الشواطئ ملاذ المصريين في مواجهة لهيب الطقس

شواطئ الساحل الشمالي تشهد إقبالاً من المصريين (الشرق الأوسط)
شواطئ الساحل الشمالي تشهد إقبالاً من المصريين (الشرق الأوسط)
TT

الشواطئ ملاذ المصريين في مواجهة لهيب الطقس

شواطئ الساحل الشمالي تشهد إقبالاً من المصريين (الشرق الأوسط)
شواطئ الساحل الشمالي تشهد إقبالاً من المصريين (الشرق الأوسط)

دفعت موجة الحرارة الشديدة كثيراً من المصريين نحو الشواطئ القريبة منهم، والمعروفة بقلّة تكلفتها أو العروض الخاصة التي تقدّمها خلال الصيف.

وارتفعت درجات الحرارة بشدّة خلال الأيام الماضية، فأعلنت هيئة الأرصاد الجوّية عن وصولها إلى 40 درجة في الظلّ في القاهرة في إطار موجة الحرّ التي انتهت ذروتها، السبت، مع تأكيد على انخفاضها خلال اليومين المقبلين، لتعود إلى الارتفاع تدريجياً الأربعاء المقبل.

لهذا قرَّر محمد السيد (38 عاماً)، المقيم في القاهرة والعامل في مجال التسويق بالقطاع الخاص، الهروب من حرارة الجوّ والسفر إلى أحد الشواطئ ليومين فقط بسبب ظروف عمله. وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه اختار منطقة شاطئية قريبة من العاصمة في «العين السخنة»، حيث وجد عروضاً يمكن تحمُّل تكلفتها.

وشهدت شواطئ في مدن الغردقة وشرم الشيخ والإسماعيلية زحمة خلال موجة الحرّ الأخيرة، لقُرب بعضها من القاهرة، وللعروض المغرية لناحية الأسعار التي يقدّمها البعض، حيث تصل في شرم الشيخ إلى قضاء 4 أيام مقابل نحو 2000 جنيه (الدولار يساوي 48 جنيهاً مصرياً)، لتتراوح تذكرة الدخول إلى شواطئ مثل جمصة وبلطيم ورأس البر بين 5 و20 جنيهاً، بخلاف الخدمات.

كانت مصر قد شهدت أكثر من موجة حارّة، وأعلنت هيئة الأرصاد الجوّية في إحداها وصول الحرارة إلى 49 درجة في الظلّ بمحافظة أسوان الجنوبية؛ وهي قياسية وغير مسبوقة في هذا الموسم.

مصريون يقصدون البحر هرباً من الحرارة (الشرق الأوسط)

في هذا السياق، رأى المتخصِّص في الإرشاد السياحي الدكتور محمود المحمدي أنّ هذه الظاهرة تعمل على «تنشيط السياحة الداخلية في الصيف خصوصاً الترفيهية التي تعتمد على زيارة الشواطئ، وتُسهم في زيادة إشغال تلك المناطق لجهتَي المدة والسعة».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «الموجة الحالية يمكن مواجهتها برحلات اليوم الواحد؛ وهي المنتشرة في الشواطئ الشمالية، منها مدن جمصة ورأس البر وبلطيم»، لافتاً إلى أنّ «تلك الشواطئ تُعدُّ من المتاحة، ومن أهم مقاصد السياحة الترفيهية لسكان محافظات الوجه البحري، وبعضها يقدّم أيضاً خدمات الإسكان المؤقّت للأسر المتوسطة، المتراوحة مدّة إقامة أفرادها بين الأسبوع والـ10 أيام؛ وتكون عن طريق النقابات المهنية، وتُسجَّل فيها نسبة إنفاق متوسطة».

تشجَّع محمد السيد على السفر إلى أحد الشواطئ القريبة من القاهرة حين وجد عروضاً عن طريق أصدقاء، فقرّروا تشارُك التكلفة والمؤونة للاستمتاع بالبحر بعيداً عن حرارة القاهرة.

