عاصفة هوليوود تلفح «لوكارنو»... و«إيمي» تواجه مصيراً كـ11 سبتمبر

«مهرجان البندقية» أيضاً يتجرّع المرارة

الإضراب الذي يشلّ هوليوود بمثابة عاصفة ممتدّة (أ.ف.ب)
الإضراب الذي يشلّ هوليوود بمثابة عاصفة ممتدّة (أ.ف.ب)
TT

عاصفة هوليوود تلفح «لوكارنو»... و«إيمي» تواجه مصيراً كـ11 سبتمبر

الإضراب الذي يشلّ هوليوود بمثابة عاصفة ممتدّة (أ.ف.ب)
الإضراب الذي يشلّ هوليوود بمثابة عاصفة ممتدّة (أ.ف.ب)

لا يتوقّع أحد مجال عاصفة إضراب الممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود، وإلى أين ستصل تداعيات هبّاتها. الأكيد أنّ الوضع ليس في أحسن أحواله، ولا إشارات إلى انقشاع مُرتقب. آخر تبعات هذا الهبوب، إعلان «مهرجان لوكارنو السينمائي» في سويسرا، أمس (الخميس)، أنّ دورته الـ76، المقرّرة إقامتها من 2 إلى 12 أغسطس (آب) المقبل، لن تنجو من الآثار السلبية؛ وأنّ احتفال توزيع جوائز «إيمي» التلفزيونية لهذه السنة، سيُرجأ، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية.

بالنسبة إلى «لوكارنو»، فقد أفاد المنظّمون، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، بأنّ «بعض الشخصيات التي يُفترض حضورها لتسلُّم جوائز أو لمواكبة أفلام، لن تحضر في نهاية المطاف إلى المهرجان». ودعا البيان الذي يرى أنّ «الإضراب القائم يكشف المشكلات التي تعانيها صناعة السينما المعاصرة» إلى «حوار بنّاء بين الأطراف المعنية يحترم قرار الشخصيات المذكورة». ولن يحضر الممثل البريطاني ريز أحمد، مثلاً، احتفال توزيع الجوائز ليلة افتتاح المهرجان. لكن العرض العالمي الأول للفيلم القصير «دامي» للفرنسي يان دومانج، الذي يتولّى بطولته إلى جانب إيزابيل أدجاني، سيقام وفق المقرّر.

جوائز «إيمي» في مهب الإضراب (أ.ف.ب)

من جهته، قرّر الفنان السويدي ستيلان ستارسغارد، الذي قبل جائزة «ليوبارد كلوب 2023»، الشهر الفائت، صرف النظر عن تسلّم جائزته تضامناً مع حركة الإضراب. ومع ذلك، سيحضر إلى لوكارنو لمواكبة عرض فيلم «وات ريمينز» لران هوانغ، ولكن ألغيَت مشاركته في نشاطين آخرين، هما احتفال توزيع الجوائز والحوار مع الجمهور. ورغم تأكيد عرض «ثياتر كامب» الذي سيتحدّث عنه المخرج المشارك للفيلم نيك ليبرمان، لن تحضر المخرجة الأخرى والممثلة مولي غوردون ولا الممثلان بن بلات ونواه غافين، إلى لوكارنو. ليس «مهرجان لوكارنو» الوحيد الذي تأثّر بتبعات الإضراب، إذ سبق لـ«مهرجان البندقية السينمائي» الذي تُقام هذه السنة دورته الثمانون، الإعلان أنّ فيلم «كوماندانتي» للمخرج الإيطالي إدواردو دي أنجيليس، سيُعرض في الافتتاح، بدلاً من ذلك الذي كان مقرراً.

«إيمي» تواجه مصيراً كـ11 سبتمبر

وفيما يتعلق بجوائز «إيمي»، فقد لمّحت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إلى أنّ الاحتفال المعادل تلفزيونياً لجوائز «الأوسكار» السينمائية قد يؤجّل من موعده الأساسي في 18 سبتمبر (أيلول) إلى يناير (كانون الثاني) المقبل، فيما أشارت مجلة «فرايتي» المتخصِّصة إلى أنّ المعنيين بالاحتفال من شركات إنتاج وسواها أُبلغوا بالتأجيل الذي لم يُعلن رسمياً بعد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر على صلة بالاحتفال، أنّ أيّ موعد جديد لم يُحدد بعد لإجرائه. وينفّذ ممثلو هوليوود وكتّاب السيناريو فيها إضراباً أدّى إلى أسوأ حالة شلل في القطاع منذ 63 عاماً، وسيدفع، في حال استمراره، كل نجوم هوليوود إلى مقاطعة الاحتفال الخامس والسبعين لتوزيع جوائز «إيمي»، مما ينعكس بطريقة كارثية على نسب مشاهديه عبر شاشة التلفزيون. كذلك لن يكون مسموحاً لكتّاب السيناريو بإعداد نصوص أو نكات لمقدّمي الاحتفال.

الإضراب يطرح إشكالية السينما المعاصرة (أ.ف.ب)

وأفادت بعض التقارير بأنّ شبكة «فوكس» التي تتولّى النقل التلفزيوني للاحتفال هذه السنة في الولايات المتحدة ضغطت لتأجيله إلى يناير (كانون الثاني)، أملاً في أن تكون المشكلة حُلّت. إلا أنّ أكاديمية التلفزيون التي يصوّت أعضاؤها لاختيار الفائزين وتقدّم الجوائز، تفضّل على ما يبدو تأجيلاً لمدة أقصر تفادياً لتزامن «إيمي» مع موسم توزيع الجوائز السينمائية، فيما لم يصدر أي تعليق على الموضوع عن «فوكس» والأكاديمية. وكانت المرة الأخيرة التي أُرجئ فيها احتفال توزيع جوائز «إيمي» عام 2001، وذلك على أثر اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول).

