كيف جمعت «رويال أوك كونسِبت فلاينغ توربيون» الجديدة الجمال والتعقيدات؟

الفنانة ريتا أورا في الحفل الذي نظمته كل من تمارا و«أوديمار بيغيه» للاحتفال بإصدار الساعة الجديدة (أوديمار بيغيه)
الفنانة ريتا أورا في الحفل الذي نظمته كل من تمارا و«أوديمار بيغيه» للاحتفال بإصدار الساعة الجديدة (أوديمار بيغيه)
TT

كيف جمعت «رويال أوك كونسِبت فلاينغ توربيون» الجديدة الجمال والتعقيدات؟

الفنانة ريتا أورا في الحفل الذي نظمته كل من تمارا و«أوديمار بيغيه» للاحتفال بإصدار الساعة الجديدة (أوديمار بيغيه)
الفنانة ريتا أورا في الحفل الذي نظمته كل من تمارا و«أوديمار بيغيه» للاحتفال بإصدار الساعة الجديدة (أوديمار بيغيه)

أهم ما يُميّز ساعة «رويال أوك كونسِبت فلاينغ توربيون (Royal Oak Concept Flying Tourbillon)»، التي تم ابتكارها بالتعاون مع تمارا رالف، لمساتها الأنثوية الراقية. فهي مصنوعةٌ من الذهب الوردي المطروق عيار 18 قيراطاً، حيث يتدرج الوردي إلى البني والبرونزي فيعكس لوحةً فنيةً جميلةً.

ساعة «رويال أوك كونسِبت فلاينغ توربيون - تمارا رالف» ذات الإصدار المحدود وهيكلٍ من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً يتلألأ بالذهب المطروق «فروستد جولد» (أوديمار بيغيه)

وكانت شركة «أوديمار بيغيه» المعروفة بساعاتها الفاخرة قد بدأت التعاون مع مُبدعين في مجالاتهم؛ لتُغني أرشيفها منذ سنوات. في عام 2016، مثلاً تعاونت مع مصممة المجوهرات كارولينا بوتشي؛ لإدخال تقنيات عريقة استُعملت في فلورنسا على ساعاتها، تبلورت على إحداث فجوات صغيرة على سطح الذهب باستخدام أداة ذات رأس ماسي، أعطت هذه التقنية تأثيراً مُتوهجاً يُشابِه تألُّقَ الأحجار الكريمة. ورغم أن العملية كانت دقيقة تتطلب محاذاة مثالية بين أسطُح الذهب المطروق وتلك المصقولة صقلاً لامعاً أو ساتانياً خطياً، فإنها كانت تستحق الجهد.

في عام 2020، بدأت أوديمار بيغيه شراكتها مع المصممة تمارا رالف. وبعد عودتها إلى ساحة الموضة، لم تُكذِب «أوديمار بيغيه» خبراً لتُعاود تعاونهما مع بعض هذا العام. كان إصدار محدود من ساعة «رويال أوك كونسِبت فلاينغ توربيون» هو النتيجة. كان لتمارا دور تزيين شكلها وضخه بلمساتها الأنثوية الراقية، بينما تكفّلت «أوديمار بيغيه» ضخها بآخر التقنيات والوظائف المعقدة، إضافة إلى ترجمة رؤية المصممة بشكل دقيق.

تتميز الساعة بميناءٍ متعدد الطبقات مع ظلالٍ متدرجة من ألوان البني والبرونز والذهبي (أوديمار بيغيه)

وهكذا، جاء الميناء متعدد الطبقات ليعكس الأنوثة الجريئة وانسيابية الأقمشة، حيث يتكون من 4 صفائح دائرية متداخلة من الذهب الوردي، خلقت تأثيراً متماوجاً ينبعث من قفص التوربيون العائم «فلاينغ توربيون» الواقع عند موضع الساعة 6. تقدم كل طبقة لوناً مختلفاً، يتطور من البني في المركز إلى البرونزي في المنتصف، للوصول إلى درجات ذهبية عند المتابعة باتجاه حافة الميناء. ولدفع التفاصيل إلى أقصى الحدود، تم تزيين كل لوحة بخيط رفيع من الذهب ذي صقلٍ ماسي.

