«زوزو» هو آخر عطر في سلسلة العطور المتخصصة التي طرحها المصمم هادي سليمان لدار «سيلين». ولولا أننا نجهل مدى ثقافته بالسينما العربية، لدفعنا الحماس للقول أن الاسم تحية لسعاد حسني وفيلمها الشهير «خلي بالك من زوزو». يشرح لنا سليمان معنى الاسم قائلاً إن «زوزو» لقب استُحدث في منتصف القرن الماضي لوصف أي فتاة صغيرة تضج بالحياة وتتميز بشعر قصير. لا يريد الحماس أن يفارقنا ونتمنى لو تعرَف على سعاد. هي الأخرى كانت تتمتع بديناميكية وروح طفولية وشعر غير طويل.
لكننا نضطر أن نكبح جماح هذا الحماس ونستمع إلى وجهة نظر المصمم وهو يشرح: «كنت أتوق أن ابتكر عطرا عن فترة المراهقة المثالية، ألتقط فيه سحر الشباب الأبدي. وهكذا تصورت الروح المتمردة للكاتبة الفرنسية فرانسواز ساغان، والمظهر الصبياني للممثلة جين سيبورغ كما صورها جون لوك غودار في أفلامه، إضافة إلى كل الصبايا والشابات اللواتي أسعدني الحظ وعملت معهن أو التقطت صورهن منذ أكثر من عشرين عاما».
تجذر الإشارة إلى أن المصمم ومنذ أن بدأ في طرح عطور «سيلين» في عام 2019، وهو كمن يُسجل مذكراته في هذه العطور. استلهمها كلها من ذكرياته الخاصة: لحظات مهمة من حياته الشخصية والمهنية على حد سواء، إضافة إلى علاقاته الخاصة وتجارب أثرت عليه ورسمت خطوطها في مخيلته. لم يختلف الأمر في «زوزو» الذي يحمل الرقم الـ12 في سلسلة هذه العطور، أو بالأحرى الفصل الـ12 من سيرته الذاتية. الجميل فيه أنه يتمتع مثل باقي الفصول التي ألَفها لحد الآن بشخصية متميزة وفريدة.
في قارورة هندسية بخطوط بسيطة، يحتضن «زوزو» نفحات شرقية فخمة يستمدها من خلاصات فول التونكا وحلاوة الكراميل ونغمات الباتشولي والفانيلين والمسك وغيرها من المواد والمكونات التي يُوقَع بها هادي سليمان كل عطوره، مثل البودرة خفيفة. فهذه تطيل من مدة هذه العطور وفي الوقت ذاته تضفي عليها إحساساً مثيراً يدغدغ الحواس.