هل يخضع رواد الفضاء إلى تعديلات جينية بهدف استعمار المريخ؟

الآلات والروبوتات تمهدان لأفضل طرق استكشاف بيئة الكوكب الأحمر

رسم تخيلي لمستعمرة على كوكب المريخ
رسم تخيلي لمستعمرة على كوكب المريخ
TT

هل يخضع رواد الفضاء إلى تعديلات جينية بهدف استعمار المريخ؟

رسم تخيلي لمستعمرة على كوكب المريخ
رسم تخيلي لمستعمرة على كوكب المريخ

يبدو هذا السؤال افتراضياً، إذ ليس بمقدورنا أن نعرف ماهية الخصائص المثلى للحياة على المريخ، لذا فإن الجواب عليه: لا.

فهم ناقص لبيئة المريخ

قد نتصور أننا نفهم البيئات المريخية المختلفة، لكن الحقيقة أن معرفتنا غير مكتملة. كما أن جنسنا البشري، حتى دون تغيير، يكتشف بسرعة سبلاً لإنجاز أشياء لم يسبق التنبؤ بها، مثل طريقة المشي على القمر.

وحتى لو حاولنا ذلك، أي إجراء التغيير الجيني للرواد، فإن الأمر سيستغرق أجيالاً لتثبيت هذه التغييرات الجينية داخل مجموعة منهم (بهدف إنشاء نمط وراثي متخصص).

وإذا افترضنا أن المشروع بدأ بمتطوعين، فسوف يتعين عليه فرض المشاركة على الأجيال التالية التي تملك الجينات المطلوبة، مع رفض الأطفال الذين لا يمتلكونها. وداخل معظم المجتمعات، فإن هذا غير مقبول على الإطلاق.

وعبر فترة تنفيذ مثل هذا المشروع الممتد لسنوات، وقبل انطلاق الرحلات بين الكواكب، ستطرأ تغييرات هائلة على مجتمعنا وتقنياتنا وسياساتنا والأوضاع المالية العالمية. وسيظل هذا المشروع تحت تهديد مستمر.

جينات «معوقة» ومفيدة للبقاء

وفي الواقع، فإن أي مجموعة سكانية رائدة تصل إلى المريخ، ربما تتخلص تدريجياً من الجينات التي تعوق بقاءها هناك.

في الوقت ذاته، فإن أي مجموعة رائدة من السكان تصل إلى المريخ، وترسخ وجودها هنا، ربما تطور بنفسها على نحو طبيعي الجينات المفيدة لبقائها على المريخ، بينما تتخلص من الجينات الأخرى التي تعيق بقوة هذا البقاء. وحتى في هذه الحالة، قد يستغرق الأمر أجيالاً كثيرة. إضافة إلى ذلك، سيتطلب الأمر مجتمعاً يتقبل موت أولئك الذين لا يناسبهم العيش على المريخ. جدير بالذكر هنا أن البشرية الحديثة (على الأرض) تعمد إلى دعم الأشخاص الضعفاء، بدلاً من التخلي عنهم.

وعليه، فإن إرسال آلات رائدة إلى المريخ قبل أن يحاول البشر إنجاز ذلك، سيكون سبيلاً أسرع وأكثر إنتاجية. ويمكن «تطوير» مثل هذه الآلات والروبوتات عدة مرات خلال حياة الإنسان الواحد. وعبر تطوير هذه الآلات هنا أو على المريخ، يمكن للبشر أن يتعلموا الكثير فيما يتعلق بما قد نحتاجه للبقاء على قيد الحياة على المريخ بصفتنا بشراً عاديين.

الهندسة الجينية للإنسان

طرح كيم ستانلي روبنسون هذا التساؤل في ثلاثية رواياته عن المريخ. وأطلق على المستعمرين الأوائل للمريخ اسم المائة الأولى First Hundred، وسرعان ما انقسموا إلى فصيلين: «الخضر»، كانوا يؤيدون التعديل الوراثي، بينما عارض «الحمر» هذا الأمر. وبمرور الوقت، أصبح هذا الأمر مصدراً للتوتر.

وبالنظر إلى أن المركزية العرقية موجودة بالفعل على الأرض، بناءً على اختلافات أصغر - بما في ذلك العرق والدين والثقافة - فإن هندسة الاختلافات الجينية المهمة قد تطرح مصدراً آخر للتمييز الذي ربما يشعل صراعاً على المريخ، وكذلك بين المريخيين والناس على الأرض.

بجانب ذلك، فإن كل سمة مرغوبة تتطلب تعديل كثير من الجينات. وقد تتفاعل الجينات المعدلة بطرق غير متوقعة، ما يؤدي إلى مشكلات صحية غير متوقعة أو آثار جانبية غير مقصودة. وربما يشكل ذلك الخطوة الأولى نحو تكوين أنواع جديدة، رغم أن هذا قد يتطلب فترة عزلة طويلة لسكان المريخ.

