«لوكا»... عنوان جديد ينضم إلى لائحة مطاعم فلورنسا

فيه أطباق «توسكانا» المكللة بـ«نجوم ميشلان»

سباغيتي بالصلصة البيضاء (الشرق الأوسط)
سباغيتي بالصلصة البيضاء (الشرق الأوسط)
TT

«لوكا»... عنوان جديد ينضم إلى لائحة مطاعم فلورنسا

سباغيتي بالصلصة البيضاء (الشرق الأوسط)
سباغيتي بالصلصة البيضاء (الشرق الأوسط)

في إيطاليا لن تشعر بالجوع؛ لأن مطبخ هذه البلاد المتوسطية الجميلة غني عن التعريف، وأطباقه لذيذة جداً ومتنوعة بالوقت نفسه، وفي أي مدينة إيطالية سوف تجد الغالي والرخيص من دون أن تتغير النكهة وتتبدل الجودة.

ديكور مريح يعكس لون الطبيعة في توسكانا (الشرق الأوسط)

إذا كنت تنوي زيارة فلورنسا وتبحث عن مطعم جديد، فأنصحك بالتوجه إلى «لوكا (Luca's)»، إذ يدور كثير من الحديث هذه الأيام حول هذا المطعم الذي أسسه باولو إيراودو، ويقع بقلب فندق «لا جيما (La Gemma)». وسرعان ما تحوّل الفندق إلى مركز لتذوق الطعام والاستمتاع به بقلب المدينة، على بعد لحظات قليلة من «دومو» الكاتدرائية ونهر أرنو.

وقد تأسس هذا المفهوم الجديد للاستمتاع بالطعام الراقي على يد عائلة تشيتشي الديناميكية والمبدعة بعالم ريادة الأعمال، بالتعاون مع الشيف الحائز نجمة «ميشلان»، باولو إيراودو.

الشيف باولو إيراودو (الشرق الأوسط)

يذكر أن إيراودو عمل بمختلف أرجاء العالم ـ من المكسيك إلى بيرو ـ واكتسب خبرته من خلال عمله عبر سلسلة من المطاعم الأسطورية، مثل «أرزاك» في سان سيباستيان، و«ذي فات دك» في لندن، ومطعم «مانغوليا» في إيطاليا.

عام 2015، افتتح إيراودو مطعمه الأول في قلب جنيف التاريخي. مطعم يحمل صبغة تقدمية معاصرة يدعى «لا بوتيغا»، والذي حصل على أول نجمة ميشلان له في غضون 4 أشهر فقط من افتتاح المطعم. أما مطعمه الرائد، الذي يحمل اسم ابنته تكريماً لها، «إيميليا»، فقد نال نجمة ميشلان في غضون 7 أشهر من افتتاحه. واليوم، يحظى المطعم بنجمتَي ميشلان.

قال إيراودو، الشيف الرئيسي بالمطعم لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تطور مستمر في فكرة تناول الطعام الفاخر، فالناس يرغبون في أماكن سعيدة، يمكنهم الاستمتاع فيها وقضاء أوقات سعيدة».

سباغيتي بالصلصة البيضاء (الشرق الأوسط)

ويستقي الأسلوب المميز لإيراودو إلهامه من أطباق كلاسيكية ومكونات موسمية، قبل الارتقاء بها إلى آفاق معاصرة. وينجز ذلك بروح ابتكارية وفنية استثنائية من نوعها.

من أطباق لوكا (الشرق الأوسط)

لذا، لم يكن من المستغرب رغبة عائلة تشيتشي الحثيثة في الاستعانة بهذا الطاهي على وجه التحديد في مطعمهم الفلورنسي الجديد المثير للإعجاب.

وليس عليك سوى إلقاء نظرة على قائمة طعام «لوكا» التي وضعها إيراودو. في البداية، يمكنك الاستمتاع بسمك أمبر جاك واللفت وماء الطماطم وأومي كوشو، تليها وجبة بريمو تتكون من ريزوتو جراد البحر واليقطين والندوجا الطازجة والناسترتيوم، والحمام والبصل وفطر بورشيني مصحوبة بالصلصة.

من أطباق لوكا في فلورنسا (الشرق الأوسط)

في الوقت نفسه، تجمع أطباق الحلوى بين مجموعات النكهات الفريدة؛ مثل فطيرة الماعز والكرز، أو الخرشوف المقدسي والشوكولاتة البيضاء.

كما تحاكي التصميمات الداخلية للمطعم هذا الزواج بين المعاصرة واللمسات التقليدية والبسيطة والمبتكرة.

