4 مليارات حادث سيبراني متوقع في أولمبياد باريس

فريق «استخبارات التهديدات» والذكاء الاصطناعي في طليعة أسلحة أول مركز أولمبي موحد للأمن الرقمي

ينتظر أن يشهد أولمبياد باريس عشرة أضعاف الحوادث السيبرانية التي استهدفت أولمبياد طوكيو (شاترستوك)
ينتظر أن يشهد أولمبياد باريس عشرة أضعاف الحوادث السيبرانية التي استهدفت أولمبياد طوكيو (شاترستوك)
TT
20

4 مليارات حادث سيبراني متوقع في أولمبياد باريس

ينتظر أن يشهد أولمبياد باريس عشرة أضعاف الحوادث السيبرانية التي استهدفت أولمبياد طوكيو (شاترستوك)
ينتظر أن يشهد أولمبياد باريس عشرة أضعاف الحوادث السيبرانية التي استهدفت أولمبياد طوكيو (شاترستوك)

في ذروة منافسات بطولة أوروبا لكرة القدم، منتصف الشهر الماضي، فوجئ ملايين البولنديين بعطل حرمهم من مشاهدة الشوط الأول من مباراة بلادهم أمام هولندا. بعدها بأسبوع، تكرر الأمر، وإن لوقت أقصر، خلال المواجهة مع النمسا.

اتضح أن الواقعتين اللتين استهدفتا شبكة التلفزيون الوطنية «تي في بي»، عبارة عن هجمتين سيبرانيتين من نوع يعرف بـ«الهجوم الموزع لحجب الخدمة» DDoS، وهو استهداف يغرق المواقع والخوادم بزيارات مصطنعة لتعطيل الوصول إلى خدماتها.

عشية دورة الألعاب الأولمبية في باريس، يتوقع المسؤولون عن تأمين هذا الحدث الرياضي العالمي سيبرانياً، أكثر من 4 مليارات حادث، استعدوا لمواجهتها بأول مركز موحد للأمن السيبراني في تاريخ الأولمبياد وبفرق «استخبارات» ونماذج الذكاء الاصطناعي.

وفي مقابلة مع «الشرق الأوسط»، يوضح إريك غريفيير، مدير الأعمال والتكنولوجيا في «سيسكو فرنسا» التي تتولى إدارة مركز الأمن السيبراني الموحد للأولمبياد، أن دورة ألعاب طوكيو عام 2021 شهدت حوالي 450 مليون حادث سيبراني. لكن «حجم الحوادث السيبرانية المتوقعة للألعاب الأولمبية الحالية أعلى بعشر مرات على الأقل، مما يستلزم نموذجًا أكثر كفاءة».

«قمرة قيادة» للكشف والاستجابة

حتى أولمبياد طوكيو، كان كل شريك تقني مسؤولاً عن تدابير الأمن السيبراني الخاصة به. إلا أن هذا العام يمثل المرة الأولى التي يشرف فيها شريك واحد للأمن السيبراني على الحدث بأكمله.

ويشير غريفيير إلى أن «وجود مركز تشغيلي واحد للأمن السيبراني يسمح بتنسيق أفضل واستجابة أكثر كفاءة للحوادث»، لافتاً إلى أن هذا القرار يعتمد على نماذج ناجحة في قطاعات أخرى، بما في ذلك القطاع المصرفي ودوري كرة القدم الأميركي حيث تتولى شركته أيضاً مسؤولية الأمن السيبراني.

مدير الأعمال والتكنولوجيا في «سيسكو فرنسا» إريك غريفيير متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» (سيسكو)
مدير الأعمال والتكنولوجيا في «سيسكو فرنسا» إريك غريفيير متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» (سيسكو)

يعد نظام الكشف والاستجابة الموسع XDRعنصراً محورياً في استراتيجية الشركة الأمنية. وينوه غريفيير إلى أن ذلك النظام يعمل بمثابة «قمرة قيادة شاملة» ويجمع البيانات من مختلف المصادر. كما يسهل التحقيقات من خلال ربط الأحداث، ويقوم بأتمتة الاستجابات للتهديدات المكتشفة. ويضمن هذا «رؤية شاملة لمشهد الأمن السيبراني ويتيح إدارة التهديدات بشكل استباقي»، حسب قوله. وتغطي مجموعة الأمن السيبراني الشاملة تلك جميع جوانب البنية التحتية الرقمية للألعاب الأولمبية، من أمان الشبكة والسحابة والتطبيقات إلى برامج حماية المستخدم النهائي.

