«بيرلوتي» تتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط «بلعربي»

الفنانة نادين قانصوه تزين الجلود والأزياء بنكهة شرقية

نادين قانصوه تتصور لمساتها الشرقية على الورق قبل أن تُنفذها دار «بيرلوتي» (بيرلوتي)
نادين قانصوه تتصور لمساتها الشرقية على الورق قبل أن تُنفذها دار «بيرلوتي» (بيرلوتي)
TT

«بيرلوتي» تتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط «بلعربي»

نادين قانصوه تتصور لمساتها الشرقية على الورق قبل أن تُنفذها دار «بيرلوتي» (بيرلوتي)
نادين قانصوه تتصور لمساتها الشرقية على الورق قبل أن تُنفذها دار «بيرلوتي» (بيرلوتي)

بمناسبة إعادة افتتاح متجرَيها في «مول الإمارات» و«دبي مول»، قررت علامة «بيرلوتي» أن تخاطب زبائنها في المنطقة «بلعربي». تعاونت لأول مرة في تاريخها مع فنانة ومصممة عربية هي نادين قانصوه. لبنانية استهوتها الحروف العربية فجعلتها ماركتها المسجلة.

تشتهر علامة «بلعربي» بمجوهرات رفيعة ومبتكرة مصنوعة من المعادن الثمينة والأحجار الملوّنة وأيضاً باستخدام تقنيات تقليدية (بيرلوتي)

إلى جانب كونها فنانة ومصورة، نادين هي مؤسسة «بلعربي». علامة مجوهرات تشتهر بمعادنها الثمينة، وأحجارها الملوّنة، وطبعاً الحروف العربية التي تستعملها في كل قطعة لتمنحها خصوصية شرقية معتمدة على التقنيات التقليدية على المينا لكي تمنح كل خاتم أو عقد أو أقراط الأذن مفهوماً مختلفاً للأناقة الكلاسيكية. الطريف أن ما أثار دار «بيرلوتي» إليها أيضاً، أسلوبها الخاص وطريقة تقديمها لنفسها. تثير الانتباه في أي مكان تتوجه إليه. تعتمد دائماً نفس تسريحة الشعر المسرح نحو الخلف. أما أزياؤها فقوية لا تعترف بجنس معين. قد تُنسق «تي-شيرت» عادياً مع بنطلون واسع، ومع ذلك تحصل على إطلالة مميزة. قالت دار «بيرلوتي»: «إن هذه الصفات تتطابق تماماً مع السمات الجمالية التي تتميّز بها».

اختارت نادين الكلمة العربية «كُنْ» التي تعني «Be» باللغة الإنجليزية للتلاعب بالألفاظ على شعار «B» الذي تشتهر به «بيرلوتي» (بيرلوتي)

هدفها من التعاون مع الفنّانة ومصمّمة المجوهرات نادين قانصوه إعادة إحياء شعارها. أرادت الجمع ما بين الخط العربي وحرف «B»؛ أول حرف من «بيرلوتي»، لتُميّزه أكثر. وكان اختيار نادين قانصوه هو عز الطلب نظراً للمكانة التي تحظى بها في الساحة الفنية العربية. والأهم من هذا اعتزازها بالخط العربي وكيف توظفه بأسلوب فني. حسب قولها، فإنه وسيلتها «لابتكار تصاميم تستكشف نقاط الالتقاء بين اللغات والثقافات والأفكار». أسست نادين، وهي لبنانية المولد، علامة «بلعربي» في عام 2006. أرادتها منذ البداية أن تكون ديناميكية تجمع جمال التصميم وعمق المعاني. كتبت عليها رسائل حب أو هوية حفرتها على كل قطعة ورصعتها بالأحجار الكريمة. ورغم أن «بلعربي» تأسست في الشرق الأوسط، فإنها سرعان ما اكتسبت شهرةً عالميةً، ليأتي تعاونها مع دار أزياء عالمية مثل «بيرلوتي» ليرسخ مكانتها، علماً أن هذا التعاون لم يكن محض الصدفة أو ضربة حظ. فلقاؤهما كان عبارة عن حوار فني وحرفي بين طرفين لكل منهما جذوره وهويته، لكن يلتقيان في حرصهما على الحرفية والانفتاح على الآخر.

