حرب غزة صعّدت الخلاف بين اليسار الإسباني وحكومة إسرائيل اليمينيةhttps://aawsat.com/%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%82/%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9/4716966-%D8%AD%D8%B1%D8%A8%D8%BA%D8%B2%D8%A9%D8%B5%D8%B9%D9%91%D8%AF%D8%AA%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A8%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9
حرب غزة صعّدت الخلاف بين اليسار الإسباني وحكومة إسرائيل اليمينية
سانتشيز (إيبا)
مدريد:«الشرق الأوسط»
TT
مدريد:«الشرق الأوسط»
TT
حرب غزة صعّدت الخلاف بين اليسار الإسباني وحكومة إسرائيل اليمينية
سانتشيز (إيبا)
> لا شك في أن اختيار رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتشيز، وقيادة حزبه الاشتراكي فرانسينا آرمنغول لتولّي رئاسة البرلمان، جاء مدفوعاً بعلاقاتها الوطيدة مع الأحزاب والقوى القومية والانفصالية في إقليم كاتالونيا (قطالونية)، التي يعتمد بقاء حكومة سانتشيز الائتلافية على دعمها في البرلمان المركزي، وأيضاً لخبرتها في التحالف مع هذه القوى والأحزاب خلال تولّيها رئاسة الحكومة الإقليمية في جزر الباليار.
غير أن ذلك ينذر أيضاً بولاية اشتراعية متوترة، كما بدا بوضوح في الجلسة الافتتاحية للبرلمان، وخصوصاً أن الحزب الشعبي اليميني يعتبر تحالف الاشتراكيين مع القوى الانفصالية لتأمين الثقة البرلمانية مقابل إصدار عفو عن القيادات الانفصالية، بمثابة «خيانة عظمى» سياسية، أو في أفضل الأحوال «سرقة» لـ«إرادة الشعب» التي أعطت الحزب اليميني أكبر عدد من المقاعد. وبالفعل، منذ حصول سانتشيز على ثقة البرلمان لتشكيل الحكومة الجديدة، لجأ الحزب الشعبي، وحليفه «فوكس» اليميني المتطرف، إلى «تعبئة» شعبية مستمرة، وتنظيم تظاهرات حاشدة شِبه يومية أمام مقرّ الحزب الاشتراكي في العاصمة مدريد؛ احتجاجاً على قرار العفو عن القيادات الانفصالية، وصولاً إلى المطالبة بإلغاء تنصيب سانتشيز رئيساً للحكومة، وتكليف زعيم الحزب الشعبي ألبرتو فيخو بتشكيل حكومة جديدة.
ويتّضح من المشهد السياسي الإسباني، في ضوء النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات العامة الأخيرة، أن آرمنغول ستكون بيدقاً أساسياً في سياسة سانتشيز وقدرته على الاحتفاظ بدعم الأحزاب القومية والانفصالية، دون الاضطرار لتقديم مزيد من التنازلات لها. كذلك يشكّل رهان سانتشيز على آرمنغول تعويضاً عن الهزائم التي أصابت الاشتراكيين في الانتخابات الأخيرة التي أدّت إلى فقدان الحزب قدراً كبيراً من نفوذه الإقليمي، إذ خسر 6 حكومات إقليمية، من أصل 9 كان يرأسها، من بينها حكومة جزر الباليار، التي كانت آرمنغول تطمح لرئاستها، للمرة الثالثة على التوالي.
ومن الملفات الأخرى الشائكة على مائدة الرئيسة الجديدة للبرلمان الإسباني، إلى جانب الملف الانفصالي، والعلاقة مع الأحزاب القومية - التي يعتمد بقاء الحكومة وبقاء آرمنغول في منصبها على دعمها - ملفّ الحرب الدائرة في غزّة، والانقسام الواضح الذي بدأت تُحدثه في المواقف منها بين الأحزاب الممثلة في البرلمان.