وإذ لفت المحمدي إلى «وجود نوع آخر من الأماكن السياحية المُعتمِدة على الفنادق والشقق الفندقية وتقصدها الطبقة الميسورة، حيث نسبة الإنفاق فيها تكون كبيرة»، أشار الخبير السياحي المصري محمد كارم إلى تعدُّد مستويات الشواطئ التي يلجأ إليها المصريون في مواجهة موجة الحرّ وخلال الإجازة الصيفية. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «في مصر شواطئ كثيرة ومتنوّعة تُناسب جميع الطبقات. فالأسر البسيطة مادياً ترتاد رأس البر وجمصة وبور سعيد، والمتوسطة مادياً تقصد الإسكندرية والعين السخنة ورأس سدر، وفوق المتوسطة تذهب إلى الساحل الشمالي أو شرم الشيخ أو الغردقة». وختم: «موجة الحرّ وموسم الإجازة جعلا السواحل في مرسي مطروح والإسكندرية تشهد إقبالاً كبيراً».


مقالات ذات صلة

أرياف المرتفعات في السعودية وجهة سياحية بطابع تراثي

يوميات الشرق تستهدف السعودية تطوير القطاع السياحي وتنمية سياحة المناطق الزراعية والريفية (واس)

أرياف المرتفعات في السعودية وجهة سياحية بطابع تراثي

أضحت الأرياف في مدن المرتفعات السعودية الباردة خياراً مفضلاً لدى الكثير من السياح والمصطافين من داخل وخارج البلاد ويجد فيها السائح فرصة للحياة وسط طبيعة بِكر.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق مصر تسعى لزيادة أعداد السائحين الأجانب عبر «الرحلات المباشرة» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تعوّل على «الرحلات المباشرة» لتنشيط السياحة

بهدف «تنشيط حركة السياحة» أعلنت وزارتا السياحة والآثار والطيران المدني المصريتان تسيير خط طيران مباشر جديد بين العاصمة الإسبانية مدريد ومدينة شرم الشيخ

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق إقبال كبير من الزوّار على الشواطئ البحرية رغم ما يشهده الصيف من ارتفاع بدرجات الحرارة (واس)

ارتفاع درجات الحرارة يدفع سكان جدة نحو الشواطئ

رغم موجة ارتفاع درجات الحرارة في العديد من البلدان حول العالم، تشهد الوجهات البحرية في جدة الساحلية إقبالاً كبيراً من الزوّار؛ للاستمتاع بالأجواء البحرية.

إبراهيم القرشي (جدة)
سفر وسياحة غرف فندقية على شكل كهوف (الشرق الأوسط)

«كيفوتوس» أعلى نقطة في سانتوريني والمحطة الأخيرة للشمس قبل مغيبها

جزر اليونان عديدة، ولكن يبقى لسانتوريني سحرها الخاص، فصدَق من أطلق عليها اسم «كاليستي» وتعني هذه الكلمة «الأجمل» باللغة اليونانية القديمة. من زار سانتوريني…

جوسلين إيليا (سانتوريني (اليونان))
يوميات الشرق زوار يلتقطون صوراً تذكارية مع أشهر الشخصيات الكرتونية في العالم التي تضمها المنطقة الترفيهية تحت سقف واحد (الشرق الأوسط)

جدة تجمع أكثر القصص والشخصيات شهرة في عالم «وارنر براذرز»

جمعت مدينة جدة الساحلية أكثر القصص والشخصيات شهرة في عالم «وارنر براذرز» ضمن موسمها الترفيهي 2024، عايش خلالها الزوار قصص الطفولة وشخصيات الأبطال الخارقين.

إبراهيم القرشي (جدة)

متظاهرون في برشلونة يرشون السياح بـ«مسدسات» المياه

متظاهرون في برشلونة يتسببون بأعمال شغب ضد السياح أدت إلى إقفال المطاعم (أ.ف.ب)
متظاهرون في برشلونة يتسببون بأعمال شغب ضد السياح أدت إلى إقفال المطاعم (أ.ف.ب)
TT

متظاهرون في برشلونة يرشون السياح بـ«مسدسات» المياه

متظاهرون في برشلونة يتسببون بأعمال شغب ضد السياح أدت إلى إقفال المطاعم (أ.ف.ب)
متظاهرون في برشلونة يتسببون بأعمال شغب ضد السياح أدت إلى إقفال المطاعم (أ.ف.ب)

عبر الإسبان في الآونة الأخيرة عن استيائهم من قدوم السياح بأعداد هائلة إلى مدنهم وجزرهم، لدرجة أنهم كتبوا لافتات تندد بالسياح وتدعوهم للعودة إلى ديارهم مثل: «رسالة إلى السياح... ارجعوا إلى دياركم» و«برشلونة ليست برسم البيع».

