ساعات من «باتيك فيليب» بـ10 ملايين؟ ما القصة؟https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5184840-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%83-%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A8-%D8%A8%D9%8010-%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%8A%D9%8A%D9%86%D8%9F-%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%A9%D8%9F
من ميزاتها قدرتها على عزف نغمة مطابقة تماماً لصوت ساعة «بيغ بن»... (سوذبيز)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
ساعات من «باتيك فيليب» بـ10 ملايين؟ ما القصة؟
من ميزاتها قدرتها على عزف نغمة مطابقة تماماً لصوت ساعة «بيغ بن»... (سوذبيز)
خبر بـ10 ملايين دولار أعلنته دار «سوذبيز» للمزادات، يتمثل في عرض مجموعة مكونة من 4 ساعات جيب من «باتيك فيليب ستار كاليبر 2000 (Patek Philippe Star Caliber 2000)» في مزادها المقبل. ويأتي المزاد ضمن سلسلة مزادات لها في أبوظبي خلال ديسمبر (كانون الأول) المقبل؛ لتعزيز مكانتها عالمياً في الفن والفخامة. السعر المتوقع ليس لأن الساعة من «باتيك فيليب» بكل ما يحمله اسمها من ثقة وضمان فحسب؛ بل لأنها تتضمن تعقيدات حصرية وغير مسبوقة حتى الآن.
تُطرح هذه المجموعة الكاملة ضمن مزاد خاص لمجموعة متميزة من الساعات والمجوهرات لأول مرة (سوذبيز)
بيد أن ما سيُسعد هواة اقتناء الساعات أكثر، أنهم، ولأول مرة، سيتمكنون من رؤية أو اقتناء الساعات الأربع من «باتيك فيليب ستار كاليبر 2000 (Patek Philippe Star Caliber 2000)» في مكان واحد. النسخة الوحيدة التي ظهرت في مزاد سابق كانت من الذهب الأصفر وبيعت مقابل 3.3 مليون دولار في عام 2012.
تحفة فنية وتقنية
يمكن فتح الغطاءين الأمامي والخلفي عن طريق تدوير القوس العلوي بزاوية 180 درجة في اتجاه السهم (سوذبيز)
«باتيك فيليب ستار كاليبر 2000 (Patek Philippe Star Caliber 2000)» إصدار خاص جداً صنعته «باتيك فيليب» للاحتفال ببداية الألفية عام 2000. استغرق صنعها 7 سنوات من البحث والتطوير، وتعدّ ثالثة أعلى الساعات تعقيداً في تاريخ «باتيك فيليب» بعد كل من «كاليبر89» و«هنري غريفز سوبر كومليكايشن»، والثانية في التقدير الأولي الأعلى الذي يمنح لساعة في تاريخ المزادات. الأول كان من نصيب ساعة «هنري غريفز سوبر كومليكايشن»، التي بيعت بمبلغ قياسي بلغ 24 مليون دولار في عام 2014.
وتتميز آلية «باتيك فيليب ستار كاليبر 2000 (Patek Philippe Star Caliber 2000)» بتعقيدات استثنائية؛ مما يجعل الخبراء يترقبون هذا المزاد باهتمام، لا سيما مع طرح المجموعة الكاملة لأول مرة في السوق بشكل علني. كانت مخفية تماماً يصعب الوصول إليها لنُدرتها، فعندما طُرحت كانت بعدد محدود جداً.
فما الذي يجعل هذه الساعة تستحق هذا المبلغ الباهظ؟
يمكن فتح الغطاءين الأمامي والخلفي عن طريق تدوير القوس العلوي بزاوية 180 درجة في اتجاه السهم (سوذبيز)
1- تعدّ «ستار كاليبر 2000» إنجازاً غير مسبوق غيّر مسار صناعة الساعات؛ الأمر الذي حوّلها إلى ما يشبه الأسطورة، فهي تضم 21 تعقيداً، و1118 مكوناً؛ لترسخ مكانتها واحدةً من أعقد الساعات التي صُنعت على الإطلاق.
2- تتمتع بجرس صوتي يعزف نغمة «ويستمنستر شايمس Westminster Chimes» المطابقة تماماً لصوت ساعة «بيغ بين» اللندنية.
