«الرفيق قبل الطريق»... فكيف نختار شريك السفر؟

ابتعد عن البخلاء والمزاجيين

الاختلاف في رأي شركاء السفر يؤثر على نجاح الرحلة (شاترستوك)
الاختلاف في رأي شركاء السفر يؤثر على نجاح الرحلة (شاترستوك)
TT

«الرفيق قبل الطريق»... فكيف نختار شريك السفر؟

الاختلاف في رأي شركاء السفر يؤثر على نجاح الرحلة (شاترستوك)
الاختلاف في رأي شركاء السفر يؤثر على نجاح الرحلة (شاترستوك)

أقوال مأثورة كثيرة ومعروفة في لبنان تتعلق بشريك السفر. ولعل أشهرها «الرفيق قبل الطريق» و«بدك تعرفو سافر معو».

فقرار القيام برحلة سفر مع أحدهم يتطلب التفكير ملياً قبل الإقدام عليه. عادة ما يخيل إلينا أن أقرب أصدقائنا هم الأفضل لمرافقتنا في رحلة ما. وسرعان ما تتبدد آمالنا عندما نكتشف أن هذا الصديق لا يصلح لمشروع مماثل.

فاختيار شريك السفر ليس بالأمر السهل. وعادة ما ينصح بالابتعاد عن الشخص البخيل والمزاجي. وكذلك عن الذي لديه عادات وطقوس لا يستطيع التخلي عنها.

فالسفر يحتاج إلى رفيق درب يتمتع بطاقة إيجابية ولديه حب الاكتشاف. وكذلك إلى من يهوى القيام بمغامرات جديدة تخوله إمضاء عطلة لا تشبه غيرها.

أما القاعدة الذهبية التي ينصح بها، فهي اختيار شريك سفر من العمر نفسه. فلا تلجأ إلى شخص يصغرك أو يكبرك بسنوات عدة؛ عندها ستأخذ الرحلة منحى العقاب لكون الأهواء والأذواق تتبدل مع العمر.

التناغم بين شركاء السفر ضروري (شاترستوك)

وإليك 5 قواعد أساسية يجب اتباعها في أسلوبك لاختيار الشريك المناسب خلال السفر...

ابحث عمن يشبهك في هواياته

كي تمضي وقتاً ممتعاً خلال رحلة سفر معينة، على شريكك أن يشاركك الهوايات نفسها. إنها أولوية يجب اتباعها عند اختيارنا رفيق الدرب في رحلة ما. فلا يجوز أن يكون هذا الصديق شخصاً يحب زيارة المتاحف مثلاً والأماكن الأثرية فيما أنت تفضل التسوق. ولذلك من الأفضل قبل الشروع في تنفيذ خطة سفر إجراء أحاديث طويلة مع الطرف الآخر. وتعبّر خلالها عما يلفتك في أثناء السفر وما تفضل القيام به. عندها ستتمكن من اتخاذ قرارك المناسب.

ميزانية السفر بند أساسي

قد تكون من الأشخاص الذين يولون للسفر خطة معينة تتعلق بالميزانية التي ترغب في صرفها في أثناء الرحلة. وقد لا يزعجك مصادفة مفاجآت تفرض عليك تقليص ميزانيتك أو توسيعها؛ ولذلك على الشريك في السفر أن يملك أسلوبك نفسه في التفكير بهذا الأمر. وهو ما يحتاج إلى نقاش معه يشمل الإقامة وتناول الطعام وتحديد أماكن لزيارتها. وعليكما أن تكونا متقاربين من حيث التفكير في هذه الأمور. وهذا الموضوع يجب أن يتم التطرق إليه في بداية تنظيم أي رحلة سفر مع شخص آخر. فلا يجوز أن تكون من محبي الإقامة في أماكن مرفهة ومرتفعة السعر، بينما رفيقك يفضل غرفة في «موتيل» متواضع.

تنسيق مواعيد النوم والاستيقاظ

قد يعتقد البعض أن توقيت الذهاب إلى النوم والاستيقاظ صباحاً خلال السفر أمر لا يستحق نقاشه مع رفيق السفر. ولكن على العكس، فإن هذا البند يستحق النقاش والحوار حوله مع الشريك المفترض أن يرافقك في رحلتك. واختيار شريك من العمر نفسه تقريباً، يقرب المسافات بينك وبينه من أجل مواعيد النوم والاستيقاظ. فخلال السفر نفعل المستحيل للاستفادة من كل لحظة نقضيها في بلد ما. ولذلك عليك اختيار رفيق سفر يتمتع بأسلوبك نفسه في النوم والاستيقاظ صباحاً.

