كاثرين أميرة ويلز تُعيد «بيربري» إلى الحُضن الملكي

أميرة ويلز صحبة زوجها الأمير ويليام في أسكوتلندا (أ.ف.ب)
أميرة ويلز صحبة زوجها الأمير ويليام في أسكوتلندا (أ.ف.ب)
TT

كاثرين أميرة ويلز تُعيد «بيربري» إلى الحُضن الملكي

أميرة ويلز صحبة زوجها الأمير ويليام في أسكوتلندا (أ.ف.ب)
أميرة ويلز صحبة زوجها الأمير ويليام في أسكوتلندا (أ.ف.ب)

الكل متفائل وسعيد أن «بيربري» بدأت تعود إلى الأضواء وتسترجع روحها البريطانية على يد مصممها الجديد دانييل لي. عرضها الأخير لربيع وصيف 2024 لعب على كل الرموز القديمة من نقشات وألوان وأقمشة محلية على أمل إعادة البريق إليها وإحياء مجدها القديم.

لكن يمكن اعتبار كل الإبداع الذي ضمته التشكيلة والحملات الدعائية وغيرها في كفة، وظهور أميرة كاثرين، أميرة ويلز بجاكيت أخضر بنقشات الدار الأيقونية التي لا تخطئها العين في كفة ثانية. فهي «ضربة إعلانية» لا تقدر بثمن، إضافة لدلالاتها بأنها جُزء من الثقافة البريطانية. فهذا الظهور يعني أنها عادت إلى الحُضن الملكي، وبشكل رسمي.

يتميز الجاكيت بأزرار ذهبية لامعة ونقشات الدار الأيقونية (أ.ف.ب)

ففي التسعينات تعرَضت الدار إلى نكسة قوية بسبب إقبال عشاق كرة القدم البريطانية. في الأحوال العادية، فإن هذا الإقبال يعدُّ مكسباً، لكنه كان نقمة عليها. تحوَلت نقشاتها التي ظهرت بها الملكة الراحلة إليزابيث الثانية وغيرها من أفراد العائلة المالكة، إلى رمز للشغب، الأمر الذي أخرج الدار من دائرة الضوء وخزانات الطبقات المخملية والملكية. احتاجت إلى عقود واستراتيجيات كثيرة لتمحي هذه الصورة وتستعيد بريقها الحالي.

من هذا المنظور، فإن اختيار أميرة ويلز لهذا الجاكيت ضمن جولة رسمية يقوم بها زوجها ولي العهد الأمير ويليام، لدعم ورعاية مؤسسات تُعنى بالحالة النفسية والعقلية لصغار السن، له إيجابيات تتعدى أناقة كاثرين التي بدأت تتصدر صفحات المجلات والصحف في السنوات الأخيرة.

كاثرين أميرة ويلز معروفة بحبها للأنشطة الرياضية والهواء الطلق (أ.ف.ب)

كالعادة كان اختيارها للجاكيت مدروساً ببساطته وعمليته. فهو يناسب النزهات الريفية والرياضات التي تقام في الهواء الطلق لما تمنحه من دفء ووقاية من مفاجآت الطقس البريطاني. هو أيضاً مناسب من ناحية أن الجهة التي قامت بزيارتها رفقة زوجها تدعم المجتمعات الريفية في المنطقة وتشجع صغار السن على القيام بأنشطة في الهواء الطلق لتعزيز الصحة النفسية والعقلية.

ويبدو أن كاثرين تملك هذا الجاكيت من فترة لأنه ليس من أي تشكيلة جديدة. وبما أنه من الكلاسيكيات، فإن الدار تطرحه في كل موسم بنفس الأساسيات مع تغييرات بسيطة في تفاصيله، مثل الأزرار والياقة وغيرها.


مقالات ذات صلة

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

لمسات الموضة الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

على الرغم من عدم فوز أي مغربي أو مغربية بأي جائزة هذا العام، فإن مراكش كانت على رأس الفائزين.

جميلة حلفيشي (مراكش)
لمسات الموضة ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

احتفلت «بولغري» مؤخراً بطرح نسخ جديدة من مجموعة «توبوغاس» عادت فيها إلى البدايات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق من ألف ليلة (المعرض)

معرض عن ليزا بِين أول عارضة أزياء في العالم

قد لا يبدو اسمها مألوفاً للأجيال الجديدة، لكن ليزا فونساغريفس (1911 ـ 1992) كانت واحدة من أيقونات الموضة في النصف الأول من القرن الماضي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
TT

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

في منتصف القرن الماضي، كان فن الـ«آرت ديكو» والقطع المصنعة من البلاتين تُهيمن على مشهد المجوهرات الفاخرة. في خضم هذه الموجة التي اكتسحت الساحة، ظلت دار «بولغري» وفيّة لأسلوبها المتميز بالجرأة، واستعمال الذهب الأصفر والأحجار الكريمة المتوهجة بالألوان.

