دوقة ساسيكس ميغان ماركل... تُلوِّح بالتهديد والموضة تُكذِّب

ومواقع التواصل الاجتماعي مشغولة بالتحليل والتفنيد

حملت معها اللون البيج إلى جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا أول أكتوبر 2019 (أرشيفية - رويترز)
حملت معها اللون البيج إلى جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا أول أكتوبر 2019 (أرشيفية - رويترز)
TT

دوقة ساسيكس ميغان ماركل... تُلوِّح بالتهديد والموضة تُكذِّب

حملت معها اللون البيج إلى جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا أول أكتوبر 2019 (أرشيفية - رويترز)
حملت معها اللون البيج إلى جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا أول أكتوبر 2019 (أرشيفية - رويترز)

في مقابلة مع «CBS News» أُذيعت حديثاً، أعادت دوقة ساسيكس ميغان ماركل، مجدداً للمحاورة جين بولي، ما صرحت به لأوبرا وينفري في عام 2021، بأنّها وصلت إلى حالة غير صحية عندما كانت لا تزال تعيش في المملكة المتحدة وأن أفكاراً سوداوية راودتها إلى حد أنها فكرت في الانتحار. حبها لزوجها هاري وخوفها عليه من الصدمة، لا سيما أنه فقد والدته الأميرة ديانا بشكل مفجع، منحاها القوة على الاستمرار.

ميغان ماركل والأمير هاري خلال مقابلتهما الأخيرة مع جين بولي على قناة «سي بي إس نيوز» (من موقع «سي بي إس نيوز»)

هذه «الحالة» كانت هي موضوع لقائها مع جين بولي من قناة «سي بي إس نيوز». كان الهدف منه تسليط الضوء على مبادرة أطلقتها هي وزوجها الأمير هاري، لدعم الأهالي الذين يعانون من الأذى النفسي الناجم عن انتحار أحد أفراد عائلتهم بسبب التنمر على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن المشكلة في دوقة ساسيكس أنها مثيرة للجدل. مهما اجتهدت، وبغض النظر عن مدى مصداقيتها أو إيمانها بالقضايا التي تثيرها أو لا، هناك موالون ومناهضون.

لقاء تلفزيوني مثير للجدل

مثل لقائها مع أوبرا وينفري، الذي مر عليه أكثر من 3 سنوات، أثار هذا اللقاء الكثير من الجدل على المستوى العالمي، وشكّل مادة دسمة للباحثين عن محتوى يعزز الخوارزميات ويحركها. من هذا المنظور، تم تداوله بنهم على وسائل التواصل الاجتماعي. كل جهة تناولته من زاوية تتماشى مع أجندتها الخاصة وولاءاتها الشخصية. وكل صانع محتوى نصّب نفسه محللاً، يُخضع كل كلمة وكل حركة للتفسير والتأويل، من تسريحة شعرها ومقارنتها بتسريحة كاثرين أميرة ويلز إلى حذائها البيج، ومن نظراتها لزوجها إلى امتعاضها من سؤال وجهته لها محاورتها، وما شابه من أمور.

خلال رحلتها إلى نيجيريا ظهرت بعدة إطلالات بدرجات مختلفة من البيج والسكري (رويترز)

مظلومة أم شخصية إصلاحية؟

غني عن القول أن الكثير من الانتقادات تركّزت على الجانب السلبي، بأنها تستغل مآسي الأهالي المكلومين لتلميع صورتها. فهي بالنسبة لهؤلاء غير مؤهلة لمهمة تحتاج أولاً إلى خبرة، وثانياً إلى مشاعر إنسانية صادقة.

في خضم هذه الانتقادات، قليلون من هؤلاء انتبهوا إلى تهديد مبطن للعائلة المالكة، عندما قالت، وهي تحكي عن تجربتها الشخصية، أنها لم تُفصح بعد عن كل تفاصيل الأذى النفسي الذي تعرضت له خلال الفترة القصيرة التي قضتها كدوقة فعالة في المؤسسة المالكة، وأن ما كشفت عنه حتى الآن ما هو إلا «قليل، وما أنا مقتنعة به أنني لا أريد أبداً أن يشعر شخص آخر بما شعرت به».

