير حاد على بكتيريا الجلد، ولكن التعافي سريع نسبياً بمجرد عودة الشخص إلى مناخ مشمس أقل».

وأوصى الباحثون بضرورة قيام الدراسات المستقبلية ببحث، لماذا تبدو البكتيريا البروتينية حساسة بشكل خاص للأشعة فوق البنفسجية، وكيف يؤثر هذا التغيير في التنوع على صحة الجلد على المدى الطويل؟


مقالات ذات صلة

«هلاوس الذكاء الاصطناعي» قد تساعد في تطوير أدوية جديدة

تكنولوجيا «هلاوس الذكاء الاصطناعي» قد تكون ميزة في بعض الأحيان (رويترز)

«هلاوس الذكاء الاصطناعي» قد تساعد في تطوير أدوية جديدة

بعض العلماء يرون أن هلاوس الذكاء الاصطناعي قد تكون مفيدة، على عكس المتوقع، حيث يمكن أن تساعد في تغذية الابتكار وفي تطوير أدوية وعلاجات جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك طبيب يفحص مريضاً بسرطان القولون في فرنسا (رويترز)

تعرف على «أكبر 3 عوامل خطر» تسبب سرطان القولون لدى صغار السن

كشفت دراسة جديدة عما قالت إنها «أكبر 3 عوامل خطر» تؤدي للإصابة بسرطان القولون قبل سن 35 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الغضب عند الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية أحد مؤشرات التعلق الزائد من الأطفال بها (أرشيفية - سي إن إن)

هل يقضي طفلك وقتاً طويلاً على الإنترنت؟ 6 علامات تحذيرية وحلّها

أصبح الأطفال مرتبطين بشكل متزايد بأجهزتهم المحمولة، وهذه علامات تحذيرية لهذا الارتباط وطرق حلها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأشخاص ذوو الذكاء العالي يكونون أكثر مرونة في تحمل التدهور المعرفي (أرشيفية - رويترز)

دراسة: الخرف يؤثر على الأشخاص الأذكياء أكثر من غيرهم

كشفت دراسة جديدة عن أن الخرف يؤثر سلباً على الأشخاص الأذكياء، ويؤدي إلى تدهور حالتهم العقلية بشكل أسرع من غيرهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك توانا لوني تلقت كلية خنزير في نوفمبر 2024 (أ.ب)

أميركية تصبح أطول شخص يعيش بـ«كلية خنزير»

حققت امرأة من ولاية ألاباما الأميركية إنجازا كبيرا حيث أصبحت أطول شخص في العالم يعيش بعد زراعة عضو خنزير، حيث إنها بصحة جيدة ومفعمة بالطاقة.

«الشرق الأوسط» (ألاباما)

معتزّ صوّاف لـ«الشرق الأوسط»: فن الـ«كوميكس» لا يلاقي تشجيعاً في منطقتنا

معتزّ صوّاف يوقّع كتابه «اعترافات رسام خارج الدوام»... (الشرق الأوسط)
معتزّ صوّاف يوقّع كتابه «اعترافات رسام خارج الدوام»... (الشرق الأوسط)
TT
20

معتزّ صوّاف لـ«الشرق الأوسط»: فن الـ«كوميكس» لا يلاقي تشجيعاً في منطقتنا

معتزّ صوّاف يوقّع كتابه «اعترافات رسام خارج الدوام»... (الشرق الأوسط)
معتزّ صوّاف يوقّع كتابه «اعترافات رسام خارج الدوام»... (الشرق الأوسط)

تعدّ الرسوم المتحركة من الفنون المشهورة في العالم، وتتنافس المتاحف، كما دور النشر، على جمعها داخلها وفي قصص مصورة. وبفضل هذا الفن، حفظتها أجيال عدّة حول العالم؛ مثل «تان تان» و«سنوبي» كذلك «أستريكس وأوبليكس» و«لوكي لوك» و«شترومف»... وغيرها من الشخصيات. بيد أن هذا الفن المشهور باسم «كوميكس» بقي غائباً إلى حدّ ما عن العالم العربي؛ الذي شهد ولادة شخصيات كرتونية عربية قليلة، وفي غالبية الأحيان كانت ترجمة لشخصيات أجنبية؛ ومعظمها من اليابان.

شخصية «عزّو» مطبوعة على جدران المعرض (الشرق الأوسط)

مؤخراً، افتُتح معرض معتزّ صوّاف للرسوم المتحركة في غاليري «وادي 99 آرت» بالعاصمة بيروت. ووقّع صوّاف بموازاته كتابه «اعترافات رسام خارج الدوام» في 200 صفحة، ويتضمن مجموعات من رسوماته.

في المعرض نحو 40 لوحة من مجموعاته «شلّة عزّو» و«ثورة ثورة» و«خربشات عزّو»، ويتناول فيها يوميات اللبناني وكذلك واقع المنطقة العربية، فيمرّ عبرها على فلسطين ولبنان.

المهندس المعماري معتزّ صوّاف يصف نفسه بـ«هاوي الرسم الكرتوني» وليس متفرغاً له. مؤسس «مركز دراسات الشرائط المصورة العربية» في الجامعة الأميركية ببيروت، ويحمل شهادة في الرسوم المتحركة حصل عليها عام 1975.