ويشكل الإشعاع الكوني المؤين أحد المخاطر الأشد خطورة، التي تهدد البشر الذين يسافرون إلى الفضاء أو يعيشون على سطح المريخ، وذلك لافتقار المريخ إلى المجال المغناطيسي للأرض (الذي يحرف الإشعاع الكوني والشمسي)، والغلاف الجوي السميك للأرض الذي يمتصه.

مقاومة مخاطر الإشعاع الكوني

ويعتقد بعض علماء الوراثة، مثل جورج تشرش، أن الجينات يمكن تعديلها لجعل البشر أكثر مقاومة للتأين. وربما يتمثل خيار آخر في دمج الحمض النووي لأنواع أخرى مقاومة للإشعاع، مثل «بطيئات المشي المجهرية» microscopic tardigrades. (تعد هذه الكائنات الحية أيضاً أقوى وأغرب الحيوانات في العالم وأول نوع من الحيوان في العالم يستطيع العيش في الفضاء الخارجي - ويكيبيديا - المحرر).

وبطبيعة الحال، فإن أحد البدائل التقليدية أن يعيش المستعمرون الجدد للكوكب داخل مستوطنات تحت السطح.

وبدلاً من الدروع المكلفة والثقيلة، يمكن لرواد الفضاء الذين يسافرون عبر الفضاء بين النجوم، أن يتنفسوا مزيجاً من الغازات العلاجية، للحماية من التعرض للإشعاع. وهنا على الأرض يتنفس بعض الغواصين المحترفين مخاليط الغاز، لتجنب مرض الضغط أو تخدير النيتروجين. وربما يستخدم رواد الفضاء في المستقبل «التنفس السائل»، كما ورد في فيلم «الهاوية» (The Abyss).

أي مجموعة سكانية في المريخ ستتخلص من جيناتها المعوقة لضمان بقائها

جدير بالذكر أن قوة المجال الجاذبي على سطح المريخ تعادل 38 في المائة من قوة المجال الجاذبي على الأرض، ما قد يؤدي إلى ضمور العضلات وفقدان كثافة العظام (هشاشة العظام). كما أن التكيف مع القلب والأوعية الدموية سيكون مطلوباً كذلك.

وفي حين أن التعديل الجيني أحد الخيارات، فإن الحلول الفنية متاحة كذلك، مثل توليد الجاذبية الاصطناعية عبر دوران المركبات الفضائية، كما صورتها مركبة إندورانس الفضائية في فيلم «إنترستيلار». ويمكن وضع هذه الأسطوانات الدوارة، إما في مدار حول المريخ، وإما وضعها على مسارات على السطح في شكل مخاريط دوارة، مع مراعاة قوة الجاذبية التي يتمتع بها الكوكب.

روبوتات المريخ

قد يكون أفضل «إنسان» مناسب للمريخ هو «داليك» (Dalek)، الروبوت الشهير في مسلسل «دكتور هو» الإنجليزي. وإذا كان لنا أن نعيش بالكامل داخل نظام لدعم الحياة، فإننا نحتاج إلى التكيف مع ذلك. لذلك، يجري اختيار رواد الفضاء بأجسام أصغر ووزن أخف، كي يتناسبوا بشكل أفضل مع المركبات الفضائية. كما أن معدل الأيض (التمثيل الغذائي) لديهم أقل، وبالتالي فإن المؤن تستمر لفترة أطول.

وسيحتاج هؤلاء «الداليك» إلى هيكل خارجي آلي مُعاد تصميمه، لأن الغطاسات التقليدية الموجودة على أذرعهم لا تمنحهم مهارة جيدة، وإلا سيحتاجون إلى الاستعانة ببعض البشر العاديين لإنجاز مهام معقدة.

*مجلة «نيو ساينتست»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك يعتزم إرسال مركبة فضائية إلى المريخ بنهاية 2026

تكنولوجيا تُظهر لقطة الشاشة هذه من البث المباشر لشركة «سبياس إكس» إطلاق صاروخ «ستارشيب» من قاعدة في تكساس يوم 27 مايو 2025 (أ.ف.ب)

إيلون ماسك يعتزم إرسال مركبة فضائية إلى المريخ بنهاية 2026

قال الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الخميس، إنه يتوقَّع أن تقوم مركبته الفضائية الكبيرة الجديدة «ستارشيب» بأول رحلة غير مأهولة إلى المريخ في نهاية العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
الولايات المتحدة​ ماسك: الحياة على الأرض محكوم عليها بالفناء... والمريخ هو الأمل

