«نقوش معاصرة» يستلهم التراث بأعمال حداثية

تضمن المعرض 24 عملاً لفنانين من مصر وإيطاليا والإمارات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«نقوش معاصرة» يستلهم التراث بأعمال حداثية

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

بعين محبة للتراث تنظر للحاضر وتتطلع للمستقبل بدأت أعمال الفنانين التشكيليين المشاركين في معرض «نقوش معاصرة»، الذي افتتحه مساء الأحد، الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية في «بيت السناري» في القاهرة، وسط كوكبة من المثقفين والفنانين والدبلوماسيين في إطار مذكرة تفاهم موقعة بين المكتبة ومؤسسة أناسي للإعلام الإماراتية.

جاء المعرض الذي يستمر حتى الأحد المقبل، بهدف تعزيز الاهتمام بالنقوش العربية في مختلف العصور، وتضمن أعمال 4 فنانين من مصر وإيطاليا والإمارات. اتفقوا جميعاً في تيمة واحدة وهي التشكيل بالحروف، لكن كل واحد منهم استخدم خامة مختلفة عن الآخر رأى أنها قادرة على التعبير عما يراه ويسعى لإبرازه من خلال لوحاته، الخامة الغالبة كانت من «الرخام» لدى الفنانة الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، سفيرة فوق العادة للثقافة لدى الألكسو، أما الفنان إسماعيل عبده فقد استخدم التوال، وقد جاء ورق البردى في لوحات الفنانة الإيطالية أنتونيلا ليوني بوصفه سمة من سمات أعمالها، تميزت دائماً به، أما هبة حلمي فقد استخدمت تقنية الغرافيك في تنفيذ لوحاتها الـ5.

سعيت في لوحاتي (لا) لاستخدام الحرف بصورة تعبيرية وجعلته قاطعاً عرض اللوحة ليفصل ما بين فوضى الأحاديث وشفافيتها

الفنان إسماعيل عبده

وعن مشاركته التي تشكلت من 4 لوحات وضعها في مدخل قاعة البيت قال الفنان إسماعيل عبده لـ«الشرق الأوسط»: «سعيت في لوحاتي (لا) لاستخدام الحرف بصورة تعبيرية، وقد جعلته قاطعاً عرض اللوحة ليفصل ما بين فوضى الأحاديث وشفافيتها، في تعبير خطي حروفي يأخذ مسقطاً أفقياً»، ويشير إلى «ضرورة تحليل كل ما يقال وتدقيقه، حتى نستشف منه الصدق».

رسم عبده اللوحة في قسمين، وجعل «لا» فاصلاً بينهما، بدت الحروف الموجودة في الأعلى كثيرة تأخذ تقاطعات وأشكالاً فضوية حادة تتناقض وتختلف عن الحروف الأخرى التي تأتي أسفل حرف «لا». قال: «حرصت على أن تبدو قليلة، شفافة ومرنة ولينة، وينكشف عنها الكثير من الصدق. وفي لوحة (منازل) كان المنظور بإسقاط رأسي على منازل رسمتها بصورة تحاكي البيوت الشعبية، بحواريها وأزقتها، وميزت فيما بينها في حالاتها التي تتراوح بين الفرح والحزن، والسعادة والكآبة، وقد عبرت عن كل حالة ونقيضتها بالألوان التي توزعت بين القتامة والبهجة بين بيت وآخر، لتعبر عما يدور في البيوت من حالات فرح وكمد، وهي فكرة جديدة في استخدام الحرف للتعبير عن الأحوال، ومشاعر الناس في البيوت (كقول عبده)».

وأضاف: «في اللوحة الثالثة جعلت العين تأخذ شكلاً معيناً، حيث بدت وسطية تظهر كأنها عين حقيقية، وهي تحتاج لكي تبدو هكذا لمهارة في الكتابة لأن فيها تناظر بين طريقة رسمها على الصفحة وشكلها كعين، وقد سعيت في اللوحة لأجعل شكلها يتحقق بهذه الصورة، وتبدو في صورة (حروفية تجريبية)».

 

ومن الإمارات شاركت الفنانة الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، وقد غلب على أعمالها خامة الرخام، فيما جاءت لوحة واحدة من الخشب على شكل صورة لامرأة تظهر وفي خلفيتها العديد من الحروف غير الواضحة.

وفي عملها الذي يحمل عنوان «مزيج» تناولت الفنانة الإماراتية مجموعة عملات معدنية أعادت تصميمها من خلال المزج بين رموز للحضارة الفينيقية والإسلامية القديمة والإماراتية الحديثة، كما عرضت 4 أعمال فنية من مجموعة «مِشماش» صنعتها من الرخام، تحمل رسالة توضح أن رحلات البحث عادة ما تكون لاقتفاء آثار كنز أو معرفة.

 

 

إضافة إلى عرض لوحة بعنوان «المبالغة» عكست فيها فكرة تكوين الآراء والمبالغة فيها، كما رسمت اليازية تمثالاً مصغراً للملكة إيزيس.

