الموت يغيب «رائد فن العرائس» التونسي لسعد المحواشي

عقب عرضه «ما يراوش» ضمن فعاليات مهرجان «القاهرة للمسرح التجريبي»

الفنان التونسي لسعد المحواشي... صفحته على «فيسبوك»
الفنان التونسي لسعد المحواشي... صفحته على «فيسبوك»
TT

الموت يغيب «رائد فن العرائس» التونسي لسعد المحواشي

الفنان التونسي لسعد المحواشي... صفحته على «فيسبوك»
الفنان التونسي لسعد المحواشي... صفحته على «فيسبوك»

غيّب الموت رائد فن العرائس التونسي لسعد المحواشي، في مصر، وخيم الحزن على اليوم الأخير من فعاليات مهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي» إثر الوفاة المفاجئة للمحواشي (الجمعة) بعد ساعات من عرض مسرحية «ما يراوش» ضمن عروض المهرجان.

ويعد المحواشي أحد مؤسسي «المركز الوطني لفن العرائس» بتونس، ويعمل أستاذاً لتصميم العرائس بالمعهد العالي للفن المسرحي بتونس. وتتنوع أعماله بين مسرح الصغار والكبار، ومن أبرزها «طبيب الضيعة»، و«الكسوة»، و«العرائسي». ونال العديد من الجوائز منها فوز عرضه «لقاء» بالجائزة الأولى لأحسن عمل مسرحي موجه للأطفال ضمن فعاليات «المهرجان العالمي لفن العرائس» في ماليزيا عام 2017.

ونعت اللجنة العليا لمهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي» برئاسة الدكتور سامح مهران، الراحل، الذي وصفته في بيان لها بـ«إحدى علامات فن العرائس في تونس والعالم العربي»، بينما تقدمت وزارة الثقافة التونسية في بيان آخر بـ«خالص التعازي إلى كل مبدعي الساحة الثقافية وفنانيها ولكل مؤسسات العمل الثقافي» إثر وفاة الفقيد.

منسق عام المهرجان، الدكتور محمد الشافعي، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «المشكلات الصحية للراحل بدأت في مقر إقامته بالفندق، وتم نقله إلى المستشفى على الفور، حيث أثبتت الفحوصات ارتفاع نسبة السكر لديه، ووجود جلطة على المخ منذ 24 ساعة، وتم إبلاغ السفارة التونسية التي نقلته إلى مستشفى آخر، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة». وأضاف أن «وفاة مبدع ورائد في مجال تصميم العرائس، هو مصاب جلل لصُناع الحركة المسرحية في تونس ومصر والعالم العربي، ومشاعر الحزن والصدمة التي شعر بها الجميع تؤكد عمق الروابط الفنية بين دولنا العربية».

لسعد المحواشي... صفحته على «فيسبوك»

ومسرحية المحواشي الأخيرة «ما يراوش» هي من إنتاج المركز الوطني التونسي لفن العرائس، دراماتورجيا وإخراج محمد منير العرقي، وبطولة هيثم وناسي، وفاطمة الزهراء المرواني، وأسامة الماكني. ويدور العرض في أجواء من الفانتازيا حول مجموعة من فاقدي البصر يتوهون في الغابة، ويطرح العمل أسئلة حول معنى الحياة وفقد البصر.

المخرج المسرحي عبد الله الشحي، مدير مسرح عجمان الوطني بالإمارات، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المحواشي قدم خدمات كبيرة لمسرح الدمى في تونس والعالم العربي، وتخرجت أجيال في هذا التخصص على يديه».

في حين أوضح الناقد والباحث الدكتور عبد الكريم الحجراوي، أن «المحواشي بدأ تجربة فريدة من نوعها منذ الثمانينات من القرن الماضي، تتمثل في تبني ثقافة العرائس والدمى ونشرها على امتداد الوطن العربي وليس تونس فقط»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الراحل كان يمرر رسائل تتعلق بالوعي وإشاعة البهجة عبر أعماله، سواء تلك التي تخاطب الكبار أو الصغار».


مقالات ذات صلة

إعادة فتح جوهرة «نوتردام» القوطية في باريس

يوميات الشرق منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)

إعادة فتح جوهرة «نوتردام» القوطية في باريس

يلقي العالم، الجمعة، نظرة أولى على كاتدرائية نوتردام الجديدة، في الوقت الذي يجري فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولة تلفزيونية بمناسبة إعادة الافتتاح.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بدأ البناء في القاعدة الغامضة في عام 1959 (غيتي)

اكتشاف «مدينة سرية» أسفل طبقات الجليد في غرينلاند

أسفل طبقة الجليد السميكة في غرينلاند تقع شبكة من الأنفاق التي كان يُعتقد يوماً ما أنها المكان الأكثر أماناً على الأرض في حال نشوب أي حرب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة أصدرتها شرطة تشيستر للدرج التي خبأت به الأم طفلتها

حبس أم خبأت طفلتها في درج لمدة ثلاث سنوات

حكم على سيدة بريطانية خبأت ابنتها الرضيعة في درج أسفل سريرها حتى بلغت الثالثة من عمرها تقريباً بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي.

