فيفيك راماسوامي صار بين ليلة وضحاها شخصية رئيسية في سباق البيت الأبيض

ملياردير هندي الأصل «يغازل» قاعدة ترمب و«الإيفانجيليين الجدد»

فيفيك راماسوامي صار بين ليلة وضحاها شخصية رئيسية في سباق البيت الأبيض
TT

فيفيك راماسوامي صار بين ليلة وضحاها شخصية رئيسية في سباق البيت الأبيض

فيفيك راماسوامي صار بين ليلة وضحاها شخصية رئيسية في سباق البيت الأبيض

كشفت المناظرة الرئاسية الأولى لمرشحي الحزب الجمهوري الأميركي، التي أجريت في مدينة ميلووكي يوم 23 أغسطس (آب) المنصرم، عن جانب جديد، لكنه «مألوف» في مواسم الانتخابات الرئاسية الأميركية. ومعلوم أنه غالباً ما يحظى الناخبون الأميركيون بفرصة التعرف على شخصيات «مجهولة» ومغمورة، رغم إدراكهم أن مصيرها بعد انتهاء موسم الانتخابات، قد لا يتجاوز محاولة، حجز مقعد أو منصب في الإدارة الجديدة، أو تحقيق شهرة تدفع بأعمالهم التجارية. هكذا وصف فيفيك راماسوامي، المرشح الذي وقف في منتصف المنصة، إلى جانب رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلوريدا، وثاني أقوى المرشحين في استطلاعات الجمهوريين. وخلال أقل من 24 ساعة من «مهاراته الكلامية» المستفزة لمنافسيه، كان هناك أكثر من مليون عملية بحث على «غوغل» عن اسمه، ما عدا العمليات التي أخطأت في كتابة اسمه، بحسب وسائل الاعلام الأميركية، التي انشغلت هي الأخرى في البحث عن هوية هذا الوافد الجديد.

شبّه المرشح الجمهوري الشاب فيفيك راماسوامي بـ«ترمب» الصغير. ومع أجوبته السريعة وكلامه الذي لا يتوقف قبل إيصال فكرته، جاء التعليق الأكثر تهكماً، على لسان منافسه الجمهوري كريس كريستي، حاكم ولاية نيوجيرسي السابق؛ إذ خاطب مضيفي المناظرة والجمهور قائلاً: «لقد سئمت من الرجل الذي يبدو مثل «تشات جي بي تي» (برنامج تطبيق الذكاء الاصطناعي)».

وحقاً، كان راماسوامي مفعماً بالحيوية ومزعجاً لمنافسيه. ولقي تصفيقاً حاراً في كل مرة أشاد فيها بالرئيس السابق، بعدما تمكن بطريقة غير متوقعة، من الاستحواذ على انتباه منافسيه على منصة المناظرة.

الشاب اليميني المتشدد المتحدر من أصول هندية، أدلى بآراء مثيرة للجدل، تبدأ من استهجانه «تشويه» سياسات تغير المناخ، وانتهاءً باستعداده لزيارة روسيا والتفاوض مع فلاديمير بوتين، عبر تخلي أوكرانيا عن أراضيها وتحاشي ضمها لحلف الـ«ناتو»، مقابل الوعد بإنهاء تحالفه مع زعيم الصين. وبالفعل، استشاط منافسوه غضباً، وسخروا من تعليقاته وآرائه، مواصلين الخطأ في نطق اسمه «فيفيك». ولكن، بحلول صباح اليوم التالي، أصبح راماسوامي فجأة شخصية رئيسية في السباق الجمهوري.

فمن هو هذا الوافد الجديد إلى عالم السياسة الأميركية، بعدما كان حتى وقت قريب، يصف نفسه بأنه «غير سياسي»؟

دعم ترمب عام 2020

قال راماسوامي إنه صوّت لصالح المرشح الرئاسي للحزب الليبرتاري (يمين متشدد) في عام 2004، لكنه لم يصوّت في الانتخابات الرئاسية في 2008 أو 2012 أو 2016. غير انه عام 2020، عاد فدعم وصوت لدونالد ترمب.

ثم في 2021، سجل نفسه «غير منتسب» للتصويت في ولاية أوهايو، لكنه وصف نفسه بأنه جمهوري. ومع ذلك، قدم تبرّعات لكل من الديمقراطيين والجمهوريين؛ إذ قدم عام 2016 تبرّعاً بمبلغ 2700 دولار لحملة دينا غرايسون، المرشحة الديمقراطية للكونغرس في ولاية فلوريدا. وبين عامي 2020 و2023، تبرّع بمبلغ 30 ألف دولار للحزب الجمهوري في أوهايو، حيث فكّر في الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ الأميركي لعام 2022 في الولاية.