في توافُقٍ مع بُنية الميناء الدائرية متعددة الطبقات، يدمج التوربيون العائم «فلاينغ توربيون» الواقع عند موضع الساعة 6 بين المهارة التقنية والجمالية الراقية. يشتمل الإطار العلوي للقفص على 3 حلقات تشع من قرص منحرف عن المركز مرصوف بـ19 ماسة بقطع بريليانت (نحو 0.04 قيراط)، ويحاكي لونه الذهبي الوردي عقرَبَي الساعة والدقائق المصنوعة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً، وكلاهما مملوء بطبقةٍ من مادةٍ مضيئة للحصول على قراءةٍ مثاليةٍ واضحة في الظلام. وعند موضع الساعة 12، يضيف شعار «أوديمار بيغيه»، المتمثل بالحرفين الأولين، AP، المصنوع من الذهب الوردي اللمسة النهائية. جدير بالذكر أنه تم الاستغناء عن علامات الساعات لإبراز نقاء وتناغم تصميم الميناء.

وترسيخاً لمفهوم الـ«هوت كوتور»، تأتي الساعة مع حزام من جلد التمساح بخياطةٍ يدوية وبتقطيعاتٍ مُربعةٍ كبيرة، ومزودة أيضاً بحزام إضافي من جلد التمساح باللون البني بلمسة نهائية لؤلؤية.


مقالات ذات صلة

الملك تشارلز الثالث يُدخل الموضة قصر «سانت جيمس»

لمسات الموضة ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)

الملك تشارلز الثالث يُدخل الموضة قصر «سانت جيمس»

اهتمام الملك تشارلز الثالث بالموضة، وبكل ما يتعلق بالبيئة، أمر يعرفه الجميع منذ أن كان ولياً للعهد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

لم تستغرق كاترانتزو طويلاً لتتأكد أن حمامات كاراكالا وزهرة الكالا بشكلها العجيب نبعان يمكن أن تنهل منهما.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة في توديع جمهورها بلاس فيغاس أبدعت أديل غناء وإطلالة (كلوي)

المغنية أديل تُودّع لاس فيغاس بفستان من «كلوي»

اختتمت نجمة البوب البريطانية أديل سلسلة حفلاتها الموسيقية في لاس فيغاس، نيفادا، بالدموع. كانت آخِر ليلة لها على خشبة مسرح «الكولوسيوم» بقصر سيزار في لاس فيغاس،…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
TT

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)

بوصفها أول مديرة إبداعية يجري تعيينها لقسم الأكسسوارات والسلع الجلدية في «بولغاري» للجواهر، لم يكن أمام المصمِّمة اليونانية الأصل، ماري كاترانتزو أي خيار سوى العودة إلى جذور الدار لتستوحي من تاريخها ما يزيد من وهجها وبريقها. لم تكن المهمة صعبة؛ نظراً لتاريخ يمتد على مدى قرون، ويحوي ما لا ينضب من الأفكار والأحجار الكريمة. بعد تفكير، وجدت أن حمامات كاراكالا، واحدة من عجائب روما السبع في العصور القديمة، وزهرة الكالا بشكلها العجيب، تُشَكِّلان نَبْعَيْنِ يمكن أن تنهل منهما، ومن هنا جاءت التسمية التي أطلقتها على المجموعة «كالا».

ماريا كاترانتزو وحقيبة مرصعة بالأحجار تجسد فسيفساء حمامات كاراكالا (بولغاري)

عندما أعلنت «بولغاري» في شهر أبريل (نيسان) الماضي التحاق ماري كاترانتزو، بها مديرةً فنيةً للمنتجات الجلدية والأكسسوارات، باركت أوساط الموضة والجواهر على حد سواء هذا القرار؛ فهذه خطوة ذكية من شأنها أن تَضُخَّ دماءً شابة بدار يبلغ عمرها أكثر من قرن. كان اسم ماري كاترانتزو وحده يكفي كي يثير فضول عشاق الجمال والإبداع؛ لأنهم يتوقعون منها إبداعات مهمة؛ كونها تتمتع بصيت طيب منذ تخرجها في معهد سانترال سانت مارتنز في عام 2008، لتصبح من بين أهم المصمِّمين الشباب المشاركين في أسبوع لندن. ومنذ سنوات قليلة، انتقلت للاستقرار في بلدها الأصلي، وتحديداً أثينا، لكن اسمها ظل محفوراً في أوساط الموضة، ومنقوشاً بطبعاتها الفنية الجريئة وتصاميمها الهندسية المثيرة.