في المعرض نحو 40 لوحة من الرسوم والقصص المصورة (الشرق الأوسط)

شغفه بالرسوم المتحركة والشرائط المصورة عبر دعمه لها ترجمه بدايةً بمبادرة في الجامعة الأميركية ببيروت، تحوّلت عام 2023 إلى «مركز رادا ومعتزّ صوّاف لدراسات القصص المصورة العربية»، وهي هيئة أكاديمية تعدّ مركزاً للدراسة النقدية لفن القصص المصورة في العالم العربي.

كذلك أطلق صوّاف «جائزة محمود كحيل» العربية السنوية، التي تُسهم في إبراز مواهب رسامين مميزين من المنطقة العربية.

يقول معتز صواف في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن أول معرض أقامه كان في عام 2011، وإنه ابتكر في معرضه الحالي شخصية «عزّو» الكرتونية التي تمثّله. ويتابع: «استلهمتها من (سنوبي)؛ إحدى أشهر الشخصيات في عالم الكرتون. فهو كلب يسخر من الناس بعين رجل عمره 40 عاماً؛ الأمر الذي ألهمني لابتكار (عزّو). ففي بلادنا العربية لا نملك شخصية كرتونية شهيرة على هذا المثال. وكذلك رغبت في تشجيع هواة هذا الرسم؛ كما حالي دائماً. واليوم لديّ مجموعة (صباح الخير عزّو)، التي أُصدرها مرة في الشهر وأتناول فيها اللبناني، فهو مهما واجه من ضربات يعود شامخاً من جديد».

شخصية «عزّو» الكرتونية استلهمها صواف من «سنوبي» العالمي (الشرق الأوسط)

ويحضر «عزو» بقوة في المعرض، لا سيما أن صوراً مختلفة له طُبعت على جدران المعرض وملصقاته. وكذلك يتضمن المعرض مجموعة رسوم بالأبيض والأسود، تشكّل بدايات معتزّ صوّاف في مشواره مع الرسم الكرتوني.

يفضّل المهندس صوّاف الرسم بالقلم وليس بواسطة الكومبيوتر. ويرى أن الرسم والتلوين باليد هو الفن الحقيقي، فهو يطبع هوية الرسام ويحمل توقيعه. كما يؤكد ميله إلى «الرسوم الكرتونية غير الواقعية»، وتفضيله الخلفية البسيطة.

ويعلّق في سياق حديثه: «الألوان عنصر أساسي في الرسوم المتحركة، فهي تُسهم في بريقها وتألقها. أما بالنسبة إلى الأفكار، فهي جزء من يومياتي. غالباً ما أرسم في ساعات متأخرة من الليل، وتأتيني الأفكار كأنها موجات فأتحرك على أثرها. وأحمل قلمي وأترجمها برسمات».

ينبثق عنوان معرض معتز صواف وكتابه «اعترافات رسام خارج الدوام» من روتين حياته، فهو قلّما يجد الوقت الكافي للرسم، لا سيما أنه يعمل في مجال الهندسة ويدير أكثر من مؤسسة. وخارج دوّامات عمله، يركن إلى رسم القصص المصورة.

حالياً يحضّر رسوماً يتحدّث فيها عن الأحداث الأخيرة التي طالت لبنان... «سأقدّم أفكاراً حول انتخاب رئيس الجمهورية الجديد جوزيف عون، ورئيس الحكومة المكلّف نواف سلام... فالرسم عملية سهلة، والأصعب منها هو إيجاد الفكرة الملائمة».

يذهب ريع بيع كتابه ولوحات معرضِه لدعم «جمعية واصف - سعاد الصوّاف الخيرية»، وهي تسعى إلى مساعدة المحتاجين في مجالات التغذية والتعليم والصحة.

ركن من معرض معتزّ صواف في غاليري «وادي 99 آرت»... (الشرق الأوسط)

يؤكد صوّاف أن جميع المؤسسات التي أطلقها كان هدفها الرئيسي تشجيع هواة الرسم الكرتوني وغيره... «أولى مبادراتي في هذا الخصوص أطلقتها بالجامعة الأميركية في بيروت. وتحولت فيما بعد إلى (مركز رادا ومعتزّ صوّاف لدراسات الشرائط المصورة العربية). وكذلك أطلقت (جائزة محمود كحيل) للرسم الكاريكاتوري. وفي مؤسسة (طش فش) غير الربحية، أشجّع على نشر كتب لرسامين عرب. فأحبّ أن أوصلهم إلى الشهرة، أسوة بفنانين أمثالهم من بلدان الغرب».

ويختم معتزّ صوّاف حديثه مشيراً إلى فقدان تشجيع فن الـ«كوميكس» في لبنان والعالم العربي... «إنه من الفنون الأشهر في العالم عند الصغار والكبار. ففي فرنسا وحدها هناك إصدارات من هذا النوع تتجاوز 20 ألف كتاب، وكذلك في بلدان أخرى؛ منها اليابان. آخذُ هذا الفن على عاتقي، فهو وسيلة تعبير فعّالة كما الشّعر والتحليلات السياسية. وأتمنى أن يحظى فن الـ(كوميكس) يوماً ما باهتمام وسائل الإعلام على أنواعها، فيخصّصون له مساحة لتسليط الضوء على جديده في عالمنا».