مونتريال... الـ«بونجور» تسبق التحية فيها والـ«هاي» تتبعها

عاصمة كيبيك الثقافية وثانية كبرى المدن الناطقة بالفرنسية بعد باريس

إطلالة رائعة من «مون رويال بارك» (شاترستوك)
إطلالة رائعة من «مون رويال بارك» (شاترستوك)
TT

مونتريال... الـ«بونجور» تسبق التحية فيها والـ«هاي» تتبعها

إطلالة رائعة من «مون رويال بارك» (شاترستوك)
إطلالة رائعة من «مون رويال بارك» (شاترستوك)

صيف مونتريال لا يشبه شتاءها القارس الذي تتدنى فيه الحرارة إلى ما دون العشرين درجة مئوية، فعند وصولنا كانت الحرارة المرتفعة باستقبالنا وكأنها تؤكد لنا هوية مونتريال الأوروبية في وقت تعاني فيه القارة العجوز من موجة حر لم يسبق لها مثيل.

«مون رويال بارك» وتبدو فيه البحيرة الجميلة (شاترستوك)

اسم مونتريال مرادف للمهاجرين القدامى من الجاليات الفرنسية والإيطالية واليهود الأشكناز الذين أتوا للعيش في المدينة ما بين عامي 1938 و1950، أما المهاجرون الجدد فهم بغالبيتهم من المغرب العربي، ولبنان والسبب هو أن الفرنسية هي اللغة الرسمية في المدينة التي كانت تعتبر أكبر مدينة كندية حتى عام 1970 لتتحول اليوم إلى ثاني أكبر مدينة في البلاد بعد تورونتو.

القسم القديم من مونتريال وجلسات خارجية جميلة (شاترستوك)

تقع مونتريال في مقاطعة كيبيك وهي أكبر مدينة تتحدث الفرنسية بعد باريس، يعتبرها الأميركيون النفس الأوروبي الأقرب مسافة إليهم، فهي تتمتع بهوية أوروبية واضحة على عكس تورونتو على سبيل المثال. أضف إلى ذلك أن مونتريال من أكبر موانئ العالم وتشكل المركز الرئيسي للنقل في البلاد وعنوان الأعمال الصناعية والثقافة والتعليم علماً بأنها تضم بعضا من أهم الجامعات في العالم.

في صباح الرابع من يوليو (تموز) كانت مونتريال، العاصمة الثقافية لمقاطعة كيبيك، بانتظار وصول أول رحلة لطيران الإمارات منطلقة من دبي. وبحضور حشد من العاملين في مطار بيار اليوت ترودو YUL هبطت الطائرة بعد 13 ساعة ونصف الساعة من التحليق المستمر، وعلى مرأى من المولعين بتصوير الطائرات العملاقة المصطفين على مسافات قريبة من المدرج انضمت الرحلة بطائرة بوينغ 777 إلى الوجهات الجديدة التي وصل عددها إلى 158 وجهة في 85 دولة وأسطول من طراز إيرباص يتعدى 269 طائرة .

إطلالة رائعة من «مون رويال بارك» (شاترستوك)

مونتريال جزيرة تم بناؤها حول جبل «مون رويال» لتكون المدينة الكندية الوحيدة المبنية حول جبل (الجبل قليل الارتفاع وأشبه بهضبة إذا صح التعبير إذ يبلغ ارتفاعه 233 مترا وتغطيه الأشجار).

المدينة عبارة عن سلسلة هضاب مطلة على نهر سان لوران، في حين توجد على مستوى الشاطئ مرافق الميناء والمستودعات ومؤسسات تجارة الجملة. وتقع مونتريال القديمة vieux Montreal على أكثر المصاطب انخفاضاً بالقرب من مسار النهر، وإلى أعلى يختلف المشهد بوجود مباني الشركات بارتفاعاتها الشاهقة. اللافت في مونتريال هو أن 65 في المائة من سكانها يعيشون خارج وسطها.