ويوم 21 فبراير (شباط)، تنحى راماسوامي عن منصبه رئيساً لشركة «رويفانت ساينسز»، للتكنولوجيا الحيوية. وفي برنامج «الليلة» مع تاكر كارلسون على محطة «فوكس نيوز» (غادرها لاحقاً ليؤسس موقعاً إخبارياً على الإنترنت)، أعلن ترشحه عن الحزب الجمهوري لمنصب الرئاسة.

«الديانات العلمانية الجديدة»

بدأ راماسوامي حملته مدعياً أن الولايات المتحدة في «أزمة هوية وطنية»، فاقمتها ما أسماها «الديانات العلمانية الجديدة»، مثل التعامل مع وباء «كوفيد - 19» والمناخ و«الآيديولوجية الجنسانية».

أيضاً، انتقد المبادرات البيئية والاجتماعية ومبادرات حوكمة الشركات. وأصدر علناً إقرارات ضريبة الدخل الخاصة به عن 20 سنة، داعياً منافسيه إلى فعل الشيء نفسه (ترمب الذي لا يزال ممتنعاً عن ذلك). ومع ان أموال حملته جاءت بغالبيتها من أمواله الخاصة، فإنها كانت أقل بكثير عن تلك التي جمعها ترمب ورون ديسانتيس. ومع ذلك، تقدم على معظم المرشحين الجمهوريين الأساسيين الآخرين.

من جهة ثانية، سعى راماسوامي إلى جذب الناخبين اليمينيين المسيحيين الإيفانجيليين («الإنجيليون الجدد») والقوميين المسيحيين، وهؤلاء جزء مهم جداً من القاعدة الجمهورية، ويذكر أن بعضهم متردد أو غير راغب في دعم مرشح غير مسيحي وغير أبيض. ولذا؛ لم يتوانَ خلال حملاته الانتخابية ومقابلاته عن انتقاد العلمانية، قائلاً إن الولايات المتحدة أسست على «القيم المسيحية» أو «القيم اليهودية المسيحية»، وأنه يشارك تلك القيم ويؤمن بإله واحد.

قومي... غير اعتذاري!

كذلك، وصف راماسوامي نفسه، بأنه «قومي أميركي غير اعتذاري» وهاجم كثيراً ديسانتيس. ومع أنه «ينافس» دونالد ترمب، تجنب انتقاده بشكل مباشر... لا، بل دعمه قبل المناظرة وخلالها وبعدها، متراجعاً عن الاتهامات التي ساقها ضده، إثر الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021. فقد وصف راماسوامي تصرفات ترمب في ذلك اليوم، بأنها «بغيضة تماماً»، وانتقد مزاعمه عن «الانتخابات المسروقة» في كتابه الثاني «أمة الضحايا». وكتب: «لقد كان يوماً مظلماً للديمقراطية. رفض الخاسر في الانتخابات الأخيرة التنازل عن السباق، وادّعى أن الانتخابات سُرقت، وجمع مئات الملايين من الدولارات من المؤيدين المخلصين، ويفكر في الترشح لمنصب تنفيذي مرة أخرى... أقصد بالطبع دونالد ترمب».

إلا أنه، بعد ذلك، قال: إن حظر حسابات ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، انتهاك للتعديل الدستوري الأول. وبعد توجيه الاتهامات الجنائية الفيدرالية للرئيس السابق هذا العام، وقف راماسوامي معه على الفور، واعداً بالعفو عنه إذا ما انتُخِب رئيساً. وأيضاً وعد بالعفو عن جوليان أسانج وإدوارد سنودن، مقترحاً تسمية روبرت كينيدي «الابن»، المرشح الرئاسي الديمقراطي، مرشحاً محتملاً للجمهوريين لمنصب نائب الرئيس.

الواقع، أنه قد يتوجب على الجمهوريين أن يعتادوا على هذه الظاهرة التي كانت غريبة منذ وقت ليس ببعيد، أي قبل أن يحصل الوافد السياسي الجديد المليونير من جيل الألفية على نتائجه في استطلاعات الرأي.

إذ إن راماسوامي يقترب الآن في استطلاعات الرأي الوطنية من ديسانتيس، الذي تراجعت أرقامه أكثر بعد المناظرة. وهذا بينما تعدّه كثرة من الجمهوريين «دخيلاً آيديولوجياً، وشخصاً يجذب الشعبوية الجديدة عبر الإنترنت.

باختصار، كان بمثابة مغناطيس بشري، سرق المشهد في أول مناظرة بين الجمهوريين.