ما دور الذكاء الاصطناعي؟

في مجال الأمن السيبراني، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في إدارة كميات هائلة من البيانات وتحديد التهديدات المحتملة. يقول غريفيير لـ«الشرق الأوسط» إنه «مع توقّع وقوع 4 مليارات حادث، فإن إزالة الضوضاء أمر بالغ الأهمية». ويضيف أن كل حل يستخدمه مركز الأمن السيبراني للأولمبياد يشتمل على شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي أو التعلم الآلي لأتمتة معالجة هذه الحوادث، مما يسمح للمحللين بالتركيز على التهديدات الحقيقية.

ومن أمثلة ذلك بيئة تحليلات الشبكة الآمنة التي تجمع وتحلل حركة المرور على الشبكة لتحديد الأنماط غير المتوقعة. ويشير غريفيير إلى أنه من خلال بناء نماذج للسلوك النموذجي، «يمكن اكتشاف الانحرافات التي قد تشير إلى هجوم محتمل». ويعتبر أنه بينما يمكن أن تولد نتائج إيجابية كاذبة، فإنها توفر طبقة أساسية من الأمان من خلال الإشارة إلى أي أنماط غريبة لمزيد من التحقيق.

يتعمق أليكسي لوكاسكي، المدير الإداري ومستشار أعمال الأمن السيبراني في شركة «بوزيتيف تكنولوجيز»، في الدور المعقد الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني. ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن المهاجمين صقلوا مهاراتهم ويمكنهم من خلال الذكاء الاصطناعي أن يكونوا أكثر فعالية.

يُستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لإدارة كميات البيانات الهائلة وتحديد التهديدات المحتملة في مراقبة الأمن السيبراني (شاترستوك)
يُستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لإدارة كميات البيانات الهائلة وتحديد التهديدات المحتملة في مراقبة الأمن السيبراني (شاترستوك)

ويشير إلى انتشار مقطع فيديو مزيف يُزعم أنه من وكالة المخابرات المركزية الأميركية على الإنترنت قبل بدء الألعاب الأولمبية يحذر الأميركيين من استخدام مترو باريس بسبب خطر وقوع هجوم إرهابي. كما ظهر فيلم وثائقي مزيف منسوب إلى «نتفليكس» يظهر فيه الممثل الأميركي توم كروز يدين قيادة اللجنة الأولمبية الدولية.

ويعتبر لوكاسكي أن المعلومات المضللة هي التغيير الرئيسي في استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض ضارة خلال هذه الألعاب الأولمبية. ويحذر من أن ملايين الناس سيسافرون إلى باريس من دون معرفة المدينة أو المناطق المحيطة بها جيداً. وقد يواجهون محاولات التصيد الاحتيالي بجميع أشكاله، كالتطبيقات المزيفة، والمواقع المزيفة لبيع التذاكر، وحجز الفنادق، والمواصلات، إضافة إلى البث المزيف ونتائج الأحداث الرياضية المزيفة. هذه تهديدات تقليدية وستركز على أكبر حدث رياضي هذا العام لتجبر المستخدمين على التخلي عن بياناتهم الشخصية وأموالهم وخصوصيتهم.

«فريق استخبارات» التهديدات السيبرانية

عند السؤال عن أنواع التهديدات السيبرانية التي قد تواجهها الألعاب الأولمبية، يجيب غريفيير بأن المخاطر الأساسية قد تتمثل في انقطاع المسابقات والبث، ما يؤثر بشكل مباشر على نجاح الحدث وإيراداته. ويتابع أن التهديدات الأخرى قد تتراوح من سرقة البيانات ونشر برامج الفدية إلى التخريب. ويوضح أن «فريق استخبارات التهديدات (سيسكو تالوس) يراقب باستمرار الأنشطة التي قد تشير إلى تهديدات محتملة».