الفنانة الإيطالية أنتونيلا ليوني التي تعيش في القاهرة منذ عام 2015، وتشارك بثلاث لوحات، تركز فيها على قيمة الشجرة وظلالها الوارفة، وما ترمز له من أمان وطمأنينة، ترسم بطريقة تعتمد عليها في كل لوحاتها، حيث تستخدم أسلوب «الإيبرو» وهي عملية يلعب فيها الماء دوراً أساسياً في رسم اللوحة، وجعلتها تبدو مجسمة، فبعد أن تنفذ اللوحة في الماء بتقنية معينة تنقلها على ورق البردى الذي تفضله أيضاً عن غيره من الخامات.

شاركت أنتونيلا بثلاث لوحات، استخدمت فيها «الآية 24 من سورة إبراهيم» وزعت كلماتها على سطح اللوحة وأعطتها حالة من الشفافية والنورانية فبدت كأنها معلقة في الفضاء، وجاءت في خلفية رسم شجرة احتلت كل مساحة اللوحة وغلبت عليها ألوان السماء الصافية، لترمز لما جاء من التمثيل بالشجرة الطيبة التي تظهر بأصلها الثابت وفروعها في السماء، كتبت فيها أنتونيلا كلمات الآية على درجات 7 تحرص عليها دائماً أيضاً في الكثير من أعمالها الفنية.



لهذه الأسباب اختفى 216 نوعاً من الطيور

طائر آكيكي يستوطن جزيرة كاواي في هاواي (جامعة يوتا)
طائر آكيكي يستوطن جزيرة كاواي في هاواي (جامعة يوتا)
TT

لهذه الأسباب اختفى 216 نوعاً من الطيور

طائر آكيكي يستوطن جزيرة كاواي في هاواي (جامعة يوتا)
طائر آكيكي يستوطن جزيرة كاواي في هاواي (جامعة يوتا)

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة يوتا الأميركية عن السّمات البيئية والجغرافية التي جعلت بعض الطيور أكثر عرضة للانقراض منذ عام 1500م.

وأوضح الباحثون أن النتائج تقدّم رؤى جديدة يمكن أن تُوجِّه جهود حماية الأنواع المهددة بالانقراض حالياً، وفق النتائج التي نُشرت الأربعاء، في دورية «Avian Research».

وتضمنت القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة 1314 نوعاً من الطيور مهدداً بالانقراض؛ أي نحو 12 في المائة من إجمالي الأنواع.

ومن بين هذه الأنواع، يُعدّ طائر الآكيكي «Oreomystis bairdi»، الذي يستوطن جزيرة كاواي في هاواي، أحد الأنواع النادرة التي تُعدّ وظيفياً منقرضة.

وللوصول إلى نتائج الدراسة، اعتمد الباحثون على قاعدة بيانات شاملة تضمّ السّمات البيئية لأكثر من 11 ألفاً و600 نوع من الطيور حول العالم، جمعتها مختبرات التنوع الحيوي وعلم البيئة الحفظية في جامعة يوتا.

وركّزت الدراسة على تحليل بيانات 216 نوعاً من الطيور التي انقرضت منذ عام 1500م، ووجدت أن الأنواع التي تعيش في الجزر، وتفتقر إلى القدرة على الطيران، وتمتلك أجساماً كبيرة وأجنحة مدبّبة، وتعيش في بيئات متخصصة، كانت الأكثر عرضة للانقراض.

وأظهرت الدراسة أن 87 في المائة من الأنواع المنقرضة كانت مستوطنة في الجزر، حيث جعلتها عزلتها واعتمادها على بيئات محدّدة أكثر حساسية للتغيرات البيئية وللأنواع الدخيلة.

وأشارت إلى أن الطيور ذات الأجنحة المدببة انقرضت في وقت مبكر، على الرغم من قدرتها على الطيران إلى مسافات طويلة؛ بسبب ارتباطها الوثيق بالجزر التي تحتاج فيها إلى الطيران للوصول إليها.

وخلص التحليل إلى أن 45 في المائة من الأنواع المنقرضة كانت تتغذّى على الحشرات، في حين كان 20 في المائة منها غير قادرة، أو تكاد تكون غير قادرة، على الطيران.

وقال الدكتور كايل كيتلبرغر، الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة يوتا، إن النتائج أضافت بُعداً جديداً لفهم العوامل المؤدية إلى الانقراض، من خلال الربط بين توقيت الانقراض وصفات الأنواع.

وأضاف، عبر موقع الجامعة: «يمكننا استخدام هذه النتائج لفهم أسباب انقراض الأنواع، ووضع استراتيجيات فعّالة لحماية المهدَّدة منها اليوم».

ووفق الباحثين، فإن الدراسة توفر رؤى قيِّمة عن السمات التي تزيد من تعرض بعض الأنواع للخطر، مما يساعد العلماء وصنّاع السياسات على تطوير استراتيجيات مستدامة لحماية الطيور المهددة.

وشدّد الباحثون على ضرورة مواجهة التهديدات الحالية، مثل فقدان الموائل والصيد الجائر؛ لضمان الحفاظ على التنوع البيولوجي للطيور.