3- يضم وجه الساعة الرئيسي عرضاً للوقت، بما في ذلك شروق وغروب الشمس، ومعادلة الوقت، وهو تعقيد يُمكّن المستخدم من معرفة الوقت الشمسي الحقيقي والوقت المحلي الوسيط في آن معاً.
أضفى النقاش كريستيان تيبيرت، لمسته الفنية عبر نقوش يدوية سمحت بمرور الصوت بوضوح (سوذبيز)
4- أسندت مهمة تصنيع العلبة إلى الساعاتي الشهير، جان بيير هاغمان، الذي صاغ لها 4 علب نصف مفتوحة من الذهب الأصفر، والذهب الوردي، والذهب الأبيض، والبلاتين. أما مهمة النقش فأسندت إلى كريستيان تيبيرت، وهو أحد أهم النقاشين في العصر الحديث. ونجح في وضع لمساته عبر نقوش يدوية على الأغطية الأمامية والخلفية، سمحت بمرور صوت الجرس الموسيقي بوضوح.
5- يُفتح الغطاءان الأمامي والخلفي عن طريق تدوير القوس العلوي بزاوية 180 درجة في اتجاه السهم، لتُفتح الجهة التي يُشير إليها شعار «كالاترافا»، بدلاً من استخدام زر جانبي.
النسخة البلاتينية من هذه الساعة (سوذبيز)
6- تتمتع الساعة بآلية تتيح تحديث كل مؤشرات التقويم، بما في ذلك الشروق والغروب ومعادلة الوقت. بلمسة واحدة على الزر، ويمكن تصحيح جميع مؤشرات التقويم دفعة واحدة لنحو شهر من التوقيت. وبدلاً من مؤشرات فرعية تقليدية، تعرض الساعة السماء بنجومها والقمر بحركته بدقة غير مسبوقة في ساعات الجيب.
حرفيون سوريون يشاركون في «الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية - بنان» بالرياض لعرض مهاراتهم التقليدية وإبداعاتهم التي حافظت على التراث رغم تحديات الزمن والحرب.
في مايو (أيار) الماضي، وهو بداية موسم عروض خط «الكروز» أو الـ«ريزورت»، قدمت «ديور» تشكيلتها من هذا الخط لعام 2025 في أدنبره الاسكوتلندية. كان عرضاً مثيراً…
«ديور» تنسج قصة أسكوتلندية من التويد والتارتانhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5184461-%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%B1-%D8%AA%D9%86%D8%B3%D8%AC-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D9%83%D9%88%D8%AA%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%8A%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D8%A7%D9%86
لقطة جماعية على خلفية قلعة درامون التي أقيم فيها العرض (تصوير سام كوبلاند)
في مايو (أيار) الماضي، وهو بداية موسم عروض خط «الكروز» أو الـ«ريزورت»، قدمت «ديور» تشكيلتها من هذا الخط لعام 2025 في أدنبره الاسكوتلندية. كان عرضاً مثيراً تهادت فيه العارضات بين جنبات حدائق قلعة دروموند التاريخية، وهي قلعة تُلقَب بـ«فرساي اسكوتلندا» لزخارفها الهندسية وتصميمها الفني.
89 إطلالة استحضرت فيها الدار الفرنسية رموزاً تاريخية مثل ملكة اسكوتلندا ماري ستيوارت، وجسدت فيها ألوان الطبيعة المحيطة وما يُمليه طقسها المتقلب وتضاريسها الحادة. مشت العارضات بين حضور منبهر بجمال المكان بأحذية عالية الساق مستعدة لكل الأجواء مهما كانت قساوتها، وأزياء من التارتان وفساتين مخملية بأكمام منتفخة وأخرى من الكشمير والتويد والتارتان وهلم جراً من الرموز التي ارتبطت بالمنطقة، أو بالأحرى تُنتج فيها.
اكتسب التارتان والتويد ديناميكية بفضل التصاميم العصرية (ديور)
اختيار «ديور» لاسكوتلندا كوجهة لخط يقوم أساساً على السفر إلى أماكن تسطع فيها أشعة الشمس وتتناثر على شواطئها الرمال الذهبية التي تتلاطم فيها الأمواج على مياه لازوردية، لم يكن عابراً أو اعتباطياً. ففي عام 1955 قدم إليها المؤسس كريستيان ديور لأول مرة.
