«كيفوتوس» أعلى نقطة في سانتوريني والمحطة الأخيرة للشمس قبل مغيبها

جزيرة تترجم معنى السفر الخيالي

غرف فندقية على شكل كهوف (الشرق الأوسط)
غرف فندقية على شكل كهوف (الشرق الأوسط)
TT

«كيفوتوس» أعلى نقطة في سانتوريني والمحطة الأخيرة للشمس قبل مغيبها

غرف فندقية على شكل كهوف (الشرق الأوسط)
غرف فندقية على شكل كهوف (الشرق الأوسط)

جزر اليونان عديدة، ولكن يبقى لسانتوريني سحرها الخاص، فصدَق من أطلق عليها اسم «كاليستي» وتعني هذه الكلمة «الأجمل» باللغة اليونانية القديمة.

من زار سانتوريني الواقعة في جنوب بجر إيجة، والتي تعدّ جزءاً من جزر سيكلاديس، يدرك مدى روعة هذا المكان الصامت والذي يهمس في الجدران الصخرية المحيطة ببحيرة «كالديرا» التي تشكلت بعد الانفجار البركاني الذي حدث قبل نحو 3600 عام.

بيوت وفنادق بيضاء بقبب زرقاء تترامى على قمم المنحدرات وكأنها ثلوج (شاترستوك)

الجزيرة معروفة بمناظرها الخلابة وفنادقها وبيوتها البيضاء ذات القبب الزرقاء المحفورة في الصخر، أشهر قراها «ثيرا» Thera وتلفظ «فيرا» و«Oia» وتلفظ «إيا»، بالإضافة إلى قرية «إميروغيغلي» Imerovigli التي تعدّ الأقدم والأقل زحمة والأعلى فوق سطح البحر في الجزيرة وتطل على صخرة «سكاروس» التي كانت بالماضي تضم في أعلاها قلعة بيزنطية كانت تستخدم لصد هجمات القراصنة.

يمكن الوصول إلى سانتوريني بحراً وجواً، فهي تبعد نحو 200كلم جنوب شرقي العاصمة اليونان، وتسيّر شركات عديدة من بينها «سي جيت» رحلات بحرية عديدة يومياً للوصل إليها والتنقل ما بين الجزر اليونانية.

روعة حقيقية في سانتوريني الحالمة والرومانسية (الشرق الأوسط)

بدأت الرحلة من لندن، هناك شركات طيران عدة تسيّر رحلات يومية مباشرة تصل إلى مطار «ثيرا» في سانتوريني، تستغرق الرحلة نحو 4 ساعات تنقلك إلى مناخ دافئ يزودك بجرعة كافية من الفيتامين «دال».

اخترنا الإقامة هذه المرة في قرية «إيميروفيغلي» الهادئة، والتي تبعد نحو 15 دقيقة بالسيارة من المطار، خيارات الإقامة عديدة جداً وكلها تندرج تحت نسق واحد من حيث إنها كلها محفورة في الجبال تصل إليها عبر مسارات خاصة وسلالم تتطلب بعض الجهد البدني، وأغلب الغرف والأجنحة الفندقية تضم برك سباحة خاصة لكل منها؛ وذلك لأن الشواطئ ليست هي الأجمل في هذه الجزيرة.

إطلالات رائعة تشتهر بها سانتوريني (الشرق الأوسط)

مغيب الشمس بالنسبة لي يبعث في نفسي شعوراً لا يمكن وصفه، فأردت أن أتنعم بمشهد الشمس وهي تغيب من أجمل وأعلى نقطة في الجزيرة فاخترت الإقامة في «كيفوتوس سانتوريني» Kivotos Santorini الذي يتميز بأشياء عدة ، على رأسها لونه الخارجي الداكن ليكون مكان الإقامة الوحيد بهذا اللون بين باقي الكهوف البيضاء، تم اختيار هذا اللون ليجسد لون البراكين، وتم وضع قطع زجاجية صغيرة على الجدران الخارجية تضاء ليلاً باللون الأحمر لكي تضيف سحراً يذكرك بأنك في ضيافة أرض البراكين. تم تصميم «كيفوتوس» وتعني التسمية «القوس» على شكل سفينة، وهذه خطوة جريئة جداً في جزيرة بيضاء، تكلل بيوتها وفنادقها المنحدرات البركانية وكأنها ثلوج بيضاء، ولكن هناك مغذى من هذا يدور حول فكرة التحكم بالإحساس من خلال اختيار الإضاءة التي تتناغم مع حواسك وشعورك.

