«فندي» تُدخل «الرافيا» عالمها الخاص

حقائب لتمكين المرأة

بعد انتهاء حرفيات مدغشقر من دورهن تنتقل الحقيبة إلى معامل الدار في روما لوضع اللمسات النهائية (فندي)
بعد انتهاء حرفيات مدغشقر من دورهن تنتقل الحقيبة إلى معامل الدار في روما لوضع اللمسات النهائية (فندي)
TT

«فندي» تُدخل «الرافيا» عالمها الخاص

بعد انتهاء حرفيات مدغشقر من دورهن تنتقل الحقيبة إلى معامل الدار في روما لوضع اللمسات النهائية (فندي)
بعد انتهاء حرفيات مدغشقر من دورهن تنتقل الحقيبة إلى معامل الدار في روما لوضع اللمسات النهائية (فندي)

نجحت سيلفيا فانتوريني فندي، المديرة الفنية للإكسسوارات والأزياء الرجالية، فيما فشل فيه آخرون. طرحت لصيف 2024 نسخاً متنوعة من حقائبها الأيقونية مثل حقيبة «الباغيت» و«بيكابو» وحقيبة «رول» بخامات جديدة مثل «الرافيا». وبهذا أدخلت هذه الخامة البسيطة نادي الأناقة الفاخرة من أوسع الأبواب. الأمر هنا لا يتعلق بطرح الجديد أو بالتسويق الذكي، بقدر ما هو «ضربة معلم» استهدفت منها الدار ضرب عصفورين بحجر واحد؛ من جهة جمعت الأناقة والعملية في حقيبة واحدة، ومن جهة ثانية استعملت لغة يفهمها جيل «زي» ويتفاعل معها بشكل كبير: وهي لغة المشاعر الإنسانية.

كان دور نساء مدغشقر ابتكار شعار «FF» بلونين: بيج ذهبي وبني غامق من «الرافيا» لخبرتهن في تطويع هذه الخامة (فندي)

فهذه الخامة البسيطة، التي قوامها سعف نخيل من مدغشقر، نسجتها وحاكتها أنامل نساء قرويات من المنطقة نفسها.

منحتهن الدار الإيطالية فرصة ابتكار شعار «FF» بلونين: بيج ذهبي وبني غامق من «الرافيا». بعد انتهاء مهمتهن، حملتها إلى ورشاتها في روما ليضع عليها حرفيوها اللمسات النهائية، من حياكة إلى تزيين المقابض الجلدية يدوياً.

كما يشير اسمها... تتميز حقيبة «رول» بمرونة شكلها وسهولة لفّه (فندي)

كان مهماً لسيلفيا فندي، منذ البداية، أن تخدم هذه الحقائب؛ أياً كانت خامتها وتصميمها ولونها، صاحبتها بشكل يومي وفي كل المناسبات من دون أن تتأثر بعاديات الزمن. تقول: «لهذا السبب؛ كان مهماً بالنسبة إليّ أن تضاف إليها لمسات يدوية حتى تظهر اللمسة البشرية فيها، وهذه تتجلى أحياناً في اختلافات بسيطة بين حقيبة وأخرى، تدلّ على أن لكل حرفي بصمته الخاصة».

حقيبة «باغيت» أيضاً صُنعت من الرافيا وطُرحت لصيف 2024 (فندي)

بيد أن هذه المبادرة الإنسانية لا تستهدف فقط تعزيز مكانتها لدى جيل «زي» المعروف بالتزامه بالاستدامة ومطالبته بمراعاة المسؤولية الاجتماعية؛ فكأي دار أزياء عالمية، لا تتجاهل «فندي» أهمية أن تُحقق هذه الحقائب إيرادات عالية بزيادة الإقبال عليها. لهذا كان توقيت طرحها مع حلول صيف 2024 مدروساً. فهذا الفصل يتطلب كل ما هو مصنوع من ألياف طبيعية منعشة وتصاميم بلمسات بوهيمية. من هذا المنظور، جرى التركيز على حقيبة «Roll Bag»، التي ظهرت أول مرة في عام 1997 بصفات وظيفية تستمد قوتها من بساطتها ومرونتها. كانت هي الموضوع الأساسي لمشروع تعاونها مع منظمة «صنع من أجل امرأة (Made For A Woman)» التي تُديرها نساء من أجل النساء، وتستهدف تمكين المرأة وتوفير عيش كريم لها. فهي مناسبة لأجواء السفر والصيف ويسهل حملها وحتى لفّها، كما يُشير اسمها الإنجليزي.

هناك خلط بين خيوط «الرافيا» والقشّ لأنهما من الألياف الطبيعية... لكنهما يختلفان من ناحية المرونة (فندي)

يذكر أن مشغل منظمة «صُنع من أجل امرأة» الكائن في أنتاناناريفو بمدغشقر، يوظف أكثر من 350 امرأة لها خبرة في المهن الحرفية. ويُحسب للمنظمة الحاصلة على ترخيص من «المنظمة العالمية للتجارة العادلة» منذ عام 2022، أنها حققت خطوات كبيرة في مجالات التنمية النسائية، من خلال مبادرات مختلفة، تشمل برامج الصحة والرفاه، وحلقات عمل التمكين الحرفي، وسياسات عدم التمييز، وتدابير حماية الطفولة، وخطط العدالة البيئية... وغيرها.