المصممة ماري كاترانتزو مع المؤثرة الإيطالية أناديلا روسو (بولغاري)

بعد استقرارها في أثينا، بدأت سلسلة من الشراكات كانت دائماً تحقق النجاحِ؛ ففي عام 2019 قدمت عرضاً فخماً من خط الـ«هوت كوتور» في أثينا على خلفية معبد بوسيدون. في هذا العرض، تزيَّنت العارضات بجواهر من «بولغاري» عزَّزت فخامة الصورة من جهة، ودشَّنت علاقتها بالدار الرومانية من جهة ثانية. ربما يتساءل البعض عن كيف لدار متجذرة في التاريخ الروماني أن تتعاون مع مصممة يونانية، خصوصاً أن إيطاليا لا تفتقر إلى المواهب الشابة والمحترفة، ليأتي الجواب بسيطاً، وهو أن مؤسس الدار في الأصل يوناني، اسمه سوتيريو بولغاريس، كان ذلك منذ أكثر من قرنين من الزمن، لكن تغيَّرت فيه الأماكن وكذلك الاسم من «بولغاريس» إلى «بولغاري».

بالنسبة لدار تخصصت في الجواهر أولاً وأخيراً، فإن قرار تعيين مصمِّمة أزياء في منصب إبداعي، أمرٌ تكتيكي وذكي يستهدف ضخ دماء جديدة على قسم الأكسسوارات، وفي الوقت نفسه يريد استقطاب عميلات يعشقن أسلوب كاترانتزو، ولا يزال بداخلهن حنين للمساتها الفنية. تشير المصمِّمة إلى أن القرار لم يُتَّخذ بشكل سريع؛ فعلاقتها بالدار والمجموعة المالكة لها «إل في إم إتش» عمرها سنوات، بدأت بشكل تدريجي وعضوي بشراكات كثيرة، منها مشاركتها في عام 2021، في سلسلة الشراكات التي أطلقتها «بولغاري» تحت عنوان «سيربنتي بعيون...» وهي فعالية تستضيف فيها كل مرة مصمِّماً يضع بصماته الفنية على منتجها الأيقوني.

تقول ماري كاترانتزو إنها استلهمت من أرضية الحمامات وفسيفسائها المتعددة الألوان، شكل مروحة رصَّعتها في ورشات الدار بفلورنسا، باللؤلؤ والجمشت والزمرد والذهب؛ حيث أرادتها أن تحاكي قطعة جواهر بكل المقاييس، وهو ما كان. أمَّا من زهرة الكالا فاستلهمت شكلها النحتي المتعرج الذي يرمز للقوة والمرونة. وتشمل المجموعة حقائب «مينوديير» للسهرة، وأخرى جلدية لكل المناسبات، إلى جانب أوشحة حريرية. كانت التجربة ناجحة على المستويين التجاري والفني على حد سواء؛ فماريا تُدرك تماماً أن الاثنين وجهان لعملة واحدة، وهو ما أكده المصمِّم السعودي زياد البوعينين الذي تدرَّب في بداياته على يدها قائلاً في لقاء سابق مع «الشرق الأوسط» إن العمل معها عن قُرب كان فرصة ذهبية بالنسبة له، حيث «تعلمت منها الكثير من الأمور التي ساعدتني على فهم كيف تُدار أي دار أزياء أو شركة صغيرة من الداخل»، وتابع: «لم يكن العمل مع ماريا كاترانتزو ممتعاً من الناحية الفنية فحسب، بل فتح عيني على أمور كثيرة كانت غائبة عني بوصفي مصمماً شاباً يعتقد أن الابتكار في التصميم وحده يكفي».