بطاقة تعريف

ولد فيفيك جاناباثي راماسوامي (38 سنة) يوم 9 أغسطس (آب) 1985، في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو، لأبوين مهاجرين هندوسيين هنديين.

عائلته من البراهمة الهندوس الناطقين باللغة التاميلية في ولاية كيرالا بأقصى جنوب الهند. ووالده، خريج المعهد الوطني للتكنولوجيا في مدينة كاليكوت، عمل مهندساً ومحامي براءات اختراع لشركة «جنرال إلكتريك»، أما والدته فطبيبة نفسانية لكبار السن وخريجة كلية ميسور الهندية الطبية ومعهد الأبحاث. وهو متزوج وأب لولدين.

نشأ فيفيك الصغير في ولاية أوهايو، وغالباً ما كان يرتاد المعبد الهندوسي المحلي في مدينة دايتون مع عائلته، كما أمضى الكثير من إجازاته الصيفية في الهند مع والديه. ووفق سيرته، أثّر كثيراً على آرائه الاجتماعية مدرّس البيانو المسيحي المحافظ، الذي أعطاه دروساً خاصة من المرحلة الابتدائية حتى المدرسة الثانوية.

بعدها التحق راماسوامي بالمدارس العامة حتى الصف الثامن. ثم التحق بمدرسة سانت كزافييه الثانوية في سينسيناتي، وهي مدرسة كاثوليكية تابعة للرهبنة اليسوعية، وتخرج منها بتفوّق في عام 2003.

في عام 2007، تخرّج راماسوامي من جامعة هارفارد بدرجة بكالوريوس بامتياز مع مرتبة الشرف في علم الأحياء، واكتسب فيها سمعة بوصفه تحررياً جريئاً وواثقاً من نفسه. كذلك، كان عضواً في اتحاد هارفارد السياسي، وأصبح رئيساً له. وفي لقاء مع صحيفة «هارفارد كريمسون» الجامعية قال إنه يعدّ نفسه مجادلاً يحب المناظرات. أما عملياً، فقد تدرب في صندوق التحوّط «امارانث ادفايزر» وبنك الاستثمار «غولدمان ساكس»، وكتب أطروحته العليا حول الأسئلة الأخلاقية التي أثيرت بعد خلق خلايا بشرية - حيوانية، وحصل على جائزة بودوين العلمية.

"أكثر من مليون عملية بحث عن اسمه على «غوغل» في غضون 24 ساعة..."

15 مليون دولار ... قبل تخرجه

في عام 2011، حصل راماسوامي على منحة دراسات العليا للدراسة في كلية الحقوق المرموقة في جامعة ييل، وحصل منها على الإجازة في الحقوق عام 2013. وخلال مقابلة عام 2023، قال إنه كان عضواً في جمعية المناقشة الفكرية اليهودية «شبتاي» في ييل عندما كان طالب حقوق. وللعلم، بحلول الوقت الذي التحق فيه بجامعة ييل، كان راماسوامي ثرياً بالفعل من خلال مشاركته في الصناعات المالية والأدوية والتكنولوجيا الحيوية. ولقد ذكر في عام 2023 أن ثروته الصافية بلغت قبل تخرّجه في كلية الحقوق، نحو 15 مليون دولار.

قبل ذلك، في عام 2007، شارك راماسوامي مع ترافيس ماي في تأسيس شبكة للتواصل الاجتماعي، لطلاب الجامعات الذين يطمحون إلى إطلاق مشروع تجاري. وبيعت الشركة في عام 2009 إلى مؤسسة «إوينغ ماريون كوفمان». وبين عامي 2007 و2014، كان شريكاً في شركة لإدارة محفظة استثمارات التكنولوجيا الحيوية، وامتلك حصصاً في الكثير من شركات الأدوية الحيوية.

وفي عام 2014، أسس راماسوامي شركته الخاصة «رويفانت ساينسز» للتكنولوجيا الحيوية، في جزيرة برمودا، وهي ملاذ ضريبي، وحصلت على ما يقرب من 100 مليون دولار من رأس المال المبدئي من شركات ومستثمرين آخرين. ولقد تمثلت استراتيجية الشركة في شراء براءات الاختراع من شركات الأدوية الكبرى للأدوية التي لم تكن قد طوّرت بنجاح بعد، ومن ثم طرحها في السوق. وبعدها أنشأت الشركة الكثير من الشركات التابعة، بما في ذلك شركة «شينوفانت» و«سيتوفانت» ومقرّهما الصين، وتركزان على السوق الآسيوية.