ماسك: الحياة على الأرض محكوم عليها بالفناء... والمريخ هو الأمل

جدَّد الملياردير الأميركي ومؤسس شركة «سبايس إكس»، إيلون ماسك، دعوته إلى استعمار كوكب المريخ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق سمٌّ في غباره (إ.ب.أ)

غبار المريخ «خطر» على رواد الفضاء

من بعيد، يبدو المريخ ساحراً، لكنّ إرسال رواد فضاء لاستكشافه ربما يكون أصعب مما اعتُقد سابقاً، وذلك لاحتوائه على غبار سامّ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا كوكب المريخ (رويترز)

مبعوث بوتين للتعاون الدولي يتوقع إجراء بلاده محادثات مع ماسك بشأن رحلات إلى المريخ

أعلن كيريل دميترييف أن روسيا ترى آفاقاً واعدة للتعاون مع الولايات المتحدة، بما في ذلك في قطاع الفضاء.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ منصة إطلاق «ستارشيب» قيد البناء في مركز كيندي الفضائي في فلوريدا (إ.ب.أ)

ماسك يعلن أنّ الصاروخ «ستارشيب» سينطلق إلى المريخ في نهاية 2026

أعلن مؤسس «سبايس إكس» إيلون ماسك، اليوم (السبت)، أن الصاروخ «ستارشيب» الضخم الذي تصنّعه الشركة سيُطلَق باتجاه المريخ في نهاية عام 2026.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كوريا الجنوبية مهدَّدة بـ«فجوة كبرى» في تطوير الذكاء الاصطناعي

كوريا الجنوبية مهدَّدة بـ«فجوة كبرى» في تطوير الذكاء الاصطناعي
TT

كوريا الجنوبية مهدَّدة بـ«فجوة كبرى» في تطوير الذكاء الاصطناعي

كوريا الجنوبية مهدَّدة بـ«فجوة كبرى» في تطوير الذكاء الاصطناعي

مع تعهد كوريا الجنوبية باستثمار أكثر من 100 تريليون وون (74 مليار دولار) في الذكاء الاصطناعي، فإنها تُرسّخ مكانتها منافساً قوياً في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. وبفضل شركاتها التقنية المتطورة، وبنيتها التحتية القوية، ومواهبها المتميزة، يُتوقع أن تكون كوريا الجنوبية على أهبة الاستعداد للنجاح، كما كتب جوبو شيم*.

معضلة متفاقمة... صراع على سلطة القرار

لكن تحت السطح، تكمن معضلة متفاقمة تُثير تساؤلات مُقلقة حول من يستفيد حقاً من ابتكارات الذكاء الاصطناعي، ومن سيتخلف عن الركب.

في كوريا الجنوبية، لا يُمثل الذكاء الاصطناعي مجرد تحدٍّ تكنولوجي، بل ساحة صراع على السلطة. ففي حين عرقلت فئات مهنية نخبوية -مثل المحامين والأطباء ومحاسبي الضرائب- مراراً وتكراراً الإصلاحات التي يقودها الذكاء الاصطناعي التي تُهدد سلطتها، وجدت المجتمعات المهمشة اجتماعياً واقتصادياً التي غالباً ما تفتقر إلى المهارات أو الدعم اللازم للتكيف، وجدت نفسها في مواجهة تغيرات سريعة.

مقاومة مجتمعية داخلية

لم تأتِ مقاومة ابتكارات الذكاء الاصطناعي من الجهات المعتادة -الحكومات أو الجهات التنظيمية أو المنافسين الدوليين- بل جاءت من الداخل.

خذْ على سبيل المثال «تادا»، خدمة طلب سيارات الأجرة التي وعدت سابقاً ببديل أذكى لنظام سيارات الأجرة القديم في كوريا الجنوبية. إذ على الرغم من نجاحها الأوّلي، اضطرت «تادا» إلى الإغلاق بعد رد فعل عنيف من نقابات سيارات الأجرة، والقيود القانونية اللاحقة. ورد كوريا الجنوبية في هذا الشأن لم ينتهِ بفشل في التسويق، بل بتراجع سياسي تحت ضغط من مجموعة راسخة.

معارضة المحامين والمحاسبين والأطباء

تكرَّر النمط نفسه في مجالات أخرى. فقد عارضت نقابة المحامين الكورية بشدة روبوت الدردشة بالذكاء الاصطناعي التابع لشركة المحاماة «DR & AJU»، وهي منصة تقدم استشارات قانونية، واتهمتها بتقويض المهنة القانونية.

