دليلك إلى أجمل الشواطئ الرملية الإنجليزية

مقصد للراحة والمغامرة وروعة الطبيعة

الصخرة الشهيرة عند شاطئ «دوردل دوور» في دورسيت (شاترستوك)
الصخرة الشهيرة عند شاطئ «دوردل دوور» في دورسيت (شاترستوك)
TT

دليلك إلى أجمل الشواطئ الرملية الإنجليزية

الصخرة الشهيرة عند شاطئ «دوردل دوور» في دورسيت (شاترستوك)
الصخرة الشهيرة عند شاطئ «دوردل دوور» في دورسيت (شاترستوك)

في وقت يختنق العالم من حر الصيف الذي يصفه البعض بأنه سجل أعلى الدرجات على الإطلاق، لا تزال بريطانيا سابحة في غيوم شتائها رغم اقتراب الصيف من نهايته.

في وقت يتأفف فيه البريطانيون والمقيمون في البلاد من الطقس وقلة الشمس وخجل ظهورها في جميع المواسم مما يجعلهم يبحثون عن وجهات سياحية دافئة مثل إسبانيا وإيطاليا وجنوب فرنسا، نرى سكان منطقتنا العربية يتهافتون للمجيء إلى إنجلترا وعاصمتها لندن تحديدا هروبا من الحرارة.

من زار إنجلترا يدرك أنها بلاد تتمتع بمناطق ريفية رائعة، ولكن ما لا يعرفه كثيرون هو أنها تتمتع أيضا بشواطئ خلابة، بعضها رملي تصل إليها عبر طرقات ريفية جميلة جدا تنسيك زحمة المدن وتلوثها.

وبما أن الشمس سطعت أخيرا في سماء إنجلترا وترافقها درجات حرارة معتدلة فقد تكون زيارة الشاطئ هي من أكثر ما يبحث عنه محبو البحر وعبقه.

الصخرة الشهيرة عند شاطئ «دوردل دوور» في دورسيت (شاترستوك)

من لندن سوف ننطلق بجولة على أجمل شواطئ إنجلترا الرملية القريبة إلى العاصمة والبعيدة منها.

بورنموث Bornemouth، دورسيت

بورنموث وجهة مناسبة إذا كنت تبحث عن شواطئ جميلة ومنطقة واقعة على طول ساحل «جوراسيك» الذي يعتبر مزيجا ما بين الجمال الطبيعي وحياة المدينة النابضة بالحياة.

تبعد شواطئ بورنموث حوالي ساعتين ونصف الساعة من لندن، ومنها يمكنك التنقل إلى أماكن أخرى في منطقة «دورسيت» مثل Poole.

ميزة شواطئ بورنموث أن غالبيتها رملية تمتد لعدة أميال، وهناك عدة شواطئ، الأكثر شهرة منها موجودة في وسط بورنموث ولكن الشواطئ الأجمل والأكثر خصوصية تقع على بعد حوالي 13 دقيقة بواسطة السيارة وتعرف بـSand Banks وهذه الشواطئ ملاذ لمحبي ركوب القوارب الصغيرة والماء الدافئ لأن المياه ضحلة وتمتد على مسافة طويلة وتسورها الهضبات الخضراء.

وإذا كنت برفقة الصغار فأنصحك بالتوجه إلى كورنيش بورنموث حيث توجد أماكن الألعاب والتسلية بالإضافة إلى محلات لبيع السلع والمأكولات.

إذا أردت المبيت في المنطقة سوف تجد عدة فنادق بميزانيات معقولة جدا، كما يمكنك الاستعانة بموقع «إير بي أند بي» للحصول على شقة بمحاذاة البحر.

ولمحبي الشواطئ الفريدة من نوعها فأنصحهم بالتوجه إلى «دوردل دور» Durdle Door وهذه الشواطئ ليست رملية ولكنها مميزة بالصخرة العملاقة التي تتصدرها وهي على شكل ديناصور كبير. يشار إلى أن ملكية هذا الشواطئ خاصة ولكن تسمح العائلة المالكة بالتمتع بها.

شواطئ بورنموث الرملية (شاترستوك)

شاطئ وولاكومب Woolacombe، ديفين

تعرف منطقة ديفين Devon بروعتها، زيارتها تحتم عليك المبيت فيها أو في إحدى القرى القريبة منها لأنها تبعد حوالي 5 ساعات بالسيارة من لندن.

يتزاحم راكبو الأمواج وعشاق الشاطئ على حد سواء على شاطئ وولاكومب الواقع في شمال ديفون مع الأمواج والمناظر الطبيعية الخلابة لأنها ملاذ لعشاق الرياضات المائية.

