جاذبية كامالا هاريس وأناقتها تقلقان دونالد ترمب

ما سر علاقة كامالا بكامالي مصممة دار «كلوي»؟

اكتسبت كامالا جمالاً وأناقة زعزعا ثقة غريمها دونالد ترمب بشكل واضح (أ.ب)
اكتسبت كامالا جمالاً وأناقة زعزعا ثقة غريمها دونالد ترمب بشكل واضح (أ.ب)
TT

جاذبية كامالا هاريس وأناقتها تقلقان دونالد ترمب

اكتسبت كامالا جمالاً وأناقة زعزعا ثقة غريمها دونالد ترمب بشكل واضح (أ.ب)
اكتسبت كامالا جمالاً وأناقة زعزعا ثقة غريمها دونالد ترمب بشكل واضح (أ.ب)

إذا اتفقنا أن الأزياء تعكس شخصية صاحبها ورؤيته وطموحاته، فإن ظهور كامالا هاريس بثلاث إطلالات متتالية من دار «كلوي» الفرنسية، يشير إلى أنها نجحت في جس نبض الشارع وثقافة العصر، وبأنها عازمة على الاستفادة من كل ما توفره الموضة العالمية من راحة وثقة حتى تتمكن من التفرغ للأجندة السياسية.

من يتابع حركاتها وتحركاتها في الآونة الأخيرة، يُدرك أن الأناقة أصبحت واحدة من أوراقها الرابحة لما تثيره من ثناء وإعجاب. الواضح فيها أنها توصلت إلى الوصفة الناجحة التي راوغت غيرها من السياسيات. وصفة تجمع الثقة بالأناقة والأنوثة بالقوة. كل هذا من دون أن تخض المألوف والسيناريو المكتوب للسياسيات تحديداً.

حتى عهد قريب، وتحديداً قبل أن يتنحى الرئيس جو بايدن عن سباق الرئاسة وتقدمها للواجهة، كانت صورتها رسمية وجادة إلى درجة الرتابة. كان من السهل والطبيعي أن تُقارن بمستشارة ألمانيا السابقة أنجيلا ميركل أو هيلاري كلينتون. كلهن يعتمدن التايور المكون من جاكيت وبنطلون كزي رسمي. لكن كامالا كسرت القالب وفاجأت عالم الموضة. جاءت تايوراتها أكثر تفصيلاً على مستوى السترة، بينما يميل البنطلون إلى الاتساع من أسفل وبطول يغطي الحذاء، فضلاً عن اختيارها بلوزات أو قمصان من الحرير أو الموسلين. كل هذه التفاصيل تفوح منها رائحة باريسية، تخفف من رسميتها ورتابتها وتضفي عليها نعومة تعكس ثقافة العصر.

ردة فعل ترمب... غاضبة

تأثير هذه القوة الناعمة بلغ حداً زعزع ثقة غريمها دونالد ترمب، الذي اعترف من دون أن يقصد مدحها، أنها تبدو «أجمل» مما هي عليه في الحقيقة وتشبه جميلات مثل إليزابيث تايلور وصوفيا لورين. بل وحتى زوجته ميلانيا ترمب. كان هذا تعليقاً على تصدرها غلاف مجلة «تايم» برسمة توضيحية. غضب ترمب من الصورة، أو بالأحرى من جاذبية غريمته، تجلى في انتقاده للمجلة والصورة على حد سواء في خطابات ومقابلات متتالية أجراها في غضون أيام.

فصلت دار «كلوي» هذا الفستان لها خصيصاً لحضور الحفل الذي يقيمه البيت الأبيض سنوياً (كلوي)

كمالا هاريس بدورها لعبت على هذه النقطة. احتضنت أنوثتها باعتزاز. ضخت بدلاتها بألوان الموضة وابتعدت عن التصاميم التقليدية، مثل البنطلون المستقيم والقصير أحياناً، والذي كانت تعتمده كل من أنجيلا ميركل وهيلاري كلينتون. فضلت في المقابل بنطلوناً بتصميم واسع وطويل تماشياً مع خطوط الموضة الحالية.

في سيرتها الذاتية التي نُشرت عام 2017 برَرت هيلاري كلينتون اختياراتها بأنها تعود إلى كونها امرأة تقتحم عالم الرجال: «كامرأة تترشح للرئاسة، أردت أن أختلف عن الرجل لكن بشكل مألوف وغير صادم، وبالتالي كان اختياري للبدلة زياً رسمياً، وسيلة لعدم تشتيت الناظر: فطالما لم يكن هناك شيء يمكن قوله أو التعليق عليه فيما يخص شكلي، فإن الناس ستركز على ما كنت أقوله أكثر».

