مراد مصطفى: قضايا اللاجئين تستحق مزيداً من الأفلام

فيلمه «عيسى» حصد جائزة «رايل» الذهبية بمهرجان «كان»

المخرج مراد مصطفى يحمل جائزة فيلمه بمهرجان كان  (فيسبوك)
المخرج مراد مصطفى يحمل جائزة فيلمه بمهرجان كان (فيسبوك)
TT

مراد مصطفى: قضايا اللاجئين تستحق مزيداً من الأفلام

المخرج مراد مصطفى يحمل جائزة فيلمه بمهرجان كان  (فيسبوك)
المخرج مراد مصطفى يحمل جائزة فيلمه بمهرجان كان (فيسبوك)

يولي المخرج المصري مراد مصطفى قضايا اللاجئين أهمية كبرى، مع التأكيد على أنها «تستحق مزيداً من الأفلام»، وذلك إثر التعبير عن فخره بفوز فيلمه القصير «عيسى» بجائزة «رايل» الذهبية لأفضل فيلم قصير بمسابقة «أسبوع النقاد» في مهرجان «كان» السينمائي.

ولفت مصطفى، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أهمية ما يحققه جيله من الشباب السينمائيين بحصدهم جوائز في المهرجانات الدولية، لافتاً إلى أنه فوجئ بانطباعات الحضور «الباهرة» خلال العرض، وبـ«ردود فعل إيجابية»، كما أن التذاكر نفدت قبل العرض بأيام، كاشفاً أنّ الفيلم سيكون متاحاً للجمهور الفرنسي قريباً.

وأُعلنت، الخميس، جوائز مسابقة «أسبوع النقاد» للدورة الـ76، ففاز الفيلم المصري بجائزة «رايل» التي صوّتت لها لجنة تحكيم من مائة عضو. وهي جائزة مرموقة تُمنح لفيلم روائي طويل وآخر قصير من قِبل محبّي السينما منذ عام 1995؛ ومن بين أشهر المخرجين الذين تسلّموها، الفرنسية جوليا دوكورنو، والمكسيكي أليخاندرو غونزاليز إيناريتو.

ويتتبع فيلم «عيسى» أو «أعدك بالفردوس» (عنوانه بالإنجليزية) قصة المهاجر الأفريقي عيسى الذي يسابق الزمن لإنقاذ أحبائه بعد حادث عنيف؛ وهو من بطولة كيني مارسيلينو وكنزي محمد؛ سيناريو مراد مصطفى وسوسن يوسف؛ ومدير التصوير مصطفى الكاشف (نجل المخرج الراحل رضوان الكاشف)، والإنتاج مصري - فرنسي مشترك.

بوستر الفيلم

وعن كيفية اختياره البطل، يردّ مصطفى: «من خلال كاستينغ جرى في مدارس اللاجئين بمصر، فشملت اختبارات الأداء أكثر من خمسين شاباً، لكن كيني كان مذهلاً وذكياً، ولفت نظري من اللحظة الأولى»، مشيراً إلى أنّ العمل «استغرق نحو عامين للبحث عن شركاء في التمويل، والسيناريو تطوّر في مهرجانات عدّة، بينها برلين ودبلن».

وعبّر المخرج عن اعتزازه باختيار الفيلم للمسابقة الرسمية بمهرجان «القاهرة السينمائي» بدورته الـ45 (15 إلى 24 نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل)، مبدياً حماسته لعرضه في مصر، علماً أنّ هذه المشاركة تأتي بعد ثلاث سنوات من عرض فيلمه الأول «حنة ورد».

وكان مدير «القاهرة السينمائي» المخرج أمير رمسيس، قد أكد في بيان، أنّ اختيار الفيلم للمهرجان ضمن عرضه العالمي الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يأتي بعد سنوات من متابعة مشوار مصطفى ووصوله إلى مسابقة «أسبوع النقاد» في مهرجان «كان».

ويبدو أنّ قضية اللاجئين تشغل مصطفى كثيراً، إذ سبق أن طرحها في فيلمه الأول «حنة ورد»، كما كشف أنه يعمل على تطوير فيلمه الروائي الطويل الأول «عائشة لا تستطيع الطيران» ضمن برنامج لتطوير المشاريع الأولى بمهرجان «كان»، وقد حظي السيناريو بدعم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» بالتعاون مع «تورينو لاب»، ويعرض قصة لاجئة صومالية تعمل في المجال الصحي بمصر، مؤكداً: «قضايا اللاجئين تستحق عشرات الأفلام».

ويُعد «عيسى» رابع فيلم قصير لمخرجه بعد «حنة ورد» و«خديجة» و«ما لا تعرفه عن مريم»؛ التي شهد عروضها الأولى مهرجان «كليرمون فيران» للفيلم القصير في فرنسا.

