«ڤاشرون كونستنتان» تتودد للمرأة بالألماس والياقوت والزمرد

«غراند لايدي كالّا» مجموعة تتكيف مع كل المناسبات

صُمّمت الساعة وقطعة المجوهرات لتلائم تماماً التركيب على السوار أو العقد الطويل (ڤاشرون كونستنتان)
صُمّمت الساعة وقطعة المجوهرات لتلائم تماماً التركيب على السوار أو العقد الطويل (ڤاشرون كونستنتان)
TT

«ڤاشرون كونستنتان» تتودد للمرأة بالألماس والياقوت والزمرد

صُمّمت الساعة وقطعة المجوهرات لتلائم تماماً التركيب على السوار أو العقد الطويل (ڤاشرون كونستنتان)
صُمّمت الساعة وقطعة المجوهرات لتلائم تماماً التركيب على السوار أو العقد الطويل (ڤاشرون كونستنتان)

للوهلة الأولى تعتقد أنها قطع مجوهرات، وتتساءل ما علاقة ڤاشرون كونستنتان بالمجوهرات؟ ومتى تحوّلت إلى هذا المجال، وهي المتخصصة في صناعة الساعات الفخمة منذ 1755؟ تُكبِّر الصور فتكتشف أنها في الحقيقة ساعات على شكل مجوهرات، تتوجه بها الدار إلى المرأة لتوطد علاقة بدأت منذ زمن طويل، يمتدّ من أولى ساعات الجيب النسائية التي صمّمتها الدار في أواخر القرن الثامن عشر وصولاً إلى ساعات المعصم المعاصرة.

بفضل آليات إغلاق خفية لا تتطلّب أدوات خاصة يمكن تبديل الساعة مع قطعة المجوهرات على سوتوار أو سوار (ڤاشرون كونستنتان)

أربعة تصاميم مرصعة بالكامل من مجموعة «غراند لايدي كالا» تتحول فيها الساعة إلى عقد أنيق أو سوار. تشير ڤاشرون كونستنتان أن توجهها هذا ليس جديداً، فمنذ أن أبصرت «كالّيستا» النور عام 1979، وهي تكتب فصولاً من الفخامة في عالم ساعات المجوهرات.

أحجارٌ بألوان جديدة نابضة تُكمل حكاية مجوهرات الزمن التي بدأت مع «كالّيستا» منذ 1979 (ڤاشرون كونستنتان)

لكن 1979 كان هو العام الذي تشكلت فيه هذه الساعة المجوهرة، التي كانت بمثابة ثورة في مجال الإبداع. ابتكرها ريمون موريتّي في تصميم جمع فيه سواراً بأسلوب «ريفيير» مع علبة صلبة من الذهب الخالص عيار 18 قيراطاً بوزن 140 غراماً، نُحتت من سبيكة واحدة. وزُيّنت الساعة بـ130 قيراطاً من الألماس. وفي العام التالي، أُطلقت «لايدي كالّا»، المصنوعة كذلك من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطاً، والمرصّعة بـ108 أحجار ماسيّة مقطوعة بأسلوب الزمرد، بمجموع يقارب 30 قيراطاً. تلتها لاحقاً سلسلة من الإصدارات المتنوعة مثل «ميس كالّا»، و«كوين كالّا»، و«لورد كالّا»، و«كينغ كالّا»، و«دوشِس كالّا».

تم تصميم «غراند لايدي كالّا» كمجوهرات قابلة للتكيف بحيث يمكن ارتداؤها بأربع طرق متنوعة (ڤاشرون كونستنتان)

وفي عام 2001، فازت نسخة «لايدي كالّا» ذات السوار الساتاني والعلبة المنحوتة من كتلة واحدة من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً بجائزة أفضل ساعة مجوهرات في النسخة الأولى من «الجائزة الكبرى لصناعة الساعات في جنيف». ولمناسبة الذكرى الثلاثين لإطلاق «لايدي كالّا» عام 2010، قدّمت الدار ساعة «لايدي كالّا فلايم» التي ميّزتها قطعة ماسية مقطوعة بأسلوب «فلايم» المسجّل باسم ڤاشرون كونستنتان لدى المعهد الأميركي للأحجار الكريمة. أما في عام 2024، فقد أبهرت ساعة «غراند لايدي كالّا» الجميع بتصميمها الجديد الأحادي اللون، والمُزيّن بمزيج من الألماس، ولآلئ أكويا البيضاء، وخرز العقيق الأسود، مضيفة بُعداً جديداً إلى سلسلة «كالّيستا» المتطوّرة، عبر ساعة وعقد طويل مزين بشرّابات يمكن ارتداؤه بأربع طرق مختلفة.

