إيمان يوسف لـ«الشرق الأوسط»: الحرب سرقت فرحة نجاح «وداعاً جوليا»

هوجم منزلها في الخرطوم وعاشت «فيلماً داخل فيلم»

إيمان يوسف خلال وجودها في «كان» (الممثلة)
إيمان يوسف خلال وجودها في «كان» (الممثلة)
TT

إيمان يوسف لـ«الشرق الأوسط»: الحرب سرقت فرحة نجاح «وداعاً جوليا»

إيمان يوسف خلال وجودها في «كان» (الممثلة)
إيمان يوسف خلال وجودها في «كان» (الممثلة)

بكثير من اللوعة، تعترف الممثلة السودانية إيمان يوسف، بطلة «وداعاً جوليا»، بأنّ الحرب سرقت فرحتها بنجاح الفيلم بعد حفاوة الاستقبال التي حظي بها في «مهرجان كان» الأخير وفوزه بجائزة «الحرية». فموافقة المهرجان على عرضه، تزامنت واندلاع الحرب، لتعيش إحساساً متضارباً، بين فرحة ناقصة وحزن وقلق. تكشف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، عن خوضها رحلة صعبة مع النازحين للوصول إلى مصر، بعد مهاجمة منزل عائلتها في الخرطوم، ورغم ذلك تثق بعودة السودان أقوى مما كان.

مع أسرة الفيلم على الرد كاربت (الممثلة)

ما بين رحلة مغادرة الخرطوم وعرض «وداعاً جوليا» في «كان»، وهو أول فيلم سوداني يشارك في الحدث العالمي؛ تختبر إيمان يوسف لحظات صعبة، كما لو كانت تعيش «فيلماً داخل فيلم».

تروي: «عندما أعلن المهرجان عن اختيار فيلمنا، كانت الحرب قد بدأت. لم تكتمل فرحتي وتزايد خوفي. طمأنتُ نفسي بأنّ النور يولد من العتمة. طلب مني المخرج محمد كردفاني مغادرة السودان إلى القاهرة للحصول على تأشيرة السفر إلى فرنسا، وهذا ما فعلته. رفضت أمي وإخوتي السفر وتمسكوا بالبقاء، فقد اعتقدنا أنه مجرد اشتباك وسينتهي. مع تواصل الأنباء بتطوّرات الحرب وأزمة حافلات السفر التي استغلّ أصحابها الوضع وضاعفوا الأجور، وافقت أمي لنقطع رحلة صعبة إلى القاهرة على مدى 5 أيام».

بعض مشاهد «وداعاً جوليا» التي تتناول لحظة انفصال جنوب السودان عن شماله، بينما سكان الجنوب ينزحون بجرّ حقائبهم، عاشتها الفنانة خلال رحلتها، فتقول: «لحظات الرعب تمثّلت في الخروج من الخرطوم وصولاً إلى موقف قندهار، حيث محطة الباصات. كانت الشوارع خالية والخوف رفيقنا. عشنا من دون نوم ولا طعام. قست علينا الرحلة، إلى أن وصلنا إلى المعبر المصري. بكيت، فالشعب السوداني عانى طويلاً».

الفنانة السودانية إيمان يوسف (الممثلة)

الاستعداد لحضور المهرجان، وتصميم الأزياء على السجادة الحمراء، استلزما وقتاً، فتقول: «اقترحتُ على المصمم السوداني محمد سبا المقيم في مصر، فكرة تصميم (جيمبسوت) على شكل الزيّ السوداني التقليدي. صُممت الإكسسوارات بما يشبه الجنازير اختزالاً لقيود نعيشها، وفي الذيل وُضعت صور لطلقات رصاص، أما (البروش) فصُمّم على شكل قلب تسيل منه خيوط حمراء مثل دماء. أردنا في هذا الحدث الكبير تقديم وجه آخر للسودان خارج الأحداث المأساوية».

نال العرض الأول للفيلم حفاوة كبيرة وتصفيقاً طويلاً. تستعيد تلك اللحظة: «شعرتُ برهبة وأنا أشاهده للمرة الأولى. شغلتني شوارع الخرطوم وتساءلتُ متى العودة؟ مع انتهاء العرض توالى التصفيق وبكيتُ من الفرحة»، مؤكدة أنّ «الفيلم عبَّر عن الثقافة والعادات السودانية، فاستوقفنا فرنسيون في الشارع، وسألونا عن بعض المشاهد، وسط جمهور يسمع عن السودان للمرة الأولى».

الفيلم هو الأول ليوسف، من خلاله ظهرت أيضاً بشخصية المطربة، فتقول: «أدّيتُ أغنيتين سودانيتين، إحداهما كُتبت للفيلم، وهي (قولي كيف) من ألحان مازن حامد الذي وضع الموسيقى التصويرية، والثانية أغنية قديمة للمطرب سيد خليفة بتوزيع جديد، إلى أغنية (لولا الملامة) للمطربة وردة».

بجانب الغناء، تجيد إيمان يوسف العزف على القانون والعود الذي درسته بإشراف الفنان العراقي نصير شمة. وهي شاركت في حفلات للعزف بدار الأوبرا المصرية.

حقق فيلم «وداعاً جوليا» خطوة نوعية في بدايتها التمثيلية، فتؤكد أنه «وضعني أمام مسؤولية كبيرة، ورغم ندرة الفرص وقلة الإنتاج السينمائي وظروف الحرب، فإنني أثق بأنّ السودان سينهض، وستفرز الحرب كماً من الأفكار والإنتاج الفني الواعي».

وفي القاهرة، حيث تقيم، تخطّط لحياتها التمثيلية: «أحتاج إلى تطوير مهاراتي والمشاركة في ورش للتمثيل، وأن أعاود العزف بعد الاستيلاء على بيتنا، ففقدتُ العود والقانون وذكريات عمري».


مقالات ذات صلة

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق بوستر مهرجان الفيوم السينمائي الدولي للبيئة والفنون المعاصرة (إدارة المهرجان)

4 أفلام سعودية للعرض في مهرجان الفيوم السينمائي

تشارك 4 أفلام سعودية في الدورة الأولى لمهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة الذي يقام خلال الفترة ما بين 25 و30 نوفمبر.

محمد الكفراوي (القاهرة )

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.