الاختلاف في رأي شركاء السفر يؤثر على نجاح الرحلة (شاترستوك)

لا تسافر مع شخص لديه هوس التنظيم

من يجب أن تسافر معه عليه أن يكملك بطريقة عيشه. ولذلك ينصح عادة بعدم السفر مع شخص يعاني من إفراط في التنظيم، بحيث يكون لديه هوس بهذا الموضوع يطول أدق التفاصيل، فيضع لائحة محددة بكل مشوار ونزهة عليكما القيام بها، ولا يفسح المجال للقيام بمغامرة رياضية قد تصادفكما. هذا الشخص قد يزعجك في طريقة مشاركتك مكان إقامتك. فإذا - عن طريق الخطأ - بدّلت وضعية أغراضه فقد تنشأ المشكلات بينك وبينه. فلذلك عليك التعرف إلى هذه الناحية في شخصيته كيلا تتعرض إلى مواقف محرجة أنت في غنى عنها.

امتحان تجريبي يسبق قرارك

كي تتدارك أي مفاجأة خلال سفرك مع شخص معين فالأفضل أن تجري امتحاناً تجريبياً يخولك التعرف إليه من كثب. وهذا الامتحان يقتضي تمضية يوم كامل معه لتستطيع التعرف إليه من قرب. فالذهاب معاً بالسيارة نفسها وإلى عنوان واحد يشكل نموذجاً صغيراً لما ينتظرك فيما لو سافرت معه. وجهة الرحلة يجب أن تكون جديدة على كل منكما، فتكتشفانها معاً كما لو كانت جزءاً من رحلة السفر التي تنويان القيام بها.


مقالات ذات صلة

80 مليار دولار عائدات السياحة في شنغهاي خلال 2024

الاقتصاد متنزهون يلتقطون صوراً تذكارية على ضفة النهر مقابل الحي المالي بمدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

80 مليار دولار عائدات السياحة في شنغهاي خلال 2024

ذكرت السلطات المحلية في الصين، أن بلدية شنغهاي بشرقي البلاد، حققت عائدات سياحية قياسية بلغت 576.1 مليار يوان (نحو 80.3 مليار دولار) في عام 2024.

«الشرق الأوسط» (شنغهاي)
الاقتصاد جزيرة شيبارة أحد مشاريع البحر الأحمر في السعودية (الشرق الأوسط)

تقرير أممي يدعو رواد الأعمال لتوظيف الذكاء الاصطناعي في السياحة

في وقت تعمل الحكومة السعودية على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في قطاعها السياحي، يبرز دور شركات القطاع في مجاراة الخطوات الحكومية.

بندر مسلم (الرياض)
سفر وسياحة من الأماكن السياحية المرتبطة بالرائحة في اليابان (غيتي)

كيف توثق ذكريات رحلتك عن طريق حاسة الشم؟

علاقة السفر بالرائحة الجميلة عميقة ومليئة بالمشاعر والذكريات. الرائحة لديها قدرة مذهلة على استدعاء الذكريات والمشاعر المرتبطة بأماكن وأوقات معينة.

جوسلين إيليا (لندن)
سفر وسياحة جزيرة طغاغين... سحر المياه والإستجمام  (منتجع طغاغين- إنستغرام)

جزيرة «طغاغين»... مغامرة سياحية في صحراء مصر الغربية

هل تبحث عن مكان هادئ ومنعش يطل على الماء، بعيداً عن صخب وضجيج المدينة للراحة والاستجمام؟ لماذا لا تفكر في قضاء إجازتك القادمة في جزيرة «طغاغين» (غرب مصر)؟ في هذه الجزيرة، الواقعة في مدخل واحة سيوة (جنوب غربي القاهرة)، ستكون لديك فرصة للاستمتاع بوقتك وسط الطبيعة الساحرة، فضلاً عن استكشاف اختيارات متعددة من الأنشطة، تستعيد من خلالها شغفك وطاقتك للحياة والعمل.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق تُوفر غرف الفنادق للضيوف بيئات مثالية للحصول على نوم هانئ ليلاً (أرشيفية - رويترز)

نصائح للتغلب على الإرهاق والنوم بشكل أفضل أثناء السفر

قد يواجه بعض الأشخاص صعوبة في النوم، ربما بسبب فارق التوقيت عند السفر عبر مناطق زمنية مختلفة، أو ببساطة بسبب الإقامة في بيئة جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

كيف توثق ذكريات رحلتك عن طريق حاسة الشم؟

من الأماكن السياحية المرتبطة بالرائحة في اليابان (غيتي)
من الأماكن السياحية المرتبطة بالرائحة في اليابان (غيتي)
TT

كيف توثق ذكريات رحلتك عن طريق حاسة الشم؟

من الأماكن السياحية المرتبطة بالرائحة في اليابان (غيتي)
من الأماكن السياحية المرتبطة بالرائحة في اليابان (غيتي)

علاقة السفر بالرائحة الجميلة عميقة ومليئة بالمشاعر والذكريات. الرائحة لديها قدرة مذهلة على استدعاء الذكريات والمشاعر المرتبطة بأماكن وأوقات معينة، وهذا ينطبق بشكل خاص على السفر.