اختياراتها أكثر خبرة وذكاءً من هيلاري كلينتون التي كانت تميل إلى الرسمية الكلاسيكية خوفاً من الانتقاد (إ.ب.أ)

وبهذا، سلّطت هيلاري كلينتون الضوء على أن جدية المرأة تقاس بمظهرها الذي يوضع تحت المجهر أكثر من مظهر الرجل، وهو ما جعلها تلعب على المضمون بما في ذلك وفاؤها لمصممين أميركيين ولتصاميم كلاسيكية.

كامالا لم تتجاهل أهمية ما كتبته هيلاري، لكنها لم تتقيد به، بحيث خرجت عن المألوف من دون أن تخضه. فهي لم تعتمد إطلالات جريئة أو صادمة، إلا أنها في الوقت ذاته سخَرت الموضة لخدمة أنوثتها وأجندتها كأول امرأة ملونة قد تدخل البيت الأبيض كرئيسة للولايات المتحدة الأميركية. أما كيف حققت هذه المعادلة في الآونة الأخيرة تحديداً؟ فبجمعها الكلاسيكية بالمعاصرة والقوة بالنعومة، وبهذا مسكت العصا من النصف، مستعينة بمصممة لها الطموحات نفسها هي شيمينا كامالي، مصممة دار «كلوي» الجديدة.

إطلالات متنوعة

ما يُحسب لها أنها لم تحاول التمويه على كونها امرأة. بالعكس، تألقت في المناسبات الكبيرة، بفساتين سهرة فخمة، مثل الفستان على شكل «كاب» الذي صممته دار «كلوي» خصيصاً لها لحضور العشاء الرسمي في البيت الأبيض.

ويبدو واضحاً أن «كلوي» أصبحت ملاذ كامالا والمفضلة لديها في المناسبات المهمة، وكأن بينها وبين مصممة الدار شيمينا كامالي اتفاقاً ضمنياً على اختراق عالم الرجل والتفوق عليه بسلاح القوة الناعمة. فمثلها تعمل شيمينا بهدوء وثقة منذ أن التحقت بالدار الفرنسية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وهي تحقق لها نجاحات ملموسة. شعارها أن «كلوي» لا تستهدف التغيير بالمعنى الثوري. بل فقط منح المرأة القوة والثقة بطرح تصاميم مبتكرة ومنطلقة.

عندما صعدت إلى المنصة ببدلتها هذه كان كل شيء فيها يضج بالأناقة واللياقة لأن البدلة فُصِلت على مقاسها (كلوي)

في الشهر الماضي، مثلاً صممت لكامالا البدلة التي خرجت عن السيناريو المكتوب لأي مرشح للرئاسة. كانت بلون وصفته الدار بالبني المستلهم من جوز الهند. لكنه كان أقرب إلى اللون الجملي، بدرجة أغمق من البدلة البيج التي ظهر بها باراك أوباما في عام 2014 وأثارت الكثير من الجدل والاستهجان من قبل الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، إلى حد أن السياسي السابق بيتر كينغ علَق عليها في لقاء أجرته معه «سي إن إن»، بقوله إنها «بدلة تعكس افتقار أوباما للجدية».

لكن شتان بين الحالتين. كامالا أثارت الإعجاب أكثر من أي شيء آخر. فقد وضعت إصبعها على النبض، خصوصاً وأنها صعدت منصة المؤتمر، على موسيقى أغنية بيونسي «فريدم» Freedom بابتسامتها الواسعة وكأنها تتحدى كل من تسول له نفسه نعتها بعدم الجدية وقراءة العصر.

كامالا هاريس في الليلة الأخيرة من المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو ببدلة وقميص من «كلوي» (أ.ف.ب)

في ليلة تلقيها ترشيح الحزب الديمقراطي لها، اختارت إطلالة مكونة من بدلة وقميص أيضاً من «كلوي». الاثنان بلون أزرق غامق لكن بخامات مختلفة نتج عنها تناقض متناغم أضفى على وجهها رونقاً وبريقاً.

كان بإمكانها أن تختار أي مصمم أميركي على عادة السياسيات أو زوجات سياسيين، مثل جيل بايدن أو نانسي بيلوسي أو هيلاري كلينتون اللواتي يملن إلى رفع الراية الأميركية والاستعانة بمصممين مثل رالف لورين في مثل هذه المناسبات، إلا أنها وضعت الدبلوماسية السياسية جانباً، ورجّحت كفة الأناقة والراحة حتى وإن كانت ستأتيها من الجهة الأخرى من الأطلسي.