قدم أمام صفوة المجتمع الاسكوتلندي تصاميم أطلق عليها أسماء مثل داندي وأدنبره وغيرها. لم يكن هدفه الربح التجاري آنذاك بالنظر إلى أن ريع العرض ذهب لأعمال خيرية. كان في المقام الأول بهدف تسليط الضوء على اسمه والتعرف على منطقة ربما أثارت فضوله بعد أن ألهمت غابرييل شانيل بابتكار جاكيت التويد الأيقوني قبله بعقود.
لم تُخيب ظنه. كشفت له جمال الأقمشة التي تُصنع يدوياً في ورشات تقليدية صغيرة، وهو ما دونه في كتابه The Little Dictionary of Fashion فيما بعد «أن قماش التارتان هو القماش الفاخر الوحيد على الأرجح الذي يقاوم صيحات الموضة».
راعت المصممة طقس المنطقة وهو ما ظهر في التصاميم والأقمشة والألوان أيضاً (ديور)
وهكذا بعد سبعة عقود تعود ماريا غراتسيا كيوري، المديرة الإبداعية السابقة للدار لتغوص في هذا الإرث. وتعترف بأنها لا تعرف المنطقة جيداً، وأن كل ثقافتها عنها مستلهمة من الأدب والسينما. تضيف أنها سعت إلى تقديم قراءة خاصة بها في هذه التشكيلة، من دون أن تتنصل تماماً من العلاقة القديمة التي تربط كريستيان ديور بالمنطقة منذ القرن الماضي. تقول: «إنه بلد تعرفت عليه من خلال الأفلام والأدب، ومن خلال الشخصيات والسيناريوهات الملحمية. في هذه التشكيلة، خلقت فرصة للتواصل بشكل أكثر حميمية مع هذا الخيال». وتتابع: «أنا مهتمة أيضاً بالبحث عن أماكن لها صلة بدار ديور؛ إذ إنه من المدهش إعادة تتبع خيوط التاريخ هذه وإلقاء الضوء عليها بصيغة أخرى».
لقطة جماعية على خلفية قلعة درامون التي أقيم فيها العرض (تصوير سام كوبلاند)
بعد أن وقع الاختيار على الوجهة وبدأت كيوري في تصميم تشكيلتها لعام 2025، وجدت نفسها منجذبة هي الأخرى إلى المناظر الرومانسية للبلاد وتاريخها العاصف بالأمطار والبرق، الأمر الذي يفسر الألوان الداكنة والأقمشة الدافئة التي غلبت عليها، مثل التويد والمخمل تحديداً. الصور الخاصة بالعرض الذي قدمه الراحل كريستيان ديور لأزياء ربيع وصيف 1955 لم تغب، بل تحوّلت إلى طبعات استخدم بعضها كتفاصيل تزيينيّة على أطراف التنانير الاسكوتلنديّة أو معاطف لتُشكّل عناصر من الذاكرة تجمع الماضي بالحاضر.
أما أكثر ما ميّز بصمة المصممة في هذه التشكيلة فقُدرتها على جعل العرض لقاءً تاريخياً وفنياً بين إرث عريق تفخر به المنطقة يتمثل في غزل صوف التويد ونقشات التارتان وبين الأسلوب الفرنسي الرفيع. هذا اللقاء يطرح سؤالاً عمن استفاد من هذا الحدث أكثر؟ «ديور» أم صناع التارتان والتويد المحليون؟ الجواب أن الاستفادة كانت لكليهما. الدار الفرنسية أكدت مدى اهتمامها بالحرفية والأعمال اليدوية، فيما استعرض صناع التويد والتارتان في المنطقة مهاراتهم في هذا المجال.