تاريخ الدار يضم ساعات جيب نسائية وأخرى مرصعة صُممت في أواخر القرن الثامن عشر (ڤاشرون كونستنتان)

واليوم، تفتتح فصلاً جديداً مع ثلاثة تحوّلات في «غراند لايدي كالّا»، الذي انطلق عام 2024.

في هذه الإصدارات، تنبض واحدة بالماسات البيضاء إلى جانب الزمرّد في إطار من البلاتين، وتتوهّج في أخرى مع الياقوت أو السافير في ذهب أبيض براق. كما تتناغم هذه الأحجار الكريمة مع لآلئ أكويا البيضاء وخرز من الأحجار المصقولة.

كل ساعة تنقسم إلى أربع تحف قابلة للتبديل: ساعة مرصّعة بالكامل، وقطعة مجوهرات، وسوار ريفييرا بثلاثة صفوف، وعقد سوتوار طويل.

إرث عريق في ساعات المجوهرات

تكريماً لإرثها العميق في فنّ المجوهرات، تحاكي «ڤاشرون كونستنتان» روح الأنوثة، من خلال سحر المينا، ودقّة النقوش، مستلهمة حاضرها من كنوز قديمة مثل ساعة من عام 1812 مرصّعة بالجواهر، وأخرى من 1924 تتلوّن بأحجار متعدّدة وتتحوّل بين قلادة وبروش. وفي زمن الآرت نوفو والآرت ديكو، واكبت العصر وبلغت لغة الإبداع في الدار ذروتها. تقول ساندرين دونغي، مديرة قسم التطوير والابتكار، إن دار «ڤاشرون كونستنتان» ترجمت هذه الثورة الجمالية بإبداعات غنية «تحرّرت فيها تصاميم الساعات من القوالب التقليدية التي سبقتها. حَلّت الأشكال النحتية، والخطوط الدقيقة، ولوحات الألوان النقية محلّ ساعات الجيب ذات الغطاء المتحرّك والمعلّقة بسلاسل المينا التي كانت شائعة مطلع القرن، بينما جاءت العلب بأشكال بيضاوية، أو مستطيلة، أو مربعة، أو غير متناظرة، وغالباً ما زُيّنت بأحجار كريمة بتوليفات لونية ثنائية».

ثلاث لمسات إبداعية جديدة

ثلاث ساعات من السافير أو الياقوت أو الزمرد (ڤاشرون كونستنتان)

تحاكي ساعة «غراند لايدي كالّا» روح فنّ الآرت ديكو عبر هندستها المستقيمة التي تجمع بين السوار والساعة وقطعة المجوهرات، وبين انسيابية العقد الطويل (سوتوار). يضم كل من النماذج الثلاثة 45.66 قيراط من الألماس، ويتكوّن من أربعة عناصر قابلة للتبديل. سوار «ريفيير» بثلاثة صفوف مرصّع بـ103 أحجار ألماسية، وصف مركزي من ثمانية أحجار كريمة – من السافير أو الياقوت أو الزمرد، وفق النموذج. قطعة المجوهرات تتضمّن 12 حجراً ماسيّاً، مع حجر مركزي مقطوع بأسلوب سكري أو Sugarloaf من السافير أو الزمرد أو الياقوت، جميعها معتمدة من «المؤسسة السويسرية لأبحاث الأحجار الكريمة». أما الساعة، فيُحيط بمينائها المرصّع بالكامل بالألماس حجران من اللون نفسه مقطوعان بأسلوب الزمرد، يتناوبان مع 10 أحجار ماسيّة لامعة. صُمّمت الساعة وقطعة المجوهرات لتلائم تماماً التركيب على السوار أو العقد الطويل، الذي يبلغ طوله 85 سنتيمتراً ويجمع 112 لؤلؤة أكويا دائرية مختارة بعناية لبريقها العميق، مع خرز من الأحجار الكريمة والمزخرفة، تنتهي بشرّابة من اللآلئ وحبة مصقولة من الحجر الكريم.