داخل المطعم، يستمتع المرء بمزيج هادئ من الخضرة التوسكانية، ويبدو مساحة حالمة مستوحاة من حقبة الـ«آرت ديكو» الفنية وعناصر من الكاتدرائية القريبة، مع كراسي الكوكتيل المخملية والمآدب، بالإضافة إلى جدار من اللون الخمري يتوهج مثل مذبح بيزنطي.

يتميز مطعم «لوكا» بموقع ساحر في شارع فيا كاليمالا بفلورنسا، الذي يشتهر بمتاجر بيع الأزياء العصرية الراقية. ويوجد «لوكا» داخل مبنى فندق «لا جيما» التاريخي، تحديداً الطابق الأول، وهو مفتوح أمام العملاء من خارج المقيمين بالفندق.

من الأفضل القيام بالحجز المسبق؛ لأن الطلب كبير على هذا المطعم الذي يجتذب قائمة انتظار طويلة!


مقالات ذات صلة

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية
TT

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية

تنافس بين الطهاة والمدونين على تقديم وصفات شهية واقتصادية

هل فكرتِ في إعداد أصابع الكفتة دون اللحم؟ وهل خطر في بالك أن تحضري الحليب المكثف في المنزل بدلاً من شرائه؟

قد يبدو تحضير وجبات طعام شهية، واقتصادية أمراً صعباً، في ظل ارتفاع أسعار الغذاء؛ مما يدفع الكثيرين إلى البحث عن طرق مبتكرة لتحضير وجبات شهية دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ طائلة.

وهو ما دفع الكثيرين مؤخراً إلى إعادة التفكير في عاداتهم الغذائية، والبحث عن بدائل أكثر اقتصادية، الأمر الذي تفاعلت معه مدونات الطعام على مواقع التواصل الاجتماعي، وبرز لدى القائمين عليها هذا الاتجاه في الطهي بإيقاع تنافسي، لتقديم العديد من الطرق لتحضير الطعام بما يلائم الميزانيات.

وحسب خبراء للطهي، تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، فإنه بقليل من الإبداع والتخطيط، يمكن تحويل مطبخك إلى مكان لإعداد وجبات شهية واقتصادية دون تكلف.

تقول الشيف المصرية سارة صقر، صاحبة مدونة «مطبخ سارة»: «أصبح الطعام الاقتصادي من أهم اتجاهات الطهي حالياً، لمحاولة تقليل النفقات بشكل كبير، تزامن ذلك مع انتشار ثقافة توفير الوقت والجهد، من خلال تحضير وجبات سهلة وسريعة وأيضاً مبتكرة، وهو ما تفاعل معه الطهاة وأصحاب مدونات الطهي، الذين يتسابقون في تقديم أفكار تساعد الجمهور على تلبية احتياجاتهم بشكل اقتصادي، وبطريقة شهية وجذابة».

وتضيف: «من وجهة نظري فإن أساس تحقيق معادلة الشهي والاقتصادي معاً تكمن أولاً في اختيار المكونات البديلة المستخدمة، فمن المهم أن نفكر بشكل دائم في البديل الأوفر في جميع أطباقنا». وتضرب مثلاً بتعويض أنواع البروتين الحيواني بالبروتين النباتي مثل الفطر (المشروم) أو البيض؛ ويمكننا أيضاً استبدال الدواجن باللحوم، مع الابتعاد تماماً عن اللحوم المُصنعة، فهي غير صحية وليست اقتصادية».

وترى أن الابتكار في الوجبات بأبسط المكونات المتوفرة عامل رئيسي في تحقيق المعادلة، و«يمكنني تحويل وجبة تقليدية مُملة للبعض لوجبة شهية وغير تقليدية، وهذا ما أهتم به دائماً، لا سيما عن طريق إضافة التوابل والبهارات المناسبة لكل طبق، فهي أساس الطعم والرائحة الذكية».

من أكثر الأطباق التي تقدمها الشيف سارة لمتابعيها، وتحقق بها المعادلة هي الباستا أو المعكرونة بأنواعها، لكونها تتميز بطرق إعداد كثيرة، ولا تحتاج إلى كثير من المكونات أو الوقت. كما أنها تلجأ إلى الوجبات السهلة التي لا تحتوي على مكونات كثيرة دون فائدة، مع التخلي عن المكونات مرتفعة الثمن بأخرى مناسبة، مثل تعويض كريمة الطهي بالحليب الطبيعي كامل الدسم أو القشدة الطبيعية المأخوذة من الحليب الطازج، فهي تعطي النتيجة نفسها بتكلفة أقل، وبدلاً من شراء الحليب المكثف يمكن صنعه بتكلفة أقل في المنزل.