ودخلت «3o3»، وهي خدمة استرداد ضرائب تعتمد على الذكاء الاصطناعي، في صراع مع الجمعية الكورية لمحاسبي الضرائب العموميين المعتمدين. وأثارت «DoctorNow»، وهي شركة ناشئة في مجال الطب عن بُعد، غضب الصيادلة والأطباء الذين يخشون فقدان أدوارهم التقليدية.

وفي كل حالة، لم تكن المقاومة نابعة من عدم نضج التكنولوجيا أو انعدام ثقة الجمهور بها، بل كانت دفاعاً مدروساً عن منطقة مهنية.

خنق الابتكار لتهديده هياكل السلطة القديمة

أظهرت هذه المجموعات -التي غالباً ما تكون منظمة جيداً، ومتصلة سياسياً، وعالية الصوت- أنه في كوريا الجنوبية، يمكن خنق الابتكار ليس بسبب جدواه، ولكن بسبب تهديده هياكل السلطة القديمة. الذكاء الاصطناعي، في هذا السياق، لا يمثل التقدم فحسب، بل يمثل أيضاً تغييراً جذرياً، ولا يرحب به الجميع.

إهمال العاملين المهمَّشين في الوظائف الدنيا

بينما ينشغل المهنيون الأقوياء في كوريا الجنوبية بإقامة حواجز لحماية نفوذهم، يجري إهمال فئة أخرى تماماً: المهمشين اجتماعياً واقتصادياً.

في خضم الاندفاع نحو الأتمتة وتبني الذكاء الاصطناعي، لم يُولَ اهتمام يُذكر لأولئك الذين تكون سبل عيشهم الأكثر عرضة للخطر. ففي متاجر التجزئة وسلاسل مطاعم الوجبات السريعة، حلَّت الأكشاك محل الصرافين البشريين بشكل مطرد.

وفي مجال الخدمات اللوجيستية، بدأت الأنظمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تبسيط عمليات التخزين والتوصيل -غالباً على حساب العمالة المبتدئة. وتشير التقارير إلى أن شركة «ميتابلانت أميركا (HMGMA)» التابعة لمجموعة «هيونداي موتور» في ولاية جورجيا الأميركية توظف روبوتات أكثر من البشر.

استبعاد العاملين... اقتصادياً ومعلوماتياً

قد تعزز هذه التغييرات الإنتاجية، ولكنها تشير، بالنسبة إلى كثير من العمال ذوي المهارات المحدودة، إلى نزوح... أكثر من كونها فرصة. وقد تأخرت كوريا الجنوبية في إيجاد مسارات هادفة للعمال الضعفاء للانتقال إلى اقتصاد الذكاء الاصطناعي.

هذا الاستبعاد ليس اقتصادياً فحسب؛ بل هو أيضاً معلوماتي. إذ لا يزال الإلمام بالذكاء الاصطناعي منخفضاً بين كبار السن والمجتمعات الريفية والفئات ذات الدخل المنخفض. ومن دون الحصول على التدريب أو التعليم، غالباً ما يُعامل هؤلاء المواطنون على أنهم متلقون سلبيون للتغيير، بدلاً من أن يكونوا مشاركين فاعلين في تشكيله.

عندما تُعرقل المقاومة الراسخة الابتكار ويظل المجتمع مجزأً، فإن التكلفة لا تقتصر على عدم المساواة، بل تصبح عائقاً أمام التقدم الوطني نفسه.

تخطيط طموح وأضرار محتملة

إن خطة الحكومة الكورية الطموحة لاستثمار 100 تريليون وون في الذكاء الاصطناعي تُرسل إشارة قوية على النية. ولكن إذا تدفقت هذه الأموال إلى أيدي صناعات محمية بالفعل، أو عززت سيطرة الجهات التنظيمية، أو موَّلت الأتمتة دون ضمانات للعمال المُسرّحين، فإنها تُخاطر بإلحاق ضرر أكبر من نفعها. فمن دون تخطيط شامل، قد تُسرّع هذه الاستثمارات من عدم المساواة بدلاً من الابتكار.

إنشاء نظامٍ أكثر عدلاً يدعم الفئات الضعيفة

هذه ليست مشكلةً فريدةً في كوريا الجنوبية. ففي جميع أنحاء العالم، بدأت الدول التي تتبع خطىً سريعةً في هذا المجال تواجه المفارقة نفسها.

إذا أرادت كوريا الجنوبية حقاً أن تصبح قوةً في مجال الذكاء الاصطناعي، فعليها أن تتجاوز إطار بناء آلاتٍ أكثر ذكاءً... إنها تحتاج إلى إنشاء نظامٍ أكثر عدلاً يُخفّض الحواجز، ويدعم الفئات الضعيفة، ويضمن للجميع مكاناً في المستقبل الذي تتصوره.

* مجلة «ذا ديبلومات»، خدمات «تريبيون ميديا».