تنتشر بالقرب من الشاطئ مكاتب خاصة لتعليم الرياضات المائية لأخذ دروس ركوب الأمواج وغيرها. ويمكن للمحترفين التمتع بهذه الرياضة على شواطئ رائعة لا ينقصها إلا الشمس، مع الإشارة إلى أن البريطانيين تعودوا على حرارة الماء فيقومون بركوب الأمواج صيفا وشتاء.

الشواطئ رملية تناسب محبي المشي والتنزه وعشاق التخييم، فيمكن الإقامة في فندق أو في مخيمات سياحية مجهزة للعطلات لتكون إقامة مثالية للجميع.

أكواخ يمكن استئجارها خلال الموسم أو ليوم واحد (شاترستوك)

شاطئ فيسترال Fistral، كورنوول

يشتهر شاطئ فيسترال في كورنوول بأمواجه العاتية ما يجعله مكانا مناسبا لمحبي الرياضات المائية وعلى رأسها ركوب الأمواج.

الشاطئ مفتوح على المحيط الأطلسي مما يوفر ظروفا مثالية لكل من المبتدئين والمتمرسين في هذه الرياضة.

كما يوفر الشاطئ مركزا للمقاهي والمطاعم والمحلات التجارية ويمكن للزوار استكشاف مدينة «نيوكي» القريبة والمعروفة بحياتها الليلية النابضة بالحياة. توجد فنادق كثيرة تمتد على الشاطئ كما يوجد خيار الـ«إير بي أند بي» وبيوت الضيافة المريحة.

حلوى السكونز والكريمة الشهيرة في منطقة ديفن وكورنوول (شاترستوك)

-شاطئ سكاربرا Scarborough Beach، يوركشير

إذا كنت تحب أن تمزج زيارة الريف الإنجليزي مع الشاطئ فما عليك إلا التوجه إلى شمال إنجلترا وتحديدا إلى مناطق مثل نيوكاسل ويوركشير. ويعتبر شاطئ سكاربرا الواقع في شمال يوركشير من أجمل الشواطئ المناسبة للعائلات والصغار.

تنتشر عند الواجهة البحرية محلات الألعاب والتسلية (تقليد إنجليزي) ويمكن للأطفال ركوب الحمير والقيام برحلات إلى الشاطئ.

ميزة هذا الشاطئ أنه لا يزال محافظا على سحره القديم ويوفر خليجين مميزين، «ساوث باي» يناسب الترفيه والحيوية، أما «نورث باي» فهو مناسب للباحثين عن الهدوء.

تجد في هذه المنطقة فنادق فاخرة إضافة إلى شقق ذاتية الخدمة تناسب العائلات مع الأطفال.

شواطئ رملية مناسبة لهواية تحليق الطائرات الورقية (شاترستوك)

-كامبر ساندز Camber Sands، شرق ساسكس

شواطئ كامبر ساندز Camber Sands هي بمثابة جوهرة مخفية تمتد على طول الساحل الجنوبي الشرقي لإنجلترا.

هذا الامتداد الشاسع من الرمال الذهبية المدعوم بالكثبان الخلابة، يوفر ملاذا هادئا بعيدا عن حياة المدينة الصاخبة.

إذا كنت من محبي المشي فتعتبر هذه الشواطئ مثالية لك، حيث ستتمكن من المشي لمسافات طويلة، كما يمكن ممارسة رياضة تحليق الطائرات الورقية والاستمتاع بالمناظر الطبيعية والشمس.

هذه المنطقة تبعد حوالي ساعة ونصف الساعة من لندن، وإذا كنت تفضل الإقامة فيها فيمكنك التوجه إلى منطقة «راي» حيث تنتشر أجمل عناوين الإقامة.

تعتبر شواطئ «ساند بانكس» في دورسيت من أجمل المناطق الساحلية في البلاد (شاترستوك)

قبل الذهاب

عند قيامك بأي رحلة خارج لندن، يجب عليك التحضير المسبق وحجز القطار وترقب أفضل وقت للتحرك بواسطة السيارة لتفادي زحمة السير على الطرقات السريعة، وفي فصل الصيف من الأفضل أيضا حجز مكان الإقامة قبل الذهاب لأن الإقبال يكون شديدا عليها.

لا تخف من رياضات لم تقم بها من قبل لأن هناك مكاتب كثيرة موجودة بمحاذاة الشاطئ تقدم دروسا للمبتدئين في رياضة ركوب الأمواج أو التجديف والكاياك وغيرها.