هؤلاء رأوا في هذه الجملة تهديداً مبطناً للعائلة المالكة، وبأنها كانت تُلمح إلى أنه لا يزال بحوزتها، أو بجعبتها، مخزون لم تستعمله بعد، لكن بإمكانها نشره في المستقبل، إما في سيرة ذاتية أو في برنامج تلفزيوني. لكنهم في الوقت ذاته غير متخوفين لأنها فقدت، بالنسبة لهم، مصداقيتها بعد أن تم تفنيد الكثير من تصريحاتها السابقة باعتبارها نابعة من آراء مزاجية تصب في مصلحتها، وليست حقائق.

صورة تعود إلى مايو من هذا العام خلال زيارتها لنيجيريا في إطلالة باللون البيج رغم أنه ليس مفروضاً عليها (رويترز)

ومن بين ما تم تفنيده مثلاً، تصريح قالت فيه إن اللون البيج كان «شبه» مفروض عليها حتى لا تنافس الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، التي كانت تتجنبه لهدوئه الرتيب، وتفضل عليه الألوان المتوهجة والمتفتحة. في السلسلة الوثائقية «هاري وميغان»، التي بثتها منصة «نتفليكس» في عام 2022، صرحت بأنها نادراً ما ارتدت الألوان الفاتحة خلال الفترة التي قضتها في بريطانيا. وتابعت: «لقد ارتديت الكثير من الألوان الترابية والهادئة، على أمل الاندماج». الانطباع الذي خلّفته بعد هذا التصريح أن ظهورها في مناسبات عديدة باللون البيج كان على مضض احتراماً منها للبروتوكول الملكي. بيد أن الصور التي نُشرت لها بعد تمرُّدها على المنظومة الملكية وتحررها منها، تُظهرها بدرجات مختلفة من درجاته إلى جانب الدرجات الترابية.

حتى في مقابلتها الأخيرة، اختارت وبعناية إطلالة راقية بألوان حيادية، هي مزيج من البنفسجي المظلل، تتكون من قميص من الكتان، يقدر سعره بـ775 جنيهاً إسترلينياً، وبنطلون أيضاً من الخامة نفسها واللون نفسه يقدر سعره بـ915 جنيهاً إسترلينياً. كلاهما من علامة «رالف لورين» باستثناء الحذاء ذي الكعب العالي، الذي اختارته هنا أيضاً باللون البيج.

ميغان ماركل دوقة ساسيكس لدى حضورها مناسبة في لوس أنجليس (أ.ب)

بالنسبة لهذه الشريحة، وهي أيضاً التي ترفع سلاح الدفاع عن المنظومة الملكية، فإن ميغان ماركل لم تتقبل هذه الألوان الترابية غصباً عنها. بالعكس، تبنتها لأنها تناسب بشرتها السمراء وتضفي عليها تلك الأناقة الراقية التي تُريدها أن تُعبِّر عن مكانتها. أما تصريحها بأنه كان مفروضاً عليها، فهو يخدم أجندتها الخاصة وحملتها ضد العائلة المالكة.

بين الموضة والأعمال الخيرية

هذا ما يثير عواصف من الجدل حولها ويُصعِّب عليها تسويق نفسها بوصفها ناشطة إنسانية. فهي تجد نفسها أمام خيارات متناقضة. في هذه الحالة: إما الحصول على مظهر متألق يجعلها أيقونة موضة بأزيائها الأنيقة ومجوهراتها الغالية التي لا تتخلى عنها حتى عندما تلتقي بأشخاص من العامة، ومن طبقات كادحة أحياناً، وإما إطلاق تصريحات نارية تُكسبها نسبة من التعاطف والشعبية.