من جهتها، لم تبخل عليها شيمينا كامالي لحد الآن، بثلاث إطلالات نالت الرضا وأظهرت الوجه الجميل لمن قد تكون أول رئيسة للولايات المتحدة الأميركية قريباً. فصّلت بعضها على مقاسها وأجرت على أخرى تغييرات تماشياً مع مقاييس جسمها. البدلة ذات اللون الجملي، مثلاً ظهرت في العرض بسترة مزدوجة الأزرار، بينما ظهرت بها كمالا بصف أزرار واحد، حتى تُضفي عليها بعض الرشاقة، خصوصاً وأنها لا تتمتع بمقاس عارضات أزياء.

من هي شيمينا كامالي؟

ولدت في عام 1981 بألمانيا، ودرست في معهد «سانترال سانت مارتن» الشهير بلندن. كانت من بين الطلبة المتفوقين حيث تخرجت منه بمرتبة الشرف في عام 2007، وهو ما فتح لها أبواب دار «كلوي» وهي كمتدربة في عهد المصممة البريطانية فيبي فيلو. لم تكن تتصور أن يتحقق حلمها وتعود إليها في شهر أكتوبر الماضي مديرة فنية خليفة للمصممة غابرييلا هيرست. سيرتها الذاتية تقول إنها عملت في مجال الأزياء لمدة 20 سنة. فبعد سنواتها الأولى مع «كلوي» انتقلت للعمل مع علامات أخرى مثل «ألبرتا فيريتي» و«سترينسي».

استطاعت شيمينا كامالي وفي فترة وجيزة أن تضخ تصاميم الدار بروح بوهيمية منطلقة لكن عصرية (كلوي)

في عام 2013 عادت إلى «كلوي» للعمل مع البريطانية كلير وايت كيلر، وفي عام 2016، استعانت بها دار «لانفان» بعد خروج الراحل ألبير إلباز منها. بعدها التحقت بـ«سان لوران» للعمل مع مديرها الفني أنطوني فاكاريللو، وفي عام 2023 انتقلت إلى لوس أنجليس للعمل مستشارة فنية مع علامة «فرايم» المتخصصة في الدينم. بعد خروج غابرييلا هيرست من «كلوي»، كانت الخيار الطبيعي والأول، وحسب بعض الشائعات، فإنها تسلمت العمل حتى قبل إعلان خروج غابرييلا رسمياً من الدار.

تصاميم الدار لخريف وشتاء 2024 تضج بالأناقة والشبابية وتلك اللمسة الناعمة التي رافقت الدار منذ تأسيسها في عام 1956 (كلوي)

كان اختيارها موفقاً، ليس لأنها تشرّبت ثقافة الدار وأسلوبها البوهيمي فحسب، بل لأنها استطاعت خلال فترة قصيرة جداً أن تعيد للدار بريقها القديم، وسُمعتها كدار باريسية تقدر المرأة أولاً وأخيراً. فكل المصممين الذي توالوا عليها بعد تقاعد مؤسستها غابي أغيون، وباستثناء الراحل كارل لاغرفيلد، كن مصممات، مثل ستيلا ماكارتني وفيبي فيلو وهنا ماغيبون، وكلير وايت كيلر وغابرييلا هيرست وأخيراً وليس آخراً شيمينا كامالي. في تشكيلتها لخريف وشتاء 2024، أكدت هذه الأخيرة حرصها على أن تستمر في تقديم أزياء تخدمها، أناقة وراحة، لكن بروح بوهيمية بلغة العصر.


مقالات ذات صلة

وأصبح للنظارات أكسسواراتها الثمينة!

لمسات الموضة وأصبح للنظارات أكسسواراتها الثمينة!

وأصبح للنظارات أكسسواراتها الثمينة!

استعملتها الجدات وكان دورها وظيفياً لا علاقة له بالموضة أو الزينة، إلى أن ظهرت بها أنيقات مثل العارضة بيلا حديد وغيرها لتدخل الموضة من أوسع الأبواب

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم وتأتي بعدة ألوان (إم بي&إف)

ساعة طاولة بمراوح جاهزة للإقلاع

يتم إطلاق ساعة «ألباتروس» في 5 إصدارات محدودة؛ كل منها يقتصر على 8 قطع فقط، بألوان: الأزرق، والأحمر، والأخضر، والعنبري، والأسود.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة ساعة بحركة «فلايباك» من البلاتين (إم بي & إف)