عندما نسافر إلى أماكن جديدة، نشتم روائح مميزة مثل عبير الزهور في حديقة استوائية، أو رائحة القهوة الطازجة في مقهى صغير بأحد شوارع باريس، أو نسيم البحر على شواطئ جزر المالديف. هذه الروائح تصبح جزءاً لا يتجزأ من تجربتنا في تلك الأماكن، وتجعل الذكريات مرتبطةً بها.

الفنادق تختار الشموع بعطر خاص بها (الشرق الأوسط)

حتى بعد عودتنا، قد تصادفنا رائحة مشابهة، عطر معين أو رائحة طعام، فتأخذنا فوراً إلى تلك الرحلة، وكأننا عدنا للحظات إلى المكان الذي زرناه.

من جهة أخرى، البعض يختار عطراً معيناً عند السفر، ليصبح هذا العطر مرتبطاً تماماً بالمغامرة، وكل مرة يستخدمه المرء بعد ذلك يشعر وكأنه يعيد إحياء تلك التجربة، أو العكس، فيقوم بعض المسافرين بشراء عطر أو شمعة أو بخاخ خاص بالفندق أو المكان الذي جلسوا فيه وأمضوا فيه أجمل اللحظات للعودة بها إلى المنزل لتكون شاهدةً على ذكريات جميلة لا يريدون نسيانها.

عطور الفنادق والمنازل عالم كبير من العبق (الشرق الأوسط)

ظاهرة السفر المرتبط بالروائح ازدادت بعد جائحة «كورونا»، وازدادت مع ما يُعرَف بـ«السفر الانتقامي» وتعني هذه التسمية الرغبة في السفر أكثر تعويضاً لأيام العزلة ومنع السفر التي فُرضت على الناس حول العالم بسبب الوباء، فقامت شركات سياحية بتنظيم رحلات جديدة من نوعها وَلَّدت أنواعاً جديدة من المغامرات مثل «مغامرة الشم» ومزج السفر بالرائحة للتعمُّق في التاريخ والفن والثقافة.

وركبت الفنادق هذه الموجة الجديدة من خلال تقديم عروض العطور مع الإقامة، فقام على سبيل المثال فندق «بالمورال» في اسكوتلندا بتقديم باقة تُعرَف باسم «Scent Butler» للضيوف المقيمين في أحد أجنحته الفاخرة، وهي عبارة عن دورات تدريبية تعرّف النزل على الروائح والسحر والتقاليد الاسكوتلندية.

تعدّ غراس في جنوب فرنسا من أشهر الأماكن التي تُولَّد فيها العطور (غيتي)

وكانت اليابان متقدمة في هذه اللعبة منذ سنوات عدة، عندما حدَّدت وزارة البيئة 100 موقع عطري في جميع أنحاء البلاد؛ بدءاً من رائحة أشجار الزيزفون التي تصطف على جانبي الطريق المؤدي إلى «قلعة ماتسوموتو»، ووصولاً إلى رائحة ينابيع المياه الكبريتية الساخنة ومحلات الأعشاب البحرية والمكتبات المستعملة، وتُنظِّم الجهات السياحية المختصة رحلات إلى تلك المواقع لربط الرائحة بالسفر وتخليد الذكريات.

وتبنَّت هذه الفكرة أيضاً المكسيكية، آنا باتريشيا ليكونا، صاحبة شركة «أروماريا (Aromaria)» بمساعدة ابنيها خورخي ورودريغو نيكايدو. وكتبت آنا باتريشيا في عام 2010، روايةً عن صانعة عطور فقدت حاسة الشم. خلال هذا الوقت، انخرطت آنا باتريشيا بعمق في عالم العطور واكتشفت شغفاً جديداً لابتكار روائح فريدة. وبعد سنوات عدة من البحث والجهد، تمكَّنت من العمل جنباً إلى جنب مع أفضل صانعي العطور في العالم لإنشاء مجموعة غير مسبوقة. خلال رحلاتها المتكررة إلى أرقى ورش العطور في العالم في مدينة غراس بفرنسا، اكتشفت الإمكانات الهائلة التي توفرها عاصمة العطور في العالم لابتكار روائح فريدة من نوعها.

