مصر تحتفي بقرن من الحفائر الأثرية في مقر «الرعامسة»

عبر معرض يضم 250 قطعة من مدينة قنتير بالشرقية

مصر تحتفي بقرن من الحفائر الأثرية في مقر «الرعامسة»
TT

مصر تحتفي بقرن من الحفائر الأثرية في مقر «الرعامسة»

مصر تحتفي بقرن من الحفائر الأثرية في مقر «الرعامسة»

تحتفي مصر بمرور قرن على بدء الحفائر الأثرية في مدينة قنتير بمحافظة الشرقية (دلتا مصر)، التي كانت مقراً لحكم «الرعامسة» في مصر القديمة، وذلك عبر معرض مؤقت، افتتح مساء (الأحد) بالمتحف المصري بالتحرير، يلقي الضوء على تلك الحقبة التاريخية التي امتدت لما يزيد على قرنين من الزمان.

ويطلق اسم «الرعامسة» على الفترة التي بدأت بحكم الملك رمسيس الأول عام 1307 قبل الميلاد، واستمرت حتى نهاية حكم رمسيس الحادي عشر عام 1070 قبل الميلاد.

ويضم المعرض، الذي يقام تحت عنوان «آثار قنتير: قرن من الحفائر والبحوث في مقر إقامة الرعامسة»، 250 قطعة أثرية، من مكتشفات مدينة قنتير، بحسب مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار بمصر، الذي أوضح، في كلمته خلال افتتاح المعرض، أنه «يستعرض تاريخ الحفائر بالمدينة، التي بدأها عالما الآثار المصريان محمود حمزة ولبيب حبشي، ثم استكملها متحف رومر - بيليزيوس الألماني بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار بمصر».

قطعة أثرية ضمن المعروضات (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بدوره، أوضح الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «مدينة قنتير من المدن الأثرية المهمة باعتبارها العاصمة السياسية لمصر خلال فترة حكم الملك رمسيس الثاني، أشهر ملوك الرعامسة وباقي ملوك تلك الفترة حتى رمسيس الـ11»، لافتاً إلى أن «رمسيس الثاني اتخذها مقراً لحكمه وكان ينطلق منها في حملاته الحربية، كما نقل للمدينة آثاراً متنوعة من أماكن أخرى».

ويستمر المعرض حتى 16 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ويتم تنظيمه بالتعاون بين المتحف المصري بالتحرير ومتحف رومر - بيليزيوس بألمانيا. وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في كلمته خلال الافتتاح، إن «المعرض هو أحد أوجه التعاون المشترك بين مصر وألمانيا، الذي يمتد لسنوات طويلة في مجالات عدة؛ أثرية ومتحفية»، مشيراً إلى أن «مصر يعمل بها 250 بعثة أثرية من 25 دولة أجنبية».

قطعة أثرية تعود إلى عصر «الرعامسة» في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويضم المعرض قطعاً أثرية من مكتشفات مدينة قنتير، إضافة إلى قطع أخرى من مخازن مدينة صان الحجر بالشرقية. ولفت وزيري إلى أنه «من المقرر نقل القطع الأثرية المعروضة حالياً إلى مقر عرض دائم بالمتحف المصري، عقب انتهاء فترة المعرض المؤقت».

بدوره، استعرض السفير الألماني في القاهرة فرانك هارتمان، الذي شارك في افتتاح المعرض، تاريخ الحفائر الألمانية بمدينة قنتير، وقال إنها «بدأت عام 1980، من خلال بعثة متحف رومر – بيليزيوس». وأكد أن «الحفاظ على التاريخ والإرث الثقافي إحدى الركائز الأساسية للسياسة الثقافية الألمانية بمصر».

تمثال نادر من الغرانيت (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويضم المعرض، المقام بالقاعة رقم 44 بالمتحف المصري بالتحرير، تماثيل ونقوشاً للملوك الأوائل من عصر الرعامسة مثل الملك سيتي الأول والملك رمسيس الثاني، إضافة إلى عناصر معمارية وقطع أثرية توضح مظاهر الحياة اليومية داخل مدينة قنتير، بحسب الدكتور علي عبد الحليم، مدير المتحف المصري بالتحرير.