تلعب وحدة استخبارات التهديدات هذه دوراً محورياً في حماية الألعاب الأولمبية. وقد تم تكليف هذا الفريق بمراقبة التهديدات الإلكترونية العالمية وتوفير المعلومات الاستخباراتية في الوقت المناسب لاستباق الهجمات المحتملة.

ويلفت غريفيير إلى أن شركته تراقب منذ أوائل عام 2022، «كل خطأ يمكن أن يحدث»، ومن خلال دراسة كيفية عمل مجرمي الإنترنت «يمكن توقع تحركاتهم بشكل أفضل وتنفيذ تدابير مضادة فعالة، لضمان بقاء الفريق متقدماً بخطوة على التهديدات المحتملة، وتحديد أي نشاط مشبوه ومعالجته بسرعة».

أبعاد سياسية

ويحذر باولو باسيري، أخصائي الاستخبارات الإلكترونية في شركة «نيت سكوب»، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، من دور مجرمي الإنترنت خلال فترات الاهتمام الإعلامي العالمي بالأحداث الرياضية الدولية، ويؤكد على أهمية وجود أنظمة أمنية واسعة النطاق وشاملة.

انقطاع المسابقات والبث مخاطر أساسية تهدد الألعاب الأولمبية على الصعيد السيبراني (شاترستوك)
انقطاع المسابقات والبث مخاطر أساسية تهدد الألعاب الأولمبية على الصعيد السيبراني (شاترستوك)

ويقول إن الأحداث الرياضية تشكل فرصة لمجرمي الإنترنت لتطبيق تقنياتهم على أكبر عدد ممكن من الناس وتعطيل المنظمات من أجل المطالبة بفدية أو إيصال رسالة. وبالتالي فإن قضية الأمن السيبراني تشكل مصدر قلق رئيسياً.

ويشير باسيري إلى برنامج Olympic Destroyer الضار الذي اتهمت الولايات المتحدة الاستخبارات الروسية بتطويره وكان مسؤولاً عن تعطيل أنظمة تكنولوجيا المعلومات في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 في كوريا الجنوبية. ويعتبر أن «خطر حدوث اضطرابات مماثلة أصبح اليوم أكثر أهمية بالنظر إلى الوضع الجيوسياسي في أجزاء مختلفة من العالم».

دور الاستجابة للحوادث

في حالة وقوع حادث إلكتروني، يُعد وجود خطة قوية للاستجابة للحوادث أمرًا بالغ الأهمية. وقد نفذت «سيسكو» إطار عمل شامل للاستجابة للحوادث للتعامل مع التهديدات المحتملة. ويشرح غريفيير أن خطة الاستجابة للحوادث تتضمن طبقات متعددة من الدفاع، من الاكتشاف الأولي إلى العلاج، وأن فريقه يجري تدريبات ومحاكاة منتظمة لضمان استعداده للاستجابة لأي موقف.

تم تصميم هذه التدريبات لاختبار جاهزية فريق الأمن السيبراني والتأكد من اتباع جميع البروتوكولات بشكل صحيح بما في ذلك خروقات البيانات وهجمات برامج الفدية واختراقات الشبكة، لتقييم قدرات الاستجابة. ويساعد هذا في تحديد أي ثغرات في الدفاعات وتحسين استراتيجيات الاستجابة، بحسب وصفه.

لكن غريفيير يوضح أن التعاون الفعال بين اللجنة الأولمبية الدولية ومختلف شركاء التكنولوجيا «هو مفتاح نجاحنا» في مهمة التأمين، مشيراً إلى أنه «من خلال مشاركة المعلومات والعمل معًا، يمكننا حماية الحدث بشكل أفضل من التهديدات السيبرانية. إنه جهد جماعي، ويلعب الجميع دوراً حاسماً في ضمان أمن الألعاب الأولمبية».

مع إشعال الشعلة الأولمبية لروح المنافسة، سترسم الدروس المستفادة والابتكارات التي تم تطويرها للألعاب الأولمبية 2024، شكل ممارسات الأمن السيبراني للأحداث المستقبلية بهذا الحجم.