عندما تجلس على شرفة مطعمه «مافرو» المطلة مباشرة على صخرة «سكاروس» التي يتسابق الزوار على الوصول إلى قمتها لوداع الشمس، تشعر يومياً بأن عقارب الساعة قد توقفت وساد الجزيرة السكون، وتوجهت كل الأنظار إلى الأفق البعيد لرؤية الشمس وهي تختفي وراءه على أنغام الموسيقى الهادئة.

فتح «كيفوتوس» أبوابه عام 2019 وتملكه عائلة ميكوبولوس اليونانية التي لها باع طويل في مجال الضيافة والفن والهندسة المعمارية، وهذا واضح من خلال تصميم ديكور الغرف والأجنحة المطلية بلون داكن جداً تتخلله إنارة خافتة منبعثة من الجدران، معظم الأجنحة تضم بركة سباحة خاصة بها أو جاكوزي داخلية، وبعضها يمتد على طابقين وكلها مطلة على الكالديرا وعلى قمة المنحدرات الصخرية بالجزيرة.

بِركة سباحة خاصة بكل غرفة وجناح (الشرق الأوسط)

أجمل ما في هذا المكان هو مفهمومه للضيافة غير التقليدية، حيث يأخذ الضيوف في رحلة تعيد اكتشاف أنفسهم وإعادة جدولة ما هو مهم في الحياة، فهو يجذب النزلاء والزوار من خارجه للتمتع بأجمل الإطلالات البانورامية روعة بحكم علوه الشاهق والتمتع ببركة السباحة الزجاجية وتناول ألذ الأطباق في مطعم «مافرو» الذي يقدّم المأكولات المتوسطية بلمسة عصرية جداً وبتصرف من الطاهي الرئيسي فيه الشيف ديميتريس كاتريفيسيس. ولا يقتصر هذا الشعور على فترة الغروب إنما أيضاً عندما تستيقظ باكراً، وتجلس على شرفتك الخاصة وتحتسي القهوة وتتناول الفطور اليوناني وتشاهد الجزيرة وهي تستيقظ بهدوء، ولا يتخلل هذا المشهد إلا همسات المارة على السلالم ورؤية من استيقظ باكراً مثلك لتنفس الهواء النقي وإلقاء همومه اليومية في ماء البحر واغتسال روحه في واحة من السلام والسكينة.

هل أعطيت سانتوريني تقديراً مبالغاً به؟

جناح رائع مطلّ على مناظر خلابة (الشرق الأوسط)

هذا السؤال يطرحه كل من لم يزر سانتوريني بعد، والسبب بديهي جداً، فهي جزيرة هادئة جداً، وتقتصر على الرومانسية، وتشتهر كونها من أكثر الجزر اليونانية التي يقضي فيها العرسان شهر العسل أو يقيمون فيها أعراسهم أو حتى يتقدمون لطلب الزواج فيها، تزخر بالكثير من الزيارات والنشاطات التي يمكن القيام بها، ولكن برأي أعتقد بأن الإقامة فيها تكفي لأربعة أو خمسة أيام فقط، ومن أهم ما يمكن أن تقوم به هو اكتشاف كالديرا سانتوريني التي تعدّ إحدى عجائب الدنيا الطبيعية في العالم وارتبطت بأسطورة مدينة أتلانتس. فهي مكونة من الصخور والمنحدرات والجزر البركانية التي تندمج برشاقة مع زرقة البحر والسماء.

غرف فندقية على شكل كهوف (الشرق الأوسط)

أفضل طريقة لاكتشافها عن طريق استئجار قارب في رحلة بحرية في أثينيو أو جيالوس أو أمودي والاستمتاع بجولة حولها واستكشاف «إيا» و«فيرا» النابضتين بالحياة، حيث تضم كل منهما العديد من المطاعم والمتاجر الصغيرة التي تبيع المنتجات المحلية.

غرفة تجعلك تشعر وكأنك تنام داخل البركان (الشرق الأوسط)

إليك أهم الأماكن التي تستحق الزيارة في سانتوريني:

زيارة الشواطئ:

شاطئ الأحمر: برماله الحمراء التي تجعله فريداً من نوعه.

شواطئ بيريسا وكماري: التي تتميز برمالها السوداء البركانية.