كان اللقاء بينهما بمثابة حوار فني وحرفي (بيرلوتي)

الجميل في هذا التعاون أيضاً أن نادين حرصت على ألا تقع في مطب التقليدي، بمعنى الترويجي الواضح. وبما أن الحروف والكلمات لعبتها، كان من الطبيعي أن تُبدع وتخرج عن المتعارف عليه في مثل هذه التعاونات التي يتم فيها احترام بعض الأساسيات إلى حد التقديس. في المقابل، اختارت كلمة «كُنْ» التي تعني «Be» في اللغة الإنجليزية للتلاعب على شعار «B» الذي تشتهر به «بيرلوتي». أرادت أن ينصهر الرمزان معاً؛ «لوغو» الدار ولمستها الخاصة، داخل دائرة تجسّد روح الوحدة والتفرّد.

اختارت نادين أن تستعمل فعل «كُنْ» وهو «Be» باللغة الإنجليزية للتلاعب بالألفاظ على شعار «B» الذي تشتهر به «بيرلوتي» (بيرلوتي)

وبالنتيجة، تخلّلت بصمتها المجموعة بشكل عربي وكأنه تطريز، مثل «تي-شيرت» أبيض زينته عند الأكتاف أشكال عربية، فضلاً عن عدد من الأكسسوارات الجلدية بتقنية رسم الوشوم التي تشتهر بها «بيرلوتي». هنا مثلاً تصطبغ التشكيلة بطلاء الزنجار بلون «Cacao Intenso» العصيّ على الزمن، وتحتضن حافظة بطاقات وحقيبة الوثائق «Un Jour» وحقيبة الظهر «Time Off». هذا بالإضافة إلى حقيبة سفر مزوّدة بعجلات، وهلم جرا من القطع التي تشكل جزءاً من حياة الرفاهية.


مقالات ذات صلة

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

لمسات الموضة الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

على الرغم من عدم فوز أي مغربي أو مغربية بأي جائزة هذا العام، فإن مراكش كانت على رأس الفائزين.

جميلة حلفيشي (مراكش)
لمسات الموضة ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

احتفلت «بولغري» مؤخراً بطرح نسخ جديدة من مجموعة «توبوغاس» عادت فيها إلى البدايات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

الرياض... لقاء الثقافة والأناقة

غالبية العروض في الدورة الثانية من أسبوع الرياض منحتنا درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة للاختلاف وفرض الذات.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة كانت هذه أول مجموعة جديدة تطرحها الدار منذ 25 عاماً وبالتالي كان من الطبيعي أن يتوق الكل لمعرفة أي تفاصيل تُخبر عنها (باتيك فيليب)

«باتيك فيليب» تكشف عن إصدارها الجديد منذ 25 عاماً

ردود الفعل «المتسرعة» التي أثارتها المجموعة بعد الكشف عنها مباشرة، لا تترك أدنى شك في أن سببها يعود إلى عنصر المفاجأة بشكلها المربع لا أقل ولا أكثر.

جميلة حلفيشي (ميونيخ)
لمسات الموضة هنيدة الصيرفي مع العارضة العالمية حليمة بتصميم من مجموعة «كوزمو»... (خاص)

سعودية تنسج التاريخ بخيوط التراث

هناك نقاط تحول في مسيرة كل مصمم... نقاط تسلط الضوء على مكامن قوته، ومن ثم تأخذه إلى مرحلة جديدة من مراحل التطور والانتشار. بالنسبة إلى المصممة السعودية، هنيدة…

أسماء الغابري (جدة)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
TT

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

انتهى عرض إيلي صعب في الرياض، أو الأحرى احتفالية «1001 موسم من إيلي صعب» بمرور 45 على انطلاقته في بيروت، ولم تنته ردود الأفعال. فالعرض كان خيالياً، شارك فيه باقة من نجوم العالم، كان القاسم المشترك بينهم إلى جانب نجوميتهم وشعبيتهم العالمية، حبهم لإيلي صعب... الإنسان.