زمرد وألماس

غراند لايدي كالّا – زمرد مرصّعة بالبلاتين الخالص ونحو 35.72 قيراط من الزمرد موزعة على السوار والسوتوار (ڤاشرون كونستنتان)

يُعَدُّ قطع الزمرد من أكثر أشكال القطع تميّزاً من حيث الأناقة، وقد اختير لتزيين الألماس والأحجار الملوّنة في علبة الساعة، والسوار، وقطعة المجوهرات. ويتميّز هذا القطع بواجهاته الأفقية المتدرّجة التي تعزّز البساطة والهندسة الخطّية في تصميم المجوهرات. وتُضفي الزوايا المشطوفة لهذا القطع المستطيل طابعاً بصرياً فريداً؛ إذ يصدر ومضات ضوئية ناعمة، بالمقارنة مع البريق المتوهّج للقطع اللامع التقليدي. ونظراً لانعكاسيته المنخفضة نسبياً، يُبرز هذا القطع اللون الطبيعي للحجر، كما تتيح واجهته العلوية الكبيرة – والتي تُشبه النافذة – رؤية الشوائب الداخلية، ما يجعله محصوراً بالأحجار التي تتمتّع بدرجة عالية من النقاء.

هذا الشكل المقبّب والناعم استمد اسمه من كُتل السكر كما كانت تُباع حتى أواخر القرن التاسع عشر (ڤاشرون كونستنتان)

أما القطع السكري Sugarloaf الذي يزيّن الحجر المركزي في قطعة المجوهرات، فيُبرز جمال الحجر بطريقة مغايرة. هذا الشكل المقبّب والناعم استمد اسمه من هيئة كُتل السكر المكرّر كما كانت تُباع حتى أواخر القرن التاسع عشر. ويُعدّ هذا القطع، النادر في المجوهرات الحديثة، من الأشكال الكلاسيكية المتفرعة عن القطع الكابوشون المستدير، لكنه يتميّز بأربع جهات تنساب نحو نقطة ناعمة عند القمة. تنساب أشعة الضوء فوق سطحه الأملس، لتخترق الحجر وتُضيء عُمقه الداخلي وتُبرز لونه بأسلوب لا توفره القطوع المتعددة الوجوه. ويتطلّب تنفيذ هذا القطع مستوى عالياً من المهارة لضمان توازن السطوح وسلاستها مع الحفاظ على جمالية الحجر الأصلية. وتُعزّز ندرته من قيمته ورغبة اقتنائه.


مقالات ذات صلة

راما دواجي... سيدة نيويورك الأولى كيف جعلت صمت الأناقة موقفاً وبياناً سياسياً

لمسات الموضة كانت صورة النصر مشهداً غير مسبوق في الولايات المتحدة (د.ب.أ)

راما دواجي... سيدة نيويورك الأولى كيف جعلت صمت الأناقة موقفاً وبياناً سياسياً

راما منذ الآن هي سيدة نيويورك الأولى... في ملامحها ظِلّ من الشرق وحضور غربي في آن معاً... ثنائية لا تخفيها، بل تفخر بها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أوليفييه روستينغ بعد عرضه لربيع وصيف 2026 (أ.ف.ب)

أوليفييه روستينغ يغادر دار «بالمان» بعد 14 عاماً

بعد 14 عاماً، أعلنت دار «بالمان» ومديرها الإبداعي أوليفييه روستينغ إنهاء علاقة تجارية وفنية أثمرت على الكثير من النجاحات والإنجازات. صرحت دار الأزياء الفرنسية…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلتان هدى المفتي وسلمى أبو ضيف خلال حفل الافتتاح ومجوهرات من عزة فهمي (إنستغرام)