زيارة الأماكن الأثرية:

أكروتيري: المدينة الأثرية المدفونة تحت الرماد البركاني.

فيرا القديمة: الموقع الأثري الذي يعود إلى الفترة المينوية.

الينابيع الساخنة:

تقع بالقرب من جزيرة نيا كاميني البركانية، وتشتهر بمياهها الساخنة الغنية بالمعادن.

النشاطات البحرية:

الغوص، السنوركلينغ، ورحلات القوارب حول الكالديرا والينابيع الساخنة.

الهندسة المعمارية الفريدة:

المنازل التقليدية التي تشبه الكهوف والمعروفة باسم «هيبوسكاستا» (Hyposkasta )، والتي تبنى داخل الصخور البركانية لتوفير حماية من الحرارة والبرودة.

استكشاف «إيا»:

تُعَدُّ «إيا» واحدة من أكثر الأماكن جاذبية في سانتوريني، تشتهر بمنازلها البيضاء ذات القبب الزرقاء. يمكنك التنزه في شوارعها الضيقة المرصوفة بالحصى والاستمتاع بالمحال الصغيرة والمقاهي الرومانسية. لا تفوّت فرصة مشاهدة غروب الشمس الساحر، فهو يُعَدُّ من أجمل مشاهد الغروب في العالم.

زيارة فيرا:

فيرا هي العاصمة النابضة بالحياة لجزيرة سانتوريني. يمكنك زيارة المتاحف مثل متحف الآثار ومتحف ما قبل التاريخ، واستكشاف البازار المحلي، وتناول وجبة في أحد المطاعم التي تطل على البحر. كما يمكنك ركوب التلفريك أو النزول على الدرج الطويل الذي يصل إلى الميناء القديم.

زيارة مدينة أكروتيري الأثرية:

أكروتيري هي موقع أثري يعود إلى العصر البرونزي، وقد دُفنت تحت الرماد البركاني منذ أكثر من 3600 عام. يمكنك استكشاف بقايا المباني والمنازل والمتاجر التي تعود إلى تلك الفترة، والتعرف على الحياة القديمة في سانتوريني.

أفضل طرق التجول في الجزيرة؟

استئجار سيارة

المزايا: يمنحك حرية التنقل واستكشاف الجزيرة في وقتك الخاص. يمكنك زيارة الأماكن البعيدة عن المناطق السياحية الشهيرة.

المواقع: يمكنك استئجار السيارة من مطار سانتوريني أو من مراكز تأجير السيارات في فيرا وإيا.

النصائح: تأكد من الحجز مسبقاً خاصة خلال موسم الذروة، وكن حذراً عند القيادة على الطرق الضيقة والمتعرجة.

استئجار دراجة نارية أو ATV

المزايا: خيار شائع بين السياح ويمكنك استئجار دراجات نارية أو مركبات رباعية الدفع (ATV) لاستكشاف الجزيرة.

المرونة: مثالي للأزواج أو الأفراد الذين يرغبون في تجربة مغامرة أكثر حيوية.

النصائح: تأكد من ارتداء الخوذة واتباع قواعد السلامة المرورية.

استخدام الحافلات المحلية

المزايا: وسيلة اقتصادية ومريحة للتنقل بين المدن الرئيسية والقرى.

التغطية: الحافلات تربط معظم المناطق السياحية مثل فيرا وإويا وكماري وبيريسا.

النصائح: تحقّق من جداول الحافلات مسبقاً؛ لأنها قد تتغير حسب الموسم.

استئجار تاكسي

المزايا: مناسب للتنقلات القصيرة أو إذا كنت ترغب في راحة تامة.

التوافر: التاكسيات متوافرة في المدن الرئيسية.

النصائح: تأكد من الاتفاق على السعر مسبقاً أو استخدام التاكسيات ذات العداد.

جولات المنظمة

المزايا: تتيح لك فرصة استكشاف الجزيرة مع دليل محترف. تتوافر جولات برية وبحرية تشمل زيارة المواقع الرئيسية.

الأنواع: يمكنك اختيار جولات بالحافلة أو بالقوارب، حسب اهتماماتك.

النصائح: احجز الجولات مسبقاً خاصة في موسم السياحة العالية.

المشي

المزايا: طريقة رائعة لاستكشاف القرى الصغيرة والأزقة الضيقة خاصة في إيا وفيرا.

التجربة: ستستمتع بالمناظر الخلابة والتفاعل مع السكان المحليين.