هذه الحملات المضادة للسياحة كانت موجهة في بادئ الأمر للسياح الإنجليز في أماكن، مثل جزر الكناري، عانت على مرّ السنين من العادات السيئة للزوار القادمين من بريطانيا، التي يصفها الإسبان بأنها تشوه بيئتهم وتتعارض مع تقاليدهم وعاداتهم.

واستمرت هذه الحملات لتطول جميع السياح وليس فقط من هم من بريطانيا، فاحتشد آلاف المتظاهرين في شوارع برشلونة في خطوة اعتراضية على السياحة المفرطة وانعكاساتها (برأيهم) على حياة ومعيشة الإسبان.

آلاف المتظاهرين في شوارع برشلونة ضد السياحة المفرطة (أ.ف.ب)

ويشتكي المتظاهرون الذين تجمعوا من نحو 150 منظمة في برشلونة من أن السياحة المفرطة تتسبب بزيادة تكلفة المعيشة، وارتفاع أسعار الإيجارات بشكل كبير، وتحول المدينة لتصبح «غير صالحة للعيش».

وحمل المتظاهرون يافطات تندد بالسياحة المفرطة، وعمد آخرون منهم إلى استخدام مرشات مياه على شكل مسدسات ضد بعض السياح.

كما أغلق المتظاهرون بعض المطاعم والفنادق في برشلونة التي تعد وجهة سياحية رئيسية تجذب ملايين المسافرين سنوياً.

وجاءت هذه المظاهرات في وقت تسعى فيه الدوائر الرسمية في برشلونة إلى وضع حد لتأجير الشقق السياحية بحلول عام 2029، لتسهيل الوصول إلى السكن للمقيمين، بحسب ما أعلن رئيس بلدية برشلونة الأسبوع الماضي.

وأكد رئيس البلدية، خلال مؤتمر صحافي، أن «برلمان كاتالونيا سمح بعدم تجديد تراخيص الشقق السياحية، وهو ما سيتيح إعادة 10 آلاف مسكن إلى سوق الإيجار أو البيع».

تعرض السياح في برشلونة للإهانة من قبل متظاهرين ضد السياحة المفرطة (أ.ف.ب)

ورداً على هذه الاحتجاجات والتصرفات التي قام بها بعض المتظاهرين ضد السياح، عبّر رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي عن غضبه جراء أعمال الترهيب التي تطول السياح في بلاده. وقال: «لا يجوز أن يعامل السائح الذي يأتي إلى إسبانيا ويدر عائدات مادية كبيرة بهذه الطريقة».

يشار إلى أن عدة مدن سياحية إسبانية تعرضت لأعمال شغب من قِبل ناشطين يرفضون توافد السياح إلى مدنهم، مثل بالما وبرشلونة، ويرون أن السياح يتسببون في زحمة كبيرة في الأماكن العامة وارتفاع أسعار الإيجارات الموسمية التي تعد غير قانونية.

وحسب صحيفة «الباييس» الإسبانية، فإن نحو 7 فنادق في برشلونة تعرضت لأعمال نهب نسبت إلى هذه الحركة.

آلاف المتظاهرين في برشلونة (أ.ف.ب)

وفي بالما السياحية، هاجم عدد من هؤلاء الناشطين مطعماً وأشعلوا الدخان المضيء ما أثار الرعب لدى السياح الموجودين فيه.

وينتمي هؤلاء النشطاء لحركة «آران» التي تأسست عام 2012 وتوسعت في جميع أنحاء إسبانيا وهي حركة مقربة من اليسار الداعي لاستقلال كاتالونيا وإنهاء النظام الرأسمالي والظلم العالمي والمساواة بين الجنسين.

رش المتظاهرون السياح في برشلونة بمسدسات المياه (أ.ف.ب)

تجدر الإشارة إلى أن إسبانيا هي ثالث وجهة سياحية في العالم بعد الولايات المتحدة وفرنسا وفق منظمة السياحة العالمية؛ حيث تشهد ارتفاعاً في عدد السياح الوافدين عليها، الذي يقارب 75 مليون سائح عام 2016، كما تحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث العائدات التي يدرها قطاع السياحة مع نحو 60 مليار دولار بارتفاع نسبة 6.7 في المائة خلال سنة.