يُذكر أنّ الفيلم المصري «الترعة» لجاد شاهين، الذي شارك في مسابقة «مدارس السينما» بمهرجان «كان»، حظي هذا العام أيضاً بردود فعل إيجابية خلال عرضه، رغم عدم فوزه بجائزة. وشهدت السنوات الماضية نيل أفلام مصرية قصيرة تنتمي إلى السينما المستقلة جوائز مهمّة في «كان»، بينها «16» لسامح علاء الذي نال «السعفة الذهبية» لأفضل فيلم قصير عام 2020، كما فاز «ريش» لعمر الزهيري بجائزة أفضل فيلم في مسابقة «أسبوع النقاد» عام 2022.


مقالات ذات صلة

«الأقصر للسينما الأفريقية» في مرمى الأزمات المالية

يوميات الشرق مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية شهد حضور فنانين مصريين ومن دول أفريقية (صفحة المهرجان على «فيسبوك»)

«الأقصر للسينما الأفريقية» في مرمى الأزمات المالية

شهد معبد الأقصر، مساء الخميس، انطلاق فعاليات الدورة 14 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وسط تحديات عدة أبرزها الأزمة المالية نتيجة تقليص ميزانية المهرجانات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق من أفلام شاشات الواقع «النهار هو الليل» لغسان سلهب (المكتب الإعلامي للمهرجان)

مهرجان «شاشات الواقع» في دورته الـ19 بانوراما سينما منوعة

نحو 35 فيلماً وثائقياً طويلاً وشرائط سينمائية قصيرة، يتألف منها برنامج عروض المهرجان الذي يتميز هذه السنة بحضور كثيف لصنّاع السينما اللبنانيين.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لوحة ألوان زاهية (أ.ف.ب)

مناطيد الهواء الساخن تُزيِّن سماء النيبال

أطلقت بوخارا أول مهرجان لمناطيد الهواء الساخن يُقام في النيبال، إذ تحوّلت سماء المدينة لوحةً من الألوان الزاهية ضمن مشهد شكّلت ثلوج قمم «هملايا» خلفيته.

«الشرق الأوسط» (بوخارا (النيبال))
يوميات الشرق حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي (وزارة الثقافة)

«بين ثقافتين» التقاء الثقافتين السعودية والعراقية في الرياض

يقدم مهرجان «بين ثقافتين» الذي أطلقته وزارة الثقافة في مدينة الرياض، رحلة ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة.

عمر البدوي (الرياض)

«صبا نجد»... حكايات 7 فنانات من الرياض

عمل للفنانة خلود البكر (حافظ غاليري)
عمل للفنانة خلود البكر (حافظ غاليري)
TT

«صبا نجد»... حكايات 7 فنانات من الرياض

عمل للفنانة خلود البكر (حافظ غاليري)
عمل للفنانة خلود البكر (حافظ غاليري)

بعنوان بعضه شعر وأكثره حب وحنين، يستعرض معرض «صبا نجد» الذي يقدمه «حافظ غاليري»، بحي جاكس في الدرعية يوم 15 يناير (كانون الثاني) الحالي، حكايات لفنانات سعوديات معاصرات من الرياض تفتح للمشاهد نوافذ ﻋﻠﻰ ﻗلب وروح اﻟﮭوﯾﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﻣﻠﻛﺔ.

تتعدد الروايات الفنية ووجهات النظر في المعرض، لكنها تتفق فيما بينها على الاحتفال بالهوية والثقافة والأدوار المتغيرة للمرأة في المجتمع السعودي. كما يستعرض «صبا نجد» الأساليب الفنية المختلفة التي ميزت مسيرة كل فنانة من المشاركات.

عمل لنورة العيسى (حافظ غاليري)

يوحي العنوان بلمحة نوستالجية وحنين للأماكن والأزمنة، وهذا جانب مهم فيه، فهو يرتكز على التراث الغني لمنطقة نجد، ويحاول من خلال الأعمال المعروضة الكشف عن أبعاد جديدة لصمود المرأة السعودية وقوة إرادتها، جامعاً بين التقليدي والحديث ليشكل نسيجاً من التعبيرات التجريدية والسياقية التي تعكس القصص الشخصية للفنانات والاستعارات الثقافية التي تحملها ممارساتهم الفنية.

الفنانات المشاركات في العرض هن حنان باحمدان، وخلود البكر، ودنيا الشطيري، وطرفة بنت فهد، ولولوة الحمود، وميساء شلدان، ونورة العيسى.

تحمل كل فنانة من المشاركات في المعرض مخزوناً فنياً من التعبيرات التي تعاملت مع تنويعات الثقافة المحلية، وعبرت عنها باستخدام لغة بصرية مميزة. ويظهر من كل عمل تناغم ديناميكي بين التراث والحداثة، يعبر ببلاغة عن هوية نجد.

من أعمال الفنانة لولوة الحمود (حافظ غاليري)

يشير البيان الصحافي إلى أن الفنانات المشاركات عبرن من خلال مجمل أعمالهن عن التحول الثقافي الذي يعانق تقاليد الماضي، بينما ينفتح على آفاق المستقبل، معتبراً المعرض أكثر من مجرد احتفاء بالمواهب الفنية؛ بل يقدمه للجمهور على أنه شهادة على قوة الصوت النسائي في تشكيل المشهد الثقافي والتطور الفني في المنطقة.