 

طموح لا يُحد

في عام 2015، جمع راماسوامي 360 مليون دولار لصالح شركة «إكسوفانت ساينسيز» التابعة لشركته الأم، في محاولة لتسويق عقار «الإنتبيردين» لمرض ألزهايمر، الذي اشترى براءة اختراعه مقابل 5 ملايين دولار، من شركة «غلاكسو سميث كلاين» في ديسمبر (كانون الأول) 2014. وفي عام 2015، ظهر راماسوامي على غلاف مجلة «فوربس»، وصرح بأن شركته «ستحقق أعلى عائد استثماري على الإطلاق في صناعة الأدوية». وقبل بدء التجارب السريرية الجديدة للدواء، صمم طرح اكتتاب عام أولي، ويومها جذبت شركته اهتمام بورصة «وول ستريت»، وجمعت 315 مليون دولار.

في البداية، ارتفعت القيمة السوقية للشركة إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار، على الرغم من أنها في ذلك الوقت، كانت صغيرة لديها ثمانية موظفين فقط، بينهم شقيقه ووالدته. وبعدما حقق أكثر من 37 مليون دولار من المكاسب الرأسمالية من شركته، قال إنها ستكون مثل شركة «بيركشاير هاثاواي» لتطوير الأدوية، واصفاً الدواء بأنه فرصة «هائلة» «يمكن أن تساعد الملايين» من المرضى.

ولكن، بعد أربع تجارب سريرية، أعلنت الشركة في 2017، أن «الإنتبيردين» فشل، وتخلت عنه، لتنخفض قيمة الشركة وتخسر في يوم واحد 75 في المائة من قيمتها، من دون أن يخسر شخصياً لاحتفاظه بحصته في شركته الأم. ولكن كان بين المساهمين الذين خسروا أموالهم الكثير من المستثمرين المؤسسيين، مثل صندوق تقاعد المعلمين في ولاية كاليفورنيا.

راماسوامي، الشاب الطامح دائماً إلى القمة، خاض الكثير من الشراكات والمغامرات التجارية، محققا أرباحاً طائلة؛ إذ قدّرت مجلة «فوربس» ثروته بنحو مليار دولار هذا العام. وأثناء حملته الانتخابية للرئاسة، أطلق على نفسه لقب «العالِم» وتباهى: «لقد طوّرت عدداً من الأدوية». لكن الحقيقة أنه حصل على شهادته الجامعية في علم الأحياء، ولم يكن «عالماً» أبداً، بل نشط في مجال صناعة التكنولوجيا الحيوية، مموِّلاً ورجل أعمال.

 


مقالات ذات صلة

الاقتصاد الألماني ينكمش للعام الثاني على التوالي في 2024

الاقتصاد ميدان في توبنغن بألمانيا (رويترز)

الاقتصاد الألماني ينكمش للعام الثاني على التوالي في 2024

انكمش الاقتصاد الألماني، أكبر اقتصاد في أوروبا، للعام الثاني على التوالي في عام 2024، وفقاً للأرقام الأولية الرسمية الصادرة يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الملياردير الأميركي إيلون ماسك (د.ب.أ)

ماسك يصف المفوض الأوروبي السابق بروتون بأنه «طاغية أوروبا»

وصف إيلون ماسك، السبت، المفوض الأوروبي السابق للشؤون الرقمية بأنه «طاغية أوروبا»، في رسائل متوترة جديدة بين الرجلين بشأن دعم ماسك لليمين المتطرف في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحيّي أنصاره لدى وصوله إلى الجمعية الوطنية لأداء اليمين الدستورية لولاية ثالثة في كاراكاس 10 يناير 2025 (رويترز)

أميركا تندد بتنصيب مادورو رئيساً... وتفرض عقوبات جديدة على فنزويلا

ندّدت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، بـ«مهزلة» تنصيب نيكولاس مادورو رئيساً لفنزويلا لولاية ثالثة، وفرضت عقوبات جديدة على كاراكاس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أميركا اللاتينية غلق جسر أتاناسيو غيرادوت الدولي بأوامر من رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

فنزويلا تغلق حدودها مع كولومبيا قبل تنصيب مادورو

أغلقت فنزويلا حدودها مع كولومبيا متحدثة عن «مؤامرة دولية» قبل ساعات من تنصيب الرئيس نيكولاس مادورو لولاية ثالثة من 6 سنوات.