كيلي ماكدونالد مديرة العمليات في شركة «هاريس تويد» (أ.ف.ب)
تقول مارغريت آن ماكليود، الرئيسة التنفيذية لشركة «هاريس تويد هبريدس»، وهي شركة لا تزال تُنتج نقوشها المربعة الزاهية يدوياً في مدن جزر هبريدس: «لقد كان حضور العرض ورؤية نقوش التارتان الملونة التي ابتكرناها مع (ديور) ضمن أول عشر إطلالات أمراً مثيراً للغاية. كان البحث والدقة في كل قطعة مذهلين. إن دعم (ديور) لما نقوم به كمنتجين بكميات صغيرة يُظهر تقدير الشركة للحرفية المحلية».
الملاحظ أن صناعة هذه الخامة انتعشت في السنوات الأخيرة بفضل عروض الأزياء من جهة، ورغبة أبناء المنطقة في الحفاظ على إرثهم من جهة ثانية. تُبدي مديرة العمليات في هيئة صناعة التويد كيلي آن ماكدونالد في هذا الصدد ارتياحها إلى رؤية «جيل جديد من الشباب يمارسون نسجه حالياً»، وتتذكر قائلةً: «عندما انضممت إلى هذا القطاع قبل نحو 20 عاماً، تساءلت عما إذا كان سيصمد، لأن التراجع كان مخيفاً».
ألكسندر ماكليود شاب كان يعمل صيرفياً قبل أن يُصبح نساجاً (أ.ف.ب)
حالياً يبلغ إجمالي عدد النساجين 140، وفقاً لهيئة صناعة التويد التي أطلقت حملة توظيف عام 2023 في ظل كثرة حالات التقاعد. كما أقيمت ورش عمل لتعلم هذه المهنة ونقل خبراتها من جيل إلى جيل.
واحد من هؤلاء المصرفي السابق، ألكسندر ماكليود، يقول وهو يجلس وراء نوله في حظيرة قديمة على ضفة بحيرة في اسكوتلندا باعتزاز: «عندما يرى المرء قماش التويد على منصة عرض الأزياء، لن يخطر بباله أنه وُلد ونُسج هنا في هذا المكان البسيط!».
تجدر الإشارة إلى أن ألكسندر أصبح نساجاً قبل عامين فقط، مساهماً بذلك في سَعي سكان جزيرة لويس آند هاريس في شمال غربي اسكوتلندا إلى إنعاش صناعة التويد بعد فترة التراجع التي شهدتها من قبل. ويرى الشاب البالغ 30 عاماً أن «الحفاظ على هذا التقليد أمر جيد ومطلوب».
يصعب تصور أن في ورشات قديمة بآليات قديمة يخرج أجود أنواع التويد والصوف (أ.ف.ب)
كاميرون ماك آرثر، شاب آخر يبلغ من العمر 29 عاماً ويعمل في هذا المجال منذ 12 عاماً، يُعلّق أن المصنع الذي يعمل فيه لم يتغير منذ عقود، لكن هناك تطور لجهة تجديد القوى العاملة الشابة، وهو ما انعكس على مستوى القماش أيضاً. يشرح: «نحن الآن نصنع أنماطاً جديدة وألواناً خاصة بنا». ويتابع: «ما يثلج الصدر أننا لا نتوقف عن العمل، لكثرة الطلبات التي نتلقاها من كل مكان من العالم وليس من أميركا فقط كما كان عليه الأمر في السابق». في 2024، أُنتج أكثر من 580 ألف متر من التويد، وفقاً لهيئة تجارة التويد، الأمر الذي يؤكد تنامي هذه الصناعة وانتعاشها.
ورغم اختلاف هذه الورشات من ناحية تخصصاتها، فإن العاملين فيها يتفقون أن بيوت أزياء عالمية مثل «شانيل» و«ديور» وغيرها، كان لها دور إيجابي لا يمكن إنكاره.
وهذا ما أكدته التشكيلة التي قدمتها المصممة الإيطالية ماريا غراتزيا لـ«ديور كروز 2025»، لا سيما أنها تعاونت فيها مع ورشات محلية. استعملت أقمشتها وخاماتها ونقشاتها المميزة في تصاميم عصرية تتبع تاريخها واستعمالاتها المتنوعة منذ نشوء الحركة الرومانسيّة على يد كريستيان ديور، إلى ظهور أسلوب البانك على يد فيفيان ويستوود، وبعدها ألكسندر ماكوين وغيرهم. لم تنس أيضاً أنه من الأقمشة المفضلة للطبقات الأرستقراطية البريطانية، وعلى رأسهم الملك تشارلز الثالث منذ أن كان ولياً للعهد. هذا الأخير عبّر في عدة مناسبات عن إعجابه بجماله ودفئه وأيضاً باستدامته.