كلمة «بونجور» أو صباح الخير بالفرنسية تسبق أي سلام أو كلام، وهي نوع من التحدي الذي يفرضه أهالي مونتريال لتعزيز هويتهم الفرنسية، فترى وتسمع هذه الكلمة تسبق كلمة «هاي» الإنجليزية وتجدها مكتوبة في كل مكان بما في ذلك على سيارات الأجرة وكأن غرضها هو تذكيرك بأنك في مدينة لغتها الرسمية هي الفرنسية لا الإنجليزية، وهذه المسألة حساسة بعض الشيء في مونتريال التي أسس نظام الدراسة فيها على أساس اللغة والدين وأدّى موضوع حقوق اللغة في المدارس إلى جدَل، إذ يعتقد بعض الناطقين بالفرنسية أن على جميع المدارس استخدام اللغة الفرنسية في التدريس. وعارض سكان مونتريال الذين يفضلون تعليم أطفالهم في مدارس اللغة الإنجليزية هذه الفكرة؛ لأنهم يساندون بقوة القوانين الكندية الحالية التي تضمن لهم حق اختيار لغة تعليم أطفالهم. وتنتشر في المدينة المدارس الكاثوليكية والبروتستانتية، وجامعات أشهرها «ماكغيل» McGill.

تعرفوا على المدينة مشيا على الأقدام

أجمل ما يمكن أن تقوم به في مونتريال هو المشي صيفا وشتاء، نعم شتاء، والسبب هو أن المدينة تتمتع بمدينة مكيفة تحت الأرض مساحتها شاسعة، فيها المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية ومحطات القطارات ومترو الأنفاق، وقد صممت بطريقة ذكية جدا لتساعد السكان والسياح على التنقل فيها مهما كانت درجات الحرارة مرتفعة أو منخفضة.

إذا اخترت الإقامة في القسم القديم من المدينة فمن السهل عليك التجول في جميع ثناياها للتمتع بأهم معالمها السياحية دون الحاجة لأي وسيلة نقل، وهذا الجانب من المدينة هو الأجمل لأنه يضم القسم الأكبر من تاريخها الذي يقف المعمار شاهدا عليه، كما أن مونتريال شهيرة بكثرة المطاعم فيها وتنوع المطابخ.

وتوجد شوارع مخصصة للمشاة في فصل الصيف وهي قريبة من المرفأ، وتنتشر فيها المقاهي ومحلات بيع القهوة والجلسات الخارجية الجميلة على أرضيات من الحجر المرصوص الذي يجعل المشي متعة حقيقية ومميزة.

أهم الزيارات

إذا كنت من عشاق الغوص بالتاريخ وتفاصيله أنصحك بالقيام برحلة مشي برفقة دليل سياحي. في رحلتنا الأولى رافقتنا آنا (أنجلينيا) وهي من عائلة مهاجرة إيطالية بدأت مشوارها معنا من فندق «إنتركونتيننتال» باتجاه خبايا وثنايا المدينة القديمة فوصلنا إلى منطقة المرفأ مرورا بتعريفنا على تاريخ الأبنية وقصصها ومحلات بيع التحف والمعمار الجميل تارة والمناظر الطبيعية والإطلالات الخلابة تارة أخرى، والشوارع القديمة التي تعانق الحداثة... لكن تبقى أجمل الزيارات هي إلى الأماكن العالية والمطلة على معالم المدينة من فوق مثل:

جبل رويال Mont Royal ومنه جاءت تسمية المدينة. وهذا الجبل الصغير يضم عدة هضاب كل منها تقدم لك مناظر خلابة مطلة على المدينة من زوايا مختلفة لا سيما رؤية ناطحات السحاب، وهذه الزيارة جميلة خلال النهار والليل.

جسر جاك كارتييه وهو يشبه إلى حد كبير جسر «غولدن غيت» في سان فرانسيسكو وسمي على اسم المستكشف الفرنسي الذي كان أول أوروبي يرسم نهر سانت لوران حيث تقع جزيرة مونتريال. ويقدم الجسر أول منظر مرتفع للمدينة للزوار القادمين من الولايات المتحدة عند وصولهم بواسطة السيارة.

