ماريا كالاس والموضة... كيف تحول حب من طرف واحد إلى عشق عابر للأجيال

افتتان العالم بها صوتاً وصورةً لا يزال مستمراً

كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)
كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)
TT

ماريا كالاس والموضة... كيف تحول حب من طرف واحد إلى عشق عابر للأجيال

كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)
كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

عقود مرت على وفاتها، ولم تُسدل الستارة بعد عن السوبرانو ماريا كالاس. لا يزال صوتها يصدح فيُثير مشاعر تثير المواجع حيناً والسعادة حيناً آخرا. قصة حياتها أيضاً لا تقل إلهاماً. تحاكي في الكثير من تفاصيلها تراجيدية الشخصيات التي تقمصتها.

كل هذا يؤجج فتيل الافتتان العالمي بها، سواء في السينما أو الموضة. تقول النجمة أنجلينا جولي التي تؤدي شخصيتها في فيلم «ماريا» الصادر حديثاً، إنه يتناول المرحلة الأخيرة من حياتها. مرحلة جد معقدة من حياتها عاشت فيها وحيدة في شقتها بباريس، تجتر ذكريات الماضي، بين الأمراض وانحسار الأضواء والحب، الذي كان إثر زواج حب عمرها، الملياردير أرسطوطل أوناسيس من غريمة لم تكن في الحسبان، جاكلين كينيدي. توفيت ماريا شابة بالمعايير الحالية عن عمر لا يتعدى الـ53. ومع ذلك خلّفت لنا أرشيفاً ضخماً، صوتاً وصورة.

لا تزال تُلهب خيال المصممين بأسلوبها على المسرح وخارجه (غيتي)

وإذا كان الصوت لا نقاش عليه، فإن الصور تؤكد مدى تطور أسلوبها من مجرد عاشقة للموضة إلى أيقونة تلهم المصممين على مدار السنوات.

بداية حُب من طرف واحد

بدأت علاقة الحب بينها وبين الموضة فاترة، إلى حد القول إنه كان حباً من طرف واحد. فقد ظلت تعاني من الوزن الزائد طوال سنوات الصبا. فقط في الخمسينات، نجحت في إنقاص وزنها بنحو 30 كيلوغراماً لتفتح صفحة جديدة مع الموضة. في هذه الفترة تسابق مصممون شباب من عصرها، مثل كريستيان ديور والراحل إيف سان لوران لكسب ودها ورضاها. إيف تحديداً ربطتها به علاقة صداقة، إلى حد أنها قدمت له دعوة شخصية لحضور أول حفل لها في أوبرا غارنييه عام 1958. من جانبه كان مبهوراً بها. وصفها في أحد تصريحاته بـ«ديفا كل الديفات». كان قصده إيجابياً وليس سلبياً، لما كانت تتمتع به من أسلوب درامي لكن يشي بحس فني أنيق.

هذا الأسلوب التقطه كثير من المصممين عبر التاريخ، بدءاً من فالنتينو و«دولتشي أند غابانا» وجون غاليانو، ومؤخراً «إيرديم» وستيفان رولان، وحتى دار «شانيل» في تشكيلاتهم لخريف 2024 وشتاء 2025.

إيرديم، مثلاً قدم تشكيلته بعنوان «تعيش الديفا» (فيفا لاديفا). قال إنه تخيَّل فيها ماريا، في حياتها الخاصة والعامة، وهو ما جسده في مجموعة من الفساتين ومعاطف على شكل «كاب» بأحجام هندسية كبيرة تعانق الجسم. الفرنسي ستيفان رولان هو الآخر أحيا ذكراها في موسم الـ«هوت كوتور»، بشكل أكثر وضوحاً، فيما اكتفت «شانيل» مثل إيرديم بإيحاءات صريحة.

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بجانبها الدرامي، وتحديداً بذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» حسب قول المصمم إيرديم.

علاقة ماريا بالموضة

احتضنت موضة الخمسينات المتميزة بخصرها المشدود وتنوراتها الواسعة وأقمشتها المترفة (غيتي)

لم تكن ماريا كالاس في صباها رشيقة. عانت طويلاً من السمنة إلى حد أنها عندما لجأت إلى المصممة الإيطالية إلفيرا ليوناردي بويور، المعروفة بمدام بيكي في عام 1951، نصحتها أن تعود إليها فقط بعد إنقاص وزنها الزائد. لم تكن العملية سهلة. استغرقت منها وقتاً لا يستهان به لتحقيق النتيجة المطلوبة (نحو عامين أو ثلاثة)، لكن الانتظار كان مُجزياً. فقد تمخَض تعاونها مع مدام بيكي عن خزانة متكاملة لا تزال تلهم صورها صناع الموضة، لاسيما وأنها شملت نحو 24 معطف فرو، 40 تايوراً، 200 فستان، 150 حذاءً، وما لا يقل عن 300 قبعة، وعدد لا يحصى من القفازات التي كانت تتخلص منها بعد ارتدائها مرة واحدة لكثرتها.