نبذة عن التويد الاسكوتلندي
أصبح التويد حالياً متنوع الألوان والنقشات (أ.ف.ب)
يُعدّ «هاريس تويد» المصنوع تقليدياً من صوف الأغنام النقي بنسبة مائة في المائة، القماش الوحيد المحمي بموجب قانون أقره البرلمان عام 1993، وهو قانون ينص على أن «على سكان الجزيرة أن ينسجوه يدوياً من صوف نقي جديد مصبوغ ومغزول في جزر هبريدس الخارجية فقط».
بعدها يُنقل إلى معمل الغزل، حيث تُفحص جودته حرصاً على ضمان خُلوه من أي شوائب. وأخيراً، يُمنح ختم «هاريس تويد» الذي يُبرّر سعره، وهو عبارة عن كرة أرضية يعلوها صليب، تُثبت منشأ القماش وأصالته، صادر عن «هيئة هاريس تويد».
لا تزال العديد من الورشات تعتمد على آلات قديمة لإنتاج صوف التويد وغزله (أ.ف.ب)
الطريف أن فخامته تجعل القليل من الناس يعرفون أن المصانع والورشات التي تنتجه لا تزال تستعمل آليات قديمة جداً وأنوالاً متوارثة عبر الزمن. الفضل يعود إلى التقاليد الحرفية التي لا تزال متبعة فيها، وأيضاً إلى جيل جديد من الشباب دخلوا هذا المجال برؤى عصرية، وجعلوه أكثر حيوية. لم يعد مثلاً يقتصر على نقشة أمير ويلز الكلاسيكية أو الألوان البنية والداكنة، بل أدخلوا عليه ألواناً فاتحة مثل الأزرق الفيروزي والوردي الفوشيا والأصفر، وهو ما اعتمدته ماريا غراتسيا كيوري في تشكيلتها جامعة القديم بالجديد.
«شانيل» و«شارفيه» يجددان قصة حب قديمة بثلاثة قمصانhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5207384-%D8%B4%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%81%D9%8A%D9%87-%D9%8A%D8%AC%D8%AF%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%AD%D8%A8-%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D9%82%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%86
«شانيل» و«شارفيه» يجددان قصة حب قديمة بثلاثة قمصان
نيكول كيدمان في قميص من القمصان الثلاث التي أبدعها بلازي بالتعاون مع «شارفيه» (شانيل)
الكل كان ينتظر عرض «شانيل» لربيع وصيف 2026. فهذا العرض ليس كغيره، لأن فيه كتب المصمم البلجيكي الفرنسي ماثيو بلازي فصلاً جديداً في تاريخ الدار والموضة، على حد سواء. الغالبية راهنت على نجاحه مستندين على تجاربه السابقة، التي برهنت على أنه يتمتع بلمسة ميداسية تحوّل الفني إلى قطع تؤجج الرغبة فيها وترفع المبيعات. وصفته تعتمد دائماً على العناصر نفسها؛ اقتراحات مبتكرة وألوان مثيرة لا تعتمد على الاستسهال. بمعنى أنها لا ترفع شعار «عشاق الموضة يريدون هذا». هو من يتخيل ويرسم ويقترح، وفي كل مرة تلمس اقتراحاته الوجدان. سيرته المهنية تشهد أيضاً على قدراته، حيث عمل في عدة بيوت مهمة مثل «ميزون مارجيلا» و«سيلين»، كما عمل مع المصمم راف سيمونز قبل أن ينتقل إلى دار «بوتيغا فينيتا» ويجعلها في مصاف الكبار.
المصمم ماثيو بلازي بعد انتهاء عرضه (إ.ب.أ)
أما بالنسبة لـ«شانيل» فقد كانت في أمس الحاجة لمن يضخها بدماء جديدة ويملأ الفراغ الذي خلفه رحيل كارل لاغرفيلد. هذا الفراغ لم تستطع حتى فيرجيني فيارد التي عملت كساعده الأيمن لأكثر من عقدين أن تملأه أو تُعوِضه.