ومن المهم جدا التنبه إلى مسألة المناخ المتقلب في إنجلترا وسقوط المطر من دون سابق إنذار لذا ينصح دائما بحزم أمتعك بذكاء وأخذ مظلة وسترة دافئة وحذاء مريح لأن المشي من أجمل ما يمكن القيام به في المناطق الريفية وعلى طول الساحل والتمتع بالحياة البرية.

فيشار إلى أن الساحل الجنوبي الغربي للبلاد يمتد على طول 600 ميل.

ولمحبي الأماكن التاريخية يمكنهم رصدها من خلال معلومات متوفرة على مواقع مثلwww. visitbritain. com الرسمي للاستفادة من الرحلة من جميع النواحي، فمن المعروف عن الشواطئ الإنجليزية أنها محاذية للكثير من المواقع التاريخية مثل القلاع والحصون وقرى الصيد كتلك في منطقة «نورثامبريا» مما يضيف عمقا ثقافيا لعطلتك على الشاطئ.

ماذا تأكل؟

قد لا تكون إنجلترا من أهم البلدان من ناحية ما تقدمه في مطبخها إلا أنه من الممكن الانغماس في المأكولات المحلية في كل منطقة تزورها مثل المأكولات البحرية الطازجة أو الشاي مع حلوى السكونز مع الكريمة التي تشتهر بها منطقة ديفين وكورنوول والمنتجات المحلية في المقاهي المطلة على الشاطئ من دون أن ننسى وجبة الـ«فيش أند تشيبس» أو السمك المقلي مع البطاطس المقلية الأشهر في البلاد والتي تباع في غالبية المقاهي المحاذية للشواطئ.

تنتشر المعالم التاريخية والأثرية عند الكثير من الشواطئ في إنجلترا (شاترستوك)

في النهاية يمكن القول إن إنجلترا سوف تفاجئك بشواطئها الرملية الجميلة والمغامرات التي تتيحها لك ولو أنه من غير المنصف أن نقارنها بشواطئ المتوسط نسبة لدفء الماء والمناخ، إلا أن الرحلات إلى الشواطئ في إنجلترا فرصة حقيقية للتعرف على أماكن جديدة واختبار رياضات متنوعة والإقامة في فنادق وبيوت ضيافة وأكواخ فريدة من نوعها والتعرف على المناطق الريفية في نفس الوقت.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
TT

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر، توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر، حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات، وفاقت شهرتها حدود البلاد.

ويشتهر كثير من القرى المصرية بالصناعات اليدوية، ذات البعدين التراثي والثقافي، مثل صناعة أوراق البردي، والأواني الفخارية، والسجاد اليدوي وغيرها، وهي الصناعات التي تستهوي عدداً كبيراً من الزوار، ليس فقط لشراء الهدايا التذكارية من منبعها الأصلي للاحتفاظ بها لتذكرهم بالأيام التي قضوها في مصر؛ بل يمتد الأمر للتعرف عن قرب على فنون التصنيع التقليدية المتوارثة، التي تحافظ على الهوية المصرية.

«الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من القرى التي تفتح أبوابها للسياحة الحرفية، والتي يمكن إضافتها إلى البرامج السياحية عند زيارة مصر.

السياحة الحرفية تزدهر في القرى المصرية وتجتذب السائحين (صفحة محافظة المنوفية)

ـ الحرانية

قرية نالت شهرتها من عالم صناعة السجاد والكليم اليدوي ذي الجودة العالية، والذي يتم عرضه في بعض المعارض الدولية، حيث يقوم أهالي القرية بنقش كثير من الأشكال على السجاد من وحي الطبيعة الخاصة بالقرية.

والسجاد الذي يصنعه أهالي القرية لا يُضاهيه أي سجاد آخر بسبب عدم استخدام أي مواد صناعية في نسجه؛ حيث يتم الاعتماد فقط على القطن، والصوف، بالإضافة إلى الأصباغ النباتية الطبيعية، من خلال استخدام نباتي الشاي والكركديه وغيرهما في تلوين السجاد، بدلاً من الأصباغ الكيميائية، ما يضفي جمالاً وتناسقاً يفوق ما ينتج عن استخدام الأجهزة الحديثة.

تتبع قرية الحرانية محافظة الجيزة، تحديداً على طريق «سقارة» السياحي، ما يسهل الوصول إليها، وأسهم في جعلها مقصداً لآلاف السائحين العرب والأجانب سنوياً، وذلك بسبب تميُزها، حيث تجتذبهم القرية ليس فقط لشراء السجاد والكليم، بل للتعرف على مراحل صناعتهما المتعددة، وكيف تتناقلها الأجيال عبر القرية، خصوصاً أن عملية صناعة المتر المربع الواحد من السجاد تستغرق ما يقرُب من شهر ونصف الشهر إلى شهرين تقريباً؛ حيث تختلف مدة صناعة السجادة الواحدة حسب أبعادها، كما يختلف سعر المتر الواحد باختلاف نوع السجادة والخامات المستخدمة في صناعتها.