«شانيل» و«إم بي آند إف» توقّعان شراكة مستقلة

أعلنت «شانيل» و«إم بي آند إف» (MB&F) حديثاً عن توقيع شراكة مهمة بينهما، مؤكّدة مرة أخرى أنها تطمح للمزيد من التميز والتفرد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة قدمت الدار مجموعة متكاملة للرجل والمرأة مفعمة بالأناقة رغم اعتمادها على كلاسيكيات الدار (جيڤنشي)

«جيڤنشي» تُساوي بين الرجل والمرأة

غاب عن دار «جيڤنشي» مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها بعد خروج مصممها السابق، الأميركي ماثيو ويليامز منها منذ سنة تقريباً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة عقد «باسيفلورا» مرصع بالألماس والياقوت والزمرد في محاكاة للنباتات المائية (ديفيد موريس)

مجموعة من «ديفيد موريس» تتعدى الصورة السطحية لما هو أعمق

ليس جديداً أن تُلهم المحيطات والبحار عالم الموضة والمجوهرات. فقد ألهمت قبل ذلك الأدب والرسم والموسيقى.

جميلة حلفيشي (لندن)

حرب الأناقة بين السياسيات والساسة في أميركا

إطلالات رتيبة تلعب على المضمون اعتمد عليها السياسيون الأميركيون (إ.ب.أ)
إطلالات رتيبة تلعب على المضمون اعتمد عليها السياسيون الأميركيون (إ.ب.أ)
TT

حرب الأناقة بين السياسيات والساسة في أميركا

إطلالات رتيبة تلعب على المضمون اعتمد عليها السياسيون الأميركيون (إ.ب.أ)
إطلالات رتيبة تلعب على المضمون اعتمد عليها السياسيون الأميركيون (إ.ب.أ)

كم تختلف ليلة قبول نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ترشيح الحزب الديمقراطي لها عن البارحة. في هذه الليلة تكررت أمامنا صور تابعناها لسنوات إن لم نقل عقوداً. صور تصيب الناظر بالملل لرتابتها ولعبها على المضمون. المقصود هنا ليس الخطابات بل إطلالات السياسيين الأميركيين، التي افتقدت، ألواناً وتفاصيل، إلى الجُرأة التي يحتاج إليها بعضهم، لكسب قلوب الناخبين صوتاً وصورة. جاءت ألوانهم متشابهة ومتكررة وكأنهم عقدوا هدنة مع الموضة ابتعدوا بموجبها عن كل ما يخض المتعارف عليه أو يُعبِّر عن تفرُّد شخصي.

الأمس كان مختلفاً، وليس أدل على هذا من إطلالات رؤساء من أمثال جي إف كيندي ورونالد ريغان. وبينما يقول البعض إن الأول لم يكن جريئاً بقدر ما كان يتمتع بكاريزما تُعزز وسامته وتميزه بغض النظر عن أزيائه وإكسسواراته، فإن الكل يتفق أن الثاني، ريغان، كان الأكثر أناقة من بين كل من رأسوا الولايات المتحدة الأميركية. نظرة سريعة إلى صور قديمة له تُظهره ببدلات بألوان الزيتون والبن إلى جانب الألوان الكلاسيكية مثل الأزرق والكحلي، وكأنه كان يواجه بدفء هذه الألوان وثقتها برودة العلاقات مع الاتحاد السوفياتي السابق.

اللعب على المضمون

بعد التسعينات من القرن الماضي، انتقلت هذه البرودة إلى خزانات سياسيين جُدد اختاروا تغييب كل ما هو مختلف وجريء لصالح ما هو متكرر ومألوف. المشكلة فيه أنه مغرق في الرسمية، بدءاً من البدلات بألوان الرمادي والأزرق الغامق إلى ربطات العنق بألوان تتوخى إضفاء بعض الحيوية عليها، مثل البنفجسي والأزرق السماوي، لكنها تبقى هي الأخرى أسيرة الدرجات الكلاسيكية.

لم تكن إطلالة باراك أوباما مختلفة أو مميزة... فقط اعتمد فيها على ما يتمتع به من كاريزما (إ.ب.أ)

من بين هذا الجيل، يمكن القول إن باراك أوباما كان حالة شاذة من ناحية أنه كانت له صولات في مجال الموضة. لم تكن دائماً موفقة ولا حتى مقصودة أو محسوبة، لكنها لم تؤذ صورته، بل أصبحت مع الوقت تُحسب له. مثلاً ظهوره في إحدى المناسبات ببنطلون جينز واسع وباهت، عرَّضه للكثير من الانتقادات. هذا التصميم الواسع أصبح اليوم موضة يتبناها جيل «زي» بكل أريحية. بيد أن باراك مثل جي إف كيندي يدين بالكثير للكاريزما التي يتمتع بها. فخلال مؤتمر الحزب الديمقراطي الأخير، شد الحضور بخطابه وطريقة إلقائه، أما من حيث الصورة، فهي لم تختلف عن باقي المشاركين: بدلة كلاسيكية بصف أزرار واحد بلون رمادي داكن، مع قميص أبيض وربطة عنق بلون سماوي، وبالتالي لا يمكن وصفها بالإطلالة الجريئة.