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
أميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يصل إلى مقر الجمعية الوطنية لحضور حفل تنصيبه (أ.ف.ب)

تنصيب نيكولاس مادورو لولاية رئاسية ثالثة في فنزويلا

أدى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اليمين لولاية ثالثة تستمر 6 أعوام، الجمعة، ليبقى في السلطة على الرغم من نزاع استمر 6 أشهر بشأن نتائج انتخابات الرئاسة.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (كاراكاس)

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟
TT

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية، بقيادة ميشال بارنييه، في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)، على رأس الحكومة الجديدة. يأتي قرار التعيين في الوقت الذي تعيش فيه فرنسا أزمة برلمانية حادة بسبب غياب الأغلبية وهشاشة التحالفات، مما يضفي على الحياة السياسية جواً من عدم الاستقرار والفوضى. كان هذا القرار متوقَّعاً حيث إن رئيس الوزراء الجديد من الشخصيات المعروفة في المشهد السياسي الفرنسي، والأهم أنه كان عنصراً أساسياً في تحالف ماكرون الوسطي وحليف الرئيس منذ بداية عهدته في 2017. تساؤلات كثيرة رافقت إعلان خبر التعيين، أهمها حظوظ رئيس الوزراء الجديد في تحقيق «المصالحة» التي ستُخرِج البلاد من الأزمة البرلمانية، وقدرته على إنقاذ عهدة ماكرون الثانية.

أصول ريفية بسيطة

وُلِد فرنسوا بايرو في 25 مايو (أيار) عام 1951 في بلدة بوردار بالبرينيه الأطلسية، وهو من أصول بسيطة، حيث إنه ينحدر من عائلة مزارعين، أباً عن جدّ. كان يحب القراءة والأدب، وهو ما جعله يختار اختصاص الأدب الفرنسي في جامعة بوردو بشرق فرنسا. بعد تخرجه عمل في قطاع التعليم، وكان يساعد والدته في الوقت ذاته بالمزرعة العائلية بعد وفاة والده المفاجئ في حادث عمل. بدأ بايرو نشاطه السياسي وهو في سن الـ29 نائباً عن منطقة البرانس الأطلسي لسنوات، بعد أن انخرط في صفوف حزب الوسط، ثم رئيساً للمجلس العام للمنطقة ذاتها بين 1992 و2001. إضافة إلى ذلك، شغل بايرو منصب نائب أوروبي بين 1999 و2002. وهو منذ 2014 عمدة لمدينة بو، جنوب غربي فرنسا، ومفتّش سامٍ للتخطيط منذ 2020.

شغل بايرو مهام وزير التربية والتعليم بين 1993 و1997 في 3 حكومات يمينية متتالية. في 2017 أصبح أبرز حلفاء ماكرون، وكوفئ على ولائه بحقيبة العدل، لكنه اضطر إلى الاستقالة بعد 35 يوماً فقط، بسبب تورطه في تحقيق يتعلق بالاحتيال المالي. ومعروف عن فرنسوا بايرو طموحه السياسي، حيث ترشح للرئاسة 3 مرات، وكانت أفضل نتائجه عام 2007 عندما حصل على المركز الثالث بنسبة قاربت 19 في المائة.

مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف (إ.ب.أ)

شخصية قوية وعنيدة

في موضوع بعنوان «بايرو في ماتنيون: كيف ضغط رئيس (الموديم) على إيمانويل ماكرون»، كشفت صحيفة «لوموند» أن رئيس الوزراء الجديد قام تقريباً بليّ ذراع الرئيس من أجل تعيينه؛ حيث تشرح الصحيفة، بحسب مصادر قريبة من الإليزيه، أن بايرو واجه الرئيس ماكرون غاضباً، بعد أن أخبره بأنه يريد تعيين وزير الصناعة السابق رولان لوسكور بدلاً منه، واستطاع بقوة الضغط أن يقنعه بالرجوع عن قراره وتعيينه هو على رأس الحكومة.

الحادثة التي نُقلت من مصادر موثوق بها، أعادت إلى الواجهة صفات الجرأة والشجاعة التي يتحّلى بها فرنسوا بايرو، الذي يوصف أيضاً في الوسط السياسي بـ«العنيد» المثابر. ففي موضوع آخر نُشر بصحيفة «لوفيغارو» بعنوان: «فرنسوا بايرو التلميذ المصاب بالتأتأة يغزو ماتنيون»، ذكرت الصحيفة أن بايرو تحدَّى الأطباء الذين نصحوه بالتخلي عن السياسة والتعليم بسبب إصابته وهو في الثامنة بالتأتأة أو الصعوبة في النطق، لكنه نجح في التغلب على هذه المشكلة، بفضل عزيمة قوية، واستطاع أن ينجح في السياسة والتعليم.