مقالات ذات صلة

اكتشاف بقايا معبد الوادي لحتشبسوت في الأقصر

يوميات الشرق اكتشافات أثرية جديدة في الأقصر (البعثة الآثارية)

اكتشاف بقايا معبد الوادي لحتشبسوت في الأقصر

أعلن عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، الأربعاء، عن اكتشاف بقايا معبد الوادي للملكة حتشبسوت بالأقصر (جنوب مصر)، مع عدد من الاكتشافات الأثرية الأخرى.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق الغرابة (SWNS)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
يوميات الشرق المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

أعلنت مصر، الاثنين، اكتشافاً أثرياً جديداً في منطقة سقارة (غرب القاهرة)، يتمثّل في مصطبة لطبيب ملكي بالدولة المصرية القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«ملتقى طويق للنحت» يحتفي بتجارب الفنانين

الملتقى يتيح فرصة مشاهدة عملية النحت الحي والتمتُّع بتفاصيل الصناعة (واس)
الملتقى يتيح فرصة مشاهدة عملية النحت الحي والتمتُّع بتفاصيل الصناعة (واس)
TT

«ملتقى طويق للنحت» يحتفي بتجارب الفنانين

الملتقى يتيح فرصة مشاهدة عملية النحت الحي والتمتُّع بتفاصيل الصناعة (واس)
الملتقى يتيح فرصة مشاهدة عملية النحت الحي والتمتُّع بتفاصيل الصناعة (واس)

يحتفي «ملتقى طويق الدولي للنحت 2025» بتجارب الفنانين خلال نسخته السادسة التي تستضيفها الرياض في الفترة بين 15 يناير (كانون الثاني) الحالي و8 فبراير (شباط) المقبل، تحت شعار «من حينٍ لآخر... متعة الرحلة في صِعابها»، وذلك بمشاركة 30 فناناً من 23 دولة حول العالم.

ويُقدّم الملتقى فرصة مشاهدة عملية النحت الحي، حيث ينشئ الفنانون أعمالاً فنية عامة، ويُمكِن للزوار التواصل والتفاعل المباشر معهم، وتبادل الثقافات، واكتشاف الأساليب والأدوات المستخدمة في عملهم.

وسيصاحب فترة النحت الحي برنامج الشراكة المجتمعية، الذي يضم 11 جلسة حوارية، و10 ورش عمل مُثرية، و6 برامج تدريبية، إلى جانب الزيارات المدرسية، وجولات إرشادية ستُمكِّن المشاركين والزوار من استكشاف مجالات فن النحت، وتعزيز التبادل الفني والثقافي، واكتساب خبرة إبداعية من مختلف الثقافات من أنحاء العالم.

وتركز الجلسات على الدور المحوري للفن العام في تحسين المساحات الحضرية، بينما ستستعرض ورش العمل الممارسات الفنية المستدامة، مثل الأصباغ الطبيعية. في حين تتناول البرامج التدريبية تقنيات النحت المتقدمة، مثل تصميم المنحوتات المتحركة.

من جانبها، قالت سارة الرويتع، مديرة الملتقى، إن نسخة هذا العام شهدت إقبالاً كبيراً، حيث تلقّت ما يزيد على 750 طلب مشاركة من 80 دولة حول العالم، مبيّنة أن ذلك يعكس مكانة الحدث بوصفه منصة حيوية للإبداع النحتي والتبادل الثقافي.

وأعربت الرويتع عن طموحها لتعزيز تجربة الزوار عبر البرامج التفاعلية التي تشمل ورش العمل والجلسات الحوارية والجولات الفنية، مشيرة إلى أن الزوار سيتمكنون من مشاهدة المنحوتات النهائية في المعرض المصاحب خلال الفترة بين 12 و24 فبراير.

تعود نسخة هذا العام بمشاركة نخبة من أبرز النحاتين السعوديين، وتحت إشراف القيمين سيباستيان بيتانكور مونتويا، والدكتورة منال الحربي، حيث يحتفي الملتقى بتجربة الفنان من خلال تسليط الضوء على تفاصيل رحلته الإبداعية، بدءاً من لحظة ابتكاره للفكرة، ووصولاً إلى مرحلة تجسيدها في منحوتة.

وفي سياق ذلك، قال مونتويا: «نسعى في نسخة هذا العام من المُلتقى إلى دعوة الزوار للمشاركة في هذه الرحلة الإبداعية، والتمتُّع بتفاصيل صناعة المنحوتات الفنية».

ويعدّ الملتقى أحد مشاريع برنامج «الرياض آرت» التي تهدف إلى تحويل مدينة الرياض لمعرض فني مفتوح عبر دمج الفن العام ضمن المشهد الحضري للعاصمة، وإتاحة المجال للتعبير الفني، وتعزيز المشاركات الإبداعية، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030».