من الممكن المشي أو ركوب الدراجة الهوائية على طول الجسر. وهناك نقطة تجمع شهيرة يقصدها الناس خلال مسابقة الألعاب النارية التي تقام كل صيف. وخلال الليل يضاء الجسر بواسطة إنارة تتغير بحسب الفصول.

ماونت رويال بارك Mount Royal Park من أجمل الحدائق العامة في مونتريال، تناسب محبي الطبيعة والمناظر البانورامية. تصل إلى أعلى نقطة في الحديقة عن طريق سلم لتبهر نظرك ببانوراما رائعة للمدينة، ومن هناك يمكنك أن تستقل حافلة للوصول إلى بحيرة بيفر Beaver حيث تستطيع بأن تستأجر قاربا صغيرا، وبعدها تتجول في الغابة. أنصحك بالتوجه إلى هناك وقت المغيب للتمتع برؤية أجمل غروب للشمس.

برج الساعة The Clock Tower الواقع على حافة الميناء القديم، مبنى الساعة أبيض، وبني لأول مرة كنصب تذكاري للبحارة الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الأولى. وأصبح بعدها معلما سياحيا. ومن الممكن الوصول إلى منصة المراقبة عند أعلى البرج عبر ما بين شهري يونيو (حزيران) وسبتمبر (أيلول) للتمتع بالمناظر الجميلة من علو 45 مترا مجانا.

برج المراقبة Observation Deck ويقع قرب ساحة «فيل ماري» ومنه يمكن أن تشاهد المدينة من علو شاهق ومن زاوية 360 درجة. ويمكنك زيارة هذا المكان في أوقات مختلفة من اليوم في جميع الفصول، وتوجد في هذه المنصة شاشات تفاعلية تعرفك على كل المعالم التي تشاهدها بعينك المجردة.

رحلات مائية وإطلالة على المدينة في عجلة مونتريال (شاترستوك)

عجلة مونتريال La Grande Roue De Montreal أو عجلة مونتريال الكبرى، وهي عبارة عن 42 عربة مكيفة تدور على ارتفاع 60 مترا يمكنك أن ترى منها أجمل معالم المدينة بما في ذلك المرفأ القديم.

عرض للإنارة رائع داخل بازيليكا السيدة العذراء (شاترستوك)

كنيسة سيدة النجدة Notre dame de bon secours وبنيت عام 1771 وهي أقدم كنيسة في المدينة وتتمتع بتصميم معماري رائع من الداخل والخارج. الدخول إليها مجاني لكن يتعين عليك دفع مبلغ ضئيل لزيارة المتحف فيها للتعرف على تاريخ تأسيس المدينة ومؤسسيها.

متحف الفن Montreal Musueum of Fine Arts وهذه وجهة جميلة للمهتمين بالفن واللوحات.

جانب من متحف الفنون في مونتريال (الشرق الأوسط)

لو جيان Le Geant وهي عبارة عن عروض أشبه بالعروض التي تقدمها Cirque Du Soleil التي انطلقت من مونتريال ومن الممكن مشاهدة عروضها في خيمة ضخمة عند الميناء القديم، أما «لو جيان» فهي عروض بهلوانية مشابهة ولكنها تقام في منطقة «فيل ماري» في الهواء الطلق ومشاهدتها بالمجان ولكن يمكنك حجز مقعد بسعر زهيد في حال كنت تود أن تكون على مقربة من مجسم العملاق «لو جيان» المصنوع من الحديد.

كنيسة سيدة مونتريال Notre Dame basilica of Montreal يمكن زيارة الكنيسة التي تعتبر من بين أشهر كنائس المدينة خلال النهار، وفي تمام الساعة السابعة مساء تقام بداخلها عروض مبهرة تعتمد على أنوار الليزر وتروي قصة من خلال الضوء، الزيارة جميلة ومن الأفضل الحجز المسبق لأن عدد المقاعد محدود.