رغم أن عقداً واحداً يكفي فإن استعمال أكثر لا يؤثر بقدر ما يزيد من الفخامة (بولغري)

في هذه الفترة أيضاً ابتكرت تقنية خاصة بها، أصبحت تعرف بـ«توبوغاس»، وتستمد اسمها من الأنابيب التي كانت تستخدم لنقل الغاز المضغوط في عشرينات القرن الماضي. ففي تلك الحقبة أيضاً بدأ انتشار التصميم الصناعي في أوروبا، ليشمل الأزياء والديكور والمجوهرات والفنون المعمارية وغيرها.

ظهر هذا التصميم أول مرة في سوار ساعة «سيربنتي» الأيقونية (بولغري)

في عام 1948، وُلدت أساور بتصميم انسيابي يتشابك دون استخدام اللحام، تجسَّد في سوار أول ساعة من مجموعتها الأيقونية «سيربنتي». أدى نجاحها إلى توسعها لمجموعات أخرى، مثل «مونيتي» و«بارينتيسي» و«بولغري بولغري».

في مجموعتها الجديدة تلوّنت الأشكال الانسيابية المتموجة والأجسام المتحركة بدرجات دافئة من البرتقالي، جسَّدها المصور والمخرج جوليان فالون في فيلم سلط الضوء على انسيابية شبكات الذهب الأصفر ومرونتها، واستعان فيه براقصين محترفين عبّروا عن سلاستها وانسيابيتها بحركات تعكس اللفات اللولبية اللامتناهية لـ«توبوغاس».

بيد أن هذه التقنية لم تصبح كياناً مهماً لدى «بولغري» حتى السبعينات. فترة أخذت فيها هذه التقنية أشكالاً متعددة، ظهرت أيضاً في منتجات من الذهب الأصفر تُعبر عن الحرفية والفنية الإيطالية.

ظهرت تقنية «توبوغاس» في مجوهرات شملت أساور وساعات وعقوداً (بولغري)

لكن لم يكن هذا كافياً لتدخل المنافسة الفنية التي كانت على أشدّها في تلك الحقبة. استعملتها أيضاً في مجوهرات أخرى مثل «بارينتيسي»، الرمز الهندسي المستوحى من الأرصفة الرومانية. رصَّعتها بالأحجار الكريمة والألماس، وهو ما ظهر في عقد استخدمت فيه «التنزانيت» و«الروبيت» و«التورمالين الأخضر» مُحاطة بإطار من الأحجار الكريمة الصلبة بأشكال هندسية.

بعدها ظهرت هذه التقنية في ساعة «بولغري توبوغاس»، تتميز بسوار توبوغاس الأنبوبي المرن، ونقش الشعار المزدوج على علبة الساعة المصنوعة من الذهب الأصفر والمستوحى من النقوش الدائرية على النقود الرومانية القديمة. تمازُج الذهب الأصفر والأبيض والوردي، أضفى بريقه على الميناء المطلي باللكر الأسود ومؤشرات الساعة المصنوعة من الألماس.

من تقنية حصرية إلى أيقونة

تزينت بمجوهرات الدار نجمات عالميات فكل ما تقدمه يُعدّ من الأيقونات اللافتة (بولغري)

«بولغري» كشفت عن مجموعتها الجديدة ضمن مشروع «استوديو بولغري»، المنصة متعددة الأغراض التي تستضيف فيها مبدعين معاصرين لتقديم تصوراتهم لأيقوناتها، مثل «بي زيرو1» و«بولغري بولغري» و«بولغري توبوغاس». انطلق هذا المشروع لأول مرة في سيول في مارس (آذار) الماضي، ثم انتقل حديثاً إلى نيويورك؛ حيث تستكشف الرحلة الإرث الإبداعي الذي جسدته هذه المجموعة من خلال سلسلة من أعمال التعاون من وجهات نظر فنية متنوعة.

قوة هذه التقنية تكمن في تحويل المعدن النفيس إلى أسلاك لينة (بولغري)

بين الحداثة والتراث

قدّم الفنان متعدد المواهب، أنتوني توديسكو، الذي انضم إلى المنصة منذ محطتها الأولى ترجمته للأناقة الكلاسيكية بأسلوب امتزج فيه السريالي بالفن الرقمي، الأمر الذي خلق رؤية سردية بصرية تجسد التفاعل بين الحداثة والتراث. منح الخطوط المنسابة بُعداً ميتافيزيقياً، عززته التقنيات التي تتميز بها المجموعة وتحول فيه المعدن النفيس إلى أسلاك لينة.

تطورت هذه التقنية لتشمل قطعاً كثيرة من مجموعات أخرى (بولغري)

ساعده على إبراز فنيته وجمالية التصاميم، الفنان والمصمم الضوئي كريستوفر بودر، الذي حوَّل الحركة اللامتناهية وتدفق اللوالب الذهبية في «بولغري توبوغاس» إلى تجربة بصرية أطلق عليها تسمية «ذا ويف» أو الموجة، وهي عبارة عن منحوتة ضوئية حركية تتألف من 252 ضوءاً يتحرك على شكل أمواج لا نهاية لها، تتكسر وتتراجع في رقصة مستمرة للضوء والظل، لكنها كلها تصبُّ في نتيجة واحدة، وهي تلك المرونة والجمالية الانسيابية التي تتمتع بها المجموعة، وتعكس الثقافة الرومانية التي تشرَّبتها عبر السنين.