مقالات ذات صلة

كامالا هاريس تستعد للرئاسة ببدلات رسمية «سياسية»

لمسات الموضة كونها أول امرأة مرشحة لهذا المنصب يضعها تحت المجهر لهذا تتبنى مظهراً أنيقاً لكن يفتقد لأي إثارة من شأنها أن تثير أي جدل (أ.ف.ب)

كامالا هاريس تستعد للرئاسة ببدلات رسمية «سياسية»

منذ دخول كامالا هاريس إلى دائرة الضوء بصفتها المرشحة عن الحزب الديمقراطي للرئاسة، وابتسامة واسعة تشي بطاقة إيجابية ترتسم على وجهها،

نيويورك تايمز (نيويورك)
لمسات الموضة الممثلة البريطانية سسينا ميللر وأزياء تعبر عن هذا الزمن (مانغو)

كيف تغيرت أساليب أزياء العمل وأصبحت هجيناً؟

بدأ التغيير قبل الجائحة، لكنها فجّرت الأمور وفرضت تغييرات جذرية في أنماط حياتنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة دارا حمامة (خاص)

السباق بدأ والنهائيات ستكون في مراكش الحمراء

«فاشن تراست أرابيا لعام 2024» تعلن عن الأسماء الذين وصلوا إلى النهائيات ليتم الاختيار منهم 7 في حفل كبير بمراكش

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة عطر خاص بالكلاب يحمل اسم «فافيه» (دولتشي آند غابانا)

«دولتشي آند غابانا» تطلق عطراً للكلاب

أطلقت «دولتشي آند غابانا» عطراً خاصاً بالكلاب يحمل اسم «فافيه».

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة سيلينا جوميز في فستان من تصميم «فيرساتشي» (غيتي)

كيف تنعكس شخصيتك على اختيارك لملابسك؟

في عالم تتغيّر فيه اتجاهات الموضة باستمرار، يبقى الأسلوب الشخصي العنصر الأكثر ثباتاً وقوة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«MAi»... تشكيلة رسمها ريتشارد كوين بالتعاون مع «ماكس آند كو»

الماضي والمستقبل ظهرا في اختياره الأقمشة الحديثة والنقشات التقليدية ترجمها في خطوط أنيقة (ماكس آند كو)
الماضي والمستقبل ظهرا في اختياره الأقمشة الحديثة والنقشات التقليدية ترجمها في خطوط أنيقة (ماكس آند كو)
TT

«MAi»... تشكيلة رسمها ريتشارد كوين بالتعاون مع «ماكس آند كو»

الماضي والمستقبل ظهرا في اختياره الأقمشة الحديثة والنقشات التقليدية ترجمها في خطوط أنيقة (ماكس آند كو)
الماضي والمستقبل ظهرا في اختياره الأقمشة الحديثة والنقشات التقليدية ترجمها في خطوط أنيقة (ماكس آند كو)

ضمن سلسلة تعاوناتها مع المصممين تقدم MAX & Co «ماكس آند كو» رسم المصمم الإنجليزي ريتشارد كوين فصلاً جديداً. ولمن لا يعرف هذا الأخير، لا بأس من التنويه بأنه أول مصمم يتسلم جائزة الملكة إليزابيث الثانية من يدها شخصيا. كان ذلك في عام 2018، وكانت هذه أول مرة تحضر فيها الملكة الراحلة عرض أزياء بهذا الشكل على الإطلاق. كانت الجائزة في أولها وكانت لدعم مصممين بريطانيين، وبالتالي صناعة الموضة التي تعتبر من أهم الصناعات في بريطانيا. من هذا المنظور، كان حضورها مهماً.

جامبسوت أسود تزينه ورود بالأبيض تجعله يدخل أي مناسبة (ماكس آند كو)

ريتشارد كوين الذي وُلد في عام 1990، وتخرج في جامعة سنترال سانت مارتينز في لندن، استحق هذا الشرف، نظراً لجُرأته الإبداعية. جرأة تعتمد على الفنية بالرسم على الأقمشة وليس على إحداث الصدمات. حفر له مكانة متميزة بفضل أسلوب يجمع بين التكنولوجيا والمهارة الحرفية العالية والاقتباسات الكلاسيكية، أحياناً باستعمال أقمشة كانت مخصصة للكنبات أو الستائر السميكة. رغم أن بداياته كانت قبل هذه الجائزة بسنوات، فإن حضور الملكة وتسلمه الجائزة منها شخصياً شكَل نقلة مهمة في مسيرته المهنية. لا تزال هي التي يتذكرها صناع الموضة ومتابعيها بمجرد ذكر اسمه.