عرض «لو جيان» المادرد في الهواء الطلق (الشرق الأوسط)

أين تأكل؟

توجد في مونتريال العديد من المطاعم المحلية والعالمية، ومن الأكل الأشهر فيها والذي يتعين على كل سائح تذوقه ولو لمرة واحدة، البيغل Bagel وهو عبارة عن قطعة خبز عادة ما تؤكل مع السلمون والجبن والـ Capers وهذه الأكلة جاءت مع المهاجرين اليهود وتتميز كونها عجينة تسلق قبل خبزها، والطبق الثاني هو الـPoutine وهو عبارة عن بطاطس مقلية مع صلصة الـ Gravy والجبن.

ولكن تبقى هناك بعض المطاعم المميزة نذكر منها:

مونارك Monarque يتميز بديكوره الجميل والأنيق، لائحة الطعام فيه محدودة ولكن أطباقه مميزة.

ميليس Melisse يناسب هذا المطعم الزوار العرب لأن اللحم الذي يقدم فيه حلال كما أن أطباقه مستوحاة من البحر المتوسط والشرق الأوسط ولكن بتصرف وبطريقة عصرية جدا .

حديقة جميلة في وسط المدينة في فندق «ريتز كارلتون» (الشرق الأوسط)

لو سيربان Le Serpent هذا المطعم عصري جدا، من النوع الذي تراه من الخارج فتتخيل وكأنه مكان مخزن قديم وعندما تدخل إليه تجده مكانا عصريا جدا من دون أي طلاء على الجدران، أطباقه أوروبية.

ميزون بولو Maison Bolud في فندق ريتز كارلتون، وهذا المكان تنضح منه الأناقة ويقدم ألذ الأطباق الإيطالية، فلا تفوت عليك تذوق سلطة البوراتا والأسماك والباستا بالطبع، ويتميز بجلسة خارجية ويعتبر المكان الوحيد في المدينة حيث تجد فيه حديقة خاصة وبركة ماء يربى فيها البط.

بيفواك Bivouac ويقع داخل فندق دبل تري، إذا حالفك الحظ وزرت مونتريال خلال شهر يوليو فأنصحك بالذهاب إليه لتناول الطعام على الشرفة الخارجية المطلة على فعاليات مهرجان الجاز الأكبر في البلاد، والأطباق جيدة ولذيذة أيضا ومتنوعة.

ماركس Marcus الواقع داخل فندق فور سيزونز الجديد في المدينة، أشهر ما يقدمه هذا المطعم البرانش وهذه عادة يعتمدها الكنديون حيث يتناولون وجبة طعام ما بين الفطور والغداء، وهذا المطعم بالتحديد شهير جدا بتقديم الأطباق التي تجمع ما بين أطباق الفطور والغداء من دون أن ننسى المحار (وهو طبق أساسي في كندا) والبيغل.

البرانش الذي يقدَّم في «ماركس» الـ«ريتز كارلتون» بمونتريال (الشرق الأوسط)

داماس داماس Damas هذا المطعم سوري (شرقي) يتمتع بديكور جميل والأهم هو أن أكله حلال وأطباقه لذيذة جدا ولكن أسعاره مرتفعة بعض الشيء.

أوليف إيه غورماندو Olive et Gourmando يقع في منطقة الميناء القديم، ويعتبر من بين أشهر مطاعم المدينة ويتعين عليك في بعض الأحيان الانتظار في طابور طويل للحصول على كرسي واحد فيه، يقدم وجبات الغداء والعشاء على مدار أيام الأسبوع. ومن أشهر أطباقه السلطات والمخبوزات والوجبات الخفيفة والقهوة.

وليم غراي William Grey Terrace لمحبي الأكل في الأماكن العالية والمطلة على أجمل المناظر، وفيه يمكنك تناول المأكولات المحلية مثل الووفل مع الدجاج وغيرها من الأطباق الغربية الأخرى مع إطلالة على المرفأ ومعالم المدينة.

أوليمبيكو Olympico cafe عنوان لمحبي القهوة الإيطالية في القسم القديم من مونتريال، ويعتبر من أهم الأماكن لتناول أفضل نوع قهوة في المدينة.