يشرح غيوم روكيت من صحيفة «لوفيغارو» بأنه وراء مظهر الرجل الريفي الأصل البشوش، يوجد سياسي محنّك، شديد الطموح، بما أنه لم يُخفِ طموحاته الرئاسية، حيث ترشح للرئاسيات 3 مرات، و«لن نكون على خطأ إذا قلنا إنه استطاع أن يستمر في نشاطه السياسي كل هذه السنوات لأنه عرف كيف يتأقلم مع الأوضاع ويغيّر مواقفه حسب الحاجة»، مذكّراً بأن بايرو كان أول مَن هاجم ماكرون في 2016 باتهامه بالعمل لصالح أرباب العمل والرأسماليين الكبار، لكنه أيضاً أول مع تحالف معه حين تقدَّم في استطلاعات الرأي.

على الصعيد الشخصي، يُعتبر بايرو شخصية محافظة، فهو أب لـ6 أطفال وكاثوليكي ملتزم يعارض زواج المثليين وتأجير الأرحام، وهو مدافع شرس عن اللهجات المحلية، حيث يتقن لهجته الأصلية، وهي اللهجة البيرينية.

رجل الوفاق الوطني؟

عندما تسلّم مهامه رسمياً، أعلن فرنسوا بايرو أنه يضع مشروعه السياسي تحت شعار «المصالحة» ودعوة الجميع للمشاركة في النقاش. ويُقال إن نقاط قوته أنه شخصية سياسية قادرة على صنع التحالفات؛ حيث سبق لفرنسوا بايرو خلال الـ40 سنة خبرة في السياسة، التعاون مع حكومات ومساندة سياسات مختلفة من اليمين واليسار.

خلال مشواره السياسي، عمل مع اليمين في 1995، حيث كان وزيراً للتربية والتعليم في 3 حكومات، وهو بحكم توجهه الديمقراطي المسيحي محافظ وقريب من اليمين في قضايا المجتمع، وهو ملتزم اقتصادياً بالخطوط العريضة لليبيراليين، كمحاربة الديون وخفض الضرائب. وفي الوقت ذاته، كان فرنسوا بايرو أول زعيم وسطي يقترب من اليسار الاشتراكي؛ أولاً في 2007 حين التقى مرشحة اليسار سيغولين رويال بين الدورين الأول والثاني من الانتخابات الرئاسية للبحث في تحالف، ثم في 2012 حين صنع الحدث بدعوته إلى التصويت من أجل مرشح اليسار فرنسوا هولاند على حساب خصمه نيكولا ساركوزي، بينما جرى العرف أن تصوّت أحزاب الوسط في فرنسا لصالح اليمين.

ومعروف أيضاً عن رئيس الوزراء الجديد أنه الشخصية التي مدّت يد المساعدة إلى اليمين المتطرف، حيث إنه سمح لمارين لوبان بالحصول على الإمضاءات التي كانت تنقصها لدخول سباق الرئاسيات عام 2022، وهي المبادرة التي تركت أثراً طيباً عند زعيمة التجمع الوطني، التي صرحت آنذاك قائلة: «لن ننسى هذا الأمر»، كما وصفت العلاقة بينهما بـ«الطيبة». هذه المعطيات جعلت مراقبين يعتبرون أن بايرو هو الأقرب إلى تحقيق التوافق الوطني الذي افتقدته الحكومة السابقة، بفضل قدرته على التحدث مع مختلف الأطياف من اليمين إلى اليسار.

ما هي حظوظ بايرو في النجاح؟رغم استمرار الأزمة السياسية، فإن التقارير الأولية التي صدرت في الصحافة الفرنسية توحي بوجود بوادر مشجعة في طريق المهمة الجديدة لرئيس الوزراء. التغيير ظهر من خلال استقبال أحزاب المعارضة لنبأ التعيين، وعدم التلويح المباشر بفزاعة «حجب الثقة»، بعكس ما حدث مع سابقه، بارنييه.

الإشارة الإيجابية الأولى جاءت من الحزب الاشتراكي الذي عرض على رئيس الوزراء الجديد اتفاقاً بعدم حجب الثقة مقابل عدم اللجوء إلى المادة 3 - 49 من الدستور، وهي المادة التي تخوّل لرئيس الحكومة تمرير القوانين من دون المصادقة عليها. الاشتراكيون الذين بدأوا يُظهرون نيتهم في الانشقاق عن ائتلاف اليسار أو «جبهة اليسار الوطنية» قد يشكّلون سنداً جديداً لبايرو، إذا ما قدّم بعض التنازلات لهم.

وفي هذا الإطار، برَّر بوريس فالو، الناطق باسم الحزب، أسباب هذا التغيير، بالاختلاف بين الرجلين حيث كان بارنييه الذي لم يحقق حزبه أي نجاحات في الانتخابات الأخيرة يفتقد الشرعية لقيادة الحكومة، بينما الأمر مختلف نوعاً ما مع بايرو. كما أعلن حزب التجمع الوطني هو الآخر، وعلى لسان رئيسه جوردان بارديلا، أنه لن يكون هناك على الأرجح حجب للثقة، بشرط أن تحترم الحكومة الجديدة الخطوط الحمراء، وهي المساس بالضمان الصحّي، ونظام المعاشات أو إضعاف اقتصاد البلاد.