ولقد انفردت إسبانيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حتى نهاية السنة الجارية، عن شركائها الأوروبيين بتوجيه انتقادات مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية؛ لقلة اكتراثها بقواعد القانون الإنساني الدولي، واعتبرت أن «حق الدفاع عن النفس» لا يجيز للجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين وقطع الخدمات الأساسية عنهم. يُذكر أن تصريحات رئيس الوزراء الإسباني تسببت بأزمة دبلوماسية حادّة بين مدريد وتل أبيب، ولا سيما بعدما وصفها بنيامين نتنياهو بـ«المُشينة»، واستدعى السفيرة الإسرائيلية لدى إسبانيا مجمِّداً بذلك العلاقات السياسية بين البلدين. إلا أن سانتشيز ردّ بالقول إن الوقت قد أزف كي يعترف «الاتحاد الأوروبي» بالدولة الفلسطينية، ودعا إلى الإسراع في عقد مؤتمر دولي لإطلاق «حل الدولتين»، وتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل نهائي، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
ومعروف أن آرمنغول تقود، اليوم، التيّار اليساري داخل الحزب الاشتراكي، الذي طالب سانتشيز، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، بموقف حازم، على غرار ما فعل «الاتحاد الأوروبي» عند بداية الغزو الروسي لأوكرانيا. وأيضاً، طالب شركاء سانتشيز في الحكومة الائتلافية من حزبيْ «سومار» و«بوديموس» اليساريين، خلال جلسة الثقة في البرلمان، بقطع العلاقات مع إسرائيل، بينما ذهبت وزيرة الخدمات الاجتماعية إلى حد المطالبة بإحالة نتنياهو إلى «المحكمة الجنائية الدولية»، بتهمة ارتكاب «جرائم حرب»، و«إبادة» ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. ويؤكد مقرَّبون من آرمنغول أنها تتعاطف إلى حد بعيد مع هذه المواقف.
لم يدخل الرئيس الأميركي العائد دونالد ترمب البيت الأبيض بعد... ومع ذلك تعيش أوروبا منذ أسابيع على وقع الخوف من الزلزال الآتي. وكلما اقترب موعد الـ20 يناير
ضمن مساعي الملياردير إيلون ماسك للدفع بحزب «البديل من أجل ألمانيا» إلى كسب المزيد من الأصوات قبل الانتخابات الألمانية المقبلة يوم 23 فبراير (شباط) المقبل،
لم يكن انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية في لبنان بعد أكثر من سنتين على الشغور ليحصل راهناً لولا المتغيرات الكبرى التي شهدتها المنطقة منذ سبتمبر (أيلول)
في أسرة سياسية بغرب أفريقيا، تفتحت عيناه للمرة الأولى، وخبر السياسة منذ نعومة أظافره، وتعلّمها إبّان دراسته وعمله أستاذاً للتاريخ، لكن مسيرته تعرّضت لهزة في
على امتداد 6 عقود منذ الاستقلال، استطاعت غانا - التي عُرفت قديماً باسم «ساحل الذهب» - تخطي تحديات عدة، والتحوُّل إلى دولة أفريقية استثنائية انتقلت من قيود
ألمانيا تعيش هاجس التعايش مع مطامح ترمب وماسكhttps://aawsat.com/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%82/%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9/5102469-%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%B4-%D9%87%D8%A7%D8%AC%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%B4-%D9%85%D8%B9-%D9%85%D8%B7%D8%A7%D9%85%D8%AD-%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%A8-%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%83
الزعيم الكندي جاستن ترودو يعلن ان لا رغبة لبلاده بأن تصبح ولاية أميركية (آ ب)
لم يدخل الرئيس الأميركي العائد دونالد ترمب البيت الأبيض بعد... ومع ذلك تعيش أوروبا منذ أسابيع على وقع الخوف من الزلزال الآتي. وكلما اقترب موعد الـ20 يناير (كانون الثاني)، يوم تنصيب ترمب، يزداد منسوب القلق في القارة العجوز. منذ أشهر تعيش دول أوروبية على هوى تصريحات ترمب «غير المفهومة»، بوصف المستشار الألماني أولاف شولتس، وتغريدات إيلون ماسك، مالك منصة «إكس» والمغرد سراً في أذن الرئيس ترمب. وفي حين اختار قادة أوروبا «تجاهل» الملياردير الأميركي في البداية خوفاً من زيادة رصيده، سرعان ما بدأت الانتقادات له تتسارع. إذ ما كان في البداية مجرد تغريدات سطحية من أغنى رجل في العالم، تنتقد رئيس الحكومة البريطاني كير ستارمر وتدعم حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف في ألمانيا، تطور ليصبح «تدخّلاً مباشراً في السياسات الداخلية» بات يهيمن على الأخبار في الدولتين الأوروبيتين اللتين تحولتا عند ماسك إلى ما يشبه الهوس. وبدوره، أضاف ترمب إلى هذا الأرق، إطلاقه تصريحات حول ضم كندا وغرينلاند التابعة للدنمارك، إلى الولايات المتحدة. ثم يتبعها بما يبدو وكأنه بداية هجوم على الدول الأوروبية، وألمانيا خاصة، بمطالبته دول حلف شمال الأطلسي «ناتو» بزيادة الإنفاق العسكري من 2 في المائة (التي يوصي بها الحلف) من الناتج العام لكل دولة عضو إلى 5 في المائة.