بيد أن مدام بيكي لم تحتكرها. بالعكس فتحت شهيتها على المزيد. فقد تعاونت فيما بعد مع مصممين باريسيين شباب في زمنهم مثل؛ كريستيان ديور وإيف سان لوران، وآخرين من إيطاليا مثل فالنتينو وغيره.

ستيفان رولان... يستنسخ صورتها

ظهرت ماريا بكُحل عينيها وبكل دراميتها في عرض ستيفان رولان (ستيفان رولان)

لخريف وشتاء 2024 وفي موسم «الهوت كوتور» بباريس، رسم ستيفان رولان صورة درامية مفعمة بالأناقة، اقشعرت لها أبدان الحضور. شعروا كما لو أنها آتية من زمنها تحوم في مسرح العرض بصوتها، الذي يبلغ 6.7 أوكتافات يتردد في جوانبه.

وضوح صورتها يعود أيضاً إلى المكياج وفخامة التصاميم وأبهة المكان: قصر غارنييه، بمعماره الباروكي وزخارفه الذهبية، الذي أحيت فيه ثلاث حفلات مهمة، كانت أول مرة في عام 1958، وآخر مرة في عام 1964.

كُحل عينيها الدرامي ظهر في معظم الإطلالات منذ بداية العرض إلى نهايته. كذلك القفازات الطويلة، مما لا يترك أدنى شك أن المصمم كان مفتوناً بها كما هي، ولم يرَ داعياً لتغيير أي شيء فيها.

كل إطلالة في عرض ستيفان رولان تستحضر شخصية من الشخصيات التي أدتها (ستيفان رولان)

فمرة تظهر لنا في شخصية نورما، ومرة في شخصية كارمن، أو مدام باترفلاي، أو ميديا... وهلم جراً من الشخصيات التي جسدتها عبر مسيرتها الغنية. اقتصار التشكيلة على الأبيض والأسود، وفستانين وحيدين بالأحمر، له أسبابه حسب تصريح المصمم. فهو يشير إلى بداياتها في زمن الأسود والأبيض قبل أن تتلون الصورة، وأيضاً حتى لا تتضارب فنية التصاميم مع زخرفات أعمدة القصر وأسقفه الذهبية الغنية.

«شانيل»... تلميحات وإيحاءات

لأول مرة تعرض «شانيل» في قصر غارنييه الذي غنت فيه ماريا 3 مرات (تصوير كريم سادلي لشانيل)

في قصر «غارنييه» أيضاً قدمت دار «شانيل» تشكيلتها لخريف وشتاء 2024. كانت هذه أول مرة تختار فيها الدار هذا المكان لعرضها، الأمر الذي لم يترك شكاً أن «الأوبرا» ستكون النغمة التي ستعزف عليها. ما أكد هذا الإحساس أن الضيوف تلقوا بطاقات الدعوة في علب مغلفة بالمخمل الأحمر مرفوقة بنظارات أوبرا.

«الكاب» ظهر في تشكيلة «شانيل» مستحضراً صورة السوبرانو بأسلوب معاصر (شانيل)

على العكس من ستيفان رولان، جعلت الدار ماريا كالاس، بطلة صامتة. لم يصدح صوتها في القصر، ولم تستنسخ صورتها. خفَفت من المكياج والتفاصيل الدرامية، وكأن فريقها الإبداعي المسؤول عن هذه التصاميم، تعمَّد أن يُقدِّم لنا صورة ماريا معاصرة تعيش بيننا اليوم، وبالتالي تميل إلى أناقة فخمة وهادئة في الوقت ذاته. ومع ذلك، لم تكن لتتخلى عن «الكاب» والفساتين الفاخرة ولا الجاكيتات التي تُظهر نحول خصرها أو التنورات الأنثوية، لكنها كانت ستختارها بأناقة رومانسية تعكس إيقاع العصر المتسارع.

إيرديم... عاشت الديفا

معاطف مستديرة بياقات مبتكرة وورود رومانسية (إيرديم)

استهل إيرديم موراليوغلو، عرضه بمعطف أوبرا باللون الأخضر بتصميم مستدير وياقة عالية. كان هذا كل ما يحتاج إليه لخلق الدراما المطلوبة والإعلان عن مُلهمته. أنهى العرض أيضاً بإطلالة مماثلة من الساتان المبطن، وصوت السوبرانو البريطانية نادين بنيامين يصدح في القاعة.