لهذا كانت آمال كبيرة معقودة على بلازي من شأنها أن تجعل أي مصمم في مكانه في موقف لا يُحسد عليه. فكيف يمكنه أن يضع بصمته ويحمل الدار إلى المستقبل من دون أن يلتفت إلى الماضي أو أن يجعل عشاق الموضة يقارنونه بالراحل كارل لاغرفيلد؟ لم تطل حيرته. كان عليه أن يختار بين غابرييل شانيل أو كارل لاغرفيلد، فاختار الأولى.
التعرف على الآنسة كوكو شانيل
لم يكتف بالغوص في الأرشيف الغني بالصور، بل قرأ عنها الكثير ليستكشف ما بداخلها من مشاعر وهواجس وتناقضات. اكتشف أنها بالرغم من كل القصص التي حيكت حولها، وتستلذ الدار في نسجها في كل مرة، تكمن قوتها الحقيقية في غموضها وحرصها على الحفاظ على خصوصيتها طوال حياتها. الطريف أن هذا الغموض تحديداً هو ما يفتح أبواب التكهنات والقراءات المختلفة على مصراعيها.
تم تنسيق هذا القميص بكل بساطته مع تنورة فخمة في إطلالة مسائية لافتة (شانيل)
اختار المصمم الشاب أن تكون انطلاقته الأولى في الدار عن الحب، من خلال العلاقة التي جمعت غابرييل شانيل بالأرستقراطي البريطاني آرثر كابيل المعروف بـ«بوي كابيل». علاقة دامت لعشر سنوات، من 1909 إلى مصرعه في حادث سيارة في عام 1919، وكان لها تأثير كبير على حياتها الشخصية والمهنية.
فكما أحبته بصدق على المستوى الإنساني، تعترف له بفضل كبير عليها كمصممة. فقد كان هو من موّلها ودعمها لإطلاق دار أزياء خاصة بها. من دونه ربما بقيت مجرد مصممة قبعات. ما أثار ماثيو بلازي أيضاً تأثير كابيل على رؤيتها الفنية. فقد استلهمت منه الأسلوب الرجالي، باستعمالها أقمشة خشنة مثل التويد وطرحها الجاكيت المفصل، والبنطلون الواسع والأحذية ذات الكعب المنخفض.
رغم شكله الرجالي تميز بحداثة عملية لا تفتقد للأناقة (شانيل)
هذا على الأقل ما تشتهر به غابرييل شانيل ويرتبط باسمها ارتباطاً وثيقاً. لكن ماثيو بلازي انتبه إلى قطعة أخرى لم تأخذ حقها في هذه القصة، ألا وهي القميص الرجالي المصنوع من القطن، رغم ظهور غابرييل به في عدة صور. كان هذه القميص بمثابة الشرارة التي أطلقت العنان لخياله وحرَرته من التوتر وضغوط الآمال الكبيرة المتوقعة منه. قدمه في ثلاث إطلالات فقط، إلا أنها كانت كافية لتسرق الأضواء، خصوصاً وأنها كانت ثمرة تعاون بينه وبين اسم فرنسي عريق في صناعة القمصان الرجالية: «شارفيه».
تعاون غير مسبوق
ما دعاه للتفكير في هذا التعاون، ليس تخصص «شارفيه» أو تاريخها في صناعة القمصان فحسب، بل أيضاً اكتشافه أن آرثر كابيل لم يكن يرتدي سوى قطع من هذه العلامة. يقول بلازي في لقاء مع تيم بلانك، المحرر الرئيس في موقع «بي أو إف»، إنه عندما اقترح التعاون مع دار «شارفيه»، كان الرد على لسان رئيس قسم الموضة برونو بافلوفسكي أن «شانيل» لا تتعاون مع بيوت أزياء أخرى. فقد كان لها من الورشات الخاصة العديد ممن يوفرون لها كل ما تحتاجه من كشمير وتطريز وترصيع وهلم جرا، و«شارفيه» لم تكن عضواً معتمداً ولا واحدة من هذه الورشات. لكنه نجح في إقناع الدار، وكانت المفاجأة أنه عندما توجه بالفكرة إلى جون كلود وأخته آن ماري كولبان، المالكين الحاليين لـ«شارفيه»، أخبراه أن الآنسة شانيل كانت زبونة دائمة للعلامة، وأنها هي من كانت تختار قمصان آرثر كابيل وتشتريها له.