النصائح: ارتدِ أحذية مريحة واحمل معك خريطة أو استخدم تطبيقات إلكترونية على هاتفك الذكي.

الدراجات الهوائية

المزايا: خيار بيئي وصحي، مناسب للتنقلات القصيرة.

التجربة: يمكنك استئجار دراجات هوائية واستكشاف المناطق القريبة.

النصائح: تأكد من استعدادك للطرق المتعرجة والمرتفعات.


مقالات ذات صلة

ستيفاني قبلان تروّج للبنان عبر لهجات مناطقه

سفر وسياحة تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)

ستيفاني قبلان تروّج للبنان عبر لهجات مناطقه

اختارت المخرجة اللبنانية ستيفاني قبلان الإضاءة على لهجات المناطق اللبنانية بوصفها محتوى لمنشوراتها الإلكترونية.

فيفيان حداد (بيروت )
سفر وسياحة متظاهرون في برشلونة يتسببون بأعمال شغب ضد السياح أدت إلى إقفال المطاعم (أ.ف.ب)

متظاهرون في برشلونة يرشون السياح بـ«مسدسات» المياه

عبر الإسبان في الآونة الأخيرة عن استيائهم من قدوم السياح بأعداد هائلة إلى مدنهم وجزرهم، لدرجة أنهم كتبوا لافتات تندد بالسياح وتدعوهم للعودة إلى ديارهم.

جوسلين إيليا (لندن)
يوميات الشرق مسافرون يصطفون في مطار هيثرو  (د.ب.أ)

كيف تحصل على تذكرة طيران رخيصة الثمن؟

قدمت الخبيرة في شؤون السفر والرحلات كاتي ناسترو نصائح لمن يستخدمون خدمة «غوغل فلايتز» للحصول على تذكرة طيران رخيصة الثمن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
يوميات الشرق أنشطة وفعاليات وتجارب متنوعة عايشها زائر منطقة «ليالي القاهرة» في «سيتي ووك» (الشرق الأوسط)

جدة... تُبحر بزوارها في رحلة استثنائية إلى الحضارة المصرية

أتاحت منطقة «ليالي القاهرة» ضمن الموسم الترفيهي في جدة، لزوارها فرصة الانغماس في الحضارة والثقافة الغنية للبلد الزاخر بإرثه التاريخي الكبير.

إبراهيم القرشي (جدة)
الاقتصاد ممشى «بوليفارد باتومي» الذي يضم تمثال علي ونينو الشهير (الشرق الأوسط)

مدينة باتومي الجورجية تتطلع لجذب الزوار السعوديين ضمن مساعي رفد السياحة

شدّد مسؤولون في إدارة السياحة والمنتجعات بمنطقة "أجارا" الجورجية - التي تعتبر مدينة باتومي عاصمة لها - على تطلعاتهم لزيادة الزوار السعوديين في المنطقة.

آيات نور (باتومي)

جزر «أمهات»... إمكانات سياحية بقيادة الشباب السعودي

TT

جزر «أمهات»... إمكانات سياحية بقيادة الشباب السعودي

مبادرات تدريب وتأهيل منتهية بالتوظيف في الشركة (البحر الأحمر الدولية)
مبادرات تدريب وتأهيل منتهية بالتوظيف في الشركة (البحر الأحمر الدولية)

في ظل «رؤية السعودية 2030» التي تسعى لتعزيز السياحة وتنويع الاقتصاد، تشهد جزر «أمهات» في البحر الأحمر نقلة نوعية يقودها شباب وشابات سعوديون طموحون. تقع هذه الجزر في منطقة تبوك شمال غربي المملكة، وتتميز بجمالها الطبيعي الفريد وشواطئها البكر ومياهها الزرقاء الصافية.

إمكانات واعدة للسياحة

تعد جزر «أمهات» وجهة سياحية واعدة بفضل تنوعها البيئي والبحري، ما يجعلها مناسبة لمختلف الأنشطة السياحية مثل الغوص، والغطس، والرياضات المائية، ورحلات السفاري البحرية. وبدأت الجهود الحثيثة من قبل شركة «البحر الأحمر الدولية»، لتحويل هذه الجزر إلى مقصد سياحي عالمي عبر تطوير البنية التحتية والفنادق والمنتجعات السياحية الفاخرة.