لم تنس أوروبا، وخاصة ألمانيا، الفترة الرئاسة الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترمب. فهي، ومستشارتها - آنذاك - أنجيلا ميركل، تحوّلتا إلى محط تركيز، بل «هدف» لترمب الذي دأب على توجيه انتقادات لا متناهية لميركل حول أي شيء وكل شيء... بدءاً من الإنفاق العسكري لألمانيا، ومروراً بشراء الغاز من روسيا وتجارتها مع الولايات المتحدة... ووصولاً إلى سياستها المتعلقة بالهجرة.
يومذاك، وجدت ميركل ذلك التركيز «من رئيس أميركي على مستشار ألماني مذهلاً»، بحسب وصفها في مذكراتها «حرية» التي نشرت في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بالتزامن مع فوز ترمب بولايته الثانية. إذ كتبت عن علاقتها في حينه بترمب بأنه كان باستطاعتها طمأنة نفسها بشعار «كلما زادت المعارضة، زادت الهيبة»، لكنها استنتجت لاحقاً أن «الفكاهة الساخرة لن تساعد كثيراً» وأن من واجبها «بذل كل المستطاع للحرص على علاقة مريحة بين بلدينا من دون الرد على الاستفزازات».
من ميركل إلى شولتس
قد يكون المستشار الألماني الحالي أولاف شولتس قد قرأ كتاب ميركل والتحدي الذي لاقته في التعامل مع ترمب أو لا. غير أنه من دون شك اختار أن يسلك طريقاً مختلفاً في التعامل مع الرئيس الأميركي. وهو عوضاً عن خيار «تجنّب الرد على الاستفزازات»، اختار المواجهة.
وفعلاً، خرج يوم الأربعاء ليقرأ بياناً دعا الصحافيين إليه قبل ساعة من دون تحديد الموضوع، وانتقد فيه تصريحات ترمب حول غرينلاند وكندا، وأعطاه درساً في القانون الدولي. ومن دون أن يسميه، تكلّم شولتس عن «تصريحات غير مفهومة نسمعها من الولايات المتحدة بالنسبة لي ولشركائي الأوروبيين» فيما يتعلق بمبدأ حرمة حدود الدول. وأضاف أن هذا المبدأ «الذي يشكل أساس القانون الدولي ينطبق على كل دولة، بغض النظر عما إذا كانت في شرقنا أو غربنا»، في إشارة إلى روسيا وحربها على أوكرانيا.
ولكن، مع أن شولتس أشار إلى مشاورات أجراها مع نظرائه الأوروبيين حول تصريحات ترمب، لم يخرج بعد أي زعيم أوروبي آخر، باستثناء الدنمارك، للرد على ترمب... على الأرجح تفاديا لتعقيد العلاقات أكثر قبل أن تبدأ.
