«بولغري» تتحدى سنواتها الـ140 بالزمرد والأنامل الناعمة

ثلاثية نسوية وراء تصميم وتنفيذ عقد فريد

عُرضت المجموعة في روما مسقط رأس الدار ومصدر إلهامها في حفل ضخم (بولغري)
عُرضت المجموعة في روما مسقط رأس الدار ومصدر إلهامها في حفل ضخم (بولغري)
TT

«بولغري» تتحدى سنواتها الـ140 بالزمرد والأنامل الناعمة

عُرضت المجموعة في روما مسقط رأس الدار ومصدر إلهامها في حفل ضخم (بولغري)
عُرضت المجموعة في روما مسقط رأس الدار ومصدر إلهامها في حفل ضخم (بولغري)

احتفلت دار «بولغري» مؤخراً بعامها الـ140، اختارت مدينة روما، مسقط رأسها ومصدر إلهامها، لتنظيم حفل ضخم حضرته نجمات من كل أنحاء العالم. قدمت بالمناسبة 150 قطعة مجوهرات، تحت عنوان Aeterna، ومعناها «الخالدة»، دلالة على تحديها الزمن وكونها استثماراً أبدياً، وأيضاً إشارة إلى اسم المدينة التي تُلهمها منذ تأسيسها.

كل قطعة تُنسي الناظر في الأخرى، وليس أدل على هذا من عقد Radiant Wave Emerald الذي جسّد الماضي والحاضر وحتى المستقبل بسلاسة. كان الزمرد العنصر الأساسي فيه. تزاوج مع الألماس بحميمية تبث الفرح في النفس. فالزمرد بلونه الأخضر المتوهج، بحسب المديرة الإبداعية لـ«بولغري» لوتشيا سيلفيستري، هو حجر الفرح بلا منازع.

تم صنع القلادة من الذهب الوردي مع زمردة ضخمة من مناجم كولومبيا تُسندها أحجار ألماس وزمرد

عقد «رادينانت وايف» لم يولد على يد مصممة الدار لوتشيا سيلفيستري وفريقها وحدهم. وُلد هذه المرة من فُرصة مُنحت لمبدعة شابة تشق طريقها في عالم التصميم. فتحت لها أبواب ورشاتها الرومانية وأسرار حرفييها عن طيب خاطر. لكن بإشراف لوتشيا دائماً. وتشرح الدار أن هذا الأمر يعود إلى حرصها على رعاية مصممين صاعدين. تسهم في صقل مواهبهم وفي الوقت ذاته تستفيد من حيويتهم وتلك الرغبة المحمومة التي تسكنهم وتجعل ملكة الإبداع لديهم متوثبة. غني عن القول بأن لوتشيا سيلفيستري لم تبخل على المصممة الشابة بخبرتها. تابعت كل خطواتها وأسدت إليه النصائح في كل مرة احتاج الأمر إلى تنبيه أو تنويه، مع توفير كل ما غلا ثمنه من الأحجار الكريمة.

عُرضت المجموعة في روما مسقط رأس الدار ومصدر إلهامها في حفل ضخم (بولغري)

فعلى مدى عقود، ظلت الأحجار النادرة ذات الأحجام الضخمة مكمن قوة دار «بولغري». تلعب على ألوانها المتضاربة فتخلق تناغماً لا يتقنه سوى رسام مبدع. الآن وأكثر من أي وقت مضى، تحتاج إلى كل ما هو متوهج وجاذب لكي تبقى في صدارة عالم يُقدّر فيه الحس الإبداعي بملايين الدولارات. عقد Radiant Wave Emerald ما هو إلا واحد من التصاميم التي تروق لامرأة تريد الاستمتاع بمجوهراتها والاستثمار فيها أيضاً. استوحته المصممة من تراقص الأمواج تجسَّدت في التواءات من الذهب الوردي. الزمرد كان الحجر الأساسي فيها. فهو جزء من تراثها ويدخل في صميم جيناتها، إذ سبق أن أدخلته سيلفيستري في 30 قطعة من بين 140 من مجموعة «جنة بولغري: حديقة العجائب» في عام 2022.

خضع العقد لاختبارات ثلاثية الأبعاد جمعت الحرفية اليدوية بالتكنولوجيا وخبرة طويلة في دمج المعادن والألوان (بولغري)

اللافت في تصميم هذا العقد أن الأمر لم يقتصر على اختيار مصممة صاعدة لضخه بالديناميكية، بل شمل أيضاً اختيار محترفة من الجنس اللطيف للتنفيذ. والنتيجة أن هذا الثلاثي النسوي نجح في صياغة قطعة تجمع تقاليد الدار وحرفيتها المتوارثة بتقنيات متطورة ونظرة مستقبلية.