تشير الشيف سارة إلى أن كثيرات من ربات المنازل قمن باستبدال اللحوم البيضاء بالحمراء، وأصناف الحلوى التي يقمن بإعدادها منزلياً بتكلفة أقل بالحلوى الجاهزة، كذلك استعضن عن المعلبات التي تحتوي على كثير من المواد الحافظة بتحضيرها في مطابخهن.

بدورها، تقول الشيف نهال نجيب، صاحبة مدونة «مطبخ نهال»، التي تقدم خلالها وصفات موفرة وأفكاراً اقتصادية لإدارة ميزانية المنزل، إن فكرة الوجبات الاقتصادية لا تقتصر على فئة بعينها، بل أصبحت اتجاهاً عالمياً يشمل الطبقات كافة.

وترى نهال أن الادخار في الأصل هو صفة الأغنياء، وفي الوقت الحالي أولى بنا أن ندخر في الطعام لأنه أكثر ما يلتهم ميزانية المنزل، وبالتالي فالوجبات الاقتصادية عامل مساعد قوي لتوفير النفقات، لافتة إلى أن «هذا الاتجاه فتح مجالاً كبيراً أمام الشيفات لابتكار وصفات متعددة وغير مكلفة، وفي الوقت نفسه شهية لإرضاء كل الأذواق، فليس معنى أن تكون الوجبات اقتصادية أن تفقد المذاق الشهي».

وتضيف: «محاولة التوفير والاستغناء عن كل ما زاد ثمنه وإيجاد بدائله لا يعني الحرمان، فالأمر يتمثل في التنظيم وإيجاد البدائل؛ لذا أفكر دائماً فيما يفضله أفراد أسرتي من أنواع الطعام، وأحاول أن أجد لمكوناته بدائل اقتصادية، وبذلك أحصل على الأصناف نفسها ولكن بشكل موفر».

وتشير الشيف نهال إلى أن هناك العديد من الوصفات غير المكلفة والشهية في الوقت نفسه بالاعتماد على البدائل، مثال ذلك عند إعداد أصابع الكفتة يمكن إعدادها بطرق متنوعة اقتصادية، تصل إلى إمكانية التخلي عن اللحم وتعويضه بالعدس أو الأرز المطحون أو دقيق الأرز، وتقول إن «قوانص» الدجاج، والمعكرونة المسلوقة، توضع في «الكبة» مع بصل وتوابل ودقيق بسيط لإعطاء النتيجة نفسها، كما يمكن الاعتماد في الكفتة على البرغل أو الخبز أو البقسماط، الذي يضاف إلى كمية من اللحم المفروم لزيادتها.

وكذلك بالنسبة لكثير من أصناف الحلويات، التي يمكن تغيير بعض المكونات فيها لتصبح اقتصادية مع الحفاظ على مذاقها، فعند إعداد الكيك يمكن استخدام النشا كبديل للدقيق الأبيض، واستخدام عصير البرتقال أو المياه الغازية بدلاً من الحليب. وتلفت أيضاً إلى إمكانية إعداد أنواع الصوصات في المنزل بدلاً من شرائها، فهذا سيوفر المال وأيضاً لضمان أنها آمنة وصحية، وكذلك الحليب المبستر يتم الاستغناء عنه لغلو سعره والاستعاضة عنه بالحليب طبيعي، والسمن البلدي يمكن تعويضه بزيت الزيتون الصحي وليس بالسمن المهدرج المضر بالصحة.

من خلال اقترابهما من جمهور «السوشيال ميديا»، وتبادل الأحاديث معهم، توجه الطاهيتان كثيراً من النصائح لحفاظ السيدات على أطباقهن شهية واقتصادية.

فمن النصائح التي توجهها الشيف سارة، التوسع في استخدام البقوليات، خصوصاً العدس والحمص والفاصوليا المجففة، بديلاً اقتصادياً وصحياً للحوم، مع الاعتماد على المكونات الطازجة في موسمها وتخزينها بشكل آمن لتُستخدم في غير موسمها بدلاً من شرائها مُعلبة.

بينما تبين الشيف نهال أن الأجيال الجديدة تفرض على الأم وجود بروتين بشكل يومي، وهو ما زاد من مسؤوليتها في ابتكار وجبات اقتصادية وشهية، وما ننصح به هنا تعويض المكونات ببدائل أخرى، مثل الاستغناء عن اللحوم البلدية واللجوء للمستوردة في بعض الأطباق، واستخدام المشروم بديلاً للبروتين.

وتشير إلى أن لكل ربة منزل «تكات الطهي» أو ما يطلق عليها «النفس»، وهو ما عليها استغلاله لتقديم أطباق مبتكرة، مبينة أن الكثير من صفحات «يوتيوب» و«فيسبوك» توفر أفكاراً اقتصادية متنوعة يمكنها أن تساعد السيدات في تلبية احتياجاتهن.