وأدّى إضراب هوليوود إلى وقف كل الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية الأميركية باستثناء قلّة منها، في وقت يطالب الممثلون وكتّاب السيناريو بزيادة أجورهم التي تشهد ركوداً في زمن منصّات البثّ التدفقي، ويرغبون في الحصول على ضمانات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي، لمنع هذه التكنولوجيا من إنشاء نصوص أو استنساخ أصواتهم وصورهم.


مقالات ذات صلة

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق بوستر مهرجان الفيوم السينمائي الدولي للبيئة والفنون المعاصرة (إدارة المهرجان)

4 أفلام سعودية للعرض في مهرجان الفيوم السينمائي

تشارك 4 أفلام سعودية في الدورة الأولى لمهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة الذي يقام خلال الفترة ما بين 25 و30 نوفمبر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق بطلات فيلم «انصراف» (الشرق الأوسط)

المخرجة السعودية جواهر العامري استلهمت «انصراف» من أحداث حقيقية

عُرض «انصراف» في كلٍ من أميركا وفرنسا وبريطانيا، في حين شهد «مهرجان القاهرة» عرضه العربي الأول.

انتصار دردير (القاهرة)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
TT

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

ضمن مشروع الأفلام الذي يعدّه «مركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري» في «مكتبة الإسكندرية» بعنوان «عارف»، يروي فيلم الأقصر التسجيلي الوثائقي تاريخ واحدة من أقوى العواصم في تاريخ الحضارات القديمة، ويستدعي ما تمثّله هذه المدينة من كنز حضاري منذ أن كانت عاصمة مصر في عهد الدولة الوسطى.

في هذا السياق، قال مدير المركز التابع لـ«مكتبة الإسكندرية»، الدكتور أيمن سليمان، إنّ «سلسلة أفلام (عارف) تقدّم القصص التاريخية عن الأماكن والمدن والمعالم المهمة في مصر، بصورة أفلام قصيرة تُصدّرها المكتبة»، موضحاً أنه «صدر من هذه السلسلة عدد من الأفلام ضمن منظور غير تقليدي هدفه توعية النشء والشباب بأسلوب سهل ومبسَّط؛ ولا تتعدى الفترة الزمنية لكل فيلم 3 دقائق، وهو متاح باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «فيلم (الأقصر) يتناول قصة واحدة من أقوى عواصم العالم القديم، عاصمة الإمبراطورية المصرية. طيبة أو (واست) العصية كما عُرفت في مصر القديمة، التي استمدت قوتها من حصونها الطبيعية. فقد احتضنتها الهضاب والجبال الشاهقة من الشرق والغرب، مثل راحتَي يد تلتقيان عند مجرى نهر النيل. وكانت رمز الأقصر عصا الحكم في يد حاكمها الذي سيطر على خيرات الأرض، فقد منَّ الله عليها بنعمة سهولة الزراعة، كما وصفها الإغريق».

«بوستر» الفيلم الوثائقي عن الأقصر (مكتبة الإسكندرية)

ولم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة. فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد كلما عانت التفكك والانقسام. ومن أبنائها، خرج محاربون عظماء، مثل منتُوحتب الثاني الذي أعاد توحيد الدولة المصرية وجعل الأقصر عاصمةً لها، وأحمس الذي صدَّ عدوان الغزاة، وفق ما يشير الفيلم.

وأوضح سليمان أنه «مع استقرار البلاد، تهيّأت الظروف لازدهار الثقافة والحضارة التي تحترم الإنسان وقدراته، رجالاً ونساءً. فقد تركت حتشبسوت نماذج فريدة في العمارة والفنون والثقافة والاستكشاف. وفي ساحات معابد الكرنك، اجتمع الأمراء والطلاب للعلم والعبادة معاً، مُشكّلين بذلك طابعاً خاصاً للشخصية المصرية. وسجّل تحتمس الثالث الحياة اليومية في الإمبراطورية المصرية، جنباً إلى جنب مع الحملات العسكرية، على جدران معبد الكرنك، في حين شيّد أمنحتب الثالث نماذج معمارية مهيبة شرق النيل وغربه».

جانب من الفيلم الوثائقي عن الأقصر (مكتبة الإسكندرية)

وتابع: «الأقصر تحتفظ بدورها الثائر ضدّ المحتل عبر عصور الاضطراب والغزو، مثل حائط صدّ ثقافي حافظ على الهوية المصرية. ودفع هذا الإسكندر والبطالمة والأباطرة الرومان إلى تصوير أنفسهم بالهيئة المصرية القديمة على جدران المعابد، إجلالاً واحتراماً. وقد احتضنت معابد الأقصر الكنائس والمساجد في وحدة فريدة صاغتها الثقافة المصرية، لتشكّل جسراً جديداً من جسور التراث والفكر».

ولفت إلى أنّ «شامبليون طاف بها 6 أشهر كاملةً ليملأ عينيه بجمال آثارها. فهي قبلة الباحثين من شتى أنحاء العالم، الذين يأتون إليها آملين أن تبوح لهم أرضها بأسرار تاريخ البشر، وأن تكشف لهم مزيداً من كنوز الفنون والآداب والعلوم».

وتهدف سلسلة «عارف» إلى تقديم نحو 100 فيلم وثائقي، وأصدرت أيضاً أفلام «توت عنخ آمون»، و«بورتريهات الفيوم»، و«هيباتيا»، و«سرابيوم الإسكندرية»، و«الألعاب في مصر القديمة»، و«القاهرة التاريخية».