فنادق جدة التاريخية... بوابة للسفر عبر الزمن

افتتاح أول 3 فنادق فاخرة ضمن خطة تشغيل 34 مبنى تراثياً

فندق بيت كدوان رُمّم وحافظ على التراث
فندق بيت كدوان رُمّم وحافظ على التراث
TT

فنادق جدة التاريخية... بوابة للسفر عبر الزمن

فندق بيت كدوان رُمّم وحافظ على التراث
فندق بيت كدوان رُمّم وحافظ على التراث

افتتحت مدينة جدة أول 3 فنادق فاخرة في المنطقة التاريخية، بيت جوخدار- بيت الريس - بیت کدوان، مما يشكّل خطوة مهمة في تعزيز السياحة والضيافة في المنطقة، وتعدّ هذه الفنادق جزءاً من مشروع تطوير شامل يهدف إلى استعادة رونق وجمالية المدينة القديمة وتحويلها إلى وجهة سياحية رائعة.

تتميز الغرف في الفنادق بالفخامة مع الحفاظ على العناصر التراثية

ويعد تشغيل الفنادق التراثية الثلاثة في منطقة جدة التاريخية، التي تتراوح أعمارها بين 70 وأكثر من 10 عام، خطةً طموحةً تشمل 34 مبنى تراثياً، ويسعى «برنامج جدة التاريخية» إلى تحويلها إلى فنادق، بعد الانتهاء من ترميمها وإعادة تأهيلها.

وتشمل مجموعة الفنادق التراثية بيت جوخدار، وبيت الريّس، وبيت كدوان، وقد تم ترميمها وأُعيد تأهيلها برؤية عصرية، بهدف المساهمة في الحفاظ على تراث المملكة وصونه وتأهيله وإبرازه، حيث يُلقِي كل مبنى من هذه المباني الضوء على تاريخ المنطقة، ويتميز بتصميم معماري مختلف، حيث يتميز بيت جوخدار برواشينه الخشبية ذات الزخارف الجميلة، التي تعدّ من بين الأكبر في المنطقة، بينما يتميز بيت الريس بتصميمه الداخلي، حيث تطل غرفه جميعها على فناء داخلي جميل محاط بأعمدة تعلوها أقواس حجرية، أما بيت كدوان، فيتميز بموقعه بالقرب من برحة نصيف في سوق العلوي.

ويأتي تشغيل الفنادق في إطار جهود إعادة إحياء المنطقة، التي تعد إحدى أهم المناطق التاريخية بالمملكة، والحفاظ على تراثها، وتعزيز جودة الحياة، وتحسين تجربة الزوار بتقديم تجارب ضيافة مميزة مستمدة من التراث الثقافي للمنطقة، بما يمثله من کرم وحُسن الاستقبال، وفي أجواء تجمع بين الأصالة ووسائل الراحة العصرية.

حلويات تقليدية تعكس تراث وثقافة المنطقة

ولأن المطبخ السعودي من المطابخ التي تتمتع بتنوع وثراء ثقافي فريد، تقدّم الشيف حنان أنديجاني أطباقاً وحلويات تقليدية تعبر عن تراث وثقافة المنطقة التاريخية، بطرق حديثة ومبتكرة، فبعد أن درست في أكبر وأقدم معهد لفنون الطهي والحلويات بمعهد لوكوردون بلو، واشتغلت لمدة 6 سنوات رئيسة قسم الحلويات في أكبر فنادق الـ5 نجوم في جدة أصبحت الآن رئيسة قسم الحلويات في مجموعة فنادق جدة التاريخية.

تقدم حنان أنديجاني في الفنادق التاريخية أطباقنا وحلوياتنا من المطبخ السعودي بلمسات وتكنيكات حديثة وعالمية دون أن تفقد الروح والهوية السعودية، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «في الفنادق التاريخية نهدف إلى إيصال وتقديم المطبخ السعودي لزوارنا حتى يتعرفوا على مطبخنا، خصوصاً الحلويات الغنية بالنكهات والأنواع المختلفة، ونستقبل ضيوف الفندق بالحلويات الحجازية مثل اللبنية، والحيسة المدينية، والحلاوة الطحينية بالتوت المجفف».

وتشمل قائمة الشيف حنين في مطاعم الفنادق التاريخية مجموعة من أطباق الحلويات المستوحاة من المطبخ السعودي، مُحضّرة بطريقة حديثة مثل بودنغ التمر مع كريمة الشوكولاته والطحينة وبودرة عجوة المدينة، وتراميسو القهوة السعودية والهيل، وكيكة الأبازير والعسل وكريمة العسل وجيلي العسل، والبناكوتا مع الدبيازة الحجازية.