ويتمثّل الهدف من هذا النوع من المبادرات بالنسبة إلى «فندي» في ابتكار منتجات تحتفي بالتراث الحرفي الملتزم كما بالوعي البيئي والتمكين الاجتماعي، علماً بأن استعمال «فندي» القشّ و«الرافيا» لم يقتصر على حقيبة «رول»؛ شمل أيضاً حقيبتها «باغيت» وغيرها من الأيقونات التي صُنعت هي الأخرى من «الرافيا» لصيف 2024، بألوان جديدة مثل حقيبة «باغيت» وتداخلت فيها «الرافيا» مع الترتر المذهب، وتطلّب إنجازها 6 ساعات من العمل اليدوي. كذلك حقيبة «بيكابو» بتقنية الكروشيه بأبعادها الثلاثية التي تطلّبت حياكتها 11 ساعة من العمل.

حقيبة «بيكابو» بتقنية الكروشيه تطلّبت حياكتها 11 ساعة من العمل (فندي)

ومضات عن خامة «الرافيا»:

- أكدت هذه الخامة البسيطة أنها لا تقتصر على الصيف أو نزهة في البرية أو الحر، بل يمكن اعتمادها في أي مكان أو زمان لمظهر منطلق وبوهيمي. فأي قطعة من «الرافيا» يمكن أن تغير الإطلالة تماماً؛ سواء أكانت فستاناً من القطن أو الحرير، أم بنطلوناً من الجينز.

- وفق الخبراء، من الخطأ ربط «الرافيا» تحديداً بالصيف؛ إذ إنها خامة تتشرب الماء أكثر من خامات أخرى كثيرة منتشرة في صناعة حقائب اليد والصنادل والقبعات، وهو ما يجعلها مناسبة لكل المواسم والفصول.

- تتشابه خيوط «الرافيا» والقشّ كثيراً بالنسبة إلى الناظر، إلى حد يجعل كثيرين يخلطون بينهما. لكنهما تختلفان من ناحية المرونة والتصنيع... بينما القشّ قاسٍ يصعب تطويعه، فإن «الرافيا» عكسه تماماً يمكن طيّها بسهولة.


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة عارضات عالميات من أعمار مختلفة من بينهن المخضرمة جيري هول في عرض «كلوي» (كلوي)

5 خطوات لأناقة لا تعترف بمرور العمر

بالعمر تزداد الخبرة، وتصل المرأة إلى مرحلة من النضج والثقة، تنعكس على إطلالات متميزة تعبّر عنها بعيداً عن إملاءات الغير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة وأصبح للنظارات أكسسواراتها الثمينة!

وأصبح للنظارات أكسسواراتها الثمينة!

استعملتها الجدات وكان دورها وظيفياً لا علاقة له بالموضة أو الزينة، إلى أن ظهرت بها أنيقات مثل العارضة بيلا حديد وغيرها لتدخل الموضة من أوسع الأبواب

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة قدمت الدار مجموعة متكاملة للرجل والمرأة مفعمة بالأناقة رغم اعتمادها على كلاسيكيات الدار (جيڤنشي)

«جيڤنشي» تُساوي بين الرجل والمرأة

غاب عن دار «جيڤنشي» مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها بعد خروج مصممها السابق، الأميركي ماثيو ويليامز منها منذ سنة تقريباً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة عقد «باسيفلورا» مرصع بالألماس والياقوت والزمرد في محاكاة للنباتات المائية (ديفيد موريس)

مجموعة من «ديفيد موريس» تتعدى الصورة السطحية لما هو أعمق

ليس جديداً أن تُلهم المحيطات والبحار عالم الموضة والمجوهرات. فقد ألهمت قبل ذلك الأدب والرسم والموسيقى.

جميلة حلفيشي (لندن)

إيلي صعب لـ «الشرق الأوسط»: «موسم الرياض» جسّد حلماً عربياً

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
TT

إيلي صعب لـ «الشرق الأوسط»: «موسم الرياض» جسّد حلماً عربياً

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)

مطلع العام الحالي، بدأت القصة تنسج خيوطها في لندن، وفي الرياض اكتملت في ليلة استثنائية بعنوان «1001 موسم من إيلي صعب»، تحتفل بمسيرة مصمم أصبح فخر العرب، كما بالثقافة والموسيقى والترفيه.

في حفل ضخم حضره نجوم السينما والموسيقى من كل أنحاء العالم، وأحياه نجوم مثل سيلين ديون وجينفر لوبيز وكاميلا كابيلو ونانسي عجرم وعمرو دياب، عاش أكثر من 1000 ضيف ساعات ستبقى محفورة في الأذهان؛ لما فيها من إبداع وإبهار تعمّده مصمم الأزياء اللبناني، وكأنه يتحدى به العالم.

ففي بريقها تكمن قوته، وفي أنوثتها الرومانسية أساس مدرسة أرساها منذ 45 عاماً في بيروت، ونشرها في كل أنحاء العالم.

وقال صعب لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما قُدم في (موسم الرياض) جسّد حلمنا جميعاً، ونستحقه بوصفنا عرباً». وأضاف أن سعادته بهذا الحدث تنبع من نجاحه في إثبات أن منطقة الشرق الأوسط معطاءة وقادرة على الإبداع.

أما عرضه الذي ضم نحو 300 قطعة جديدة وأرشيفية، فكان يحمل رسالة حب للمرأة في كل زمان ومكان، وهو ما أكده الفستان الأيقوني الذي تسلمت به هالي بيري جائزة الأوسكار في عام 2002.