انسحابات جمهورية متوقعة... وترمب قد يفوز بترشيح الحزب حتى قبل صدور الأحكام ضده

رون ديسانتيس (آ ب)
رون ديسانتيس (آ ب)
TT

انسحابات جمهورية متوقعة... وترمب قد يفوز بترشيح الحزب حتى قبل صدور الأحكام ضده

رون ديسانتيس (آ ب)
رون ديسانتيس (آ ب)

مع انسحاب المرشح الجمهوري فرنسيس سواريز، عمدة مدينة ميامي بولاية فلوريدا، من السباق الرئاسي، يتوقع أن تكرّ سبحة الانسحابات. وهذه الانسحابات ستشمل إما مرشحين شاركوا في المناظرة الأولى أو تغيبوا عنها، وذلك في حال لم يتمكنوا من جمع تبرعات مالية كافية، أو يحققوا أرقام استطلاعات كافية للتأهل على الأقل، لدخول المناظرة الثانية.

حتى الآن، لا يزال التنافس شديداً بين فيفيك راماسوامي ورون ديسانتيس على المركز الثاني، في حين حقق نائب الرئيس السابق مايك بنس تقدّماً مهماً، بعدما تمكّنت حملته من جمع أكثر من 250 ألف دولار في يوم واحد، وارتفاع أرقامه بنسبة 6 في المائة. بيد أن دونالد ترمب، الذي يواصل تعزيز أرقامه في استطلاعات التفضيل (52 في المائة)، قد يكون في طريقه للحصول على عددٍ كافٍ من المندوبين لحسم السباق التمهيدي لمصلحته قبل أن يعرف الحزب نتائج المحاكمة الفيدرالية التي ستجري في 4 مارس (آذار) 2024. والمعنى، أنه قد يفوز بترشيح الحزب الجمهوري رغم إدانته (إذا أدين) بتهمة التآمر لإلغاء انتخابات 2020.

للعلم، من المتوقع بحلول ذلك الوقت أن تكون خمس ولايات قد أجرت سباقات الترشيح التمهيدية، على أن تُجرىَ في اليوم التالي، مجموعة انتخابات ما يُعرف بـ«الثلاثاء الكبير»، حين تخطط 15 ولاية، بما فيها كاليفورنيا وتكساس - أغنى ولايتين بالمندوبين - لإجراء تصويت، سيحدد ما إذا كان أي منافس لترمب لديه ما يكفي من «الأوكسجين السياسي» ليظل بديلاً مؤهلاً للبقاء في السباق.

فرانسيس سواريز (أ.ب)

الانتخابات التمهيدية في ولايات فلوريدا وأوهايو وإيلينوي الكبيرة ستُجرىَ بعد أسبوعين، وستكون انتخاباتها الأولى التي يحصل فيها الفائز على كل أصوات المندوبين، بدلاً من تقسيمها بشكل متناسب على المرشحين. وتاريخياً، ساهمت الانتخابات التمهيدية التي يحصل فيها الفائز على كل الأصوات في تحفيز مسار المتسابق الأوفر حظا نحو الترشيح الرئاسي.

وإذا ما سارت المحاكمة الفيدرالية لترمب، وفقاً لجدولها الزمني الحالي، فلن تنتهي بحلول ذلك الوقت. وهذا الوضع قد يضع الحزب الجمهوري في حالة من التصادم والارتباك من أجل تحديد موقفه من الرئيس السابق - في حالة إدانته - في واحدة من أكثر مسابقات الترشيح غرابة في التاريخ الأميركي. فالصراع مع ترمب لن يحدد مسار الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2024، فحسب، بل من المحتمل أيضاً أن يحدد الاتجاه المستقبلي للحزب في «حقبة ما بعد ترمب» في نهاية المطاف.