وتتولى «البحر الأحمر الدولية» الإشراف على خلق وتطوير وجهات للسياحة الفاخرة في السعودية مثل وجهتي «البحر الأحمر» و«أمالا»، بهدف إرساء معايير عالمية جديدة في مجال التنمية المسؤولة، وتعمل على توفير أكثر من 120 ألف فرصة عمل جديدة بشكل مباشر وغير مباشر على مستوى الوجهتين، وبلغ إجمالي نسبة العقود الممنوحة للموردين السعوديين المسجلين في المملكة نحو 70 في المائة.

الشباب وتطوير السياحة

يساهم الشباب السعودي بدور رئيسي في تطوير السياحة بجزر «أمهات»، حيث يعملون في مجالات متعددة تشمل تنظيم الرحلات السياحية، وإدارة الفنادق والمنتجعات، وتقديم الخدمات السياحية المميزة. كما يقومون بإنشاء مشاريع مبتكرة تستغل الموارد الطبيعية والثقافية للجزر، مع التركيز على الاستدامة وحماية البيئة.

مبادرات تدريب وتأهيل منتهية بالتوظيف في الشركة (البحر الأحمر الدولية)

تمكين الشباب السعودي

تلعب الفنادق والمنتجعات التي تطوِّرها «البحر الأحمر الدولية» دوراً بارزاً في توفير فرص عمل للشباب السعودي من الجنسين. عبد الرحمن مساوي مدير فندق تيرتل باي يسلط الضوء على كيفية مساهمة هذه الفنادق في تمكين الشباب السعودي ومجالات عملهم المتنوع.

يقول مساوي إن الاستثمار في الكوادر الوطنية يعد استثماراً في مستقبل المملكة، مؤكداً أن المنتجعات التي تطوِّرها «البحر الأحمر الدولية» توفر مجموعة واسعة من الفرص الوظيفية التي تشمل: الضيافة وخدمة العملاء، الطهي وإعداد الطعام، الأنشطة الترفيهية والرياضية والمغامرات، الإدارة والتسويق.

وبالإضافة إلى المهن التقنية والفنية، يعمل الشباب السعودي في مجالات الهندسة والصيانة وتكنولوجيا المعلومات والتصميم وغيرها من المهن التقنية والفنية التي تساهم في تشغيل المنتجعات بكفاءة، إضافة إلى المهن البيئية والاستدامة التي يشارك من خلالها الشباب السعودي في تطبيق مبادرات الاستدامة والحفاظ على البيئة في المنتجعات، بما يتماشى مع رؤية «البحر الأحمر الدولية» للسياحة المستدامة.

عبد الرحمن مساوي مدير فندق تيرتل باي بخبرة في مجال الضيافة تزيد عن 20 عاماً (الشرق الأوسط)

المهارات المطلوبة

يؤكد مساوي أن سوق العمل في قطاع السياحة السعودي يتطلب مجموعة متنوعة من المهارات والخبرات أولها المهارات الشخصية، كمهارات التواصل الفعال، وخدمة العملاء المتميزة، وحل المشكلات واتخاذ القرارات، إلى جانب العمل الجماعي، والمرونة والتكيف، إضافة إلى المبادرة والمسؤولية، واللباقة وحسن المظهر.

كما يحتاج سوق العمل أيضاً إلى المهارات الفنية كإجادة اللغات الأجنبية، وعلى رأسها الإنجليزية، والمعرفة بالثقافات المختلفة وأساسيات السياحة والضيافة، إضافة إلى المهارات الرقمية والإدارية والتنظيمية.

قصص نجاح ملهمة

من بين هؤلاء الشباب، تبرز قصص نجاح عديدة. على سبيل المثال، عمر الجهني، شاب طموح من أملج، بدأ رحلته في عالم الضيافة من نقطة البداية. بعد تخرجه من الجامعة بأملج بتخصص اللغة الإنجليزية، انضم إلى فريق فندق تيرتل باي التابع لوجهة «البحر الأحمر» كقائد مركبة في المكاتب الأمامية.

لم يكن عمر مجرد قائد مركبة، بل كان شغوفاً بقطاع السياحة ومتحمساً للمشاركة في تطوير منطقته. استغل هذه الفرصة ليمارس أصول الضيافة والترحيب بالضيوف التي اعتاد عليها منذ صغره فهو في مجتمع يرحب بضيوفه والزوار، فعمر يقوم بعمله بتفانٍ وإخلاص وبابتسامته بداية من استقبالهم في الفندق وحتى توديعهم.