مقالات ذات صلة

البلجيكي إيفنيبويل يتعافى... ويعود لسباقات الدراجات

رياضة عالمية رمكو إيفنيبويل (رويترز)

البلجيكي إيفنيبويل يتعافى... ويعود لسباقات الدراجات

يعود البلجيكي رمكو إيفنيبويل، البطل الأولمبي مرتين، للمشاركة في سباق «برابانتسي بيل» في بلجيكا، الجمعة، عقب تعافيه من حادث مروع تعرَّض له العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
رياضة عالمية تصميم الشعلة يهدف إلى إبراز اللهب نفسه (رويترز)

الكشف عن تصميم أنيق لشعلات أولمبياد ميلانو - كورتينا

كشف منظمو أولمبياد ميلانو- كورتينا، اليوم الاثنين عن تصميم أنيق وبسيط للشكل المعدني للشعلات التي ستستخدم في التتابع التقليدي قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة سعودية سيف أرينا فريدة من نوعها نظرًا لتصميمها المتطور والبنية التحتية المتقدمة (الشرق الأوسط)

«السعودي للرياضات الإلكترونية» يدشن أكبر صالة ألعاب في العالم

دشّن الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية الخميس "سيف أرينا"، أكبر منطقة للألعاب والرياضات الإلكترونية على مستوى العالم، في بوليفارد رياض سيتي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية آدم بيتي (د.ب.أ)

بيتي يسعى لتعزيز حصيلته من «الذهب» في «لوس أنجليس 2028»

أكد عملاق سباحة الصدر البريطاني، آدم بيتي، أنه سيسعى إلى الحصول على مزيد من الميداليات الذهبية الأولمبية في «ألعاب لوس أنجليس» بعد قرار إضافة 6 سباقات.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس (الولايات المتحدة))
رياضة عالمية حصلت الصين على المركز الخامس في أولمبياد باريس (رويترز)

تشاو مدرباً لمنتخب الصين للكرة الطائرة للسيدات

تعاقدت الصين اليوم الخميس مع تشاو يونغ لتدريب منتخبها للكرة الطائرة للسيدات وتم تكليفه بقيادة الفريق القوي سابقاً إلى منصة التتويج الأولمبية في دورة لوس أنجليس.

«الشرق الأوسط» (بكين)

شركة دنماركية تعزز فريقها بـ«موظفين» عاملين بالذكاء الاصطناعي

مساعدو الذكاء الاصطناعي يوفرون ميزة تتمثل في أن كل المعارف الخاصة بالعمل تخضع لمعالجة داخلية (رويترز)
مساعدو الذكاء الاصطناعي يوفرون ميزة تتمثل في أن كل المعارف الخاصة بالعمل تخضع لمعالجة داخلية (رويترز)
TT
20

شركة دنماركية تعزز فريقها بـ«موظفين» عاملين بالذكاء الاصطناعي

مساعدو الذكاء الاصطناعي يوفرون ميزة تتمثل في أن كل المعارف الخاصة بالعمل تخضع لمعالجة داخلية (رويترز)
مساعدو الذكاء الاصطناعي يوفرون ميزة تتمثل في أن كل المعارف الخاصة بالعمل تخضع لمعالجة داخلية (رويترز)

انضم 5 «زملاء» جدد في الآونة الأخيرة إلى قسم التسويق في شركة «رويال يونيبرو» الدنماركية، هم في الواقع موظفون أُنشئوا بواسطة الذكاء الاصطناعي، ولكن لهم أسماء ووجوهاً وعناوين بريد إلكتروني.

وتقول مديرة الخدمة ميخالا سفانه لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بوصفنا بشراً، ما نبرع فيه هو إبداعنا وتعاطفنا مع الآخرين ومعرفتنا بعملائنا».

وتوضح: «من خلال العمل مع الذكاء الاصطناعي، يستفيد الموظفون من المساعدة في المهام الأكثر روتينية وفي إيجاد المعلومات» التي يبحثون عنها.

وبمساعدة شركة «مانيفولد إيه آي- manifold AI» الدنماركية المتخصصة، وسَّعت «رويال يونيبرو» فريقها بهؤلاء الأعضاء الافتراضيين الجدد الذين أطلقت عليهم أسماء: «كونديكاي»، المتخصص في العلامات التجارية؛ ومحللة السوق «أثينا»، و«بروميثيوس» الذي يجمع بيانات المبيعات، و«مولر» الخبير في تقديم الطعام، و«إيلا» مندوبة المبيعات.