أين تقيم؟

توجد في مونتريال خيارات عديدة ومتنوعة للإقامة، ولكن تبقى هناك أسماء لامعة ومهمة نسبة لعراقتها ومواقعها في وسط المدينة مثل فندق «إنتركونتيننتال» (في القسم القديم من المدينة) و«ريتز كارلتون» و«فور سيزونز» في المربع الذهبي.

فندق «فور سيزونز» يتميز بموقع جميل في وسط المدينة (الشرق الأوسط)

أين تتسوق؟

تنتشر في مونتريال عدة أماكن للتسوق، وأشهرها شارع «سانت كاثرين» لأصحاب الميزانيات المحدودة، ومن هناك يمكنك الوصول إلى المربع الذهبي حيث تجد البوتيكات العالمية التي تحمل أسماء أهم المصممين العالميين ودور الأزياء الراقية، كما توجد مراكز تسوق جميلة مثل «إيتون» و«لي كور دو مونتريال» و«بلاس مونتريال تراست».


مقالات ذات صلة

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

سفر وسياحة متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

هذا الصيف، يتجه الجميع للاستمتاع بالاستجمام على شاطئ البحر، أو مطاردة سحر عواصم العالم المختلفة، أو مجرد الاسترخاء في وجهات مريحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
عالم الاعمال «ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

«ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

يمتلك مشروع «ساوث ميد» - أحدث مشروعات «مجموعة طلعت مصطفى» بالساحل الشمالي الغربي لمصر - كل المقومات اللازمة ليصبح وجهة عالمية جديدة بجنوب البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق السفر مع أفراد العائلة يمكن أن يكون أمراً صعباً بشكل خاص (رويترز)

لإجازة عائلية من دون مشكلات... ضع 7 حدود قبل السفر وخلاله

حتى أجمل التجارب في الأماكن الخلابة يمكن أن تنهار أمام الخلافات العائلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
سفر وسياحة المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)

ميكونوس... جزيرة ترقص مع الريح

بعد أيام من الراحة والاستجمام في سانتوريني، جزيرة الرومانسية والهدوء والتأمل، أكملنا مشوارنا في التنقل ما بين أجمل جزر اليونان، واخترنا ميكونوس.

جوسلين إيليا (ميكونوس-اليونان)
العالم جواز سفر سنغافوري (أ.ف.ب)

سنغافورة تُتوج بلقب صاحبة أقوى جواز سفر في العالم

تفوقت سنغافورة على فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا لتصبح صاحبة أقوى جواز سفر في العالم حيث يمكن لحاملي جواز سفر سنغافوري دخول 195 دولة دون تأشيرة دخول.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

ميلانو ترى أهمية التوأمة السياحية مع الرياض والاستثمار في التشابه الثقافي والحضاري

احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)
احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)
TT

ميلانو ترى أهمية التوأمة السياحية مع الرياض والاستثمار في التشابه الثقافي والحضاري

احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)
احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)

في وقت تتنامى فيه العلاقات الاقتصادية السعودية الإيطالية، أفصحت فيورينزا ليباريني، المديرة العامة لوكالة ميلانو الحكومية للسياحة، أن التشابه بين البلدين والقوة الاقتصادية يعززان فكرة توأمة ميلانو مع الرياض، ما يعمق التعاون في الأعمال والسياحة والأزياء والتبادل الثقافي، والاستفادة من نقاط القوة للمدينتين الديناميكيتين.

وقالت ليباريني لـ«الشرق الأوسط»: «هناك كثير من الأشياء التي تتقاسمها السعودية مع إيطاليا، بدءاً من التقاليد الأصيلة وثقافة الطعام والفن، في ظل جهود متبادلة من كلا البلدين، لتوسيع الاستثمارات والعلاقات التجارية، وهي مهتمة جداً باستكشاف هذا البلد الساحر والانغماس الكامل في الثقافة الغنية والمتنوعة للمملكة».