وتسعى الشيف حنان لتقديم تجربة فريدة للزوار ونزلاء الفندق تجمع بين الطعام اللذيذ والتراث السعودي، ليعودوا إلى بلدناهم بذكريات لا تُنسى عن التراث الغني والمأكولات الشهية في السعودية.

للفنادق التي تقع في قلب منطقة جدة التاريخية، المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونيسكو» منذ عام 2014، أهمية تاريخية وثقافية، حيث تعد المنطقة من بين أعرق المناطق التاريخية في شبه الجزيرة العربية، وتمتاز بكونها ملتقى الثقافات المتعددة، وبوابة تاريخية للحجاج إلى مكة المكرمة، كما يرتكز المشروع على عمق التقاليد المعمارية والنسيج الثقافي المتفرد لمنطقة جدة التاريخية، مستلهماً عبق التاريخ، والهوية الثقافية الغنية التي تتسم بها.

جلسة خارجية لجناح مطل على المنطقة التاريخية

ويتواءم المشروع مع «رؤية السعودية 2030» استراتيجياً، داعماً نموذجاً مستداماً لصون التراث وتعزيز السياحة. ويستهدف المشروع تسليط الضوء على الثقافة الغنية للمملكة، وتوسيع آفاق الاقتصاد عبر تعزيز السياحة التراثية.

يعكس الترميم، الذي نفّذه وأشرف عليه «برنامج جدة التاريخية»، العناية الفائقة للحفاظ على هذه المباني ذات الدلالات التاريخية المهمة، مع الحفاظ أيضاً على سماتها المعمارية الفريدة، وفقاً لاشتراطات «اليونيسكو»، وجاء اختيار هذه المباني ليُعاد تأهيلها وتحويلها إلى فنادق تراثية وفق معايير معمارية وتاريخية.

وتحتضن المنطقة مزيجاً من الأنشطة التجارية والاجتماعية والثقافية، ضمن إطار نسيجها الحضري التاريخي، وتهدف جهود «برنامج جدة التاريخية» إلى الحفاظ على المنطقة، وصون وحماية المعالم والمباني التاريخية، وإعادة تأهيلها؛ لتلبية الاحتياجات العصرية، مع الحفاظ على سماتها المعمارية المميزة.

يضم المشهد الحضري في المنطقة أكثر من 600 من المباني التاريخية، و5 أسواق تاريخية، و36 مسجداً تاريخياً، تتميز بتصاميمها المعمارية الفريدة، وطرق بنائها التقليدي من الحجر المنقبي، ورواشينها الخشبية المميزة.


مقالات ذات صلة

السعودية… حوكمة عمليات الشراء الحكومية ورفع كفاءة أداء المحتوى المحلي

الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة «هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية» بندر الخريف (واس)

السعودية… حوكمة عمليات الشراء الحكومية ورفع كفاءة أداء المحتوى المحلي

ركزت السعودية على تحفيز الفئات المستهدفة في تبني المحتوى المحلي وإعطائه الأولوية، إلى جانب تحسين حوكمة عمليات الشراء الحكومية، ورفع كفاءة الأداء في هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى المكعب ضمن وجهة المربع الجديد (الشرق الأوسط)

رئيس «المربع الجديد»: توظيف مبادئ الاقتصاد الدائري في تطوير الداون تاون

أكد الرئيس التنفيذي لشركة «المربع الجديد»، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، مايكل دايك، على التزام الوجهة بتوظيف مبادئ الاقتصاد الدائري.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد جناح "بلت الصناعية" في أحد المعارض بالسعودية (موقع الشركة الإكتروني)

شركة تابعة لـ«لدن للاستثمار» السعودية توقع عقداً بـ171 مليون دولار لتنفيذ مشروع «ذا بوينت»

وقعت شركة «بلت الصناعية»، التابعة لـ«لدن للاستثمار» السعودية، عقداً بقيمة 645.66 مليون ريال (171.8 مليون دولار)، لتنفيذ أعمال مشروع «ذا بوينت» بمدينة أبها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحمد الخطيب وزير السياحة ورئيس المجلس التنفيذي للسياحة بالأمم المتحدة (الشرق الأوسط)

مع ختام رئاستها المجلس التنفيذي... السعودية تدعو لدعم السياحة العالمية

من المتوقع أن ترتفع مساهمة السياحة مدعومة بزيادة الربط الجوي والطلب في مرحلة ما بعد جائحة «كورونا»، وتوسع القاعدة السياحية للطبقة المتوسطة في الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (قرطاجنة)
سفر وسياحة التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)

مساعٍ سعودية لتحويل 8 مدن واعدة إلى وجهات عالمية

قال الدكتور فهد بن مشيط، الرئيس التنفيذي لشركة أسفار: «نسعى إلى تحويل المدن الواعدة في السعودية إلى وجهات عالمية».

غازي الحارثي (الرياض)

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.