فن النحت باستخدام أحجار الألباستر بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (هيئة تنشيط السياحة)

ـ القراموص

تعد قرية القراموص، التابعة لمحافظة الشرقية، أكبر مركز لصناعة ورق البردي في مصر، بما يُسهم بشكل مباشر في إعادة إحياء التراث الفرعوني، لا سيما أنه لا يوجد حتى الآن مكان بالعالم ينافس قرية القراموص في صناعة أوراق البردي، فهي القرية الوحيدة في العالم التي تعمل بهذه الحرفة من مرحلة الزراعة وحتى خروج المنتج بشكل نهائي، وقد اشتهرت القرية بزراعة نبات البردي والرسم عليه منذ سنوات كثيرة.

الرسوم التي ينقشها فلاحو القرية على ورق البردي لا تقتصر على النقوش الفرعونية فحسب، بل تشمل أيضاً موضوعات أخرى، من أبرزها الخط العربي، والمناظر الطبيعية، مستخدمين التقنيات القديمة التي استخدمها الفراعنة منذ آلاف السنين لصناعة أوراق البردي، حيث تمر صناعة أوراق البردي بعدة مراحل؛ تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها كي تتحول إلى كُتل، على أن تتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع طبقات بعضها فوق بعض، ثم تبدأ عملية تجفيف سيقان النباتات اعتماداً على أشعة الشمس للتخلص من المياه والرطوبة حتى تجف بشكل تام، ثم تتم الكتابة أو الرسم عليها.

وتقصد الأفواج السياحية القرية لمشاهدة حقول نبات البردي أثناء زراعته، وكذلك التعرف على فنون تصنيعه حتى يتحول لأوراق رسم عليها أجمل النقوش الفرعونية.

تبعد القرية نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتتبع مدينة أبو كبير، ويمكن الوصول إليها بركوب سيارات الأجرة التي تقصد المدينة، ومنها التوجه إلى القرية.

قطع خزفية من انتاج قرية "تونس" بمحافظة الفيوم (هيئة تنشيط السياحة)

ـ النزلة

تُعد إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتشتهر بصناعة الفخار اليدوي، وقد أضحت قبلة عالمية لتلك الصناعة، ويُطلق على القرية لقب «أم القرى»، انطلاقاً من كونها أقدم القرى بالمحافظة، وتشتهر القرية بصناعة الأواني الفخارية الرائعة التي بدأت مع نشأتها، حيث تُعد هذه الصناعة بمثابة ممارسات عائلية قديمة توارثتها الأجيال منذ عقود طويلة.

يعتمد أهل القرية في صناعتهم لتلك التحف الفخارية النادرة على تجريف الطمي الأسود، ثم إضافة بعض المواد الأخرى عليه، من أبرزها الرماد، وقش الأرز، بالإضافة إلى نشارة الخشب، وبعد الانتهاء من عملية تشكيل الطمي يقوم العاملون بهذه الحرفة من أهالي القرية بوضع الطمي في أفران بدائية الصنع تعتمد في إشعالها بالأساس على الخوص والحطب، ما من شأنه أن يعطي القطع الفخارية الصلابة والمتانة اللازمة، وهي الطرق البدائية التي كان يستخدمها المصري القديم في تشكيل الفخار.

ومن أبرز المنتجات الفخارية بالقرية «الزلعة» التي تستخدم في تخزين الجبن أو المش أو العسل، و«البوكلة» و«الزير» (يستخدمان في تخزين المياه)، بالإضافة إلى «قدرة الفول»، ويتم تصدير المنتجات الفخارية المختلفة التي ينتجها أهالي القرية إلى كثير من الدول الأوروبية.

شهدت القرية قبل سنوات تشييد مركز زوار الحرف التراثية، الذي يضمّ عدداً من القاعات المتحفية، لإبراز أهم منتجات الأهالي من الأواني الفخارية، ومنفذاً للبيع، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية السينمائية التي اتخذت من القرية موقعاً للتصوير، وهو المركز الذي أصبح مزاراً سياحياً مهماً، ومقصداً لهواة الحرف اليدوية على مستوى العالم.

