«باتيك فيليب» تكشف عن إصدارها الجديد منذ 25 عاماً

ساعات بروح رياضية عالية

كانت هذه أول مجموعة جديدة تطرحها الدار منذ 25 عاماً وبالتالي كان من الطبيعي أن يتوق الكل لمعرفة أي تفاصيل تُخبر عنها (باتيك فيليب)
كانت هذه أول مجموعة جديدة تطرحها الدار منذ 25 عاماً وبالتالي كان من الطبيعي أن يتوق الكل لمعرفة أي تفاصيل تُخبر عنها (باتيك فيليب)
TT

«باتيك فيليب» تكشف عن إصدارها الجديد منذ 25 عاماً

كانت هذه أول مجموعة جديدة تطرحها الدار منذ 25 عاماً وبالتالي كان من الطبيعي أن يتوق الكل لمعرفة أي تفاصيل تُخبر عنها (باتيك فيليب)
كانت هذه أول مجموعة جديدة تطرحها الدار منذ 25 عاماً وبالتالي كان من الطبيعي أن يتوق الكل لمعرفة أي تفاصيل تُخبر عنها (باتيك فيليب)

وأخيراً كشفت «باتيك فيليب» عن مولودها الجديد «كيوبيتيس (Cubitus)»، يوم الخميس الماضي. أقيمت الاحتفالية التي كانت بالنسبة لعشاق الساعات الفاخرة وهواة اقتنائها بأهمية إرسال صاروخ من «ناسا» إلى المريخ بالنسبة لرواد الفضاء وعشاق استكشاف الكواكب، في مدينة ميونيخ الألمانية، لكن الأنفاس كانت مشدودة في كل أنحاء العالم. الكل يريد معرفة أي معلومات عن المولود الجديد بعد سنوات من العمل والترقب. ما أجَّج الإثارة أن صدور الإعلان رافقته سرية تامة، بل وتحذيرات لوسائل الإعلام من عدم تسريب أي معلومات قبل وقتها.

كانت الدار تعرف بأنها أول مجموعة جديدة ستطرحها منذ عام 1999، أي منذ 25 عاماً، وبالتالي، كان من الطبيعي أن يتوق الكل لمعرفة أي تفاصيل تُخبر عنها: كيف سيكون وجهها ولونها، كم سيكون وزنها وقطرها ومدى نحافتها وما شابه من أمور.

كانت هذه أول مجموعة جديدة تطرحها الدار منذ 25 عاماً وبالتالي كان من الطبيعي أن يتوق الكل لمعرفة أي تفاصيل تُخبر عنها (باتيك فيليب)

ثم أزيح الستار عنها، لتتضارب ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، بين متفاجئ تعود على أسلوب الدار الكلاسيكي الرزين ذي الشكل المستدير، وبين مُرحب وأغلبهم من الشباب، بفكرة أن الدار باتت تشملهم. فهذه الشريحة تريد أن تحصل على إصدار جديد يُعبِّر عنها وفي الوقت ذاته يحمل كل بصمات وجينات «باتيك فيليب». وهذا ما كان. فشكلها المربع بزوايا مستديرة مفعم بروح شبابية، بل ورياضية عالية، جنَّبتها الألوان الحيوية المستعملة على موانئها مثل الأزرق والأخضر من الوقوع في مطب الـ«فينتاج».

شريحة الشباب تريد أن تحصل على إصدار يُعبِّر عنها وفي الوقت ذاته يحمل كل بصمات وجينات «باتيك فيليب» (باتيك فيليب)

يقول ثيري ستيرن، رئيس مجلس إدارة «باتيك فيليب» وهو من الجيل الخامس للعائلة المالكة، في لقاء جانبي، إن «باتيك فيليب» مثل غيرها من شركات الساعات المهمة، مطالبة بشمل كل الأجيال، بما في ذلك شريحة الشباب. فهؤلاء سيكونون آباء في وقت من الأوقات وبالتالي سيأتي دورهم في توريثها لأبنائهم وأجدادهم. أفليس هذا هو شعار الدار الشهير «أنت لا تقتني ساعة يد، أنت فقط تحافظ عليها وتحفظها للأجيال القادمة؟». يضيف أيضاً أنه كان يُدرك أن الوقوع في مطب الـ«فينتاج» ممكن، إلا أنه تجنبه بنجاح حسب رأيه «بفضل الحركات والوظائف وأيضاً التقنيات الجديدة والمتطورة التي استعملت في صقل المواد، بدءاً من التمشيط العمودي لسطح الإطار وواجهة الغلاف، إلى صقل حافة الإطار وجوانب الغلاف، أي الحلقات المركزية والألوان وغيرها. كل هذا أضفى عليها روحاً عصرية ومعاصرة لا تنتمي لفترة معينة... إنها لكل الأجيال».

قطرها البالغ 45 مم أيضاً أسهم في ضخها بروحها الرياضية. فهو حجم قد يبدو كبيراً إلا أنه يعانق المعصم بشكل أنيق ومريح بفضل نحافته وزواياه المستديرة.