كامالا هاريس مع زوجها دوغلاس إيمهوف وتيم وولتز وزوجته خلال المؤتمر (أ.ف.ب)

دوغ إيمهوف، زوج كامالا هاريس، الذي قد يُصبح زوج أول امرأة ترأس الولايات المتحدة الأميركية، حاول إخفاء افتقاده إلى كاريزما الأناقة ببدلة بلون أزرق داكن مائل إلى الكُحلي وقميص أبيض وربطة عنق أيضاً بالأزرق. لم تخدم مقاييس جسمه بالنظر إلى ياقة البدلة التي لم تكن بمقاس عنقه أو الاكتاف التي تدلت عن مستواها الطبيعي. حتى البنطلون بدا من تحت السترة وكأن حزامه منخفض عن مستوى الخصر بسنتيمرات.

كامالا وميشيل... صورة أجمل

ضمن هذه الصورة النمطية أو الرتيبة، التي تبناها السياسيون الأميركيون، تألقت كامالا هاريس وميشيل أوباما. كل واحدة منهما قدمت درساً في الأناقة الكلاسيكية العصرية بلغتها، فيما ظل التفصيل القاسم المشترك بينهما.

تألقت كامالا ببدلة باللون الأزرق الداكن وبلوزة من الحرير من علامة «كلوي» بدرجة من الأزرق (أ.ف.ب)

لم تكسر كامالا القاعدة التي اعتمدتها منذ ظهورها على الساحة: بدلة رسمية تتكون من جاكيت وبنطلون واسع أو مستقيم، غالباً بلون حيادي. هذه المرة، في المقابل، رشّت جرعة مختلفة كان الهدف منها أن تتميز عن الحضور، الذي احتشد داخل مركز المؤتمر، بفساتين أو قمصان باللون الأبيض، تكريماً لنساء قُدن الحركة النسوية في بداية القرن الماضي وحاربن للحصول على حق التصويت في الانتخابات، وفُزن به في 1920. كامالا لم تعتمد اللون الأبيض مثلهن، مع أن هذا كان متوقعاً منها، بل درجات من الأزرق لوَّنت بدلة رسمية وبلوزة من الحرير من دار الأزياء الفرنسية «كلوي». تصميمها الذي يُعقد حول العنق يُذكر بمارغريت ثاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة التي كانت تفضله في قمصانها. قد يكون الأمر مجرد صدفة «مرحب بها» لأنها خلقت انطباعاً في غاية الأناقة والثقة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الإطلالة ظهرت في العديد من عروض الأزياء الأخيرة التي كان هدفها دمج النسائي بالذكوري. كامالا نجحت في استعمالها بشكل سلس وبعيد عن أي صرعات.

تتكون إطلالة ميشيل أوباما من بنطلون مستقيم بالكاد يلامس الكاحل وجاكيت من دون أكمام من ماركة «مونس» (رويترز)

فيما يتعلق بميشيل أوباما، كانت إطلالتها تجسيداً للموضة «الحياتية» كما نتابعها في شوارع الموضة والمناسبات. أي أنها لا تحمل أي مضامين أو رسائل سياسية. فميشيل رددت في الكثير من اللقاءات أنها بعيدة عن السياسة ولا تميل إليها، وأنها وجدت نفسها مُقحمة فيها بسبب زوجها. كانت هذه التصريحات تأتي كلما سُئلت عن احتمالية ترشيحها لنفسها رئيسةً للولايات المتحدة الأميركية بالنظر للشعبية التي تتمتع بها. شعبية اكتسبتها من خطاباتها الملهمة وكتاباتها.

في المؤتمر الأخير، ظلت مخلصة لرأيها بأنها كأي امرأة تريد أن تستمتع بحياتها من دون قيود رسمية تمليها عليها السياسة. أو هذا على الأقل ما قالته إطلالتها المكونة من بنطلون مستقيم بالكاد يلامس الكاحل، وجاكيت من دون أكمام. الاثنان من ماركة «مونس»، مع العلم أن ظهورها من دون أكمام في هذه المناسبة ليس جديداً. كان دائماً ماركتها المسجلة حتى عندما كانت سيدة البيت الأبيض.

اقرأ أيضاً