استعادة قصة الحب
قميص أبيض ثلاث إطلالات أنيقة ظهرت بها نجمات حضرن العرض مثل نيكول كيدمان وتالا عماد وغيرهما (شانيل)
وهكذا استعادت «شانيل» و«شارفيه» خيطاً من خيوط قصة الحب التي جمعت المصممة وكابيل، وجسداها في ثلاثة قمصان حملت توقيع: «القماش والتقنية من شارفيه»، بينما طُرِز اسم «شانيل» (Chanel) بخط انسيابي أنيق وواضح على جانبها. هذا التعاون لم يُحرِر المصمم الشاب فحسب، بل سدّ الباب على أي مقارنات قد تربطه بإرث من سبقوه، خصوصاً وأنه قدم كل قميص بتصميم يراعي عناصر الأناقة العملية من دون أن يُفقد المرأة أنوثتها أو يشي بأنها سرقته من خزانة زوجها.
في المقابل تميز كل تصميم بالبساطة والعملية مع رشة حداثية أرادها أن تأخذ امرأة «شانيل» إلى المرحلة المقبلة. جعل قميصاً مصنوعاً من القطن قطعة للمساء والسهرة، بأن نسقه مع تنورة فخمة مزينة بالريش. قميص آخر تميز بياقة تقليدية والثالث طويل يسهل تنسيقه في أي مناسبة.
من هي «شارفيه»؟
يعود تاريخها إلى عام 1838 وكانت المفضلة لدى نابليون بونابرت، الذي كان يقصدها لتفصيل القمصان وربطات العنق على حد سواء، وسرعان ما ذاع صيتها في كل أنحاء العالم لتصبح مقصداً للطبقات المخملية والأرستقراطية. ربطاتها المصنوعة من الحرير تتميز بألوان متعددة تتمازج مع بعض بشكل أنيق يجعلها مناسبة للنهار أو المساء والسهرة. البعض يعتبرها استثماراً بعيد المدى، لأنها سواء كانت من الحرير أو الصوف، تراعي الجودة وفكرة أنها يجب أن ترافق صاحبها إلى الأبد.
تعرف «شارفيه» منذ عام 1838 بقمصانها التي تبقى مع صاحبها مدى العمر (موقع مستر بورتر)
قمصانها أيضاً رمز للأناقة الفرنسية، وبعد مرور أكثر من قرنين على تأسيسها، أكدت أنها عابرة للأجيال، بدليل أن محلها الواقع بـ«بلاس فاندوم» بواجهته المزينة بكل ألوانها ونقشاتها، لا يزال مركز جذب لرجل يريد ربطة عنق من الحرير تدوم طويلاً من دون أن تفقد جمالها. أما القمصان، فمكانها في الطابق الثاني، حيث يمكن للزبون تفصيلها على مقاسه وحسب ذوقه، باختيار نوع القماش والنقشات، هذا عدا عن الألوان. فهي كثيرة ومتنوعة رغم أن الأساس هو اللون الأبيض، الذي تقول العلامة إنها تبتكر درجات جديدة منه مرتين في العام.
مجموعة «عزة فهمي» الجديدة... كلها سعادة وبركةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5207377-%D9%85%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%B2%D8%A9-%D9%81%D9%87%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%83%D9%84%D9%87%D8%A7-%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A9
الهند من الأماكن المفضلة لدى أمينة لهذا يظهر تأثيرها في الكثير من تصاميمها (عزة فهمي)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
مجموعة «عزة فهمي» الجديدة... كلها سعادة وبركة
الهند من الأماكن المفضلة لدى أمينة لهذا يظهر تأثيرها في الكثير من تصاميمها (عزة فهمي)
بعد سنوات من البحث الفني والتجارب الشخصية، تُطلق دار «عزة فهمي» فصلاً جديداً من مجموعة «عجائب الطبيعة». ابتكرتها المصممة الرئيسية، أمينة غالي، وعبرت فيها عن شغفها بالسفر ومدى تأثيره على مخيلتها ورؤيتها الفنية.