تتقاسم السعودية مع إيطاليا التقاليد وثقافة الطعام (الشرق الأوسط)

توأمة سعودية إيطالية

قالت مديرة الوكالة، التي أنشأتها بلدية ميلانو وغرفة تجارة المدينة: «إن السعودية وإيطاليا دولتان عريقتان تشتركان في عدة قواسم مشتركة، لتاريخهما وتقاليدهما العريقة، مع امتلاكهما التاريخ العريق في الفن والثقافة والتراث والمناظر الطبيعية الخلابة والمأكولات ذات المستوى العالمي والكنوز الأثرية التي يجب اكتشافها».

وشدّدت على أن أوجه التشابه تخلق أساساً متيناً للتعاون المتبادل بين الجانبين بمختلف المجالات، مبينة أن المدينتين تشتهران بمشهدهما الاقتصادي وقطاعات الأعمال المزدهرة وجاذبية الاستثمار والتجارة الدولية، مع استضافة فعاليات الموضة الراقية من جميع أنحاء العالم.

السياحة الخضراء

شدّدت ليباريني على جعل ميلانو مركزاً للسياحة عالية الجودة ومستدامة اجتماعياً وبيئياً وثقافياً، حيث كانت في عام 2022 أول وجهة إيطالية تنضم إلى الحركة العالمية لاستدامة الوجهات، كشبكة تضم أكثر من 100 وجهة حول العالم، وتهدف إلى تحفيز التحول الاجتماعي والاقتصادي والبيئي في المدن والمناطق.

ميلانو ثاني أكثر مدينة يزورها السياح بعد روما (الشرق الأوسط)

وتابعت: «في عام 2023، دخلت ميلانو قائمة أفضل 40 وجهة في مؤشر GDS، حيث أصبح تجديد السياحة بالنسبة لنا أمراً ضرورياً، خاصة في ضوء أولمبياد ميلانو - كورتينا 2026 المقبل. ويتمثل التحدي في إعادة التفكير في الطريقة التي نمارس بها السياحة، مع وضع احتياجات المجتمع المقيم والسياح في مركز اهتمامنا».

وتهدف ميلانو، وفق ليباريني، إلى تقليل نسبة الكربون فيها بحلول عام 2050 وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030، مع الاستثمار في رأس المال الاجتماعي من خلال خدمات عالية الجودة، مع التركيز على تعزيز وسائل النقل العام، وتشجيع النقل بواسطة الدراجات والسيارات الكهربائية.

ووفق ليباريني، تتميز ميلانو بنظام النقل العام، الذي يضم 5 خطوط مترو وشبكة من خطوط الترام الشهيرة، مشيرة إلى مساعٍ جارية لتعزيز وسائل النقل العام من خلال إطلاق خط مترو جديد في سبتمبر (أيلول) 2024 بهدف تحسين الاتصال بالمدينة.

فيورينزا ليباريني المديرة العامة لوكالة ميلانو الحكومية للسياحة (الشرق الأوسط)

السياحة في ميلانو

ووفق تعبير ليباريني، فإن ميلانو تعد من أهم المدن الإيطالية من حيث السياحة، وتلعب دوراً مهماً في القطاع السياحي الحيوي للبلاد، في حين تعد إيطاليا كلها واحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم.

ولفتت إلى أن روما هي الأكثر استقبالاً للزوار، غير أن ميلانو تليها مباشرة بسبب مزيجها، الذي يجمع بين الموضة والتصميم والأعمال والمعالم الثقافية، مع وصول نحو 8.5 مليون سائح إلى ميلانو، وأكثر من 11.5 مليون سنوياً إلى ضواحيها، بما في ذلك بلدتا مونزا وبريانزا، وأشارت إلى أن عام 2023 كان أفضل عام على الإطلاق للسياحة في ميلانو.

التشابه بين البلدين والقوة الاقتصادية يعزز فكرة توأمة ميلانو مع الرياض (الشرق الأوسط)

وأضافت ليباريني: «شهدت ميلانو ارتفاعات قياسية في عام 2019، عندما استقبلت 7.5 مليون سائحاً، وشهدت ضواحيها زيارة 10.8 مليون سائحاً، ما يشير إلى جاذبية المدينة كمركز ثقافي واقتصادي مزدهر».

