عربات كهربائية تُشحن قِطعاً وتُجمّع في موقع استخدامها

عربات كهربائية تُشحن قِطعاً وتُجمّع في موقع استخدامها
TT

عربات كهربائية تُشحن قِطعاً وتُجمّع في موقع استخدامها

عربات كهربائية تُشحن قِطعاً وتُجمّع في موقع استخدامها

يستطيع بعض المزارعين في ريف رواندا اليوم حجز مكانٍ لهم على شاحنة كهربائية جديدة بدلا من تحميل مئات الكيلوغرامات من البطاطا والموز على دراجة هوائية يتنقلون بها على أراضٍ وعرة في موسم الحرّ.

عربات كهربائية مجمَّعة

تعمل «أوكس دليفرز»، وهي شركة ناشئة تتخذ من المملكة المتحدة ورواندا مركزيْن لها، على تطوير أسطولٍ من العربات الكهربائية المصمّمة خصيصاً للسوق الأفريقية.

يقول سايمون دايفس، مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي: «تشكل العربات الكهربائية حلاً أفريقياً ممتازاً؛ لأنّ تشغيلها وصيانتها غير مكلفين، وهذا ما يجعلها وسيلة أكثر من رائعة لنماذج الأعمال الخدماتية. ما فعلناه هو تطوير أوّل شاحنة أفريقية مصمّمة لخدمة هدفٍ محدّد في القارّة السمراء».

عمل الإصدار الأوّل من الشاحنة بالديزل، ولكنّ الفريق عمد لاحقاً إلى تحويلها إلى عربة كهربائية. (تأسّست الشركة الناشئة عام 2020 لتحويل الفكرة إلى منتج سوقي).

صُمّمت الشاحنة على شكل قطعٍ مسطّحة حتّى تتمكّن الشركة من تصنيعها في المملكة المتحدة، ومن ثمّ شحنها إلى رواندا للتجميع، بعد تنفيذ خطوات السلامة الأساسية؛ مثل التوصيلات الكهربائية. تتمتّع الشاحنة بمتانة عالية تسمح لها بالسير على طرقات وعرة، وفي ظروف جوية سيئة مع حمل أوزانٍ تصل إلى طنّين لمسافة تتجاوز 160 كلم. تتصل الشاحنة بالكهرباء ليلاً لشحن طاقتها. وكانت الشركة قد حصلت على منحة من برنامج «إنرجي كاتاليست» البريطاني لمساعدتها في بناء محطات شحن إضافية.

خدمات للمزارعين والتجار الصغار

تقدّم «أوكس دليفرز» خدماتها في رواندا، حيث لا يستطيع المزارعون والمشاريع التجارية الصغيرة تحمّل تكلفة شراء شاحناتهم الخاصّة. يحجز الزبائن مكانهم على الشاحنة بواسطة تطبيق أو اتصال هاتفي، ويدفعون التكلفة المادية نفسها التي كانوا يدفعونها لإتمام عملية التوصيل بالدراجة الهوائية. تستخدم الشركة حالياً أسطولاً من 30 شاحنة قديمة عاملة بالديزل لاختبار خدمة «الدفع عند الاستخدام». تملك «أوكس دليفرز» ثلاث شاحنات كهربائية فاعلة على الطرقات، وتخطّط لتوسيع أسطولها إلى 100 شاحنة، والتخلص من عربات الديزل مع نهاية العام المقبل.

ولأنّها تملك شاحناتها الخاصة، تبدي الشركة حرصاً شديداً على تعزيز متانتها وسهولة صيانتها قدر الإمكان.

أمّا بالنسبة للزبائن، فيمكن لخدمة التوصيل أنّ تغيّر الطريقة التي يعملون بها؛ إذ وقبل هذه الخدمة، كان مالك المشروع التجاري الصغير مثلاً يحتاج إلى عدّة أيّام لإعادة تخزين الموز.

يقول دايفس إنّ بعض الزبائن الذين كانوا يقومون بتوصيل حمولتين من البطاطا في الأسبوع على الدراجة الهوائية، باتوا اليوم يوصلون حمولتين في الشاحنة، ما يساعد في رفع دخلهم 10 أضعاف. ومع تزايد وسائل المواصلات القابلة للبرمجة، بات بإمكان العاملين الآخرين تغيير جداولهم، فقد اعتاد صيّادو السمك مثلاً انتظار وصول الشاحنة للبدء بالصيد؛ كيلا يضطروا إلى الانتظار طويلاً في الشمس والمخاطرة بفساد الأسماك. أمّا اليوم، فقد بات بإمكانهم الصيد لفترة أطول والتقاط كمية أكبر.

تسهم المواصلات السريعة وغير المكلفة أيضاً في تخفيض تكلفة المواد الغذائية التي تأتي من مناطق بعيدة.

يشهد الطلب على هذه الخدمة نمواً ملحوظاً في رواندا، حيث يوجد 13 مليون شخص، وحوالي 15 ألف شاحنة فقط. وأخيراً، تخطّط «أوكس دليفرز» لتكرار تجربتها في جميع أنحاء أفريقيا ومناطق أخرى من الجنوب.

