«سيلين» تعيد «التوكسيدو» للصدارة في مهرجان «كان»https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5022711-%D8%B3%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%83%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%88-%D9%84%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86-%D9%83%D8%A7%D9%86
اللقطة التي تظهر تفوق «التوكسيدو» على الفستان (أ.ف.ب)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
«سيلين» تعيد «التوكسيدو» للصدارة في مهرجان «كان»
اللقطة التي تظهر تفوق «التوكسيدو» على الفستان (أ.ف.ب)
إذا كان هناك شيء واحد سلطت المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي الضوء عليه في مهرجان «كان» الأخير، فهو أن الموضة خيار يعكس حالة مزاجية وشخصية. أكدت لنا إطلالتها في حفل الافتتاح أيضاً أنه كما للفستان، بذيله الطويل وأكتافه المكشوفة جمالياته في المناسبات الكبيرة، كذلك للتايور أو «التوكسيدو» تأثيره الدرامي. الأول يضفي الأنوثة ويحرك ذكريات الطفولة وصوراً حالمة للأميرات، والثاني يعكس القوة والاستقلالية، مع لمسة تمرّد على المتعارف عليه، إن احتاج الأمر.
كل هذا جسّدته لنا نادين لبكي في حفل افتتاح الدورة 77 لمهرجان «كان» بارتدائها «توكسيدو» بطابع رجالي عوض فستان طويل. «التوكسيدو» من علامة «سيلين» وتصميم هادي سليمان. لم تحاول أن تُذوِّب شخصيته الذكورية أو تخفف منها، بالعكس لعبت على هذه النقطة، كأنها تتحداه بأنوثتها، أو فقط تحترم الحقوق الأدبية لقطعة يعدّها الرجل ملكه الخاص. سواء كان هذا أو ذاك، فإنها إطلالة ميَزتها عن باقي المشاركات في حفل الافتتاح. صُنع الجاكيت من الموهير الخفيف والناعم، نسقته مع قميص أبيض كلاسيكي من القطن، وبنطلون أيضاً بقصة سموكنغ. كل التفاصيل تحتضن طابعه الرجالي، من القصة المستقيمة والخط الساتاني الذي يمتد من أعلى الخصر إلى أسفل، والحزام، والـ«بابيون»، الذي يعدّ لحد الآن من الإكسسوارات الرجالية التي لم تسرقها المرأة بعد.
ليست هذه أول مرة يُسجل فيه «التوكسيدو» حضوره فوق السجادة الحمراء. سبق وألهبت أنجلينا جولي مواقع التواصل الاجتماعي والمجلات البراقة في حفل توزيع جوائز «البافتا»، بإطلالة مشابهة بتوقيع دار «سان لوران» في عام 2014، التي كان هادي سليمان، مصمماً لها قبل التحاقه بدار «سيلين». حينها أيضاً كانت الإطلالة درامية لفتت الأنظار إلى مهارته في تصميم بدلات تغوي الرجال والنساء على حد سواء.
تجدر الإشارة إلى أن كثيراً من النجمات ظهرن بـ«التوكسيدو» في مناسبات سابقة، مثل بيانكا جاغر في السبعينات، وكايت بلانشيت وكاري موليغان وغيرهن. فهذه القطعة كما نعرفها اليوم زرع الراحل إيف سان لوران بذرتها في بداية السبعينات. لكن ولا نجمة استطاعت أن تُزحزح أنجلينا جولي عن عرشها وتلك الصورة التي خلقتها في عام 2014، بالقميص الأبيض والربطة القصيرة التي تركتها مفتوحة تتدلى من الجانبين. ثم جاءت نادين لبكي لتنافسها، وذلك بتقديم هذه الإطلالة الذكورية بترجمة مختلفة ومتميزة، ساعدها في خلقها الفنان وخبير الأزياء سليمان ضياء، محترماً شخصيتها كفنانة وأسلوب هادي سليمان كمبدع لهذه القطعة.
صحيح أن الأب الروحي لهذه القطعة هو إيف سان لوران، إلا أن هادي سليمان يمنحها في كل موسم، وفي أغلب تشكيلاته لـ«سيلين» روحاً تتمرد على الفروقات الاجتماعية لمفهومي الذكورة والأنوثة. ربما يعود الفضل إلى مقولة شهيرة لبيير بيرجيه شريك المصمم الراحل أنه «إذا كانت كوكو شانيل قد حرَرت المرأة، فإن إيف سان لوران منحها القوة». وهذا تحديداً ما يقدمه في كل موسم، و جسدته إطلالة نادين لبكي برسمها لوحة لامرأة تحضُن أنوثتها وتفرَدها بقوة.