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع. طبعاً تقديم العرض الضخم بدعم الهيئة العامة للترفيه ضمن فعالية «موسم الرياض 2024» كان له دور كبير في إنجاح هذه الفعالية. فقد توفرت كل اللوجيستيات المطلوبة لتسليط الضوء على أيقونة عربية لها تأثير كبير على الساحة العربية والعالمية، نذكر منها:

1-أول عربي يقتحم باريس

عرضه لخريف وشتاء 2024 ضمن عروض «الهوت كوتور» كان لوحة رومانسية من «ألف ليلة وليلة» (إيلي صعب)

هو أول من وضع الموضة العربية ضمن الخريطة العالمية بوصفه أول مصمم عربي يخترق العالمية وينافس كبار المصممين بأسلوب شرقي معاصر. استقبلته باريس بالأحضان ودخل البرنامج الرسمي لـ«هوت كوتور» من باب الفيدرالية الفرنسية للموضة كأول مصمم عربي مُبدع. فالصورة المترسخة في أذهان خبراء الموضة العالميين عن المصممين العرب في الثمانينات من القرن الماضي أنهم مجرد خياطين يقلدون إصداراتهم. كان عز الدين علايا الاستثناء الوحيد قبله.

2-احترام المرأة العربية

من تشكيلته لخريف وشتاء 2024... أزياء تتميز بالرومانسية وسخاء التطريز (إيلي صعب)

هو من فتح عيون الغرب، ليس على قدرة المرأة العربية الشرائية فحسب، بل وعلى تأثيرها على المشهد الإبداعي، بالتالي رد لها اعتبارها. فرغم أنها ومنذ السبعينات تُنعش قطاع «الهوت كوتور» كزبونة متذوقة ومقتدرة، فإنها لم تحصل على الحظوة نفسها التي كانت تتمتع بها مثيلاتها في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً. نجاحه في الثمانينات وبداية التسعينات يعود إلى هذه المرأة، التي أقبلت على تصاميمه، وهو ما استوقف باقي المصممين، وفتح شهيتهم لدخول «الهوت كوتور» ومخاطبتها بلغة أكثر احتراماً. دار «فيرساتشي» مثلاً أطلقت خطها في عام 1989، فيما أطلق جيورجيو أرماني خطه «أرماني بريفيه» في عام 2005 إلى جانب آخرين وجهوا أنظارهم شرقاً متسابقين على نيل رضاها.

3- ارتقى بمهنة التصميم

تحول إلى مدرسة قائمة بذاتها، كما تخرج على يده العديد من المصممين الشباب الذين نجحوا (إيلي صعب)

نجاحه غيّر النظرة إلى مهنة تصميم الأزياء في الوطن العربي، من المغرب الأقصى إلى الشرق. بدأ الجميع يأخذها بجدية أكبر، فلا المجتمع بات يراها قصراً على المرأة أو على الخياطين، ولا الرجل يستسهلها. أصبحت في نظر الجميع صناعة وفناً يحتاجان إلى صقل ودراسة وموهبة.

4-قدوة للشباب

من تشكيلته لـ«هوت كوتور خريف وشتاء 2024» (إيلي صعب)

تخرج على يده العديد من المصممين الشباب. كان قدوة لهم في بداية مشوارهم، ثم دخلوا أكاديميته وتعلموا على يده وفي ورشاته. كلهم يشهدون له بالإبداع ويكنون له كل الاحترام والحب. من بين من هؤلاء نذكر حسين بظاظا ورامي قاضي وغيرهم كثيرون.

5-اقتناع برؤيته الفنية

لم يغير جلده أو أسلوبه رغم كل التحديات. كان له رؤية واضحة تمسك بها وكسب (رويترز)

أكد للجميع أنه يمتلك رؤية خاصة لم يغيرها في أي مرحلة من مراحل تطوره. حتى الانتقادات التي قُوبل بها في باريس في البداية، واجهها بقوة وتحدٍ، ولم يخضع لإملاءاتهم لإرضائهم أو لتجنب هجماتهم الشرسة على شاب عربي يتكلم لغة فنية جديدة في عُقر دارهم. بالعكس زاد من جرعة الرومانسية وسخاء التطريز، وأعطاهم درساً مهماً أن الرأي الأول والأخير ليس لهم، بل للمرأة عموماً، والسعودية تحديداً. كانت خير مساند له بحيث أدخلته القصور والبلاطات، وجعلته ضيفاً مرحباً به في أعراسها ومناسباتها المهمة.