يكتب الصحافي أنطوان أوبردوف من جريدة «لوبنيون»: «هذه المرة سيمتنع التجمع الوطني عن استعمال حجب الثقة للحفاظ على صورة مقبولة لدى قاعدته الانتخابية المكونة أساساً من كهول ومتقاعدين قد ترى هذا الإجراء الدستوري نوعاً من الحثّ على الفوضى».

كما أعلن حزب اليمين الجمهوري، على لسان نائب الرئيس، فرنسوا كزافييه بيلامي، أن اليمين الجمهوري سيمنح رئيس الحكومة الجديد شيئاً من الوقت، موضحاً: «سننتظر لنرى المشروع السياسي للسيد بايرو، ثم نقرر». أما غابرييل أتال، رئيس الوزراء السابق عن حزب ماكرون، فأثنى على تعيين بايرو من أجل «الدفاع على المصلحة العامة في هذا الظرف الصعب».

أما أقصى اليسار، الممثَّل في تشكيلة «فرنسا الأبية»، إضافة إلى حزب الخضر، فهما يشكلان إلى غاية الآن الحجر الذي قد تتعثر عليه جهود الحكومة الجديدة؛ فقد لوَّحت فرنسا الأبية باللجوء إلى حجب الثقة مباشرة بعد خبر التعيين، معتبرة أن بايرو سيطبق سياسة ماكرون لأنهما وجهان لعملة واحدة.

فرانسوا بايرو يتحدث في الجمعة الوطنية الفرنسية (رويترز)

أهم الملفات التي تنتظر بايرو

أهم ملف ينتظر رئيس الوزراء الجديد الوصول إلى اتفاق عاجل فيما يخص ميزانية 2025؛ حيث كان النقاش في هذا الموضوع السبب وراء سقوط حكومة بارنييه. وكان من المفروض أن يتم الإعلان عن الميزانية الجديدة والمصادقة عليها قبل نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2024، لولا سقوط الحكومة السابقة، علماً بأن الدستور الفرنسي يسمح بالمصادقة على «قانون خاص» يسمح بتغطية تكاليف مؤسسات الدولة وتحصيل الضرائب لتجنب الشلّل الإداري في انتظار المصادقة النهائية. أوجه الخلاف فيما يخّص القانون تتعلق بعجز الميزانية الذي يُقدَّر بـ60 مليار يورو، الذي طلبت الحكومة السابقة تعويضه بتطبيق سياسة تقشفية صارمة تعتمد على الاقتطاع من نفقات القطاع العمومي والضمان الاجتماعي، خاصة أن فرنسا تعاني من أزمة ديون خانقة حيث وصلت في 2023 إلى أكثر من 3200 مليار يورو. الرفض على المصادقة قد يأتي على الأرجح من اليسار الذي يطالب بإيجاد حل آخر لتغطية العجز، وهو رفع الضرائب على الشركات الكبرى والأثرياء. وكان فرنسوا بايرو من السياسيين الأكثر تنديداً بأزمة الديون، التي اعتبرها مشكلة «أخلاقية» قبل أن تكون اقتصادية؛ حيث قال إنه من غير اللائق أن «نحمّل أجيال الشباب أخطاء التدبير التي اقترفناها في الماضي».

الملف الثاني يخص نظام المعاشات، وهو ملف يقسم النواب بشّدة بين اليمين المرحّب بفكرة الإصلاح ورفع سن التقاعد من 62 إلى 64 سنة، إلى اليسار الذي يرفض رفع سنّ التقاعد، معتبراً القانون إجراءً غير عادل، وبالأخص بالنسبة لبعض الفئات، كذوي المهن الشاقة أو الأمهات.

وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا كانت قد شهدت حركة احتجاجات شعبية عارمة نتيجة إقرار هذا القانون، وبالأخص بعد أن كشفت استطلاعات الرأي أن غالبية من الفرنسيين معارضة له. صحيفة «لكبرس»، في موضوع بعنوان «بايرو في ماتنيون ماذا كان يقول عن المعاشات» تذكّر بأن موقف رئيس الوزراء بخصوص هذا الموضوع كان متقلباً؛ فهو في البداية كان يطالب بتحديد 60 سنة كحّد أقصى للتقاعد، ثم تبنَّى موقف الحكومة بعد تحالفه مع ماكرون.