اهتمام المصمم بماريا بدأ بتشكيلة سابقة من خط الـ«بري فول»، غاص فيها في كل مناحي حياتها الشخصية والعامة، أي أنه ركَز على الملابس التي كانت تظهر بها في المسرح، من دون أن يتجاهل أزياءها في مناسباتها الخاصة بخصرها الضيق وتنوراتها المستديرة والمعاطف الواسعة بأقمشتها الغنية. كانت صورتها في شخصية ميديا في عام 1953 النقطة التي انطلق منها. ترجمها في فستان بتنورة طويلة باللون الأحمر يُشبه ذلك الذي ارتدته كالاس في هذه الأوبرا، إضافة إلى معاطف أوبرا مزينة بريش المرابو. يقول إيرديم: «كنت مشدوداً إلى تلك العلاقة المثيرة بين الشخص والشخصية». كان هناك تداخل عجيب بينهما.

أحذية مستلهمة من الورود التي كان الجمهور يُلقيها عند أقدامها (إيرديم)

حتى الإكسسوارات لم تسلم من تأثير كالاس عليه، وليس أدل على هذا من الأحذية التي رافقت الكثير من الإطلالات. جاءت مزينة بورود تم تشكيلها من الساتان، وتلامس الأرض بحجمها الكبير، قال إنها استُلهمت من الورود التي كان الجمهور يُلقيها عند أقدامها على خشبة المسرح بعد كل أداء.


مقالات ذات صلة

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة استغرق العمل على هذه البدلة سنوات طويلة تفرغ لها 10 عاملين في دار «برادا» (أ.ف.ب)

الموضة تصل إلى القمر

ما أكدته رحلة «أرتميس 3» التابعة لـ«ناسا» المرتقبة في النصف الثاني من عام 2026 أن التكنولوجيا وحدها لم تعد كافية وأن الموضة وسيلة إغراء قوية.

جميلة حلفيشي (لندن)
يوميات الشرق بدلة فضاء صُممت بالتعاون مع «برادا» ستستخدمها «ناسا» بدءاً من عام 2026 (أ.ب)

في رحلتهم عام 2026... روّاد الفضاء العائدون إلى القمر يرتدون بزّات من «برادا»

يرتدي رواد فضاء رحلة «أرتيميس3» من «وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)» إلى القمر، التي حُدِّدَ سبتمبر (أيلول) 2026 موعداً لها، بزّات فضائية من دار «برادا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
لمسات الموضة تصاميم بنسبة تستوستيرون عالية لربيع وصيف 2025

البدلة تسترجع شخصيتها الذكورية

كانت البدلة في الثمانينات أداة استعملتها المرأة لفرض نفسها في عالم المال والأعمال. الآن هي وسيلة لفرض شخصيتها وثقتها بنفسها

جميلة حلفيشي (لندن)

أسبوع الرياض لأزياء ربيع وصيف 2025... لقاء الثقافة والأناقة

النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)
النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)
TT

أسبوع الرياض لأزياء ربيع وصيف 2025... لقاء الثقافة والأناقة

النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)
النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

انطلقت، منذ أيام، النسخة الثانية من أسبوع الأزياء في الرياض (RFW) بحضور عدد كبير من النجوم ووسائل الإعلام العالمية في مشهد لم يترك أدنى شك في أن الرياض دخلت خريطة الموضة العالمية. مشاركة النجمة المصرية نيللي كريم في عرض هنيدة الصيرفي كان لها تأثير في أسبوع، جمع الإثارة الفنية بالرغبة في التألق.

فبعد نجاح النسخة الأولى في عام 2023 كان من الطبيعي أن تستقوي النسخة الحالية، وتكتسب بريقاً أكبر بفضل مصمميها الشباب من جهة، والأماكن التي تم انتقاؤها بعناية من جهة ثانية. النتيجة كانت مزيجاً ديناميكياً بين الحضارة والحداثة، شمل كل مناحي الحياة. أُقيم هذا الحدث مثلاً في 3 مواقع أيقونية، هي: قصر طويق، والمدينة الرقمية، وحي جاكس. شهد كل موقع على إبداعات لمصممين من أبناء البلد، إما يتطلعون للعالمية أو وصلوا إليها، مثل عدنان أكبر، وتيما عابد، ومنى الشبل، وأروى العماري، وهنيدة و«دار الحنوف» وعلامة «1886» وكوثر الهريش مُؤسِّسة ومصممة «Kaf by Kaf» وغيرهم. اختلاف تخصصات وتوجهات كل واحد من هؤلاء خلق تنوعاً مثيراً ما بين الـ«هوت كوتور»، والأزياء الجاهزة، والملابس الرياضية.