نحافتها ساعدت على ضخها بروح رياضية (باتيك فيليب)

3 ساعات... 3 شخصيات

3 إصدارات بنفس الوجه والشكل لكن لكل منها شخصيتها الخاصة. فساعة «كيوبتيس» ذات التاريخ الكبير اللحظي واليوم ومراحل القمر من البلاتين، مدعومة بماكينة تقدم عرضاً لحظياً تطلب تطويرها من الشركة تقديم 6 طلبات براءة اختراع. والثانية من الستيل والذهب الوردي مع ميناء أزرق بنمط أشعة الشمس، والثالثة من الفولاذ أيضاً وتُجسد كل عناصر الأناقة الرياضية، بمينائها الأخضر الزيتوني.

يشرح ثيري ستيرن أن العمل على تصميمها استغرق ما لا يقل عن 4 سنوات، وعلى وظائفها وحركاتها نحو 6 سنوات، لأن «كل إصدار هو مناسبة تعبِّر فيها الشركة عن رؤيتها الفريدة، كما تطلق فيه العنان لخيالها وشغفها بالاختراع».

كان يعرف أن زبون الدار تعود على تصاميم أيقونية مثل «كالاترافا» الصادر في عام 1932، بشكله الدائري وساعة «غولدن إكليبس» الصادرة في عام 1968 ثم «نوتيليس» في عام 1976، التي كانت في زمنها ولا تزال رائدة في مجال الأناقة الرياضية، إضافة مجموعة «غوندولو» الصادرة في عام 1993، والتي جسّدت فيها الدار، بشكل معاصر روح «الآرت ديكو». لكن مساحة التطوير تسمح له كمالك ورئيس مجلس إدارة أن يأخذ قرارات جريئة يبقى وقعها طويلاً وتتحدث عنه الأجيال لمئات السنين. نعم، تختلف الأسماء والحركات والوجوه، إلا أن القاسم المشترك بينها كان ولا يزال دائماً تحديها لموجات الموضة واتجاهاتها واعتمادها على تطوير حركاتها ووظائفها.

لا تتوقف الدار على تطوير حركاتها ووظائفها بدليل أنها حاصلة على 6 طلبات براءة اختراع (باتيك فيليب)

فحتى في أقصى درجات جرأتها، تبقى في العُمق كلاسيكية معاصرة تخاطب كل الأجيال بلغة راقية وقوية لا تُؤثر على قيمتها الجمالية ولا الاستثمارية. ثم لا ننسى أنها حاصلة على 6 طلبات براءة اختراع، مثل تلك المتعلقة بتوزيع الطاقة المطلوبة للعروض المختلفة وقفزتها المتزامنة في خلال 18 مللي ثانية، ما يضمن إمكانية تصحيح جميع المؤشرات في أي وقت من اليوم.

أما بالنسبة لردود الفعل «المتسرعة» التي أثارتها المجموعة بعد الكشف عنها مباشرة، فإنها لا تترك أدنى شك في أن سببها يعود إلى عنصر المفاجأة لا أقل ولا أكثر، إذ لم يكن أحد يتوقع شكلها المربع، مع العلم أن قراءة لتاريخ الدار أو زيارة خاطفة لمعرضها الخاص تؤكد أنها ليست المرة الأولى التي تطرح فيها الدار هذا الشكل. كان قد ساد منذ بداية القرن الماضي إلى منتصفه مع سيادة «الآرت ديكو» وظهر في ساعات عدة تعكس روح العصر مطعمة برزانة «باتيك فيليب».


مقالات ذات صلة

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

لمسات الموضة ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

احتفلت «بولغري» مؤخراً بطرح نسخ جديدة من مجموعة «توبوغاس» عادت فيها إلى البدايات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة من كل قصر وجزئية فيه استلهم حرفيو دار «بوغوصيان» مجوهرات تصرخ بالفخامة والإبداع (بوغوصيان)

مجوهرات «بوغوصيان»... رحلة قصور تصل إلى العالم من طريق الحرير

لكل قصر قصة، ولكل قطعة أحجارها الكريمة المستلهمة من المقرنصات المزخرفة في قصر الباهية بمراكش أو المرايا والزجاج الساحر في قصر غولستان في طهران.

جميلة حلفيشي (لندن)
تكنولوجيا شركة «أبل» تطلق الإصدار العاشر من ساعتها بتصميم حديث وقدرات جديدة (أ.ف.ب)

ساعات «أبل» الإصدار «9 أو 10»... أيهما تختار ولماذا؟

إليك المزايا والفروقات

نسيم رمضان (لندن)
لمسات الموضة الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم وتأتي بعدة ألوان (إم بي&إف)

ساعة طاولة بمراوح جاهزة للإقلاع

يتم إطلاق ساعة «ألباتروس» في 5 إصدارات محدودة؛ كل منها يقتصر على 8 قطع فقط، بألوان: الأزرق، والأحمر، والأخضر، والعنبري، والأسود.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة ساعة بحركة «فلايباك» من البلاتين (إم بي & إف)

«شانيل» و«إم بي آند إف» توقّعان شراكة مستقلة

أعلنت «شانيل» و«إم بي آند إف» (MB&F) حديثاً عن توقيع شراكة مهمة بينهما، مؤكّدة مرة أخرى أنها تطمح للمزيد من التميز والتفرد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
TT

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

انتهى عرض إيلي صعب في الرياض، أو الأحرى احتفالية «1001 موسم من إيلي صعب» بمرور 45 على انطلاقته في بيروت، ولم تنته ردود الأفعال. فالعرض كان خيالياً، شارك فيه باقة من نجوم العالم، كان القاسم المشترك بينهم إلى جانب نجوميتهم وشعبيتهم العالمية، حبهم لإيلي صعب... الإنسان.