العطور تأتي بأشكال عدة من بينها العيدان المعطرة (الشرق الأوسط)

سعياً وراء هذا الشغف، ابتكرت عطر «أروماريا (Aromaria)»، الذي يربط الذكريات برائحة المكان، فركزت على العطور الخاصة بالمنازل والفنادق.

وقامت آنا باتريشيا بشراكة مع أحد رجال الأعمال السعوديين لتخلق شركةً كبيرةً تقدِّم خدمة العطور المركبة خصيصاً بحسب طلب الفندق أو صاحب المنزل، وتعاونت مع فنادق مثل «فورسيزونز» حول العالم، وافتتحت بوتيكات خاصة بالعلامة التجارية، وكان آخرها افتتاح فرع الشركة الجديد في شارع ريجنتس بلندن، الذي يبيع العطور على شكل بخاخ وشموع وأعواد بقياسات مختلفة، بعضها مخصص للاستعمال الداخلي، والبعض الآخر يوضع في الهواء الطلق.

وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» قالت آنا باتريشيا إن الطلب ازداد جداً من قبل الفنادق على خلق عطور خاصة بها، بالتالي كان من الضروري توفير تلك العطور للعملاء؛ لأن هناك فئةً كبيرةً من المسافرين الذين يرغبون في أخذ رائحة المكان المرتبط بذكرياتهم خلال رحلة ما إلى المنزل، فأصبح بإمكانهم شراء عبوة من عطر المنازل أو شمعة أو عود للاستعمال الداخلي أو الخارجي لأخذ قطعة من الذكريات الجميلة خلال السفر.

عالم الزهور والعطور في غراس بفرنسا (غيتي)

وتقوم «أروماريا» أيضاً بتقديم خدمة خاصة تُمكِّن العملاء من إجراء اختبار يختارون بعده الرائحة التي تدغدغ حواسهم، فتقوم العلامة بتصنيع عطور منازلهم الخاصة، في مدينة غراس الفرنسية، لتحمل سمات شخصياتهم، وهوياتهم الفريدة.

تملك الشركة حالياً بوتيكات في المكسيك والولايات المتحدة ولندن، وقريباً في الشرق الأوسط، وهي تقدم منتجات جاهزة، ومميزة جداً من حيث الرائحة مثل «الشاي الأبيض» و«الزنجبيل» و«الماتشا» وغيرها من الروائح العطرية الأخرى.

وشرح كل من خورخي ورودريغو أهمية العطر الخاص بالفندق، فقالا إن العبق الذي يشتمه النزل في الفنادق، والمنبثق من الشموع والبخاخ المتصل مباشرة بالمكيفات الهوائية والأعواد الداخلية والخارجية، يعكس هوية الفندق، ويكون الطلب عليه كبيراً جداً؛ لأن هذا العطر سيذكِّر المسافر بإقامته في ذلك الفندق، وستبقى تلك الذكرى محفورةً بذهنه في كل مرة يشتم هذا العطر في أي مكان آخر.

لماذا تختار الفنادق عطوراً خاصة بها؟

1- الانطباع الأول والترحيب:

عندما يدخل الضيف إلى الفندق، تكون الرائحة أول ما يلاحظه. اختيار رائحة فريدة ودافئة يخلق انطباعاً إيجابياً، ويعطي شعوراً بالراحة والفخامة.

2- الهوية والعلامة التجارية:

بعض الفنادق الراقية تصمم عطورها الخاصة بوصفها جزءاً من هويتها. الرائحة تصبح مرتبطةً بالفندق، وعندما يشمها الضيف في أي مكان آخر، يتذكَّر تلك التجربة المميزة التي عاشها هناك.

3- الاسترخاء وتحسين الحالة المزاجية:

بعض الروائح مثل اللافندر، والياسمين، أو الأخشاب العطرية تُستخدَم لخلق أجواء مهدئة تساعد الضيوف على الشعور بالراحة والانسجام، خصوصاً بعد رحلة طويلة.

4- التميز والترف:

العطر الفريد يضيف عنصراً من الفخامة والاهتمام بالتفاصيل، ما يجعل الفندق يبدو أكثر تميزاً عن غيره.

5- تأثير علم النفس الحسي:

الروائح تؤثر في المشاعر والذكريات. إذا شعر الضيف بالسعادة والراحة في أثناء إقامته، فستترسخ تلك المشاعر في ذاكرته من خلال الرائحة؛ مما يدفعه للعودة إلى الفندق في المستقبل.

6- الارتباط بالرفاهية والنظافة:

وجود رائحة منعشة وجميلة يعزز الشعور بالنظافة والعناية؛ ما يضيف مستوى إضافياً من الراحة النفسية.