من عرض عدنان أكبر من خط الـ«هوت كوتور» (هيئة الأزياء)

بيد أن الجميل في الأمر أن هذا التنوع لم يؤثر في هوية الأسبوع. بالعكس تماماً، منحه زخماً عبَّر عنه كل مصمم بلغته وأسلوبه. كل واحد منهم ترجم الهوية السعودية عموماً وتطلعاته الخاصة بخيوط تربطه بجذوره وتراثه. بيد أن هذا لا يعني تشبثاً أعمى بالماضي. فقد فهموا إيقاع الحاضر ومتطلباته، بعد أن استفادوا من دورات التدريب، وبرامج هيئة الأزياء السعودية، مثل «100 براند سعودي» وغيره. هم الآن يُدركون تماماً أن الوصول إلى العالمية، أو على الأقل فرض أسلوبهم، يتطلب التميز والاختلاف. وهذا يعني في كثير من الأحيان، ربط تقاليد الماضي وحرفيته بمتطلبات الحاضر بذكاء، بعيداً عن الاستنساخ. فزبون اليوم يريد أزياء تعكس شخصيته، لكن أيضاً تلائم إيقاع حياته السريع بشكل أنيق يجعله منسجماً مع محيطه أينما كان.

من عرض المصممة تيما عابد (هيئة الأزياء)

هذا تحديداً ما عكسته هذه الدورة من الأسبوع بالنظر إلى كل ما تم تقديمه. كانت غالبية العروض درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة لفرض نفسها بطريقتها من دون الخضوع لإملاءات خارجية لا تناسب البيئة العربية. في هذا الصدد، يقول بوراك شاكماك، الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الأزياء السعودية»: «إن أسبوع الأزياء في الرياض يعكس رؤيتنا في ترسيخ المملكة العربية السعودية وجهةً عالميةً رائدةً للموضة والإبداع. وتسليط الضوء على الإبداع المذهل لمصممينا في السعودية». وتابع: «هذا الحدث ليس مجرد عرض للأزياء، إنه احتفالٌ بالثقافة، وشهادة على التأثير المتزايد للمملكة في الساحة العالمية. معاً، نرسم معايير جديدة للابتكار والحرفية والتعاون، مما يمهد الطريق لمستقبل الموضة السعودية».

إلى جانب الأزياء قدمت هنيدة الصيرفي عدداً لا يستهان به من حقائب اليد في إشارة إلى رغبتها في التوسع (هيئة الأزياء)

في اليوم الأول مثلاً، قدم كل من عدنان أكبر وتيما عابد، مجموعات قد تبدو مستوحاة من التراث التقليدي، إلا أن تطعيمها بلمسات عصرية ارتقى بها إلى مستوى عالمي. هذا إلى جانب 30 عرضاً لكل منها نكهته على مدى 4 أيام. المصممة هنيدة الصيرفي أيضاً شاركت بمجموعة أكدت مكانتها بوصفها واحدةً من المصممات المتألقات. كان واضحاً أنها بدأت تتوسع إلى جانب الأكسسوارات، حيث قدمت مجموعة متنوعة من حقائب اليد، بعضها مطرز بالورود، وبعضها أخذ أشكال أدوات وظيفية لسقي الورد وغيرها. لكن المفاجأة كانت مشاركة الفنانة المصرية نيللي كريم في العرض بفستان أسود طويل لا يخترق سواده سوى خط عمودي أحمر. إطلالة زادت من دراميتها أكسسوارات مثل طوق شعر مشغول بالورد الأحمر، أظهرها كما لو أنها راقصة فلامنكو.

من عرض كوثر الهريش مؤسسة علامة «كاف باي كاف» الذي تعاونت فيه مع شركة «أديداس» (خاص)

اللافت أيضاً أن شركة «أديداس» تعاونت في هذه الدورة من الأسبوع مع المصممة كوثر الهريش، مُؤسِّسة علامة الأزياء السعودية «Kaf by Kaf» من خلال تشكيلة رياضية عصرية. وأعلنت الشركة العالمية أنه أول عرض أزياء لها في المنطقة على الإطلاق، وأن هدفها منه هو دعم المواهب السعودية المبدعة. كان اختيارهم للمُصمِّمة الشابة موفقاً. فهي لم تُخيب الآمال، وقدمت مجموعة من القطع للجنسين بطابع رياضي أضافت إليها قطعاً ملونة استوحتها من «تاريخ كرة القدم المتأصل في المملكة». وفق قول كوثر الهريش فإن «كرة القدم في السعودية ليست مجرد رياضة، بل هي جزء لا يتجزأ من إرثنا الثقافي».