نجح المصمم في الجمع بين الماضي والمستقبل في تشكيلة مناسبة للحاضر (ماكس آند كو)

تشكيلة بعنوان M.Ai كانت ثمرة تعاونه مع شركة «ماكس آند كو». يشرح المصمم أنه عنوان يتكون من الحرف الأول من اسم «ماكس آند كو» بينما «أي آي» هو اختصار للذكاء الاصطناعي. «كانت الفكرة هي الجمع بين إرث الدار ورؤية مستقبلية»، وفق قوله. وكانت النتيجة أنه نقل في جوهرها رسالة استكشافية جريئة، تزخر بالتفرد والتعبير عن الذات. رسم من خلال رحلته الخيالية عالماً ساحراً يبدأ من الماضي ليصل إلى المستقبل، متوقفاً عند الحاضر. يشرح المصمم أنه اعتمد في رسم معالم وخطوط هذه التشكيلة على سحر أفلام الخيال العلمي القديمة في الستينات والأناقة الديستوبية التي يهيمن عليها الذكاء الاصطناعي. يقول: «لقد عدت إلى رموز من الستينات والسبعينات. نظرت إليها بعين التكنولوجيا الحديثة. أثارتني تلك المقارنة بين الماضي والحاضر الذي نعيشه حالياً وأيضاً كيف أنه لا يمكن لأي أحد منا أن يتنبأ بالمستقبل أو ما سيكون عليه الغد. فكل شيء جائز وممكن، لكن مهم جداً أن نعيش اللحظة. لهذا حرصت في هذه التشكيلة أن أجمع نقشات غرافيكية برسمات تقليدية وأقمشة عصرية لكي تبقى راسخة في الحاضر».

الورود والأزهار كانت دائماً مكمن قوته يجددها في كل مرة فيزيد من إثارتها (ماكس آند كو)

الجميل أيضاً في هذه التشكيلة أن لغته الخاصة لم تتغير، وظلت تعبق برومانسية تستمد شاعريتها من رسومات الأزهار بأحجام وألوان متنوعة. كان مهماً بالنسبة له أن تأخذ صور ظلية مختلفة، بالإضافة إلى تصميمات متعددة ذات أنماط هندسية ومواد حديثة لتعكس شخصية «ماكس آند كو». يعترف المصمم أن الأزهار تمنحه مساحة واسعة للإبداع «فهناك أشكال لا تعد أو تحصى منها، تجعلها في كل مرة تبدو جديدة ومثيرة. لاحظت أنه لكل حقبة ورودها وأسلوب المصممين والفنانين في التعامل معها، وهذا ما كان دائماً يحفزني: كيف تتطور مع الوقت وكيف أن لكل واحد منا وردته الخاصة».

لم يتجاهل المصمم إرث «ماكس آند كو» العريق ووظفه بشكل أنيق (ماكس آند كو)

ما يُحسب لريتشارد كوين أيضاً أنه لم ينس أن التشكيلة نتاج تعاون بينه وبين «ماكس آند كو» MAX&Co. في الوقت الذي حافظ فيه على بصمته الخاصة، عاد إلى رموز ترتبط بأسلوبها وتاريخها. أعاد ترجمتها في فساتين فاخرة من قماش حرير الكريب، تحاكي الأزياء الفرنسية الكلاسيكية، كما في سترات طويلة ومعاطف خفيفة أضفت عليها الإكسسوارات وتسريحات الشعر لمسة فضائية مستقبلية. تتخلل الرسومات، التي تم حجب ألوانها، بعض الألوان الزاهية واللون الأسود، مثل «جامبسوت» صرَح المصمم أنه قطعته المفضلة في هذه التشكيلة. كما تتضمن التشكيلة بدلات طويلة مزخرفة و«تي شيرتات» برسومات يمكن التعرف من بعيد ومن النظرة الأولى إلى أنها من بنات أفكار المصمم البريطاني.

اختار لتشكيلته عنوان «M.Ai» في إشارة إلى الحرف الأول من ماكس آند كو والذكاء الاصطناعي (ماكس آند كو)

حتى الخطوط بتفصيلها، تميزت ببصمته، بدءاً من الخياطة الدقيقة إلى التقنيات المبتكرة، وصولاً إلى الزخارف الزهرية الجريئة التي تذكرنا بالمنسوجات المنزلية. لكن المهم أنه حرص على تنوعها وأن تتميز بالمرونة حتى يسهل تنسيقها مع قطع أخرى.