وعلى طاولة رئيس الوزراء الجديد أيضاً ملف «الهجرة»؛ حيث كان برونو ريتيلو، وزير الداخلية، قد أعلن عن نصّ جديد بشأن الهجرة في بداية عام 2025، الهدف منه تشديد إجراءات الهجرة، كتمديد الفترة القصوى لاحتجاز الأجانب الصادر بحقهم أمر بالترحيل أو إيقاف المساعدات الطبية للمهاجرين غير الشرعيين. سقوط حكومة بارنييه جعل مشروع الهجرة الجديد يتوقف، لكنه يبقى مطروحاً كخط أحمر من قِبَل التجمع الوطني الذي يطالب بتطبيقه، بعكس أحزاب اليسار التي هددت باللجوء إلى حجب الثقة في حال استمرت الحكومة الجديدة في المشروع. وهذه معادلة صعبة بالنسبة للحكومة الجديدة. لكن محللّين يعتقدون أن الحكومة الجديدة تستطيع أن تنجو من السقوط، إذا ما ضمنت أصوات النواب الاشتراكيين، بشرط أن تُظهر ليونة أكبر في ملفات كالهجرة ونظام المعاشات، وألا تتعامل مع كتلة اليمين المتطرف.

إليزابيث بورن (أ.ف.ب)

بومبيدو

دوفيلبان

حقائق

رؤساء الحكومة الفرنسيون... معظمهم من اليمين بينهم سيدتان فقط


منذ قيام الجمهورية الخامسة عام 1958، ترأَّس حكومات فرنسا 28 شخصية سياسية، ينتمي 8 منها لليسار الاشتراكي، بينما تتوزع الشخصيات الأخرى بين اليمين الجمهوري والوسط. ومن بين هؤلاء سيدتان فقط: هما إيديت كريسون، وإليزابيث بورن.هذه قائمة بأشهر الشخصيات:جورج بومبيدو: ترأَّس الحكومة بين 1962 و1968. معروف بانتمائه للتيار الوسطي. شغل وظائف سامية في مؤسسات الدولة، وكان رجل ثقة الجنرال شارل ديغول وأحد مقربيه. عيّنه هذا الأخير رئيساً للوزراء عام 1962 ومكث في منصبه 6 سنوات، وهو رقم قياسي بالنسبة لرؤساء حكومات الجمهورية الخامسة. لوران فابيوس: ترأَّس الحكومة بين 1984 و1986. ينتمي للحزب الاشتراكي. شغل منصب وزير المالية، ثم وزيراً للصناعة والبحث العلمي. حين عيّنه الرئيس الراحل فرنسوا ميتران كان أصغر رئيس وزراء فرنسي؛ حيث كان عمره آنذاك 37 سنة. شغل أيضاً منصب رئيس الجمعية الوطنية. تأثرت شعبيته بعد محاكمته بوصفه مسؤولاً عن الحكومة في قضية الدم الملوّث الذي راح ضحيته أكثر من 4 آلاف فرنسي. كما تكرر اسمه في مفاوضات الملف النووي الإيراني.جاك شيراك: إضافة لوظيفته الرئاسية المعروفة، ترأَّس جاك شيراك الحكومة الفرنسية مرتين: المرة الأولى حين اختاره الراحل فاليري جيسكار ديستان وكان ذلك بين 1974 و1976، ثم إبان عهدة الرئيس فرنسوا ميتران بين 1986 و1988. شغل مناصب سامية، وتقلّد مسؤوليات عدة في مؤسسات الدولة وأجهزتها، حيث كان عمدة لمدينة باريس، ورئيس حزب التجمع الجمهوري اليميني، ووزيراً للزراعة.دومينيك دوفيلبان: شغل وظيفة رئيس الحكومة في عهدة الرئيس جاك شيراك بين 2005 و2007، وكان أحد مقربي الرئيس شيراك. كما شغل أيضاً حقيبة الخارجية ونال شعبية كبيرة بعد خطابه المعارض لغزو العراق أمام اجتماع مجلس الأمن في عام 2003. حين كان رئيس الوزراء، أعلن حالة الطوارئ بعد أحداث العنف والاحتجاجات التي شهدتها الضواحي في فرنسا.فرنسوا فيون: عيّنه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في منصب رئيس الوزراء بين 2007 و2012، وهو بعد بومبيدو أكثر الشخصيات تعميراً في هذا المنصب. شغل مناصب وزارية أخرى حيث كُلّف حقائب التربية، والتعليم، والشؤون الاجتماعية، والعمل. أصبح رسمياً مرشح حزب الجمهوريون واليمين والوسط للانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017، وأُثيرت حوله قضية الوظائف الوهمية التي أثّرت في حملته الانتخابية تأثيراً كبيراً، وانسحب بعدها من الحياة السياسية.