مجوهرات الفيروز والذهب... زواج يتجدد بلغة العصر

افتتاح المتحف المصري الكبير الذي تابعنا فعالياته مؤخراً أعاد لنا ذلك الافتتان لدرجة الهوس بكل ما هو مصري في مجالات فنية وإبداعية متنوعة. كما أعاد وهج حضارة…

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تمت ترجمت الفكرة في مجوهرات ناعمة بأحجار كريمة (أختين)

علامة «أختين» المصرية تنقش من الحناء مجوهرات عصرية

لم تكن نقوش الحناء يوماً مجرد زينة. كانت ولا تزال أيضاً لغة بصرية تجسد البركة التي تشهد على كل الاحتفالات، وتُنقش بلغة فنية تُعبر عن الهوية والانتماء، وأحياناً…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة قلادة «سويتر برستيج» من «شانيل» الفائزة بالجائزة الأولى (شانيل)

«شانيل» تفوز بالجائزة الكبرى للمجوهرات الرفيعة في إمارة موناكو

حدث جديد شهدته إمارة موناكو وسينضم إلى روزنامتها الحافلة بالفعاليات العالمية المهمة، مثل سباق «فورمولا 1» ومعرض اليخوت، والأمسية الخيرية Bal De La Rose. …

«الشرق الأوسط» (لندن)

«صالون المجوهرات» يخطف الأضواء وألق الذهب والأحجار الكريمة يُزيّن الرياض

يستعرض «صالون المجوهرات» أحدث تصميمات الحلي والأحجار الكريمة (موسم الرياض)
يستعرض «صالون المجوهرات» أحدث تصميمات الحلي والأحجار الكريمة (موسم الرياض)
TT

«صالون المجوهرات» يخطف الأضواء وألق الذهب والأحجار الكريمة يُزيّن الرياض

يستعرض «صالون المجوهرات» أحدث تصميمات الحلي والأحجار الكريمة (موسم الرياض)
يستعرض «صالون المجوهرات» أحدث تصميمات الحلي والأحجار الكريمة (موسم الرياض)

بتصميمات فريدة جمعت بين الابتكار والأناقة، يستعرض معرض «صالون المجوهرات 2025»، المُقام في «إيه إن بي أرينا»، ضمن «موسم الرياض»، لزوّاره، أحدث تصميمات المجوهرات والأحجار الكريمة والساعات والمقتنيات النادرة والثمينة.

وتُشارك فيه أكثر من 600 علامة تجارية فاخرة من 50 دولة، وسط أجواء تعكس الفخامة وتنوُّع المعروضات، إذ تتنافس الدُّور المُشاركة على تقديم تصميمات استثنائية تبرز دقّة الصنعة وفنّ التكوين، وسط حضور لافت يشهده المعرض مع انطلاقته في العاصمة السعودية، ضمن الموسم الترفيهي الأضخم في المنطقة والعالم.

يشهد المعرض مشاركة دُور مجوهرات عالمية تمتد جذورها لأكثر من قرنين (موسم الرياض)

كما يشهد مشاركة دُور مجوهرات عالمية عريقة تمتد جذورها لأكثر من قرنين، من بينها «دار بريجيه»، التي انطلقت في القرن الثامن عشر، وكذلك «شوبار»، و«فرنك مولر»، إلى جانب «الفردان للمجوهرات»، و«جوهان»، و«ليدا دايموند آند جولري».

وهو يُعدّ وجهة عالمية تجمع المُصمّمين والمُوزّعين والمُهتمين في تجربة حسّية متكاملة تمتزج فيها الإضاءة الفنّية والموسيقى الهادئة، ويعرض قِطع مجوهرات تُطرح للمرة الأولى عالمياً.

المعرض وجهة عالمية يتيح تجربة حسّية متكاملة (موسم الرياض)

وحضرت هيئة المواصفات السعودية «تقييس»، لتعريف الزوّار بأهمية موثوقية موازين المجوهرات والذهب، في الوقت الذي يُقدّم فيه الحدث تصميمات استثنائية راقية.