هذا، وفي حين اشتكى ترمب من أن تاريخ بدء المحاكمة، يرقى إلى مستوى «التدخل في الانتخابات» مستشهداً بيوم «الثلاثاء الكبير»، من المرجح أن يكون لهذا اليوم تأثير أكبر لتعزيز قدرته على مواصلة حملته الانتخابية التمهيدية في الأسابيع اللاحقة؛ إذ سيحدد نحو 60 في المائة من المندوبين من سباقات بعد «الثلاثاء الكبير». ومع مثول المتهمين عادة في قاعة المحكمة، والإجراءات الأولية للمحاكمة كاختيار هيئة المحلفين، يقدّر المدّعون العامون أنهم سيحتاجون إلى ما بين 4 و6 أسابيع لعرض اتهاماتهم ضد ترمب، وبعده ستتاح لمحامي الدفاع فرصة استدعاء شهود إضافيين. هذا سيعني أنه من المحتمل حسم أمر غالبية المندوبين قبل أن تحدد هيئة المحلفين مصير ترمب.

مايكل بنس (إيبا - إي في - شاتربوكس)

حتى اللحظة، يحافظ الرئيس السابق بهيمنته على السباقات والانتخابات التمهيدية للجمهوريين. ولكن إذا حوّلته هيئة المحلفين إلى «مجرم مُدان»، ربما يكون الوقت قد فات أمام أي قوة داخل الحزب الجمهوري تحاول استخدام هذا التطور لمنع ترشحه، في تكرار لما جرى خلال مؤتمر الحزب عام 2016.

من ناحية ثانية، مع أن بعض المتخوفين من أن يؤدي هذا الاحتمال إلى انقسام الحزب بين الموالين لترمب والقيادة السياسية التقليدية، ويطالبون فروع الحزب في الولايات بالمرونة في تحديد خياراتهم، دافعت رونا ماكدانيال، رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، عن ترمب، وواصلت جمع الأموال من خلال التأكيد لكبار المانحين عبر الإنترنت، أن الرئيس السابق «ضحية محاكمة سياسية».


مقالات ذات صلة

ماسك يصف المفوض الأوروبي السابق بروتون بأنه «طاغية أوروبا»

العالم الملياردير الأميركي إيلون ماسك (د.ب.أ)

ماسك يصف المفوض الأوروبي السابق بروتون بأنه «طاغية أوروبا»

وصف إيلون ماسك، السبت، المفوض الأوروبي السابق للشؤون الرقمية بأنه «طاغية أوروبا»، في رسائل متوترة جديدة بين الرجلين بشأن دعم ماسك لليمين المتطرف في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحيّي أنصاره لدى وصوله إلى الجمعية الوطنية لأداء اليمين الدستورية لولاية ثالثة في كاراكاس 10 يناير 2025 (رويترز)

أميركا تندد بتنصيب مادورو رئيساً... وتفرض عقوبات جديدة على فنزويلا

ندّدت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، بـ«مهزلة» تنصيب نيكولاس مادورو رئيساً لفنزويلا لولاية ثالثة، وفرضت عقوبات جديدة على كاراكاس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أميركا اللاتينية غلق جسر أتاناسيو غيرادوت الدولي بأوامر من رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

فنزويلا تغلق حدودها مع كولومبيا قبل تنصيب مادورو

أغلقت فنزويلا حدودها مع كولومبيا متحدثة عن «مؤامرة دولية» قبل ساعات من تنصيب الرئيس نيكولاس مادورو لولاية ثالثة من 6 سنوات.

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
أميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يصل إلى مقر الجمعية الوطنية لحضور حفل تنصيبه (أ.ف.ب)

تنصيب نيكولاس مادورو لولاية رئاسية ثالثة في فنزويلا

أدى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اليمين لولاية ثالثة تستمر 6 أعوام، الجمعة، ليبقى في السلطة على الرغم من نزاع استمر 6 أشهر بشأن نتائج انتخابات الرئاسة.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (كاراكاس)
المشرق العربي الرئيس الجديد جوزيف عون جالساً على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا لأول مرة بعد انتخابه الخميس (أ.ف.ب)

ماكرون قريباً في لبنان... وتأكيد فرنسي على دعم «غير مشروط» بعد انتخاب عون

بعد انتخاب العماد جوزيف عون، تؤكد باريس أن «دعمنا للبنان سيكون متواصلاً وتاماً وغير مشروط»، وتحث السياسيين اللبنانيين على تشكيل حكومة قوية تدعم الرئيس.