الجميل في أمينة أنها عندما تتحدث عن إبداعاتها، فإنها لا تركز على أهمية الذهب والفضة والأحجار الكريمة فحسب، بل أيضاً على ما تتضمنه كل قطعة من معاني وذكريات شخصية وقصص قد تكون مستوحاة من التاريخ أو من لحظات خاصة أو من فيلم أو رواية. سمة ورثتها عن والدتها عزة فهمي.
أقراط أذن مزينة بالأحجار وباقة ورود (عزة فهمي)
في لقاء سابق، صرحت أمينة بأن الفضول جزء من شخصيتها الآن، مشيرة إلى أنها تعلّمته من والدتها، التي كانت تصر على أن ترى الجمال في كل شيء من حولها «لهذا أصبحت أرى الجمال في كل زاوية ومكان وفي كل بناية أو زخرفة»، وفق قولها.
هذا الفضول كان حجر الزاوية في رحلتها الإبداعية في هذه المجموعة. تقول إنها استوحتها من رحلات قامت بها مؤخراً إلى الفلبين وفيتنام وكمبوديا بنية ممارسة التأمل والبحث عن السكينة والهدوء. هناك رأت الطبيعة بعيون مبدعة. كل ما فيها كان ينبض بالألوان والحياة في أبعاد غير متوقعة تسر النفس وتدخل السعادة عليها. أزهار وورود تتسلق الجدران، وأخرى تنبت في أطراف الشوارع الضيقة أو تُزهر بين المعابد القديمة.
خاتم مستوحى من حديقة ورود اللوتس وأزهار الربيع (عزة فهمي)
عند عودتها، ترجمت أمينة هذه الطاقة الإيجابية في تصاميم تجسد زهرة اللوتس، وزهرة الربيع والياسمين وزهور بأربع بتلات. كلها بألوان تذكرها بتلك السكينة الداخلية التي شعرت بها وسط الطبيعة.
كلما تأملتها زادت قناعتها بعدم وجود زهرتين متشابهتين تماماً. فلكل ورقة أوبتلة سر خاص بها. بل إن الجمال في الكثير من الأحيان يكمن في تفاصيل دقيقة لا تخضع لمفردات الجمال التقليدية.
الخط العربي حاضر
أما كيف ترجمت هذا الحس الفريد أو الرؤية، فبدمجها الأحجار الكريمة بالذهب عيار 18 قيراطاً والفضة الإسترليني، وبدمج الزخارف الزهرية بكلمات إيجابية، مثل حب وسلام وبركة وسعادة، بالخط العربي الذي يظل سمة مميزة في دار «عزة فهمي».
عقد من الذهب والفضة تتوسطه كلمة «سعادة» بخط عربي سلس (عزة فهمي)
من أبرز القطع في المجموعة مثلاً، قلادة «حديقة السعادة»، مصنوعة من الذهب ومزخرفة بأزهار اللوتس، تم نقشها يدوياً وبحرفية عالية لتشكل طوقاً يزين الرقبة بأناقة. لكن ليس هذا وحده ما يثير فيها: تتوسطها كلمة «سعادة» مكتوبة بالخط العربي.
أما خاتم «زهرة الربيع» فيجسد روحاً مرحة جمعت فيها أمينة الذهب برسمات أزهار الربيع المتفتحة منحوتة بطريقة ليسهل ارتداؤه. هو أيضاً يحمل رسالة تعبر عن الحب والسلام محفوفة بالخط العربي.
سوار من الذهب والفضة يعبر عن الحب والسلام (عزة فهمي)
تشمل المجموعة كذلك أقراط باقة السعادة وسوار الحب والسلام وقلادة من الفضة إلى جانب قطع أخرى لم تبخل عليها بالأحجار الكريمة والذهب. لكن مهما تنوعت الخامات والأشكال، تبقى السعادة هي العنوان بأسلوب طبيعي يتجاوز التقليدي.