أعربت المطربة المصرية نسمة محجوب عن فخرها بمشاركتها في فيلم «الست» بالأداء الصوتي للأغنيات، والذي اعتبرته أصعب تحدٍّ خلال مشوارها الفني.
وأكدت أنها قامت على مدى عام كامل بتدريب الفنانة منى زكي على تجسيد شخصية «كوكب الشرق» أم كلثوم، في الفيلم الذي كتبه أحمد مراد وأخرجه مروان حامد.
وقالت نسمة في حوارها مع «الشرق الأوسط» إنه تم ترشيحها للعمل عن طريق الموسيقار هشام نزيه، قبل أن تلتقي منى زكي على مدار عامين، لعقد جلسات للوقوف على كافة التفاصيل المتعلقة بأداء أم كلثوم الغنائي.
أغنيات صعبة
وتكشف نسمة أن منى كانت تغني بصوتها وقت التصوير، لذلك كان لا بد من أن تحفظ الأغنية بكل تفاصيلها، مشيرة إلى أن «كل الأغاني الموجودة بالفيلم من اختيار المخرج مروان حامد، وفقاً للسياق الدرامي للعمل»، موضحة أن هناك أغنيات كثيرة لأم كلثوم كانت تسمعها للمرة الأولى؛ خصوصاً ما غنته في بداياتها، مثل: «الصب تفضحه عيونه»، و«الشك يحيي الغرام»، و«الأولة في الغرام»، بالإضافة إلى أغنية «برضاك» التي «تعد من أصعب أغانيها بالنسبة لكل المطربات».

وكشفت أنها درَّبت منى زكي عاماً كاملاً قبل التصوير، بواقع مرتين أسبوعياً، مؤكدة أن «هذه التدريبات وفرت كثيراً من الوقت قبل التصوير، وتضمنت الأداء الجسدي ومخارج الحروف والألفاظ، وحركة عضلات الوجه والشفتين، والأسلوب الغنائي المميز لـ(كوكب الشرق) بكل ما فيه من نغمات وحِليات غنائية، بما يخدم مصداقية الشخصية داخل أحداث العمل».
وبسؤالها عن أصعب أغنية درَّبت منى عليها، أجابت قائلة: «أغنية (إن كنت أسامح) لأنها ذات نغمات عالية، وقد غنتها أم كلثوم وهي صغيرة في السن، فتمكَّنت من أدائها ببراعة؛ لأنه مع كبر السن تقل المساحة الصوتية عادة، ولا يستطيع الصوت أن يغني بالقوة والطاقة نفسيهما اللتين يمتلكهما في الصغر».

ولفتت إلى أن أغاني «ثومة» القديمة شديدة التعقيد؛ لأنها «تحتوي على تقلبات لحنية مختلفة ومقامات عدَّة، لذلك أعتبر أن النصف الأول من الفيلم أصعب في أغنياته من النصف الثاني».
وحضرت المطربة المصرية طوال تصوير المشاهد الغنائية بالفيلم، لضبط إيقاع الأداء، ولا سيما أن الفيلم يضم 12 أغنية تستحوذ على نحو نصف ساعة من مدة عرض الفيلم، رغم أنها لم تُقدَّم كاملة؛ حيث اقتصر تقديمها على مقاطع أو مذاهب أو أجزاء صغيرة؛ لأن التركيز الأساسي في العمل كان يدور حول أم كلثوم الإنسانة أكثر من المطربة، لذلك تطلَّب الدور وجود ممثلة قوية تجيد التعبير عن انفعالات ومشاعر الشخصية، وإظهار لحظات الضعف والوحدة والانكسار التي عانت منها في حياتها، ولو كان الموضوع خلاف ذلك لتمت الاستعانة بمطربة لتجسيد الشخصية.
الهجوم على منى زكي
وحول تفسيرها لهجوم البعض على منى زكي، قالت إنه هجوم غير موضوعي، معتبرة أن الأزمة تكمن في التوقعات العالية لدى الجمهور؛ خصوصاً أن سيرة أم كلثوم قُدِّمت من قبل، ولكن الفيلم تناول قصة «ثومة» من منظور مختلف بعيداً عن المتوقع، ولم يتناول محطات مشوارها الفني، ولم يسلط الضوء على أغنياتها؛ بل تناولها من منظور إنساني، وجسد التناقضات في شخصيتها وضعفها الأنثوي والتحديات التي واجهتها كامرأة.

وعبَّرت نسمة عن إحساسها بالفخر لإنجازها هذا العمل الفني الكبير، الذي حظي بردود أفعال إيجابية قبل عرضه في مصر؛ حيث عُرِض أول مرة في «مهرجان مراكش السينمائي الدولي» بالمغرب، ومع الأيام الأولى لعرضه في مصر حصل على إشادات عدد كبير من النقاد، ومن أسرة أم كلثوم نفسها.