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع. طبعاً تقديم العرض الضخم بدعم الهيئة العامة للترفيه ضمن فعالية «موسم الرياض 2024» كان له دور كبير في إنجاح هذه الفعالية. فقد توفرت كل اللوجيستيات المطلوبة لتسليط الضوء على أيقونة عربية لها تأثير كبير على الساحة العربية والعالمية، نذكر منها:

1-أول عربي يقتحم باريس

عرضه لخريف وشتاء 2024 ضمن عروض «الهوت كوتور» كان لوحة رومانسية من «ألف ليلة وليلة» (إيلي صعب)

هو أول من وضع الموضة العربية ضمن الخريطة العالمية بوصفه أول مصمم عربي يخترق العالمية وينافس كبار المصممين بأسلوب شرقي معاصر. استقبلته باريس بالأحضان ودخل البرنامج الرسمي لـ«هوت كوتور» من باب الفيدرالية الفرنسية للموضة كأول مصمم عربي مُبدع. فالصورة المترسخة في أذهان خبراء الموضة العالميين عن المصممين العرب في الثمانينات من القرن الماضي أنهم مجرد خياطين يقلدون إصداراتهم. كان عز الدين علايا الاستثناء الوحيد قبله.

2-احترام المرأة العربية

من تشكيلته لخريف وشتاء 2024... أزياء تتميز بالرومانسية وسخاء التطريز (إيلي صعب)

هو من فتح عيون الغرب، ليس على قدرة المرأة العربية الشرائية فحسب، بل وعلى تأثيرها على المشهد الإبداعي، بالتالي رد لها اعتبارها. فرغم أنها ومنذ السبعينات تُنعش قطاع «الهوت كوتور» كزبونة متذوقة ومقتدرة، فإنها لم تحصل على الحظوة نفسها التي كانت تتمتع بها مثيلاتها في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً. نجاحه في الثمانينات وبداية التسعينات يعود إلى هذه المرأة، التي أقبلت على تصاميمه، وهو ما استوقف باقي المصممين، وفتح شهيتهم لدخول «الهوت كوتور» ومخاطبتها بلغة أكثر احتراماً. دار «فيرساتشي» مثلاً أطلقت خطها في عام 1989، فيما أطلق جيورجيو أرماني خطه «أرماني بريفيه» في عام 2005 إلى جانب آخرين وجهوا أنظارهم شرقاً متسابقين على نيل رضاها.

3- ارتقى بمهنة التصميم

تحول إلى مدرسة قائمة بذاتها، كما تخرج على يده العديد من المصممين الشباب الذين نجحوا (إيلي صعب)

نجاحه غيّر النظرة إلى مهنة تصميم الأزياء في الوطن العربي، من المغرب الأقصى إلى الشرق. بدأ الجميع يأخذها بجدية أكبر، فلا المجتمع بات يراها قصراً على المرأة أو على الخياطين، ولا الرجل يستسهلها. أصبحت في نظر الجميع صناعة وفناً يحتاجان إلى صقل ودراسة وموهبة.

4-قدوة للشباب

من تشكيلته لـ«هوت كوتور خريف وشتاء 2024» (إيلي صعب)

تخرج على يده العديد من المصممين الشباب. كان قدوة لهم في بداية مشوارهم، ثم دخلوا أكاديميته وتعلموا على يده وفي ورشاته. كلهم يشهدون له بالإبداع ويكنون له كل الاحترام والحب. من بين من هؤلاء نذكر حسين بظاظا ورامي قاضي وغيرهم كثيرون.

5-اقتناع برؤيته الفنية

لم يغير جلده أو أسلوبه رغم كل التحديات. كان له رؤية واضحة تمسك بها وكسب (رويترز)

أكد للجميع أنه يمتلك رؤية خاصة لم يغيرها في أي مرحلة من مراحل تطوره. حتى الانتقادات التي قُوبل بها في باريس في البداية، واجهها بقوة وتحدٍ، ولم يخضع لإملاءاتهم لإرضائهم أو لتجنب هجماتهم الشرسة على شاب عربي يتكلم لغة فنية جديدة في عُقر دارهم. بالعكس زاد من جرعة الرومانسية وسخاء التطريز، وأعطاهم درساً مهماً أن الرأي الأول والأخير ليس لهم، بل للمرأة عموماً، والسعودية تحديداً. كانت خير مساند له بحيث أدخلته القصور والبلاطات، وجعلته ضيفاً مرحباً به في أعراسها ومناسباتها المهمة.