ميشال أبونجم (باريس)

غانا... نموذج «ديمقراطي استثنائي» في قلب أفريقيا المضطربة

جون أتا ميلز (رويترز)
جون أتا ميلز (رويترز)
TT

غانا... نموذج «ديمقراطي استثنائي» في قلب أفريقيا المضطربة

جون أتا ميلز (رويترز)
جون أتا ميلز (رويترز)

على امتداد 6 عقود منذ الاستقلال، استطاعت غانا - التي عُرفت قديماً باسم «ساحل الذهب» - تخطي تحديات عدة، والتحوُّل إلى دولة أفريقية استثنائية انتقلت من قيود الاستعمار إلى ريادة ديمقراطية في منطقة مضطربة تعجّ بالتقلّبات. ومع عودة جون دراماني ماهاما إلى الرئاسة من جديد تُعيد غانا، التي كانت أول دولة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تنزع عنها قيود الاستعمار، تأكيدَ مكانتها بوصفها أيقونةً للاستقرار وسط أمواج الانقلابات التي تشهدها القارة السمراء.

تقع غانا، في منطقة غرب أفريقيا، وتحدها بوركينا فاسو من الشمال، وتوغو من الشرق، وكوت ديفوار من الغرب، وجنوباً خليج غينيا والمحيط الأطلسي. اللغة الرسمية للبلاد هي الإنجليزية، بجانب اللغات المحلية المتعددة، إذ يتكلم أهل غانا نحو 50 لغة أصلية أهمها: «الأكان»، و«الإيوي»، و«الجا»، و«الداغاري»، و«الداغباني».

كوامي نكروما

أما بالنسبة للمال والاقتصاد، فإن عُملة غانا الوطنية هي السيدي (1 سيدي يساوي 0.17 دولار أميركي). وبما يخص ثروتها الاقتصادية، فإنها بلاد رائدة في إنتاج الذهب في القارة السمراء، وكانت هذه الثروة سبب تلقيبها بـ«ساحل الذهب». كذلك تعدّ غانا ثاني أكبر منتِج للكاكاو على مستوى العالم، بإجمالي إنتاج يبلغ 1.1 مليون طن، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. غير أنها رغم ثرواتها الطبيعية فإنها تشهد أزمةً اقتصاديةً منذ سنوات عدة، اضطرت تحت وطأتها للجوء إلى صندوق النقد الدولي في مايو (أيار) 2023.

ديموغرافياً، يبلغ عدد سكان غانا نحو 29 مليون نسمة، يتوزَّعون على مجموعات عرقية ولغوية أهمها الأشانتي (47.5 في المائة)، والمولي-دانغبون (16.6 في المائة)، والإيوي (13.9 في المائة). وبالنسبة لمدنها، فأكبرها وأبرزها العاصمة أكرا، تليها مدن كوماسي وتامالي في الداخل، وتاكورادي وسيكوندي على الساحل.

جيري رولينغز (رويترز)

أما سياسياً، ففيما يلي أهم المحطات السياسية في تاريخ غانا:

- عام 1957 استقلت عن بريطانيا.

- عام 1960 اعتُمد أول دستور للبلاد، وانتُخب كوامي نكروما أول رئيس.

- انقلاب عسكري في فبراير (شباط) 1966 ينهي حكم نكروما، وتلته عقود طويلة من الانقلابات العسكرية.

- عام 1992، بدأت أولى خطوات عملية التحول الديمقراطي، عبر استفتاء شعبي، تلاه إجراء أول انتخابات رئاسية أثمرت تحت قيادة الضابط جيري رولينغز انتقالاً سلمياً للسلطة مرات عدة، بخلاف جيران غانا في غرب أفريقيا.