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

لم تستغرق كاترانتزو طويلاً لتتأكد أن حمامات كاراكالا وزهرة الكالا بشكلها العجيب نبعان يمكن أن تنهل منهما.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة في توديع جمهورها بلاس فيغاس أبدعت أديل غناء وإطلالة (كلوي)

المغنية أديل تُودّع لاس فيغاس بفستان من «كلوي»

اختتمت نجمة البوب البريطانية أديل سلسلة حفلاتها الموسيقية في لاس فيغاس، نيفادا، بالدموع. كانت آخِر ليلة لها على خشبة مسرح «الكولوسيوم» بقصر سيزار في لاس فيغاس،…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)

4 فنانات يحتفلن بميلاد حقيبة «أوريغامي»

سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
TT

4 فنانات يحتفلن بميلاد حقيبة «أوريغامي»

سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)

عشر سنوات فقط مرت على إطلاق علامة «بيوريفيكايشن غارسيا» حقيبتها الأيقونية «أوريغامي». بتصميمها الهندسي وشكلها ثلاثي الأبعاد لفتت الأنظار منذ أول ظهور لها. واحتفالاً بمكانتها وسنواتها العشر، تعاونت العلامة الإسبانية مؤخرا، مع أربع مُبدعات في الفنون البلاستيكية لترجمتها حسب رؤيتهن الفنية وأسلوبهن، لكن بلغة تعكس قِيم الدار الجوهرية. هذه القيم تتلخص في الألوان اللافتة والخطوط البسيطة التي لا تفتقر إلى الابتكار، أو تبتعد عن فن قديم لا يزال يُلهم المصممين في شتى المجالات، قائم على طيّ الورق من دون استخدام المقص أو الغراء، ألا وهو «الأوريغامي». فن ياباني تكون فيه البداية دائماً قاعدة مربّعة أو مكعّبة.

المكعّب يُشكّل نقطة البداية في تصميم الحقيبة إلى جانب جلد النابا الناعم والمرن (بيوريفكايشن غارسيا)

ولأن يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، صادف اليوم العالمي لفن «الأوريغامي»، فإنه كان فرصة ذهبية لتسليط الضوء على حقيبة وُلدت من رحم هذا الفن ولا تزال تتنفس منه تفاصيلها.

فالمكعّب يُشكّل نقطة البداية في تصميمها؛ إذ تبدأ العملية باختيار جلد النابا تحديداً لنعومته، وبالتالي سهولة طيّه ومرونته في الحفاظ على شكله. بعد تمديد الجلد، يتم تحديد النمط وإضافة دعامات مثلثة للحفاظ على هيكله، لتُضاف بعد ذلك المُسنّنات يدوياً لخلق حركة انسيابية على الجلد.

للاحتفال بميلاد الحقيبة العاشر وفن «الأوريغامي» في الوقت ذاته، منحت «Purificacion Garcia» أربع مُبدعات، وهن: ألبا غالوتشا وكلارا سيبريان وصوفي أغويو وسارة أوريارتي، حرية ترجمتها حسب رؤية كل واحدة منهن، مع الحفاظ على أساسياتها.

ألبا غالوتشا، وهي ممثلة وعارضة أزياء وفنانة، تعتمد على الأنسجة والخزف كوسيلة للتعبير عن نفسها، وتستقي إلهامها من الحياة اليومية، والاحتفال بتضاريس الجسد. استوحَت الحقيبة التي ابتكرتها من عشقها للأنماط والهياكل والبناء. تقول: «حرصت على الجمع بين ما يُعجبني في شكل هذه الحقيبة وما يستهويني في جسم الإنسان، لأبتكر تصميماً فريداً يعكس هذَين المفهومَين بشكلٍ أنا راضية عنه تماماً».

حرصت ألبا على الجمع بين تضاريس الجسد وأنماط وهياكل البناء (بيوريفكايشن غارسيا)

أما كلارا سيبريان، فرسّامة تحبّ العمل على مواضيع مستوحاة من جوانب الحياة اليومية ويمكن للجميع فهمها والتماسها. تقول عن تجربتها: «أنا وفيّة لأكسسواراتي، فأنا أحمل الحقيبة نفسها منذ 5 سنوات. وعندما طُلب مني ابتكار نسختي الخاصة من هذه الحقيبة، تبادرت فكرة إلى ذهني على الفور، وهي إضفاء لمستي الشخصية على حقيبة (Origami) لتحاكي الحقيبة التي أحملها عادةً بتصميمٍ بسيطٍ تتخلّله نقشة مزيّنة بمربّعات».

من جهتها، تستمد سارة أوريارتي، وهي فنانة متخصصة في تنسيق الأزهار والمديرة الإبداعية في «Cordero Atelier»، إلهامها من الطبيعة، ولهذا كان من الطبيعي أن تُجسّد في نسختها من حقيبة «أوريغامي»، السلام والهدوء والجمال. تشرح: «لقد ركّزت على تقنية (الأوريغامي) التي أقدّرها وأحترمها. فكل طيّة لها هدف ودور، وهو ما يعكس أسلوبي في العمل؛ إذ كل خطوة لها أهميتها لتحقيق النتيجة المرجوة. لذلك، يُعتبر الانضباط والصبر ركيزتَين أساسيتَين في هذَين العملَين. وأنا أسعى إلى إيجاد التوازن المثالي بين الجانب التقني والجانب الإبداعي، وهذا ما يلهمني لمواصلة استكشاف الجمال الكامن في البساطة».

كلارا رسّامة... لهذا عبّرت نسختها عن رؤيتها الفنية البسيطة التي أضافت إليها نقشة مزيّنة بمربّعات (بيوريفكايشن غارسيا)

وأخيراً وليس آخراً، كانت نسخة صوفي أغويو، وهي مستكشفة أشكال ومؤسِّسة «Clandestine Ceramique»، التي تشيد فيها كما تقول بـ«تصميم يتداخل فيه العملي بجمال الطبيعة، وبالتالي حرصت على أن تعكس التناغم بين جوهر دار (بيوريفكايشن غارسيا) القائمة على الأشكال الهندسية وأسلوبي الخاص الذي أعتمد فيه على المكوّنات العضوية. بالنتيجة، جاءت الحقيبة بحلّة جديدة وكأنّها تمثال منحوت بأعلى درجات الدقة والعناية».