فيفيان حداد (بيروت)

مهرجان «بيروت ترنّم» بنسخة العام الحالي «صلاة للبنان والعالم» بوجه الحرب

ملصق سابق من إحدى دورات مهرجان «بيروت ترنم»
ملصق سابق من إحدى دورات مهرجان «بيروت ترنم»
TT

مهرجان «بيروت ترنّم» بنسخة العام الحالي «صلاة للبنان والعالم» بوجه الحرب

ملصق سابق من إحدى دورات مهرجان «بيروت ترنم»
ملصق سابق من إحدى دورات مهرجان «بيروت ترنم»

ستكون الدورة الـ16 لمهرجان «بيروت ترنّم»، التي تنطلق في بيروت أواخر الشهر الحالي، بموسيقاها الكلاسيكية وتراتيلها الدينية التي تحتضنها كنائس العاصمة الأثرية وساحات أسواقها، بمثابة «صلاة للبنان والعالم»، على ما وصفها المنظّمون السبت، وسط وضع عسكري متفجّر عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية واستمرار الحرب في غزة.

وسألت ميشلين أبي سمرا مؤسسة المهرجان ورئيسته في مؤتمر صحافي لإطلاق برنامجه الغنيّ في نادي اليخوت بالعاصمة اللبنانية «ماذا لو لم ترنّم بيروت وأهلُنا في الجنوب الحبيب يتعرضون لأهوال الحرب؟»، إذ تتصاعد حدّة تبادل القصف في جنوب لبنان بين إسرائيل و(حزب الله) بالتزامن مع تَواصل الحرب بين إسرائيل وحركة (حماس) في غزة.

وتوقفت ميشلين أبي سمرا عند الصعوبات التي واجهت إدارة المهرجان في تنظيم النسخة الـ16 وإطلاقها «في ظلّ ما نشهده من وحشية وقتل ودمار وعنف».

وقال المدير الفني للمهرجان توفيق معتوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن أنشطة هذه الدورة تساهم في إعطاء «أمل أكبر في هذا الوقت الصعب»؛ وأضاف: «ترنيمنا وموسيقانا هذه السنة صلاة للبنان ولكل العالم».

ويمتدّ المهرجان من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 23 ديسمبر (كانون الأول)، وتقام حفلاته في كنائس وسط العاصمة الأثرية وفي ساحات أسواقها شبه المهجورة بفعل الأزمتين الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقتين اللتين يشهدهما لبنان منذ 2019.

وإذ أبرزَ معتوق أن نسخة السنة الحالية «تميزّها إرادة المنظمين» وتمسكّهم بالمضيّ فيها «رغم كل التغييرات التي كانت تستجد لحظة بلحظة نتيجة الوضع»، أشارت أبي سمرا إلى أن البرنامج الذي وصفته بأنه «بمثابة نقطة ضوء في عتمة الوضع الراهن»، يبقى «قابلاً للتعديل» حسب الظروف.

ويُفتتح البرنامج الذي أكّد معتوق أنه «يلبّي تطلعات الجمهور»، بقداس لجاكومو بوتشيني، «أحد أعمدة التأليف الأوبرالي»، حسب المدير الفني، ويُحييها التينور اللبناني جوزيف دحدح، والباريتون سيزار ناعسي ترافقهما عزفاً أوركسترا تضم موسيقيين لبنانيين وأعضاء من الأوركسترا السيمفونية الأرمنية. كما يشمل الافتتاح عزفاً لمقطوعة بيتهوفن السيمفونية «فانتازيا الكورس»، يشارك فيه عازف البيانو الكوري كيوبين تشانغ شان الحائز الجائزة الأولى في مسابقة طوكيو الدّولية.

ويخصص المهرجان حفلة منفردة لعازف البيانو الكوري تشانغ، وأمسية للعازف الفرنسي المعروف جوناتان فورنيل.

ومن الموسيقيين البارزين الذي يستضيفهم المهرجان، عازف الكلارينيت الإسباني الشاب بابلو براغان، وعازف التشيللو التشيكي ميشال كانكا، وعازفة الكمان السويسرية إيلفا إيغوس (16 عاماً).

أما مجموعة «ديفاز» الأوبرالية الإيطالية فتحتفي في حفلتها بمئوية السوبرانو اليونانية ماريا كالاس.

ويُختتم المهرجان بأمسية ميلادية مع المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني والمغنية هبة طوجي.

ويشارك في المهرجان أيضاً عدد من الفنانين اللبنانيين المعروفين، من أبرزهم عبير نعمة وكارول سماحة وغي مانوكيان، إضافة إلى مغنّي أوبرا لبنانيين شباب وموسيقيين لبنانيين معروفين وجوقات جامعية ومدرسية وجوقات الأطفال.