*مجلّة «فاست كومباني» - خدمات تريبيون ميديا


مقالات ذات صلة

«غوغل» تعزز تجربة زوار ومتابعي أولمبياد باريس عبر تقنيات وتحديثات خاصة

تكنولوجيا تقدم «غوغل» التحديثات في الوقت الفعلي والخرائط التفاعلية وخدمات البث ومساعدي الذكاء الاصطناعي لمتابعي الأولمبياد (غوغل)

«غوغل» تعزز تجربة زوار ومتابعي أولمبياد باريس عبر تقنيات وتحديثات خاصة

بمساعدة التكنولوجيا المتقدمة والمنصات الرقمية لـ«غوغل»، يمكن لمشجع أولمبياد باريس في جميع أنحاء العالم البقاء على اتصال واطلاع طوال المباريات.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا «كراود سترايك» هي شركة تكنولوجيا أميركية عملاقة تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار (شاترستوك)

«كراود سترايك»: 97 % من أجهزة استشعار «ويندوز» عادت للعمل

بعد أسبوع من الأزمة المعلوماتية العالمية التي تسببت بها، أعلنت «كراود سترايك» عودة 97 في المائة من أجهزة استشعار «ويندوز» للعمل.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا من السهل على مجرمي الإنترنت اعتراض أو فك تشفير أو اختراق البيانات التي يتم نقلها عبر شبكات الـ«واي فاي» المجانية (شاترستوك)

25 % من شبكات الـ«واي فاي» المجانية في أولمبياد باريس غير آمنة

يلعب توافر نقاط الـ«واي فاي» المجانية دوراً مهماً، وخاصة أثناء الأحداث العامة الكبيرة، لكنها تطرح مخاطر التهديدات الإلكترونية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص ينتظر أن يشهد أولمبياد باريس عشرة أضعاف الحوادث السيبرانية التي استهدفت أولمبياد طوكيو (شاترستوك)

خاص 4 مليارات حادث سيبراني متوقع في أولمبياد باريس

فريق «استخبارات التهديدات» والذكاء الاصطناعي في طليعة أسلحة أول مركز موحد للأمن السيبراني في تاريخ الأولمبياد.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يمكن أن يسهّل التعرف المبكر على المرضى الذين من المرجح أن يتقدموا بسرعة العلاج في الوقت المناسب والمراقبة الدقيقة (شاترستوك)

الذكاء الاصطناعي أكثر دقة بـ3 مرات في التنبؤ بتقدم مرض ألزهايمر

ابتكر باحثون بجامعة كمبردج نموذجاً للتعلم الآلي يمكنه التنبؤ بتطور مشاكل الذاكرة والتفكير الخفيفة إلى مرض ألزهايمر بدقة أكبر من الأدوات السريرية.

نسيم رمضان (لندن)

سراويل وقمصان وقبعات أكثر استدامة

سراويل وقمصان وقبعات أكثر استدامة
TT

سراويل وقمصان وقبعات أكثر استدامة

سراويل وقمصان وقبعات أكثر استدامة

ليس من السهل العيش بشكل مستدام في المدينة؛ إذ إن الوتيرة السريعة للحياة الحضرية والراحة الفائقة تعني أنه من السهل جداً الاستسلام لإغراءات المنتجات ذات الاستخدام الوحيد الواحد.

«الخيوط الجيدة»

ونقلت كلير تشاو(*) عن هاني لي، الشريك المؤسس لشركة «أناك - Anak» السنغافورية: «أن من أكبر العوائق أمام الحياة المستدامة هي الغابة الحضرية نفسها».

وقد ابتكرت شركته، ومن خلال العمل مع مجموعة «مانداي وايلدلاف غروب» ملابس مصممة بشكل خاص لتشجيع الحياة المستدامة.

وكانت النتيجة هي تصميم «جود ثريدز - Good Threads» (الخيوط الجيدة) التي فازت بجائزة «فاست كومباني» لعام 2024 للابتكار حسب التصميم في فئة منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ملابس مستدامة

تضم مجموعة «جود ثريدز» 4 عناصر: «Tote-Shorts» وهو زوج من السراويل القصيرة، مع حقيبة قابلة للفصل؛ وقميص الوجبات الجاهزة، وهو عبارة عن «مخزن في قميص» يحتوي على جيوب لتخزين الحاويات القابلة لإعادة الاستخدام؛ وقبعة «Bucket-Bag Hat»، وهي قبعة ذات حزام حقيبة قابل للتحويل؛ و«Trashy Pants» التي تحتوي على جيوب تساعد في تنظيم عملية إعادة التدوير.

أقمشة يُعاد تدويرها

يواجه كل منتج تحدياً محدداً للحياة الحضرية، وهو مصنوع بنسبة 100 في المائة من الأقمشة المُعاد تدويرها والبلاستيك المعاد تدويره.

ووفقاً لهاني لي، فإن الإلهام جاء من مراقبة سلوك حراس الحديقة في محمية مانداي للحياة البرية. ويقول لي: «لقد خلقوا القدرة على حمل الملابس واستخدامها بطريقة مختلفة تماماً... لقد وجدنا أن استخدام الملابس التي يجري دفعها إلى أقصى الحدود أمر مثير للاهتمام حقاً».

ويتضمن الزي الرسمي لحارس حديقة الحيوان أكياساً مثبتة وإضافات مختلفة لاستيعاب جميع أنواع أساسيات تربية الحيوانات، بدءاً من علف الحيوانات وحتى أدوات الرعاية البيطرية وأكياس القمامة، حتى لا تتناثر النفايات في الحدائق الطبيعية.

ملابس الأداء «الطبيعية»

وتصمم «ملابس الأداء» هذه لمساعدة البشر على التكيف مع مجموعة من البيئات الطبيعية. وسعت شركة «أناك» إلى ترجمة هذه الفكرة إلى ما تسميه «الغابة الحضرية»، وهي تهدف إلى دفع فكرة الملابس المستدامة إلى ما هو أبعد من مجرد استخدام المواد المستدامة، والاستفادة من تصميمها لإثارة الحوار حول سلوك المستهلك، من خلال الموضة «الطبيعية»، وستخصص 100 في المائة من العائدات لدعم جهود الحفاظ على البيئة في جنوب شرق آسيا.

(*) مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».