في البداية، كانوا مجرد مساعدين من دون أسماء أو صور، أما الآن فإن «الزملاء» الخمسة لديهم جميعاً قصة، ويمكنهم تغيير الأزياء والتفاعل يومياً مع الموظفين الآخرين الذين دربوهم من خلال تمرير جميع المعلومات المتاحة لهم.

وتشيد سفانه بحماس زملائها تجاه المشروع، قائلة: «عندما وضعنا صورة على وكيل الذكاء الاصطناعي، تضاعف الاستخدام والتفاعل 4 مرات». وتضيف: «لم أشعر بأي تردد» تجاه الفكرة.

وحسب يان دامسغارد، الأستاذ المتخصص في التحولات الرقمية في كلية كوبنهاغن للأعمال، فإن موظفي الذكاء الاصطناعي «يتم إنشاؤهم كشخصيات حقيقية، وهو أمر شائع جداً بالنسبة للخدمات الرقمية لتحسين تجارب المستخدمين».

ويشير إلى أن هؤلاء الوكلاء الافتراضيين «مصممون للتعامل مع مشكلات محددة».

وفي «Royal Unibrew Denmark» ثاني أكبر شركة لتصنيع البيرة في الدولة الاسكندنافية، تقود كارين يورغنسن فريق «إنسايتس» المسؤول عن جمع البيانات وتحليلها، وتتواصل يومياً مع «أثينا» التي تصفها بأنها «شريكتها» في العمل.

وفي هذا اليوم الربيعي، انصبَّ اهتمامها على سوق البيرة الخالية من الكحول، وتبادلت النقاشات مع «أثينا» عبر تطبيق «تيمز» للمراسلة الفورية، ما قادها إلى تقارير تم إنتاجها سابقاً، وأنتج لها لمحة عامة عن السوق.

حس سليم وتفكير نقدي

تقول يورغنسن: «في السابق، كان هناك كثير من رسائل البريد الإلكتروني، وكان علينا البحث عن التقارير القديمة وإجراء اتصالات كثيرة بأنفسنا. أما الآن، فقد انتقلنا بالتأكيد نحو مزيد من المرونة والسرعة».

وتشير إلى أن مساعدي الذكاء الاصطناعي يوفرون أيضاً ميزة أخرى، تتمثل في أن كل المعارف الخاصة بالعمل تخضع لمعالجة داخلية.

وتوضح المحللة أن هذه الإمكانات التقنية الجديدة تتيح «لنا إيجاد مزيد من القيمة في العمل والقيام بأداء أكثر كفاءة بكثير»، متوقعة تطورات جديدة، مثل مشاركة «أثينا» في الاجتماعات.

ورغم أن هذه العلاقة الجديدة تجعل الموظفين أكثر إنتاجية، فإنهم يجب ألا يفقدوا مهارات التفكير النقدي لديهم أبداً، على ما تحذر ليز نوبيرت هوردام، وهي من مديري القسم.

وتقول: «يجب التعامل بحس نقدي مع كل ما يأتي من (كونديكاي) لأنه آلة»، مضيفة: «ما يقوله يعتمد على كل البيانات التي قدمناها له، لذا فهو صحيح، ولكنه يتطلب لمسة إنسانية وتفكيراً إبداعياً».

بالنسبة لميخالا سفانه، فإن التطوير المستمر لهؤلاء الزملاء في الأدوات ليس إنجازاً تكنولوجيا فحسب؛ بل يمثل أيضاً وعداً بفريق هجين يعرف كيفية العمل معاً.

ومع ذلك، يشير دامسغارد إلى أن كل تقنية تنطوي على مخاطر.

في حالة الموظفين الافتراضيين العاملين بالذكاء الاصطناعي، يطرح دامسغارد تساؤلات حول التفاعلات بين الزملاء: ماذا يحدث عندما يكون زميلك الأقرب عاملاً بالذكاء الاصطناعي وليس إنساناً؟ ماذا تفعل إذا حصل خلاف بين زميل بشري ووكيل عامل بالذكاء الاصطناعي؟

ويقول: «إنه موضوع لا نعرف عنه إلا القليل»، على أمل أن يساعد البحث في الإجابة عن أسئلته، مع تطوير الفرص التي توفرها التكنولوجيا.