في ظل ما تمر به صناعة الترف من تباطؤ وركود مقلق أكدته عدة دراسات وأبحاث، كان لا بد لصناع الموضة من إعادة النظر في استراتيجيات قديمة لم تعد تواكب الأوضاع…
أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…
هناك فعلاً مجموعة من القواسم المُشتركة بين ماركل وجينر، إلى جانب الجدل الذي تثيرانه بسبب الثقافة التي تُمثلانها ويرفضها البعض ويدعمها البعض الآخر.
جميلة حلفيشي (لندن)
هل تنقذ محررة أزياء سابقة صناعة الموضة؟https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5100892-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D9%86%D9%82%D8%B0-%D9%85%D8%AD%D8%B1%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82%D8%A9-%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9%D8%9F
من عرض المصمم التركي الأصل إيرديم (تصوير: جايسون لويد إيفانس)
إذا اتفقنا على أن مجلس الموضة البريطاني هو الربان الذي يقود دفة هذا القطاع بتقديم وسائل الدعم والأمان لصناعها والمبدعين فيها، فإن تعيين لورا وير رئيساً له، ذو أهمية قصوى. ربما الآن قبل أي وقت مضى. فهذا القطاع يعاني منذ عدة مواسم. محلات كبيرة أغلقت أبوابها واكتفت بتوفير منتجاتها عبر التسوق الإلكتروني، ومصممون شباب اختفوا من الساحة، أو على الأصح من الواجهة بسبب شح الموارد والإمكانات وغيرها من المشكلات التي لا تزال تبحث عن حلول.
شح الموارد والتغيرات الخارجية
لهذه الأسباب، كان من البدهي أن يفقد أسبوع لندن وهجه، إلى حد أنه بات يمر مرور الكرام من دون تهليل أو حماس في الآونة الأخيرة. المقياس هنا لا يقتصر على تراجع حجم التغطيات الإعلامية فحسب، بل أيضاً على عدد الحضور العالمي، الذي تقلص بشكل ملحوظ، بسبب الحجر أيام جائحة كورونا ومنع السفر بدايةً، ثم بسبب خفض الميزانيات المخصصة لمجلات الموضة، التي لم تسلم هي الأخرى من تبعات الأزمة الاقتصادية.
في ظل هذا التخبط، بين شح الإمكانات ومتطلبات الأسواق العالمية الجديدة وتغير سلوكيات تسوق جيل شاب من الزبائن، يأتي تعيين لورا مثيراً للحماس والفضول. فالمطلوب منها هو تحريك المياه الراكدة وقيادة الدفة بالاتجاه الذي تحتاج إليه الموضة البريطانية لتتجاوز العاصفة إلى بر الأمان.
مَن لورا وير؟
السؤال الذي يمكن أن يطرحه البعض :هو كيف وصلت وير إلى هذا المنصب المؤثر؟ وما سيرتها الذاتية؟ والجواب أنها حتى عهد قريب عملت في محلات «سيلفردجز» اللندنية رئيساً في قسم الإبداع والتواصل. قبل ذلك ولعقدين من الزمن، عملت محررة أزياء متخصصة في عدة مجلات، نذكر منها «درايبرز» و«فوغ» النسخة البريطانية، وصحيفة «ذي صانداي تايمز». في عام 2015، عُيِنت رئيسة تحرير للملحق الأسبوعي ES لجريدة «إيفنينغ ستاندرد» الذي أعادت تصميمه بالكامل. بعد أن تركت المجلة ES أنشأت وكالة استراتيجية متخصصة في الاتصالات والتوجيه الإبداعي، وفي عام 2023، انضمت إلى محلات «سيلفردجز» للإشراف على فريق الإبداع والتسويق والاتصالات. هذا فضلاً عن مناصب أخرى شغلتها وكانت لها ذات الأهمية. كانت مثلاً عضواً في مجلس الموضة البريطاني قبل أن تكون رئيساً له. كما كانت مستشارة للأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون (بافتا).
هذه المناصب وغيرها فتحت أمامها أبواب التعامل المباشر مع صناع الموضة الكبار والصغار وأيضاً مع المواهب الصاعدة من شتى الفنون. تعرفت على طموحاتهم ومشكلاتهم. على خبايا الأمور وظاهرها. وهذا ما يجعلها خير خلف لكارولاين راش التي تبوأت هذه الوظيفة لـ16 عاماً، وأعلنت مغادرتها له في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.