ولفتت إلى أن ميلانو تجذب السياح من خلال تنوع المعالم التاريخية فيها، بالإضافة إلى الأزياء والتصميمات والفنون والفعاليات الثقافية، ويساعد موقعها الجغرافي على ربطها بوجهات سياحية أخرى، مثل الجبال التي ستقام فيها الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتوية (ميلانو كورتينا 2026)، وشاطئ البحر في ليغوريا، والبحيرات مثل بحيرة كومو.

وتحتضن المدينة وادي السيارات، الذي يحتضن مصانع السيارات الإيطالية الكبرى، حيث يتيح الموقع للزوار استكشاف مجموعة متنوعة من التجارب والمناظر الطبيعية بسهولة، ما يعزز جاذبية المدينة كوجهة سفر.

وجهة سياحية عالمية

احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 . فالسياح مدعوون لاستكشاف المباني التاريخية الرائعة والفيلات الحديثة، مثل فيلا نيكي كامبيليو أو فيلا إنفيرنيزي جوهرة فن الطهي، فيما تشتهر ميلانو بمشهد طهي غني يتراوح من المطاعم الإيطالية التقليدية في بورتا رومانا إلى أطعمة الشوارع الشرقية في الحي الصيني.

ميلانو مدينة غنية بالتاريخ وجاذبة لمحبي الأناقة والتسوق (الشرق الأوسط)

تجاوز التحديات

أقرّت ليباريني أن جائحة «كوفيد 19» خفّضت عدد قاصدي ميلانو بنسبة 73 في المائة في عام 2020، مقارنة بعام 2019، بينما شهدت مطارات لومباردي انخفاضاً كبيراً في الحركة الجوية، بوجود 13.3 مليون مسافر فقط في عام 2020، مسجلة انخفاضاً من 49 مليوناً في عام 2019، غير أن ميلانو تتطور باستمرار، فنجحت في التعافي من عمليات الإغلاق الناجمة عن الوباء، وحققت نمواً كبيراً في السياحة.

وكان عام 2022 عام الانتعاش السياحي الحقيقي، وبحلول شهر أبريل (نيسان) من ذلك العام، شهدت ميلانو أعداداً متزايدةً من الزوار، مقارنة بعام 2019، برغم التحديات، حيث شهدت العاصمة اللومباردية ما يقرب من مليون سائح في المتوسط شهرياً.

وتستهدف إعادة السياحة في ميلانو إلى مستويات ما قبل «كوفيد 19» خلال عام 2024، من خلال تنويع التدفقات السياحية في جميع أنحاء المدينة، كوجهة مثالية للأحداث والفعاليات الكبرى، والتطور، كمركز للأعمال والتكنولوجيا المالية والابتكار. وأشارت ليباريني إلى أن ميلانو ستكون من إحدى أفضل الوجهات السياحية العالمية في عام 2025.



ميلانو غنية بمعالمها التاريخية (الشرق الأوسط)

الصيف والشتاء في ميلانو

وقالت ليباريني: «نهدف إلى زيادة جاذبية ميلانو، وتوسيع عروضها من الناحيتين الكمية والنوعية وتشجيع الاستخدام الأكثر استدامة للمدينة، مع التركيز على مسارات جديدة لتنويع الثروة السياحية، لجعل السائحين يكتشفون لمحات غير مستكشفة من الواقع الحضري لميلانو خارج المسارات التقليدية».

إن كل حي لديه صفة المتميز الخاص به، وينتظر أن يتم اكتشافه من أجل تقدير هويته الفريدة، من خلال مجموعة غنية من الأنشطة والفعاليات على مدار العام، فيما يعدّ عيد الميلاد وقتاً ساحراً لاكتشاف المدينة.

وقالت ليباريني: «إن 7 ديسمبر (كانون الأول) هو يوم القديس أمبروز، وعندما يُقام العرض الأول لفيلم سكالا بشكل تقليدي، يصل سحر عيد الميلاد إلى ذروته في شوارع التسوق في ميلانو وفي الشوارع والساحات المزينة بالأشجار الرائعة والإضاءات التي تدعوك إلى التنزه في وسط المدينة».