وشهدت نُسخ المعرض السابقة تسجيل مبيعات تجاوزت 53.3 مليون دولار (200 مليون ريال سعودي)، وقِطعاً استثنائية أثارت اهتمام خبراء المجوهرات، من بينها قناع مُرصّع بأكثر من 3600 ألماسة بلغت قيمته نحو مليون ونصف مليون دولار.

قِطع مجوهرات تُطرح للمرة الأولى عالمياً (موسم الرياض)

المعرض يستمر حتى 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، مُقدّماً تجربة فريدة لعشّاق المجوهرات والجمال الراقي، ومُحتفياً بتنوّع الذوق السعودي وقدرته على مواكبة أحدث اتجاهات التصميم العالمية.


راما دواجي... سيدة نيويورك الأولى كيف جعلت صمت الأناقة موقفاً وبياناً سياسياً

كانت صورة النصر مشهداً غير مسبوق في الولايات المتحدة (د.ب.أ)
كانت صورة النصر مشهداً غير مسبوق في الولايات المتحدة (د.ب.أ)
TT

راما دواجي... سيدة نيويورك الأولى كيف جعلت صمت الأناقة موقفاً وبياناً سياسياً

كانت صورة النصر مشهداً غير مسبوق في الولايات المتحدة (د.ب.أ)
كانت صورة النصر مشهداً غير مسبوق في الولايات المتحدة (د.ب.أ)

صورة عمدة نيويورك الجديد، زهران ممداني، وزوجته، راما دواجي، تبدو لأول وهلة جديدة على المشهد السياسي الأميركي... ثنائي شاب من أصول مسلمة، ينتمي إلى جيل «زد» ويتحدث لغته بفصاحة وشجاعة لم ترَ لها نيويورك مثيلاً. فهما لم يتنازلا في أي مرحلة من مراحل الرحلة الانتخابية عن مبادئهما الإنسانية والسياسية والفكرية الداعمة للأقليات والضعفاء.

لكن من الناحية البصرية، لا تبدو هذه الصورة جديدة تماماً. تُذكّر بالرئيس الأميركي الراحل جون كيندي وزوجته جاكي... ثنائي لا يقل كاريزما وتأثيراً على جيل كامل كان يحلم وينتظر التغيير للأفضل. فضل كبير في تجميل صورة جون كيندي يعود إلى جاكي؛ السيدة الأولى التي وظّفت الجمال والأناقة سلاحاً ناعماً ومؤثراً في الوقت ذاته.

ملكت راما بجمالها ونعومتها وثقافتها قلوب ناخبي نيويورك (رويترز)

وكما شكّلت جاكي كيندي في ستينات القرن الماضي مرآة جيل آمَن بالحلم الأميركي، تبدو راما دواجي اليوم امتداداً لذلك الإرث وأكثر... فهي تنقله إلى مرحلة أعمق وعياً وصدقاً يمكن أن تتحول فيها الموضة صوتاً للإنسانية والأقليات.

راما من الآن هي سيدة نيويورك الأولى... في ملامحها ظِلّ من الشرق وحضور غربي في آن معاً... ثنائية لا تخفيها، بل تفخر بها. مثل جاكي؛ تتمتع راما بكاريزما وجمال فريد من نوعه، ومثلها أثرت على جيل كامل من الناخبين في زمنها؛ أي من جيل «زد»، وفق تصريح من زوجها، الذي استقطب المؤثرين في حملته الانتخابية للوصول إلى هذه الشريحة.

لم يكن لأصول راما العربية والمسلمة، فهي من والدين سوريين ووُلدت في الولايات الأميركية، تأثير سلبي على الناخبين. على العكس؛ ملكت قلوبهم بصدق مواقفها أولاً، وجمالها وأناقتها ثانياً.