التحديات
رغم أهمية المنصب الذي ستبدأه بشكل فعلي في شهر أبريل (نيسام) المقبل، فإن التوقيت شائك ويحتاج إلى دراية عالية ونَفَس طويل. فصناعة الموضة البريطانية تعاني من تباطؤ وركود منذ سنوات، وأسبوعها الذي يعد الأوكسجين الذي يتنفس منه مبدعوها ويطلون من خلاله على العالم أصابه الوهن بشكل لم يشهده منذ انطلاقه في عام 1984. صحيح أنه مرَّ بعدة أزمات في السابق، لكنها كانت ماليّة في الغالب، إذ كان يشكو من شح التمويل والإمكانات، فيما هي الآن نفسية أيضاً بسبب التراكمات الاقتصادية والسياسية وما نتج عنها من ضغوط وقلق.
ما لا يختلف عليه اثنان أن أسبوع لندن لا يزال يتمتع بروح الابتكار، وأنه لا يزال أكثر واحد من بين العواصم العالمية الأخرى، نيويورك وميلانو وباريس، احتضاناً للآخر. يفتح الأبواب على مصراعيها لكل الجنسيات، ويمنح فرصاً لكل من توسّم فيه الإبداع، إلا أنه يتعثَّر منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فنسبة عالية من العاملين في صناعة الموضة من جنسيات مختلفة. كأن هذا لا يكفي، جاءت جائحة كورونا ثم حرب أوكرانيا وغيرها من الأحداث التي كان لها أثر مباشر على كثير من المصممين وبيوت الأزياء. روكساندا إلينشيك، مثلاً، وهي مصممة صربية الأصل ومن أهم المشاركين في أسبوع لندن، كادت تتعرض للإفلاس العام الماضي، لولا تدخل أحد المستثمرين. وإذا كانت «روكساندا» محظوظة في هذا الجانب، فإن غيرها تواروا عن الأنظار بصمتٍ لأنه لا أحد أمدَّهم بطوق نجاة.
بل حتى دار «بيربري» التي كانت تتمتع بأكبر قوة إعلانية في بريطانيا، الأمر الذي يجعلها عنصر جذب مهماً لوسائل إعلام وشخصيات عالمية تحرص على حضور الأسبوع من أجلها، تشهد تراجعاً كبيراً في المبيعات والإيرادات. بدأت مؤخراً تراجع استراتيجياتها وتُعيد النظر في حساباتها.
استثمار في المواهب
ومع ذلك فإن قوة الموضة البريطانية تكمن في شبابها. هم الورقة الرابحة التي تُعوِّل عليها للإبقاء على شعلة الإبداع من جهة، وعلى سمعة أسبوعها العالمي منبعاً للابتكار وتفريخ المصممين من جهة ثانية. قد يجنحون إلى الغرابة أو حتى إلى الجنون أحياناً لكنه جنون يغذّي الخيال ويحرِّك الأفكار الراكدة، وهذا ما تعرفه لورا جيداً بحكم تعاملها الطويل معهم.
والدليل أن لورا لا تقبل التحدي فحسب، بل تعده مثيراً. في بيان صحفي وزَّعه مجلس الموضة البريطاني قالت: «يشرفني أن أقود الفصل الجديد في وقت مثير ومحوري لصناعة الأزياء البريطانية... إني أتطلع إلى العمل مع فريق المجلس لدعم الثقافة والإبداع، وتحفيز نمو الأزياء البريطانية، محلياً وعالمياً، وكذلك دعم المصممين الناشئين والمخضرمين على حد سواء».
ما مهمات الرئيس؟
ما خفيَ من مسؤوليات منصب رئيس مجلس الموضة البريطانية أكبر من مجرد دعم الشباب وتحريك السوق. من بين ما على لورا وير فعله، عقد شراكات مجدية مع صناع الموضة، من رجال أعمال وأصحاب مصانع وحرفيين من شتى المجالات، إلى جانب التواصل مع جهات حكومية. فقطاع الموضة من أهم القطاعات الصناعية في بريطانيا، ويعد الثاني بعد صناعة السيارات، وهو ما يجعله من أعمدة الاقتصاد الأساسية.
في دورها الجديد أيضاً، ستشرف لورا على المعاهد الدراسية والأكاديميات المتخصصة، بتوفير منح للمتفوقين أو من ليست لديهم الإمكانات لدفع رسوم الدراسات العليا من خلال برامج عدة جرى إنشاؤها منذ سنوات، وكل ما عليها الآن هو إمدادها بطاقة جديدة تُعيد لها حيويتها وديناميكيتها.