وما صدر من ردود لاحقاً جاء في سياق أسئلة من صحافيين، ولم تكن ردوداً معدة مسبقاً. وهنا قد يكون سبب عدم تردد شولتس بانتقاد ترمب، أنه لم يعد لديه الكثير ليخسره، لأن أيامه في السلطة باتت معدودة. ومن شبه المؤكد أنه لن يعود مستشاراً بعد الانتخابات المبكرة التي ستجرى يوم 23 فبراير(شباط) المقبل، بل سيترك مهمة ترميم العلاقات مع واشنطن للمستشار القادم والمرجح أن يكون فريدريش ميترز، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي كانت تقوده ميركل.
«ليست تصريحات ترمب فقط التي تثير القلق الأوروبي، بل هناك أيضاً مواقف إيلون ماسك الذي يبدو أنه يركّز كامل اهتمامه على أوروبا»
القلق المتصاعد أوروبياً
في أي حال، ومع أن باقي الزعماء الأوروبيين لم يردوا بالشكل نفسه على تصريحات ترمب، كان واضحاً أن قلقهم يتصاعد. فقد علّق وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على الموضوع عندما سئل بالقول: «من الواضح أن الاتحاد الأوروبي لن يدع أية دولة في العالم تعتدي على حدوده السيادية»، أما رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن فردت بالقول إن غرينلاند «ليست للبيع».
ولكن كلام ترمب ليس جديداً عن هذه الجزيرة الأكبر في نصف الكرة الأرضية الشمالي، والتي تتمتع بموقع استراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا. بل طرح الفكرة إبان فترته الأولى، ويومذاك رفضتها الدنمارك كذلك. وغرينلاند نفسها ترفض الدخول في النقاشات بين الدنمارك والولايات المتحدة حول مستقبلها، وقد عبر رئيس وزراء الجزيرة موتي إيغيدي عن ذلك بالقول: «غرينلاند لشعبها، ومستقبلنا وكفاحنا للحصول على الاستقلال هو من شأننا».
وسط هذا الجو، يأخذ المسؤولون الدنماركيون طرح ترمب جديَّاً، خاصة أنه رفض استبعاد استخدام القوة العسكرية لضم الجزيرة. وقد نقلت قناة الـ«سي إن إن» عن مسؤولين في الدنمارك أن ترمب «يبدو جاداً هذه المرة»، وقد يكون من الأفضل فتح نقاش صريح معه حول مستقبل غرينلاند عوضاً عن تجاهل كلامه. وبالفعل، لمح وزير الخارجية الدنماركي لوكي راسموسن قبل أيام أن بلاده تريد فتح هذا النقاش مع إدارة ترمب لبحث كيف يمكن «زيادة التعاون أكثر لتأمين طموحات الولايات المتحدة». وللعلم للولايات المتحدة قاعدة عسكرية كبيرة في الجزيرة وثمة اتفاقية تعاون اقتصادي قديمة مع غرينلاند. ولكن طموح الجزيرة بالاستقلال عن الدنمارك قد يعرض الاتفاقيات مع الولايات المتحدة للخطر، خاصا إذا قررت الانسحاب من «الناتو» ووقعت تحت تأثير روسيا والصين.
كندا... وقناة بنما
من جهة ثانية، معلوم أن كلام ترمب «التوسعي» لا يقتصر على غرينلاند، بل يشمل أيضاً كلاً من قناة بنما وكندا، التي يكرّر بأنها يجب أن تصبح الولاية الأميركية الـ51. ومع أن كلامه بدأ بمزحة أطلقها أمام رئيس الوزراء المستقبل جاستن ترودو عندما التقاه قبل بضعة أسابيع في منتجعه مارا لاغو في ولاية فلوريدا، فإن تكرارها بدأ فعلاً يزعج الكنديين، ودفع المبعوث الخاص للعلاقات الكندية - الأميركية دومينيك لو بلان للقول: «المزحة انتهت!».
وهنا، مع أن كلام ترمب عن كندا قد يكون مزحة لكونه استبعد استخدام القوة العسكرية، فإن الاتجاه العام الذي يبدو بأن إدارته العتيدة ستسلكه في السنوات الأربع المقبلة، يثير مخاوف كثيرة وكبيرة.