وقفت راما إلى جانب زوجها تنظر إليه بصمت... لكن كل ما فيها كان يتكلم... من نظرات العيون إلى الأزياء (أ.ف.ب)

الصورة التي ستبقى خالدة في الذاكرة والتاريخ، وهي تظهر إلى جانب زوجها زهران ممداني بصفته أول مسلم وأصغر عمدة يتولى هذا المنصب منذ عام 1892، جذبت اهتمام الولايات المتحدة، كما شدّت أنفاس العالم بأسره... كان فيها تصالح مع الماضي واستقبال للحاضر... وقفت فيها راما، ذات الـ28 عاماً، إلى جانبه صامتة، تنظر إليه بين الفينة والأخرى بنظرات إعجاب، شبّهها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي بنظرات الأميرة الراحلة ديانا.

بلاغة الصمت

صمتها لم يَشفِ غليل البعض؛ لأنهم لم يجدوا فيه سمات الصورة النمطية للزوجة المسلمة التابعة لزوجها من دون أن يكون لها كيان خاص أو استقلالية... فراما فنانة لها وجود وتأثير على الساحة الفنية، وقالت بصمتها كل ما يلزم قوله عن هذه الاستقلالية، إضافة إلى انتمائها الثقافي والسياسي. فما ارتدته لم يكن مجرد اختيار عادي يليق بمناسبة يفترض فيها أن تكون بكامل أناقتها، بل كان بياناً سياسياً وإنسانياً وفنياً لا يعتذر عن أفكارها ورؤيتها ودعمها القضية الفلسطينية. إطلالتها أكدت أن الجيل الذي تنتمي إليه أعلى شجاعة من الجيل الذي سبقه في صدق تعبيره عن القضايا السياسية ونبل المشاعر الإنسانية.

عبّرت راما عن ثنائية انتمائها باختيار إطلالتها من مصمم فلسطيني - أردني ومصممة نيويوركية (رويترز)

قد تبدو إطلالتها بسيطة أول وهلة، لا سيما أنها بالأسود؛ «اللون الذي لا يخيب» وتلجأ إليه المرأة عندما تكون خائفة وتريد أن تلعب على المضمون، إلا إن بساطتها كانت خادعة وعميقة في آن؛ لأنها كانت محملة بالأفكار. اختارت «بلوزة» دون أكمام من الدينم الأسود، مطرزة بتخريمات منفذة بالليزر، من تصميم الفلسطيني - الأردني زيد حجازي، الذي أبرز فيها تفاصيل التطريز الفلسطيني التراثي وزخارف القرى الفلسطينية. زيد حجازي، الذي تخرج في معهد «سنترال سان مارتينيز» بلندن، يصف علامته بأنها «استكشاف لـ(الثقافات القديمة والمعاصرة)».

نسّقت دواجي «البلوزة» مع تنورة من المخمل والدانتيل، أيضاً بالأسود، من تصميم إيلا جونسون، وهي مصممة نيويوركية تشتهر بأسلوبها الرومانسي والحرفي، الذي يستهوي النخب الفنية والبوهيمية في بروكلين. الجمع بين مصمم فلسطيني ومصممة نيويوركية يشير إلى جذورها وانتمائها إلى ثقافتين: العربية والأميركية، ويقول إن الموضة ليست مجرد مظهر أنيق وأداة جذب أو قناع واقٍ، بل هي مواقف وأفعال، وترمز أيضاً إلى جيل من المهاجرين لم يعد يكتفي بالاندماج، بل يحلم بالتأثير والمشاركة في رسم ملامح الواقع الذي يعيشه.

ما أسلوب راما دواجي؟

تتميز راما بأسلوبها الخاص وإن كانت تميل إلى الأسود في المناسبات الرسمية (أ.ف.ب)

إلى جانب أنها فنانة ورسامة ومصممة رسوم متحركة، فهي تتمتع بأسلوب بوهيمي تعبر من خلاله عن شخصية مستقلة ومتحررة فكرياً، فهي تنتمي إلى جيل الإنترنت، والـ«تيك توك» وغيرها من المنصات الشبابية. هذا الجيل يراقب العالم بعين ناقدة... يُحلله ويحلم بتغييره للأفضل، بما في ذلك صناعة الموضة، التي يفهمها ويعشقها، لكنه في الوقت ذاته يريد إخراجها من قوالبها النخبوية والتقليدية. يبدو أن دواجي توافقهم الرأي، وإذا كانت إطلالتها ليلة النصر هي المقياس، فإن المتوقع منها طيلة فترة عمدية زوجها أن تتعامل مع الموضة بوعي إنساني بوصفها جسراً تلتقي عليه الحضارات والثقافات بصدق وشفافية.


