تخيّل أن تدفع مئات الدولارات مقابل تذكرة وتتحدى الأمطار الغزيرة لمشاهدة فنانك المفضل على المسرح، في أمسية يجب أن تكون مميزة ولا تُنسى، لكن بعد ثلاث ساعات وأكثر من 40 أغنية، تعود إلى المنزل لتدرك أنك لا تتذكر أي شيء.
يبدو الأمر غير معقول تقريباً، لكن العديد من معجبي المغنية الأميركية تايلور سويفت يشكون من «فقدان الذاكرة» بعد حفلها الموسيقي، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
يقول علماء النفس إن العواطف والوقت قد يكونان وراء هذه الظاهرة.
من تجارب الخروج من الجسد إلى الدخول في حالة تشبه الحلم، انتقل معجبو سويفت إلى وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة للكشف عن شعورهم بالذنب لعدم قدرتهم على تذكر اللحظات الرئيسية من حفل «إيراس».
قد يكون فقدان الذاكرة عرضاً خطيراً جداً، يشير إلى فقدان الذكريات والخبرات والمعلومات.
لكن الدكتورة ميشيل فيليبس، وهي محاضرة في علم النفس الموسيقي في بريطانيا، تقول إن فكرة فقدان الذاكرة بعد الحفلة الموسيقية ليست مخيفة كما تبدو.
ونادراً ما يكون الحال أن المعجبين لا يتذكرون أبداً حضورهم حفلة موسيقية.
تقول فيليبس: «في الواقع، من المحتمل أن يكون ذلك أحد الأشياء التي يتذكرون حضورها لبقية حياتهم... الأمر ببساطة أنهم يشفرون بعض جوانب الحدث في الذاكرة، وليس البعض الآخر».
لذا، سواء كنت تميل إلى التركيز أكثر على حركات رقص الفنان المفضل لديك، أو مجرد الاستمتاع بالعرض مع أحبائك، فإن الناس ينتبهون إلى كل ما هو مهم بالنسبة لهم - ويقومون بترميز ذكريات هذه الأشياء، بدلاً من الموسيقى.
يُعد القول المأثور «الوقت يمر عندما تستمتع بوقتك» طريقة سهلة للتفكير في فقدان الذاكرة بعد الحفلة الموسيقية.
وفقاً لفيليبس، عندما يكون المعجبون متحمسين ومنغمسين جداً في لحظة، يمكن أن يشعروا كما لو أن «الوقت قد مر فجأة» ولم يتمكنوا من معالجة كل ما رأوه وسمعوه وشعروا به بشكل صحيح.
وبالنسبة للأشخاص القلقين بشأن نسيان أجزاء من العرض، فإن الاستماع إلى قائمة الأغاني مرة أخرى قد يجعل كل تلك الذكريات تعود.