عمر الجهني شاب طموح من أملج يسطر قصة نجاح ملهمة في السياحة الداخلية بالسعودية (الشرق الأوسط)

بعد عام من العمل الجاد والتفاني، لمع نجم عمر وتمت ترقيته إلى موظف استقبال في عام 2022. يعتبر عمر أن هذه الترقية لم تكن مجرد خطوة في مساره المهني، بل كانت دليلاً على أن الاجتهاد والطموح يفتحان الأبواب في قطاع السياحة المزدهر.

يرى عمر أن قطاع الضيافة يوفر فرصاً وظيفية لا حصر لها، خاصة مع تطور الأعمال في «البحر الأحمر الدولية» الذي يوفر فرصاً كبيرة لأهالي مناطق البحر الأحمر. ويؤكد أن الخطوة الأولى للنجاح في هذا المجال هي الرغبة في التعلم والتطور، حتى لو بدأت من الصفر.

من خلال عمله في مجال الضيافة، تعرف عمر على ثقافات مختلفة واكتسب مهارات قيمة في التواصل والتعامل مع الآخرين. كما استفاد من الدورات الخارجية المقدمة من وزارة السياحة لتطوير مهاراته وتوسيع معرفته.

قصة عمر الجهني هي قصة نجاح ملهمة تثبت أن الطموح والاجتهاد هما مفتاح النجاح في قطاع الضيافة المزدهر في المملكة. ويرى أن «البحر الأحمر الدولية» ساهمت في بناء مستقبله ومستقبل المنطقة ككل.

سعوديات في السياحة

رغد خياط، كابتن الأغذية والمشروبات في فندق تيرتل باي بوجهة «البحر الأحمر»، تعد نموذجاً مشرفاً للشباب السعودي الطموح الذي اختار العمل في قطاع السياحة والفندقة، إيماناً منها بآفاق النمو الواسعة التي يتيحها هذا المجال على الصعيدين المحلي والدولي.

رغد خياط كابتن في الأغذية والمشروبات بفندق تيرتل باي البحر الأحمر (الشرق الأوسط)

تتحدث رغد عن تجربتها بقولها: «اخترت العمل في قطاع السياحة والفندقة، لأنه يشهد نمواً متسارعاً على الصعيد العالمي، ويمثل رافداً اقتصادياً مهماً للدول، رؤية طموحة مثل رؤية (البحر الأحمر الدولية) متوافقة مع رؤية السعودية 2030، وما تقدمه من برامج تدريبية وتطويرية، تؤكد على الاهتمام الكبير بهذا القطاع والحرص على الريادة في السياحة المستدامة».

تضيف رغد أن هذا القطاع يتطلب مهارات متنوعة في التواصل وحل المشكلات والتفكير الإبداعي، ويوفر فرصاً مستمرة للنمو والتطور من خلال التعامل مع مختلف الثقافات واكتساب خبرات جديدة، وتقول: «إن الدعم الحكومي الكبير والاستثمارات المتزايدة في هذا المجال تفتح آفاقاً واسعة للنجاح والتطور المهني».

إيماناً منها بأهمية التدريب النوعي كحجر الأساس للنجاح في أي مجال، حرصت رغد على الالتحاق بـ«البحر الأحمر الدولية» والاستفادة من البرامج والدورات التي تقدمها الشركة لتطوير مهاراتها واكتساب الخبرة الكافية في مجال عملها، واختارت مسار الأغذية والمشروبات تحديداً، إدراكاً منها لأهميته كأحد أهم مقومات الجذب السياحي.

تؤكد رغد أن الأطعمة والمشروبات نافذة على ثقافة وتراث أي مجتمع، ومن خلال المساهمة في إعداد وتقديم الأطباق المحلية للسياح والزوار، تسعى لتعريفهم بهوية المنطقة وجزء من ثقافتها، مضيفة: «هذا ما تسعى إليه رؤية (البحر الأحمر الدولية)، وأنا فخورة بأن أكون جزءاً من هذا الجهد الوطني لتعزيز السياحة في المملكة».

تشير تجربة فنادق ومنتجعات «البحر الأحمر الدولية» إلى أن شباب وشابات السعودية يلعبون دوراً حاسماً في قيادة مستقبل السياحة الداخلية في جزر البحر الأحمر، مما يسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وتنويع مصادر الدخل الوطني.