تدخّلات ماسك
بل، ليست تصريحات ترمب فقط التي تثير القلق الأوروبي، بل هناك أيضاً مواقف إيلون ماسك الذي يبدو أنه يركّز كامل اهتمامه على أوروبا، وبالذات بريطانيا وألمانيا. فمنذ أسابيع وهو يهاجم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وينعته بأوصاف دونية، ويدعوه للاستقالة. وبعدما قرر ستارمر تجاهله في البداية، لكنه رد لاحقاً بعد تزايد الضغوط الداخلية عليه في قضية الخليّة المؤلفة من رجال من أصول باكستانية اغتصبوا فتيات بريطانيات. إذ اتهمه ستارمر بنشر الأكاذيب واختلاق الأضاليل. ومع هذا، لم يرتدع ماسك، بل ضاعف هجومه على رئيس الوزراء البريطاني، داعياً حتى الملك تشارلز للتدخل وحلّ البرلمان وإقالة الحكومة، الأمر الذي يخالف الأعراف في بريطانيا، حيث يلعب الملك دوراً رمزياً ولا يتدخل في السياسات الحزبية.
في سياق متصل، نشرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» موضوعاً حول مساعي ماسك للإطاحة بستارمر قبل نهاية ولايته التي بدأها قبل أشهر قليلة. وذكرت الصحيفة أن ماسك ناقش «مع حلفاء له» إمكانيات التخلص من ستارمر كونه رئيس الحكومة، نقلاً عن أشخاص قالت إنهم اطلعوا على النقاشات. وتابعت أن النقاشات شملت كيف يمكن زعزعة استقرار الحكومة العمالية في بريطانيا بوسائل أبعد من مجرد نشر تغريدات على منصة «إكس» تنتقد رئيس الحكومة.
وأيضاً، نقلت عن أحد المطلعين على النقاشات قوله إن «وجهة نظر ماسك أن الحضارة الغربية نفسها في خطر». وإن ماسك مهتم بمساندة حركة سياسية بديلة في السياسة البريطانية من خلال دعم «حزب الإصلاح» اليميني الذي يقوده حالياً نايجل فاراج، وهو الذي اجتمع مراراً بماسك وقال إنه ناقش معه تبرعات مالية كبيرة لحزبه.
ولكن في الأيام الماضية، بدا أن ماسك ما عاد راضياً حتى عن فاراج، إذ كتب تغريدة دعا فيها لتغييره كزعيم للحزب، على الأرجح بسبب الخلاف حول تومي روبنسون، اليميني المتطرف البريطاني الذي يقبع في السجن، الذي يطالب ماسك بإطلاق سراحه بينما يلقبه فاراج بـ«المجرم».
اهتمامات ماسك الألمانية
مع هذا، اهتمام ماسك الأكثر خطورة قد يكون ذلك الذي يبديه في سياسات ألمانيا الداخلية. وهو منذ أسابيع يتحمّس علناً لدعم حزب «البديل من أجل ألمانيا» المصنّف يمينياً متطرفاً إلى درجة كل الأحزاب الألمانية فكرة التحالف معه بسبب تطرفه. وللعلم، تورط عدد كبير من أعضاء «البديل» بفضائح في السنوات الماضية لترويجهم لأفكار نازية، كما حوكم أحد قادة الحزب في شرق ألمانيا وأدين لاستخدامه شعارات وتعابير نازية محظورة.
ولكن بالنسبة لماسك، الذي دأب على مهاجمة المستشار الألماني، فإن حزب «البديل من أجل ألمانيا» هو الوحيد القادر على إنقاذ البلاد.
إنقاذها ممن تحديداً؟
ولكن الأرجح من اللاجئين والمهاجرين. إذ إن هذا الحزب المتطرف يروج لسياسات هجرة شديدة التطرف، ويدعو للخروج من الاتحاد الأوروبي الذي يعتبره أنه يقيد ألمانيا بقوانين تضرّها. ومع أن الحزب يحرص على تحاشي الترويج علناً لما قد يعدُّ مخالفاً للقوانين، شارك عدد من أعضائه في اجتماع سرّي نهاية عام 2023 ناقش ترحيل الملايين من ألمانيا، من المهاجرين... وحتى الألمان من أصول مهاجرة.