لماذا يتجدَّد الحديث عن «البطيخ» بين المصريين؟

آخرها نفي حكومي لـ«سرطنته»

تنتشر إشاعات وادعاءات عن تسبب البطيخ في أمراض
تنتشر إشاعات وادعاءات عن تسبب البطيخ في أمراض
TT

لماذا يتجدَّد الحديث عن «البطيخ» بين المصريين؟

تنتشر إشاعات وادعاءات عن تسبب البطيخ في أمراض
تنتشر إشاعات وادعاءات عن تسبب البطيخ في أمراض

يحتل «البطيخ» مكانة كبيرة لدى المصريين خصوصاً في فصل الصيف، بداية من عرضه للبيع على الأرصفة وفي الأسواق، حيث يحرص بائعو «البطيخ» على عرضه بطريقة مُتراصة فنية أقرب للشكل الهرمي، مروراً بالتفنن في بيعه مصحوباً بنداءات الباعة في الشوارع «أحمر يا بطيخ»، وحتى «شق» البطيخة بالسكين أمام الزبائن لإقناعهم أنها ذات لون «أحمر» فاقع، وحُلوة المذاق، فضلاً عن إقبال الأسر المصرية على تناوله وشرائه بشكل دائم.

لكن في موسم «البطيخ» (أي الصيف) يتجدد دائماً الحديث عنه، وتنتشر إشاعات وادعاءات عن «تسببه في أمراض»، مثلما أثير خلال الأعوام الماضية. وآخر إشاعة طالته كانت (الثلاثاء)، ما دعا الحكومة المصرية إلى إصدار بيان رسمي نفت فيه ما تردد على بعض مواقع التواصل الاجتماعي بشأن «انتشار (بطيخ) مسرطن في الأسواق المصرية». وشددت على أن «جميع المنتجات والسلع الزراعية المتداولة في الأسواق بما فيها (البطيخ) سليمة و(آمنة تماماً)، وتخضع لعملية رقابة وفحص دقيقتين ومحكمتين من قبل هيئات الرقابة على جودة السلع الغذائية المصرية، للتأكد من مطابقتها لجميع المواصفات القياسية».

وناشدت الحكومة المصرية (الثلاثاء) جميع وسائل الإعلام ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي «تحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤثر على سمعة الصادرات الزراعية المصرية في الخارج»، على حد تعبير بيان الحكومة.

ولم يكن العام الحالي، هو الأول الذي يثار فيه إشاعات تتعلق بـ«أضرار صحية عقب تناول البطيخ»، إذ سبق أن أكدت وزارة الزراعة في مصر أن «البطيخ (آمن)».

وحسب حاتم نجيب، رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة في اتحاد الغرف التجارية المصرية، فإنه «لا صحة لما يجري تداوله من (سرطنة) محصول البطيخ». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الإشاعة الخاصة بـ(البطيخ) تتكرر كل عام»، موضحاً أنه «لا يُمكن أن يكون هذا الحديث صحيحاً في وقت تُصدر فيه مصر البطيخ لأوروبا واليابان وهي دول معروفة بدقتها وارتفاع مستويات الجودة والفرز لديها في قبول الصادرات الزراعية».

وأوضح حاتم أن «(البطيخ) من المحاصيل الزراعية التي تتأثر بالحرارة المرتفعة، ويتعرض للأضرار بسبب سوء التخزين، أو عدم مراعاة تُجار التجزئة حفظه بطريقة جيدة، وهذا لا علاقة له بتلف المحصول أو (سرطنته)».

وعادة لا تبدو أن تلك الإشاعات قادرة على التأثير على «شعبية» البطيخ، الذي يتراوح سعره في الأسواق المصرية هذه الأيام ما بين 30 و40 جنيهاً حسب حجم الثمرة (الدولار يساوي 30.9 جنيه مصري)، «وسط ارتفاع في مبيعات (البطيخ) هذه الأيام»، على حد تعبير رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة.



حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
TT

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

سادت حالة من الحزن في الوسطين الفني والرسمي المصري، إثر الإعلان عن وفاة الفنان نبيل الحلفاوي، ظهر الأحد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

وكان الحلفاوي قد نُقل إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وهو ما أشعل حالة من الدّعم والتضامن معه، عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الفنان الراحل، وقال في بيان: «كان الفقيد قامة فنية شامخة؛ إذ قدّم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وتظلّ أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي».

الفنان الراحل نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

وعبّر عددٌ من الفنانين والمشاهير عن صدمتهم من رحيل الحلفاوي. منهم الفنانة بشرى: «سنفتقدك جداً أيها المحترم المثقف الأستاذ»، مضيفة في منشور عبر «إنستغرام»: «هتوحشنا مواقفك اللي هتفضل محفورة في الذاكرة والتاريخ، الوداع لرجل نادرٍ في هذا الزمان».

وكتبت الفنانة حنان مطاوع: «رحل واحدٌ من أحب وأغلى الناس على قلبي، ربنا يرحمه ويصبّر قلب خالد ووليد وكل محبيه»، مرفقة التعليق بصورة تجمعها به عبر صفحتها على «إنستغرام».

الراحل مع أحفاده (حسابه على «إكس»)

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل بأنه «استعاد حضوره المكثف لدى الأجيال الجديدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد أن يتصدّر الترند في الكرة والسياسة والفن»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحلفاوي رغم موهبته اللافتة المدهشة وتربيته الفنية الرّاسخة من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يُحقّق نجوميةَ الصف الأول أو البطل المطلق».

وعبر منصة «إكس»، علّق الإعلامي اللبناني نيشان قائلاً: «وداعاً للقدير نبيل الحلفاوي. أثرى الشاشة برقِي ودمَغ في قلوبنا. فقدنا قامة فنية مصرية عربية عظيمة».

ووصف الناقد الفني محمد عبد الرحمن الفنان الراحل بأنه «صاحب بصمة خاصة، عنوانها (السهل الممتنع) عبر أدوار أيقونية عدّة، خصوصاً على مستوى المسلسلات التلفزيونية التي برع في كثير منها»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما خسرت الحلفاوي ولم تستفِد من موهبته الفذّة إلا في أعمال قليلة، أبرزها فيلم (الطريق إلى إيلات)».

حنان مطاوع مع الحلفاوي (حسابها على «إنستغرام»)

وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب الشعبي عام 1947، وفور تخرجه في كلية التجارة التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1970، ومن ثَمّ اتجه لاحقاً إلى التلفزيون، وقدّم أول أعماله من خلال المسلسل الديني الشهير «لا إله إلا الله» عام 1980.

ومن أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد» التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة والجدية المخيفة، بجانب مسلسل «غوايش» و«الزيني بركات» 1995، و«زيزينيا» 1997، و«دهشة» 2014، و«ونوس» 2016.

مع الراحل سعد أردش (حسابه على «إكس»)

وتُعدّ تجربته في فيلم «الطريق إلى إيلات» إنتاج 1994 الأشهر في مسيرته السينمائية، التي جسّد فيها دور قبطانٍ بحريّ في الجيش المصري «العقيد محمود» إبان «حرب الاستنزاف» بين مصر وإسرائيل.

وبسبب شهرة هذا الدور، أطلق عليه كثيرون لقب «قبطان تويتر» نظراً لنشاطه المكثف عبر موقع «إكس»، الذي عوّض غيابه عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتميّز فيه بدفاعه المستميت عن النادي الأهلي المصري، حتى إن البعض أطلق عليه «كبير مشجعي الأهلاوية».

نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

ووفق الناقد محمود عبد الشكور، فإن «مسيرة الحلفاوي اتّسمت بالجمع بين الموهبة والثقافة، مع دقة الاختيارات، وعدم اللهاث وراءَ أي دور لمجرد وجوده، وهو ما جعله يتميّز في الأدوار الوطنية وأدوار الشّر على حد سواء»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يَنل ما يستحق على مستوى التكريم الرسمي، لكن رصيده من المحبة في قلوب الملايين من جميع الأجيال ومن المحيط إلى الخليج هو التعويض الأجمل عن التكريم الرسمي»، وفق تعبيره.