صناعة الصدف والمشغولات تذهر بقرية "ساقية المنقدي" في أحضان دلتا النيل (معرض ديارنا)

ـ تونس

ما زلنا في الفيوم، فمع الاتجاه جنوب غربي القاهرة بنحو 110 كيلومترات، نكون قد وصلنا إلى قرية تونس، تلك اللوحة الطبيعية في أحضان الريف المصري، التي أطلق عليها اسم «سويسرا الشرق»، كونها تعد رمزاً للجمال والفن.

تشتهر منازل القرية بصناعة الخزف، الذي أدخلته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه إليها، وأسست مدرسة لتعليمه، تنتج شهرياً ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف. ويمكن لزائر القرية أن يشاهد مراحل صناعة الخزف وكذلك الفخار الملون؛ ابتداء من عجن الطينة الأسوانية المستخدمة في تصنيعه إلى مراحل الرسم والتلوين والحرق، سواء في المدرسة أو في منازل القرية، كما يقام في مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون اليدوية التي تميز القرية.

ولشهرة القرية أصبحت تجتذب إليها عشرات الزائرين شهرياً من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم المشاهير والفنانون والكتاب والمبدعون، الذين يجدون فيها مناخاً صحياً للإبداع بفضل طقسها الهادئ البعيد عن صخب وضجيج المدينة، حيث تقع القرية على ربوة عالية ترى بحيرة قارون، مما يتيح متعة مراقبة الطيور على البحيرة، كما تتسم بيوتها بطراز معماري يستخدم الطين والقباب، مما يسمح بأن يظل جوها بارداً طول الصيف ودافئاً في الشتاء.

مشاهدة مراحل صناعة الفخار تجربة فريدة في القرى المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

ـ ساقية المنقدي

تشتهر قرية ساقية المنقدي، الواقعة في أحضان دلتا النيل بمحافظة المنوفية، بأنها قلعة صناعة الصدف والمشغولات، حيث تكتسب المشغولات الصدفية التي تنتجها شهرة عالمية، بل تعد الممول الرئيسي لمحلات الأنتيكات في مصر، لا سيما في سوق خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة التاريخية.

تخصصت القرية في هذه الحرفة قبل نحو 60 عاماً، وتقوم بتصدير منتجاتها من التحف والأنتيكات للخارج، فضلاً عن التوافد عليها من كل مكان لاحتوائها على ما يصل إلى 100 ورشة متخصصة في المشغولات الصدفية، كما تجتذب القرية السائحين لشراء المنتجات والأنتيكات والتحف، بفضل قربها من القاهرة (70 كم إلى الشمال)، ولرخص ثمن المنتجات عن نظيرتها المباعة بالأسواق، إلى جانب القيمة الفنية لها كونها تحظى بجماليات وتشكيلات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي والنباتي والهندسي، حيث يستهويهم التمتع بتشكيل قطعة فنية بشكل احترافي، حيث يأتي أبرزها علب الحفظ مختلفة الأحجام والأشكال، والقطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور.

الحرف التقليدية والصناعات المحلية في مصر تجتذب مختلف الجنسيات (معرض ديارنا)

ـ القرنة

إلى غرب مدينة الأقصر، التي تعد متحفاً مفتوحاً بما تحويه من آثار وكنوز الحضارة الفرعونية، تقبع مدينة القرنة التي تحمل ملمحاً من روح تلك الحضارة، حيث تتخصص في فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، وتقديمها بالمستوى البديع نفسه الذي كان يتقنه الفراعنة.

بزيارة القرية فأنت على مشاهد حيّة لأهلها وهم يعكفون على الحفاظ على تراث أجدادهم القدماء، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، فمع وصول أحجار الألباستر إليهم بألوانها الأبيض والأخضر والبني، تبدأ مهامهم مع مراحل صناعة القطع والمنحوتات، التي تبدأ بالتقطيع ثم الخراطة والتشطيف للقطع، ثم يمسكون آلات تشكيل الحجر، لتتشكل بين أيديهم القطع وتتحول إلى منحوتات فنية لشخصيات فرعونية شهيرة، مثل توت عنخ آمون، ونفرتيتي، وكذلك التماثيل والأنتيكات وغيرها من التحف الفنية المقلدة، ثم يتم وضع المنتج في الأفران لكي يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع، ليصبح المنتج جاهزاً للعرض.

ويحرص كثير من السائحين القادمين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر على زيارة القرنة، سواء لشراء التماثيل والمنحوتات من المعارض والبازارات كهدايا تذكارية، أو التوجه إلى الورش المتخصصة التي تنتشر بالقرية، لمشاهدة مراحل التصنيع، ورؤية العمال المهرة الذين يشكلون هذه القطع باستخدام الشاكوش والأزميل والمبرد، إذ يعمل جلّ شباب القرية في هذه الحرفة اليدوية.