أوليفييه روستينغ يغادر دار «بالمان» بعد 14 عاماً

أوليفييه روستينغ بعد عرضه لربيع وصيف 2026 (أ.ف.ب)
أوليفييه روستينغ بعد عرضه لربيع وصيف 2026 (أ.ف.ب)
TT

أوليفييه روستينغ يغادر دار «بالمان» بعد 14 عاماً

أوليفييه روستينغ بعد عرضه لربيع وصيف 2026 (أ.ف.ب)
أوليفييه روستينغ بعد عرضه لربيع وصيف 2026 (أ.ف.ب)

بعد 14 عاماً، أعلنت دار «بالمان» ومديرها الإبداعي أوليفييه روستينغ إنهاء علاقة تجارية وفنية أثمرت على الكثير من النجاحات والإنجازات.

صرحت دار الأزياء الفرنسية في بيان أصدرته بالمناسبة بأنها «تُعرب عن امتنانها العميق لأوليفييه على كتابته فصلاً مهماً من تاريخها».

من جهته، أعرب روستينغ عن مشاعره قائلاً في بيانه الخاص: «أنا ممتن لفريقي الاستثنائي في (بالمان)، كانوا عائلتي التي اخترتها في مكان كان بمثابة بيتي طوال الـ14 سنة الماضية... سأظل دائماً أحتفظ بهذه التجربة الثمينة في قلبي».

أوليفييه روستينغ يودع دار «بالمان» بعد 14 عاماً (أ.ف.ب)

لم يكن تعيين «بالمان» لروستينغ «تقليدياً» في عام 2011. كان في الرابعة والعشرين من عمره، أي كان أصغر مدير إبداعي في باريس منذ إيف سان لوران، وأول مدير إبداعي من أصول أفريقية في دار أزياء أوروبية.

صغر سنه ساهم في إدخال الدار العالم الرقمي، حيث أطلقت في عهده أحد أول «فلاتر سناب تشات» الخاصة بالعلامات التجارية، وتطبيق خاص بها، وشراكة مبكرة مع «إنستغرام» للتسوق في عام 2019، من دون أن ننسى أنه أعاد إحياء خط الأزياء الراقية في «بالمان» بعد انقطاع دام 16 عاماً.

من تصاميمه لدار «بالمان» (غيتي)

من بين إنجازاتها الكثيرة أنه نشر ثقافتها لجيل كامل وقع تحت سحر جرأته الفنية، وإن كان البعض يرى أن السحر يكمن في تعاوناته مع نجمات عالميات، نذكر منهن كيم كارداشيان وجيجي حديد وكندال جينر وبيونسي وغيرهن.

روستينغ في عرضه الأخير لخريف وشتاء 2025 مع عارضاته (غيتي)

ولد أوليفييه في مدينة بوردو الفرنسية لأبوين أفريقيين تخليا عنه ليتم تبنيه في سن مبكرة من قبل زوجين فرنسيين. على المستوى المهني، درس في معهد «إسمود» في باريس قبل أن ينضم إلى دار «روبرتو كافالي» بعد التخرج، حيث تولى في نهاية المطاف قيادة قسم الأزياء النسائية. في عام 2009، التحق بدار «بالمان» ليعمل تحت إشراف المصمم كريستوف ديكارنين، وبعد عامين خلفه بصفته مديراً إبداعياً، وفي عام 2016، قاد الدار بسلاسة خلال عملية استحواذ مجموعة «مايهولا» القطرية عليها.

رغم أن صورة وجه المصمم وإطلالاته الاستعراضية ستبقى محفورة في الذاكرة، فإن تصاميمه المبتكرة هي أكثر ما يميزه في انتظار الفصل التالي من مسيرته.